مطار هواري بومدين الجديد لم يكن مكتظا بالمسافرين كالمعتاد، والسبب، حسب أحد الموظفين، مغادرة عدد كبير من المهاجرين ابتداء من منتصف شهر أوت· فأول ما لفت انتباهنا عائلة مكونة من 11 فردا، أحدثوا ضجة كبيرة حتى قبل دخولهم القاعة الكبيرة، حيث انتشر الأطفال الأربعة المرافقون لهذه العائلة مثل سرعة البرق باتجاه عربات نقل الأمتعة، والمفاجأة التي أدهشت الجميع هو أن كل واحد من هؤلاء الأطفال جلب عربتين وتم وضعها أمام مؤخرة سيارة ''السينيك'' التي جاءوا على متنها، وما هي سوى لحظات حتى بدأت عملية ''الشحن''···أربع حقائب من الحجم الكبير وحوالي خمس علب كبيرة من الواضح حسب شكلها أنها ''أرهقت'' كثيرا أصحابها قبل أن ينجحوا في ربطها بجميع أنواع الحبال والأسلاك· غير أن هذه ''التعزيزات'' لم تنجح في إخفاء محتويات بعض العلب، فعلب الطماطم المصبرة والقهوة كانت ''تتنفس'' بعض الهواء بالنظر إلى حالة ''الاختناق'' الموجودة داخل هذه العلب··· وكذلك أكياس التوابل والزيتون مما يؤكد بأن هذه العائلة أخذت معها مؤنا خصيصا لشهر رمضان، وهو ما جاء على لسان السيدة (ع· ث)، ربة هذه العائلة، تقطن في مدينة نيس الفرنسية منذ أكثـر من 13 سنة· تقول السيدة (ع· ث) إنها تعودت على زيارة أهل زوجها المقيمين بحمر العين في تيبازة كل عام، حيث تمضي مدة شهر كامل تقضيها في التنقل بين هذه المنطقة وبلدية عين النعجة التي تقطن فيها عائلتها· وفي هذا الإطار تأسفت محدثتنا كثيرا من تدهور قيمة الأورو حيث قالت إن هذا الأمر منعها من اقتناء مستلزمات عديدة تعودت على شرائها كل سنة، وما الحقائب والعلب التي كانت متراكمة أمامنا في مدخل المطار إلا ''أشياء أساسية لا يمكن الاستغناء عنها··''· وبما أن أكياس القهوة وعلب الطماطم المصبرة كانت ظاهرة للعيان، حرصت هذه السيدة على التأكيد بأن والدتها ''أرغمتها'' على اقتناء هذه المواد الاستهلاكية بالنظر إلى نكهتها ومذاقها الأصيل··· غير أن محدثتنا لم تخف علينا أمرا يبدو أنه فاتنا لأننا لم نتمكن من ''تفحص'' جميع العلب، فقد أخبرتنا بأنها اشترت كمية كبيرة من القمح المطحون (الفريك) من محل معروف في ساحة الشهداء بالعاصمة، تحسبا لشوربة رمضان، وهو ما جعلنا نتساءل عن سبب اختيار هذه العائلة الطائرة كوسيلة سفر عوض الباخرة، بالنظر إلى الكميات الكبيرة من المواد الغذائية التي تحملها، فأخبرنا الزوج بأن زوجة أحد أبنائه وضعت مولودها منذ فترة ليست بالبعيدة، بالإضافة إلى إصابة ابنته التي لا يتجاوز سنها 13 سنة بدوار البحر، الأمر الذي اضطر هذه العائلة عكس السنوات الماضية إلى اللجوء إلى الطائرة بالرغم من ارتفاع سعر التذاكر·
مثل هذه الأسباب وغيرها كانت وراء اختيار عائلة أخرى لشركة الخطوط الجوية الفرنسية للمجيء إلى الجزائر· أفراد هذه العائلة لم يتمكنوا من زيارة مناطق عديدة بالجزائر تعودوا على التنقل إليها كلما جاؤوا إلى ''البلاد''· والسبب حسبهم مادي بحت، فتراجع قيمة الأورو إلى 800 دج جعل زيارتهم هذه السنة تقتصر على الأقارب، بعدما تعودوا النزول في فندق على شاطئ البحر، وهو الأمر الذي يفسر عدم اقتناء أشياء كثيرة على غرار الأعوام الماضية، ما عدا بعض المستلزمات وكمية من التمور الجزائرية تحسبا لشهر رمضان·
ومقابل هذا، أكدت عائلات جزائرية كثيرة تعودت على استقبال أقاربها المغتربين في فرنسا، فحقائبهم المملوءة عن آخرها لا تحمل، حسب هذه العائلات، إلا ''الشيفون''، الذي يلجأ هؤلاء إلى توزيعه على الأقارب كهدايا، وهو نوع من المقايضة يتحصلون من خلالها على هدايا ''قيمة'' تتمثل في سلع ومواد استهلاكية وكذا مواد تجميل، وأكثـر من ذلك أنواع عديدة من الخضر والفواكه·
عدد كبير من المغتربين يفضلون الباخرة لتحميل السلع
الحركة بميناء الجزائر كانت مختلفة تماما، عدد كبير من العائلات تتأهب لدخول البهو الكبير وعدد أكبر من الحقائب والأكياس الكبيرة المملوءة عن آخرها· وهو ما علق عليه أحد المهاجرين قائلا ''كل شيء صالح····''· فهذا الأخير يقطن في ضواحي باريس رفقة عائلته المكونة من والدته واثنين من إخوته وكذا زوجته وأطفاله الثلاثة، يستغل زيارته للجزائر كل عام لاقتناء كل شيء··· جميع أنواع مواد التجميل الجزائرية من مساحيق وغاسول الشعر وغيرها من المواد· ويؤكد محدثنا أن هذه المواد مطلوبة بكثـرة من طرف العائلات الجزائرية ببعض المناطق كباريس ومارساي وغيرها، بالنظر إلى نوعيتها الجيدة، حسبه، وكذا سعرها المناسب جدا· فالمغتربون الجزائريون في فرنسا وغيرها لا يمكنهم أبدا اقتناء ماركات عالمية بالنظر إلى تكلفتها الباهظة جدا مقابل مدخولهم الذي بالكاد يكفيهم لتسديد مستحقات الإيجار والغاز والكهرباء، وكذا التكاليف الخاصة بتمدرس الأطفال·
فكثير من المغتربين، يضيف ذات المتحدث، يحرصون على زيارة الجزائر كل عام، ليس للراحة والاستجمام وزيارة الأقارب فقط، بل أيضا لـ''البزنسة'' والمتاجرة في مواد مطلوبة بكثـرة في المناطق التي يعيش فيها أكبر عدد من المغتربين· وهو ما أكده سيد علي، صاحب محل لبيع مواد التجميل بالجملة بعبان رمضان في العاصمة، حيث قال إن زبائنه من المغتربين أصبحوا معروفين، فهو يتعامل مع نفس الأشخاص كل سنة وباتت تربطه بهم علاقات ''عمل'' جيدة، فهو يلتزم بتأمين كميات من هذه المواد بناء على اتصالات مسبقة، وهي التجارة التي انتشرت كثيرا في الفترة الأخيرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء المغتربون في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، مما اضطرهم إلى استخدام هذه الطريقة للحصول على مصاريف إضافية تساعدهم على تحمل عبء الحياة بالغربة· وهو ما يفسر تواجد عدد كبير من المغتربين بميناء الجزائر الذين يفضلون كل سنة السفر عبر البحر، باعتبار أن هذا الأمر لا يكلفهم أموالا كثيرة، كما أن الباخرة هي وسيلة النقل الوحيدة التي تمكنهم من جلب سياراتهم والعودة بها محملة بمختلف المواد والسلع· فأكثر من 250 ألف مغترب يدخلون الجزائر عبر الميناء كل سنة، وهو رقم مرشح للارتفاع بالنظر إلى تزايد عدد المهاجرين الجزائريين في فرنسا على وجه الخصوص·
http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?ida=41537&idc=55
مثل هذه الأسباب وغيرها كانت وراء اختيار عائلة أخرى لشركة الخطوط الجوية الفرنسية للمجيء إلى الجزائر· أفراد هذه العائلة لم يتمكنوا من زيارة مناطق عديدة بالجزائر تعودوا على التنقل إليها كلما جاؤوا إلى ''البلاد''· والسبب حسبهم مادي بحت، فتراجع قيمة الأورو إلى 800 دج جعل زيارتهم هذه السنة تقتصر على الأقارب، بعدما تعودوا النزول في فندق على شاطئ البحر، وهو الأمر الذي يفسر عدم اقتناء أشياء كثيرة على غرار الأعوام الماضية، ما عدا بعض المستلزمات وكمية من التمور الجزائرية تحسبا لشهر رمضان·
ومقابل هذا، أكدت عائلات جزائرية كثيرة تعودت على استقبال أقاربها المغتربين في فرنسا، فحقائبهم المملوءة عن آخرها لا تحمل، حسب هذه العائلات، إلا ''الشيفون''، الذي يلجأ هؤلاء إلى توزيعه على الأقارب كهدايا، وهو نوع من المقايضة يتحصلون من خلالها على هدايا ''قيمة'' تتمثل في سلع ومواد استهلاكية وكذا مواد تجميل، وأكثـر من ذلك أنواع عديدة من الخضر والفواكه·
عدد كبير من المغتربين يفضلون الباخرة لتحميل السلع
الحركة بميناء الجزائر كانت مختلفة تماما، عدد كبير من العائلات تتأهب لدخول البهو الكبير وعدد أكبر من الحقائب والأكياس الكبيرة المملوءة عن آخرها· وهو ما علق عليه أحد المهاجرين قائلا ''كل شيء صالح····''· فهذا الأخير يقطن في ضواحي باريس رفقة عائلته المكونة من والدته واثنين من إخوته وكذا زوجته وأطفاله الثلاثة، يستغل زيارته للجزائر كل عام لاقتناء كل شيء··· جميع أنواع مواد التجميل الجزائرية من مساحيق وغاسول الشعر وغيرها من المواد· ويؤكد محدثنا أن هذه المواد مطلوبة بكثـرة من طرف العائلات الجزائرية ببعض المناطق كباريس ومارساي وغيرها، بالنظر إلى نوعيتها الجيدة، حسبه، وكذا سعرها المناسب جدا· فالمغتربون الجزائريون في فرنسا وغيرها لا يمكنهم أبدا اقتناء ماركات عالمية بالنظر إلى تكلفتها الباهظة جدا مقابل مدخولهم الذي بالكاد يكفيهم لتسديد مستحقات الإيجار والغاز والكهرباء، وكذا التكاليف الخاصة بتمدرس الأطفال·
فكثير من المغتربين، يضيف ذات المتحدث، يحرصون على زيارة الجزائر كل عام، ليس للراحة والاستجمام وزيارة الأقارب فقط، بل أيضا لـ''البزنسة'' والمتاجرة في مواد مطلوبة بكثـرة في المناطق التي يعيش فيها أكبر عدد من المغتربين· وهو ما أكده سيد علي، صاحب محل لبيع مواد التجميل بالجملة بعبان رمضان في العاصمة، حيث قال إن زبائنه من المغتربين أصبحوا معروفين، فهو يتعامل مع نفس الأشخاص كل سنة وباتت تربطه بهم علاقات ''عمل'' جيدة، فهو يلتزم بتأمين كميات من هذه المواد بناء على اتصالات مسبقة، وهي التجارة التي انتشرت كثيرا في الفترة الأخيرة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء المغتربون في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، مما اضطرهم إلى استخدام هذه الطريقة للحصول على مصاريف إضافية تساعدهم على تحمل عبء الحياة بالغربة· وهو ما يفسر تواجد عدد كبير من المغتربين بميناء الجزائر الذين يفضلون كل سنة السفر عبر البحر، باعتبار أن هذا الأمر لا يكلفهم أموالا كثيرة، كما أن الباخرة هي وسيلة النقل الوحيدة التي تمكنهم من جلب سياراتهم والعودة بها محملة بمختلف المواد والسلع· فأكثر من 250 ألف مغترب يدخلون الجزائر عبر الميناء كل سنة، وهو رقم مرشح للارتفاع بالنظر إلى تزايد عدد المهاجرين الجزائريين في فرنسا على وجه الخصوص·
http://www.elkhabar.com/quotidien/lire.php?ida=41537&idc=55