ما في قلبي ... ذكريات شاطئ مرة ..

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

The DoN

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
2,980
نقاط التفاعل
702
النقاط
171
العمر
32
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الوقت قد جاوز العصر بكثير ..اتجهت إلى الشاطئ كما أفعل كل يوم في روتين الحياة الملل ....
داخل السيارة صوت منبه رسالة الجوال يصدر نغمته المميزة..
ومع الإزدحام نسيتها لدقائق ..
عدت إلى الرسالة وقرأتها مرات عديدة وكأني غير مصدق ..
اقتربت من المكان الجميل , أشعة الشمس قبل غروبها تُمزق الغيوم القليلة المتناثرة بالأفق...

كان كل ما يدور في ذهني هو نص تلك الرسالة..

SeaSunset.jpg


icon.aspx


جلست على الرمال وجلت بعيني في السماء أتأمل غروب الشمس..
بوجه جامد وبنظرات طائشة تطوف بي في المكان بلا إرادة .. ملابسي تبللت ولم أشعر بذلك ..

كانت الأمواج متتابعة بإنتظام , تارة ترتطم مع جسدي التائه بالتفكير وتعود تارة أخرى داخل البحر..
الرياح تهب بسرعة ... كل الأشياء حولي والبحر اكتست باللون البرتقالي ...
لم يعد المشهد يسحرني كالسابق ... أحدهم يتضاحك بصوت مرتفع يُداعب ابنه الصغير
وثاني يركب مع زوجته في قارب في الجانب الشمالي البعيد ..
وثالث يُمتع ناظريه باللوحة البحرية البديعة.. من صنع الخالق عز وجل ...
همس صوت بداخلي الكل سعيد... قد كنت هنا في يوم من الأيام مثلهم..
تذكرت مشاغل الحياة ...دراسة وأعمال ..رحلات وملاهي وسهرات
كمبيوتر وانترنت ووقت نهدره بلا معنى ...
تمنيت أن أجد لو فرصة أخرى ... لو دقيقة واحدة .... لن انسى المرات العديدة التي وجدت
تلك الأرقام وتعمدت عدم الرد .. لن انسى الدعوات للمشاركة بالطعام في الإسبوع الأخير..
أخرجت الجوال من جيبي ...وقرأت الرسالة مرة أخرى وكل ما في جسمي يبكي
حتى مياه البحر التي تتسرب من تحتي تهتز مع حركة الجسد...
نظرت للرسالة مرة أخرى (( أحسن الله عزاك في الوالدة نحن في المستشفى بإنتظارك ))
وسقطت دمعة على مياه الشاطئ وتابعتها بنظراتي يُقذف بها وتبتلعها مياه البحر...
وحل الظلام على المكان وعلى قلبي وعجزت عن الحركة , لكني نهضت بتثاقل ...

وسرت مع أعمدة مصابيح الرصيف على إمتداد الشاطئ وكأني أُعدها .. مصابيح وانية شاحبة تخنقها الرطوبة ..
هناك في المقبرة الكل يتسابق على الدفن .. عدد الجنائز عشرة في ذلك اليوم..
كان الهدوء يغلب على كل شئ ..الناس والأشياء على السواء
وبسرعة وضعوها في حفرة ضيقة ... وتوارت الغالية تحت التراب....
في أيام العزاء لا أذكر كلمة واحدة نطقت بها ... حتى سمعت ذاك الرجل يقول لي
مواسياً وهو مطأطئ الرأس... لقد فقدت أكثر إنسان بهذا الوجود يحبك بصدق ..
لم تكن كأي إنسان أفقده للأبد...
لم تكن مجرد حادثة حزينة أبكي عليها....
ولم تكن قصة تحكى ليتأثر الناس....
بل كانت حياة كاملة تغيرت وأصبحت وحيداً.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top