- إنضم
- 2 أفريل 2007
- المشاركات
- 7,110
- نقاط التفاعل
- 24
- النقاط
- 317
[font=arial (arabic)]في شرايين الروح الغامضة الخفية, تمضي قاطرة الحزن وهي تجر وراءها عربات السهاد, وليس في القطار كله ساعة تدل علي الوقت.. كل الساعات محطمة لأنها تنتمي إلي الأمس, والأمس قد مات.
لا يرضيكم تعبير الموت فلنقل إنه قد رحل, استقل قطار الليل وغاب وسط خلاء كوني مظلم. ذهب كل شيء.. الصوت.. والرائحة.. واللون.. والإحساس.. ورجفة اليد.. وارتعاشة القلب.. وبراءة الميلاد الأولي.
اهتز القطار وهو يدخل بين جبلين داكنين ها الكبرياء والتواضع.. واهتزت عرباته جميعا بكل درجاتها, واهتزت زرقاء اليمامة وهي تجلس وحيدة في أحد دواوين الدرجة الأولي.. كانت حزينة صامتة تغلق عينيها قليلا لتستريح من البكاء أو تغلق عينيها قليلا لتبكي داخل نفسها كما يفعل النبلاء.
كانت هناك رائحة بعيدة لشجرة ياسمين متشابكة الأغصان.. تجلس تحتها قطة كسولة, وكان لون السماء أخضر يضرب عمقه إلي الزرقة, وعبرت سحابة تحمل إحساسا يشبه إحساس سفينة تتهيأ للرحيل وعلي الشاطئ راح كل شيء يرتعش.. بدأ البحر يبكي بأمواجه المتلاحقة, وكان الشاطئ يمسح دموعه وهو ينظر في اتجاه معاكس, وحين أيقن البحر أن أحدا لا يعبأ به, اعولت الرياح وتكاثفت السحب وفتحت زرقاء اليمامة عينيها ونظرت في اتجاه القطار.
رأت لا شيء وعادت تحدق في قلب الفراغ بحثا عن شيء فلم تجد, وعادت تنكفئ علي نفسها وتغلق عينيها وتسبح.
كانت تعلم أنها تبتعد عن شاطئ الأمان, وكانت تدرك أن في تيارات البحر قوة قاهرة تجذبها نحو قلب البحر الذي لا قلب له.
وفي مقاعد الدرجة الثانية تجلس مجموعة من الخلائق التي تثرثر وتتحدث وتقتل الوقت باسترجاع ما مضي.. ومحاولة رد الحياة فيما فات, أما مقاعد الدرجة الثالثة فكانت تلعب الورق.[/font]
لا يرضيكم تعبير الموت فلنقل إنه قد رحل, استقل قطار الليل وغاب وسط خلاء كوني مظلم. ذهب كل شيء.. الصوت.. والرائحة.. واللون.. والإحساس.. ورجفة اليد.. وارتعاشة القلب.. وبراءة الميلاد الأولي.
اهتز القطار وهو يدخل بين جبلين داكنين ها الكبرياء والتواضع.. واهتزت عرباته جميعا بكل درجاتها, واهتزت زرقاء اليمامة وهي تجلس وحيدة في أحد دواوين الدرجة الأولي.. كانت حزينة صامتة تغلق عينيها قليلا لتستريح من البكاء أو تغلق عينيها قليلا لتبكي داخل نفسها كما يفعل النبلاء.
كانت هناك رائحة بعيدة لشجرة ياسمين متشابكة الأغصان.. تجلس تحتها قطة كسولة, وكان لون السماء أخضر يضرب عمقه إلي الزرقة, وعبرت سحابة تحمل إحساسا يشبه إحساس سفينة تتهيأ للرحيل وعلي الشاطئ راح كل شيء يرتعش.. بدأ البحر يبكي بأمواجه المتلاحقة, وكان الشاطئ يمسح دموعه وهو ينظر في اتجاه معاكس, وحين أيقن البحر أن أحدا لا يعبأ به, اعولت الرياح وتكاثفت السحب وفتحت زرقاء اليمامة عينيها ونظرت في اتجاه القطار.
رأت لا شيء وعادت تحدق في قلب الفراغ بحثا عن شيء فلم تجد, وعادت تنكفئ علي نفسها وتغلق عينيها وتسبح.
كانت تعلم أنها تبتعد عن شاطئ الأمان, وكانت تدرك أن في تيارات البحر قوة قاهرة تجذبها نحو قلب البحر الذي لا قلب له.
وفي مقاعد الدرجة الثانية تجلس مجموعة من الخلائق التي تثرثر وتتحدث وتقتل الوقت باسترجاع ما مضي.. ومحاولة رد الحياة فيما فات, أما مقاعد الدرجة الثالثة فكانت تلعب الورق.[/font]
