المذهب الخارجي في المغرب العربي:
عرف المغرب الاقصى انتشارا نسبيا للمذهب الخارجي، فالمغرب الاقصى كان ملاذا للهاربين من السلطة المركزية لبني أمية ومن ثم بي العباس اضافة للمعانات التي لاقاها البربر من بعض الولاة الامويين و العباسيين مما ساعد على انتشار هذا المذهب في بعض القبائل الامازيغية و بالتالي قيام دويلات منها دولة بني مدرار ( تبنت المذهب الصفري) و الدولة الرستمية ( تبنت المذهب الاباضي) .....
ثورة ميسرة المضغري الخارجي
أساء والي بني أمية عمر بن عبيد الله الذي كان بطنجة السيرة في برابرة المغرب الأقصى وأراد أن يخمس من أسلم منهم وزعم أنه الفيء، فنفر البربر من العرب عامة وقامت بينهم عدة ثورات وكان ذلك من أسباب اعتناق البربر على ما يذكره الناصري لانتشار المذهب الخارجي في المغرب وسعيهم لإقامة خلافة بربرية كما حدث عندما ثار البربر في ولاية عبيد الله بن الحبحاب لما أصابهم من عماله من جور وعسف وبايعوا ميسرة المضغري المعروف بالخضير بالخلافة وخاطبوه بأمير المؤمنين، إذ الخوارج لا يشرطون في الإمام الأعظم القريشي وعلى العموم اضطرم المغرب نارا أو ثروة وفشا في جميع قبائله المذهب الخارجي وانتفض على حلفاء المشرق فلم يراجع طاعتهم بعد.( موقع امتداد)
دولة برغواطة
كان طريف ( وهو اب صالح مؤسس هذه الدولة) قائدا من قواد ميسرة المضغري، فلما انقرض أمر ميسرة بقي طريف قائما بأمر الصفرية في تامسنا، بعد تولي طريف تولى صالح الأمر من بعده و ادعى النبوة و شرع أحكاما خاصة به، تولى من بعده ابنه إلياس بن صالح (792 - 842) [7] ، الذي قيل انه تجاهر علنا بالإسلام لكنه اعتنق دين صالح سرا ، وتوفي في السنة خمسين من حكمه.
ثم يونس بن إلياس (842 - 888) هو الصانع الرسمي لديانة صالح حيث قتل جميع الذين لم يعتنقوا ديانته (قتل 7770 شخصا وفقا لمصادر ابن خلدون ، في مكان يسمى تاملوكيفت). و الملفت للنظر، ما يُقال من أدائه فريضة الحج. توفي في السنة الرابعة من حكمه.
أبو غافر محمد (888 - 917) ، و وقد سُمي أيضا بالنبي (طبقا لسرد ابن خلدون لأحد القصائد) وكان له 44 زوجة و العديد من الأبناء. توفي في السنة التاسع والعشرين من حكمه.
أبو الأنصار عبد الله (917 - 961) ، دُفن في أمسلخت. توفي في السنة الرابعة من حكمه.
أبو منصور عيسى (961 -؟) الذي كان 22 عندما اصبح ملكا.( من موقع ويكيبديا)
صمدت دولة طويلا ضد الامويين و الفاطميين و المرابطين.. حتى افناها الموحدون
دولة بني مدرار في سجلماسة ( تافيلالت حاليا جنوب شرق المغرب)
تنحدر هذه الأسرة من قبيلة مكناسة البربرية، نزح أفرادها إلى مناطق جنوبي المغرب، ثم استقروا في سجلماسة. كان أبناء هذه المناطق (جنوبي المغرب) يعتقون مذهب الفرقة الصفرية من الخوارج. عرفت المدينة نشاطا تجاريا مزدهرا نظرا لموقعها الاستراتيجي (بين شمال إفريقيا وغربها). تزايد نفوذ بنو مدرار وهيمنتهم على المدينة، وكان بداية أمرهم عند تولى أمر مكناسة (القبيلة البربرية) أبو القاسم سمكو المدراري. أعلن بنو مدرار الطاعة للعباسيين وأقاموا الخطبة للخليفة في بغداد، إلا أن شكل هذا الولاء كان رمزيا فقط ولدفع الشبهات عن دولتهم. كانت لهم علاقات متينة مع الرستميين (أصحاب تاهرت)، وسبب ذلك كما يبدو هو اعتناق الدولتين للمذهب الخارجي.
مع ازدياد نفوذ الفاطميين في المغرب، وتحول العديد من أتباع المدرارين إلى الدعوة الجديدة، سقطت سجلماسة في أيدي قائد الفاطميين أبو عبد الله الشيعي (909 م). صار أمر ملوك بنو مدارا في أيدي الخلفاء الفاطميين. عرف هذا العهد اضطرابات لكثرة تدخل الفاطميين وقوادهم في سجلماسة. ثم دخل الخليفة الأموي في قرطبة في الصراع القائم عن طريق أتباعه من بني مغراوة. تحول المدراريون عن المذهب الخارجي إلى المذهب المالكي السني (حوالي 943 م)، إلا الأمر لم يعمر طويلا فاقتحم الفاطميون المدينة عليهم مجددا ونصبوا أميرا من صنائعهم . انتهى أمر دولتهم بدخول خزرون المغراوي واستنزال أهل سجماسة إلى طاعة الأمويين (حكام قرطبة).( من موقع تاريخ السلالات الحاكمة)
الدولة الرستمية
الرستميون، سلالة من الاباضية حكمت في الجزائر بين 776-908 م، مقرها كان مدينة تاهرت أو تيهرت وتسمى اليوم تيارت.مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية) كان منذ 758 م واليا على القيروان من قبل الإباضية. فر بعد عودة ولاة العباسيين إليها (القيروان) إلى تيهرت، بويع إماما على الجماعة (776-784 م). سيطر الرستميون على مناطق وسط الجزائر أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم وضع نفسه تحت حماية الأمويين حكام الأندلس، الأمر الذي مكنه من إقامة علاقات تجارية جيدة مع الأندلس. توطدت الدولة وساد الاستقرار في عهد أبي سعيد الأفلح (823-868 م) ثم أبي حاتم يوسف (868-894 م) من بعده.
أصبحت تيهرت العاصمة الثقافية والفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام الداعية الشيعي أبو عبيد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقرو في منطقة وادي ميزاب ، من أهم مدنهم اليوم غرداية.