من إبداعات احمد مطر

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

اترانجى

:: عضو مُشارك ::
إنضم
11 نوفمبر 2006
المشاركات
320
نقاط التفاعل
2
النقاط
7
العمر
39
لا سياسة
وضعوا فوق فمي كلب حراسة ،
وبنوا للكبرياء في دمي سوق نخاسة ،
وعلى صحوة عقلي أمروا التخدير أن يسكب كأسة ،
ثم لما صحت: "قد أغرقني فيض النجاسة " ،
قيل لي : " لا تتدخل في السياسة " ؛
تدرج الدبابة الكسلى على رأسي إلى باب الرئاسة ،
وبتوقيعي بأوطان الجواري ،
يعقد البائع والشاري مواثيق النخاسة ،
وعلى أوتار جوعي ، يعزف الشبعان ألحان الحماسة ،
بدمي ترسم لوحات شقائي ،
فأنا الفن وأهل الفن ساسة ،
فلماذا أنا عبد، والسياسيون أصحاب قداسة ؟
قيل لي : " لا تتدخل في السياسة " ؛
شيدوا المبنى وقالوا أبعدوا عنه أساسة ،
أيها السادة عفوا، كيف لا يهتز جسم عندما يفقد رأسه ؟



الخلاصة

أنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم...
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ و زنيم...
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم...
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
أطلق الوالي كلابه...
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
يغضب الوالي الرجيم...
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم
خمسُ كلماتٍ...
كما يسمح قانون الكتابة
هي:
(قرآن كريم...صدق الله العظيم)​
 
أحضِـرْ سلّـهْ
ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعاتٍ "
ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ .
ضـعْ مذياعاً
ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ .
ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،
ضـعْ حبـلاً،
ضَـع سكّيناً ،
ضَـعْ قُفْلاً .. وتذكّرْ قَفْلَـهْ .
ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـهْ
يسبِقُ ظِلّـهْ
يلمَـحُ حتّى اللاأشياءَ
ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـهْ !
واخلِطْ هـذا كُلّـهْ
وتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـهْ .
ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ
فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ
.. دولَـهْ !





أنا السببْ .

في كل ما جرى لكم

يا أيها العربْ .

سلبتُكم أنهارَكم
والتينَ والزيتونَ والعنبْ .
أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم
وعِرضَكم ، وكلَّ غالٍ عندكم
أنا الذي طردتُكم
من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ .
والقدسُ ، في ضياعها ، كنتُ أنا السببْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ .
أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها
بالانسحاب فانسحبْ .
أنا الذي هزمتُكم
أنا الذي شردتُكم
وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .
أنا الذي كنتُ أقول للذي
يفتح منكم فمَهُ :
" شَتْ ابْ " !
***


نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،
فقد كَذَبْ .
فمن لأرضكم سلبْ .؟!
ومن لمالكم نَهبْ .؟!
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!
أقولها صريحةً ،
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،
وقلةٍ في الذوق والأدبْ .
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .
ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكمو
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ
أن يرفض الطلبْ .؟!
أشنقهُ ، أقتلهُ ،
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ، أو فاشربوا " بحر العربْ " .
ما دام لم يعجبْكم العجبْ .
مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .
ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما
قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .
وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ،
وشَغَبْ .
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ .
نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ ، إن أردتم ،
والخطبْ .
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :
" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ".
قولوا بأني خائنٌ لكم ، وكلبٌ وابن كلبْ .
ماذا يضيرني أنا ؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ ،
يريد أن يسقطني بصوتهِ ،
وبالضجيج والصَخبْ .؟!
أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها
وأحملُ الرتبْ .
أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا
ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!
فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ .
إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .
وحينها ستعرفون ، ربما ،
مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم ـ
كان السببْ .!؟
 
آية النسف





لا تهاجر ،

كل ما حولك غادر ،

لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة ،

وعلى نفسك من نفسك حاذر ،

هذه الصحراء ماعادت أمينة ،

هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة ،

حولها ألف سفينة ،

وعلى أنفاسها مليون طائر ،

ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر ،

وعلى باب المدينة ،

وقفت خمسون قينة ،

حسبما تقضي الأوامر ،

تضرب الدف وتشدو: ” أنت مجنون وساحر” ،

لا تهاجر ،

أين تمضي ؟

رقم الناقة معروف ، وأوصافك في كل المخافر ،

وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر ،

أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر ،

خفف الوطء قليلا ، فأديم الأرض من هذي العساكر،

لا تهاجر ،

اخف إيمانك ، فالإيمان ــ أستغفرهم ــ إحدى الكبائر،

لا تقل إنك ذاكر ،

لا تقل إنك شاعر ،

تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر ،

أنت أمي، فلا تقرأ، ولا تكتب ولا تحمل يراعا أو دفاتر،

سوف يلقونك في الحبس، ولن يطبع آياتك ناشر ،

إمض إن شئت وحيدا، لا تسل أين الرجال،

كل أصحابك رهن الإعتقال ،

فالذي نام بمأواك أجير متآمر ،

ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر ،

وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله: كافر ،

ندموا من غير ضغط ،

وأقروا بالضلال ،

رفعت أسماؤهم فوق المحاضر ،

وهوت أجسادهم تحت الحبال؛

إمض إن شئت وحيدا ، أنت مقتول على أية حال،

سترى غارا ، فلا تمش أمامه ،

ذلك الغار كمين ، يختفي حين تفوت ،

وترى لغما على شكل حمامة ،

وترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت ،

تلقط الكلمة حتى في السكوت ،

ابتعد عنه ولا تدخل وإلا ستموت ،

قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر ،

أنت مطلوب على كل المحاور ،

لا تهاجر ،

اركب الناقة واشحن ألف طن ،

قف كما أنت ورتل آية النسف(1) على رأس الوثن،

إنهم قد جنحوا للسلم فاجنح للذخائر ،

.ليعود الوطن المنفي منصورا إلى أرض الوطن​




(1)آية النسف : “وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا، لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا، إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما.” قرآن كريم
 
صاحبة الجهالة



مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي الإحتِـلالْ
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ
عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ
كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
**
قَلّبَ المَسؤولُ أوراقـي، وَقالْ :
إجتَنِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الإنفِعـالْ .
مَثَـلاً :
خَفّـفْ مآسـي
لِـمَ لا تَكتُبَ ماسـي ؟
أو مُواسـي
أو أماسـي
شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إحـذِفِ الأعـْزَلَ ..
فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإنعِـزالْ !
إحـذِفِ المـدْ فَـعَ ..
كي تَدْفَـعَ عنكَ الإعتِقالْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إحـذِفِ الأربـابَ
لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
إحـذِفِ الطّفْـلَ ..
فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ !
إحـذِفِ الثّـورَةَ
فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِفِ الثّرْوَةَ و الأشبـاهَ
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !
قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي : كانَ هُنـا ..
لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ
فاستَقَـالْ !
 
الخــرافة

اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .
وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها
واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ ..
بالفِـرارْ !
دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها
ثُمَّ انصرِفْ عَنها
وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .
عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ
لِلحَياةِ
وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ
لا يُرتجى مِنها النَّماءُ
وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .
جَرَّبْتَها
وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها
مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .
حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..
هِيَ أُمَّةٌ
طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى
قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !
هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ
إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !
هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها
تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ
لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ
على مَوائِدَ لِلقِمارِ
وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ
إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !
هِيَ باختصارِ الاختصارْ :
غَدُها انتظارُ الاندثارِ
وأَمسُها مَوتٌ
وَحاضِرُها احتِضارْ !
** *
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ
بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى
إكْليلَ غارْ
هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .
هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ
فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ
وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً
فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها
واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ
 
المكتفي

أَنَا مأوايَ العَراءْ
تَحتَ رِجْلي يَضحكُ القَيظُ
وَيَبكي فَوقَ عَينيَّ الشِّتاءْ .
جَسَدي كَسْرةُ خُبزٍ
وَدَمي قَطرةُ ماءْ
وَسِوى الغُربةِ
وَالوَحْدةِ
وَالدّاءِ العَياءْ
لَم يَعُدْ لي في زماني أولياءْ .
غَيْرَ أنّي حِينَ يطويني المسَاءْ
أتهجّى كُلَّ أوراقِ مَصيري
تَحتَ مِصباحِ ضَميري :
أَنَا مأوايَ البَهاءْ
شُرُفاتي من ضِياءٍ
وَمُحيطي من نَقاءْ .
سَقْفِيَ الأَنجُمُ والأمطارُ والشّمسُ
وَجُدراني الهَواءْ .
لَسْتُ أمشي حافِياً..
أَحذِيَتي: كُلُّ رؤوسِ الخُلفَاءْ .
لَسْتُ أغفو جائِعاً ..
حُرّيتي
تكفي لإتخامِ المجاعاتِ جميعاً
وَلإطعامِ الغِذَاءْ !
أَنا دائي صِحَّتي
ما دامَ إذعاني الدَّواءْ .
وَأَنا الوَحْدةُ أُنسِي
حَيثُ نُمسي
أَنَا والحقُ سَواءً بسَواءْ .
وأَنَا.. مَنفايَ فَرْدٌ مِن رَعايايَ
لأنّي وَطَنٌ للِغُرَباءْ !
عِنْدَها..
أُطبِقُ أَوراقي وأَحداقي قَريرا :
لَم يَزَلْ عَرْشي كبيرا ً.
لَيسَ بالإمكانِ
أَن يَكبُرَ عن هذا كثيرا .
هوَ مُمتَدٌّ إلى خاصِرةِ الأَرضِ
وَمَرفوعٌ على رأس السماءْ !​
 
شكرا لك على القصائد
لم أكن أعلم أن مطر مبدع هكذا
 
تسلم على المرور والتعليق أخي يونس​



بين يدي القدس


ياقدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان ،

وليس لي أسلحة وليس لي ميدان ،

كل الذي أملكه لسان ،

والنطق ياسيدتي أسعاره باهظة، والموت بالمجان،

سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،

أقول نصف كلمة ، ولعنة الله على وسوسة الشيطان ،

جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين،

تفقسان بعد جولتين عن ثمان ،

وبالرفاء والبنين تكثر اللجان،

ويسحق الصبر على أعصابه ،

ويرتدي قميصه عثمان ،

سيدتي، حي على اللجان ،

.حي على اللجان​
 
المجد للّيمون!


عليكَ بالمرونَة.
لا تتصلّبْ أبداً..
فالصلْبُ يكسرونَهْ.
حتّي لو انحني لهم
لن يأمَنَ انكسارَهُ
ساعةَ يركبونَهْ.
حتّي لو استخلصَ
من مرونَةَ الصّابونَهْ
صلابةً ذائبَهً
لن يَغفروا جُنونَهْ
سيغسِلونَ كفَّهُمْ منهُ
وفي مُستودعِ الأقذارِ يدلقونهْ.

كُنْ مَرِناَ
علي خُطَي الأنظمِة الميَمونَهْ
مرونةَ اللّيمونَةْ.
المَجدُ للّيمونِ في حكمتهِ المكنونَهْ:
ٌٌمُمتليءٌ..
لكنّهُ في مُنتهي اللّيونَهْ.
وحينَ يَعصرونَهْ
يَفقدُ ماءَ وجههِ
لكنّما قِشرتُهُ
تبقي علي طولِ المدي
سالمةً مَصونَهْ.

خُذْ حِكمةَ الجامعةِ العَذراءِ
واحملْها علي صدركَ كالأَيقونَهْ.
فهي بكُلِّ جَمْعِها
من مَجْمعِ الزّيتِ
وحتّي جامع الزّيتونَهْ
بزيتِها مَدهونَهْ!
وسِرُها المُعلَنُ في الأزمنةِ المَلعونة:
لن يَقبلَ الكَونُ وجودَ كائنٍ
إلاّ إذا كَفَّ عن الكينونَهْ!




أحمد مطر

الأحد13/8/2006

 
حكاية عباس




عباس وراء المتراس،
يقظ منتبه حساس،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه،
بلع السارق ضفة،
قلب عباس القرطاس،
ضرب الأخماس بأسداس،
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته،
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ؛
صرخت زوجة عباس:
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني ياعباس،

أبناؤك قتلى، عباس،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
زوجته تغتاب الناس
صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد،
فلمن تصقل سيفك ياعباس؟
وقت الشدة
إذا، اصقل سيفك ياعباس



عباس يستخدم تكتيكاً جديداً

عباس شد المخصرة

ودس فيها خنجره

واستعد للجولة المنتظرة

اللص دق بابه

اللص هدّ بابه

وعابه وانتهره

يا ثور أين البقرهْ؟

عباس دس كفه في المخصره

واستل منها خنجره

وصاح في شجاعة:

في الغرفة المجاورة

اللص خط حوله دائرة

وأنذره

إياك أن تُجاز هذي الدائرهْ

علا خوار البقرة

خفت خوار البقرة

خار خوار البقرة

ومضى اللص بعدما قضى لديها وطره

وصوت عباس يدوي خلفه

فلتسقط المؤامرة

فلتسقط المؤامرة

- عباس:

والخنجر ما حاجته؟

- ينفعنا عند الظروف القاهرة

- وغارة اللص؟

- قطعت دابره

ألم تشاهدوني وقد غافلته

واجتزتُ خط الدائرة!


 
لافتات مطرية

لا فتات مطرية​


خلق

في الأرض مخلوقان
إنس...
وأمريكان!

يقظة

صباح هذا اليوم
أيقظني منبه الساعة
وقال لي: يا ابن العرب
قد حان وقت النوم!

الساعة

دائرة ضيقة
وهارب مدان
أمامه وخلفه يركض مخبران
هذا هو الزمان

الصدى

صرخت: لا
من شدة الألم
لكن صدى صوتي
خاف من الموت
فارتد لي: نعم!

خطاب تاريخي

رأيت جرذا
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله
..يصفق الذباب!


طبيعة صامتة

في مقلب المقامة
رأيت جثة لها ملامح الأعراب
تجمعت من حولها النسور
والدباب
وفوقها علامة
تقول: هذي جيفة
كانت تسمى سابقا....كرامة!

قربة

صاحبي كان يصلي
-دون ترخيص-
ويتلو بعض آيات الكتاب
كان طفلا
ولذ لم يتعرض للعقاب
فلقد عزره القاضي
وتاب!


التهمة

كنت أسير مفردا
أحمل أفكاري معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم: خذوه
سألتهم:
ما تهمتي؟
فقيل لي :
..تجمع مشبوه!

قلة أدب

قرأت في القرآن:
(تبت يدا أبي لهب)
فأعلنت وسائل الإذعان:
إن السكوت من ذهب
أحببت فقري ...لم أزل أتلو:
( وتب
ما أغنى عنه ماله وما كسب)
فصودرت حنجرتي
بجرم قلة الأدب
وصودر القرآن
لأنه..حرضني على الشغب!

قلم

جس الطبيب خافقي
وقال لي:
هل هاهنا الألم؟
قلت له: نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم!
هز الطبيب رأسه ...ومال وابتسم
وقال لي :
ليس سوى قلم
فقلت: لا ياسيدي
هذا يد ..وفم
رصاصة ... ودم
وتهمة سافرة...تمشي بلا قدم
 
بارك الله فيك اخي ...

شكرااا لك على الروائع للشاعر الكبير احمد مطر ..
 
شرفني مرورك أختي أنا معك





هذه قصيدة أيضا لأحمد مطر بعنوان( ياشعوبا من سراب ...).




هَطَلَتْ مِن كُـلِّ صَـوْبٍ عَيـنُ بـاكٍ
وَهَوَتْ مِـن كُـلِّ فَـجٍّ كَـفُّ لاطِـمْ
وَتَداعـى كُـلُّ أصحـابِ المواويـلِ
وَوافَـى كُـلُّ أربــابِ التّراتـيـلِ
لِتَرديـدِ التّواشيـحِ وتَعليـقِ التّمائِـمْ
وأقامـوا، فَـجـأةً، مِــن حَوْلِـنـا
سُـــــــورَ مـــآتِــــمْ .
إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْـرِ لِلـدّارِ ..
كـأنَّ النَّسْـرَ لَـمْ يَبسُـطْ جَناحَـيْـهِ
عـلــى كُـــلِّ الـعَـواصِــمْ !
أيُّ دارٍ ؟!
أرضُنـا مُحتـلَّـةٌ مُـنـذُ استقـلَّـتْ
كُلَّمـا زادَتْ بهـا البُلـدانُ.. قَلَّـتْ !
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِـمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِـمْ .
أيُّ نِـــــــفـــــــطٍ ؟!
صاحِـبُ الآبـارِ، طُـولَ العُـمْـرِ،
عُـريـانٌ وَمَـقــرورٌ وصـائِــمْ
وَهْــوَ فَــوقَ النّـفـطِ عـائِـمْ !
أيُّ شَــــــعْـــــــبٍ ؟!
شَـعـبُـنـا مُــنــذُ زَمــــانٍ
بَينَ أشداقِ الـرَّدى والخـوفِ هائِـمْ
مُـسـتـنـيــرٌ بـــظــــلامٍ
مُـسـتـجـيـرٌ بِـمـظــالِــمْ !
هُــــوَ أجــيــالُ يَـتـامــى
تَـــــتَـــــرامــــــى
مُنذُ ما يَقـرُبُ مِـن خَمسيـنَ عامـا
كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .
كُلُّ جيلٍ يُنتَضـى مِـن أُمِّـهِ قَسْـراً
لِكَـيْ يُهـدى إلــى (أُمِّ الهَـزائِـمْ)
وَهْـــــيَ تَــلــقــاهُ وُروداً
ثُــــمَّ تُـلـقـيـهِ جَـمـاجِــمْ
وَبُـــروحِ الـنَّـصـرِ تَـطـويـهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمـةَ لائِـمْ .
فَـهُـوَ المقـتـولُ ظُلْـمـاً بيدَيْـهـا
وَهُوَ المَسؤولُ عـن دَفْـعِ المَغَـارِمْ !
فَــــــــإذا فَــــــــرَّ
تَفـرّى تَحـتَ رِجْلَـيْـهِ الطّـريـقْ
فَهْوَ إمّـا ظامِـئٌ وَسْـطَ الصّحـارى
أو بأعـمـاقِ المُحيـطـاتِ غَـرِيـقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتـري بِلَّـةَ ريـقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !
فَلماذا صَمَتُـوا صَمْـتَ أبـي الهَـوْلِ
لَـــدَى مَـــوْتِ الضّـحـايـا..
واستـعـاروا سُـنَّــةَ الخَـنـسـاءِ
لَـمّـا زَحَـفَـتْ كَــفُّ المَـنـايـا
نَـحْـوَ أعـنــاقِ الـجَـرائِـمْ ؟!
يــا شُعـوبـاً مِـــن سَـــرابٍ
فــي بــلادٍ مِــن خَـــرابْ..
أيُّ فَـــرْقِ فـــي السَّـجـايـا
بَـيــنَ نَـسْــرٍ وَعُــقــابْ ؟!
كُـلُّـهـا نَــفْــسُ الـبـهـائِـمْ
كُلُّهـا تَنـزِلُ فـي نَفْـسِ الـرّزايـا
كُلُّهـا تأكُـلُ مِـن نَفـسِ الـولائِـم
إنّـمـا لِلـجُـرْمِ رَحْــمٌ واحِـــدٌ
فــــــي كُـــــــلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهـمْ
كُـــــــلٌّ تـــوائِــــمْ !
عَـصَـفَ الـعـالَـمُ بالصَـفَّـيـنِ
حَــقْــنـــاً لِــدِمــانـــا
وانـقَـسَـمْـنــا بِــهَــوانــا
مِثْلَمـا اعتَـدْنـا.. إلــى نِصفَـيـنِ
ما بَينَ الخَطيئـاتِ ومـا بيـنَ المآثِـمْ
وَتـقـاسَـمْـنـا الـشّـتــائِــمْ .
داؤنــــا مِــنّــا وَفـيــنــا
وَتَـشـافـيـنــا تَــفــاقُــمْ !
لــــو صَـفَـقْـنـا الــبــابَ
في وَجْـهِ خَطايـا العَـرَبِ الأقحـاحِ
لَــمْ تَـدخُــلْ عَلَـيْـنـا مِـنْــهُ
آثـــــــامُ الأعـــاجِــــمْ
 
شكرا لك اخي الكريم على هذه اللافتات الرائعة للشاعر الكبير احمد مطر.......


اجمل ما في قصائده انه يجعل من الكلمات البسيطة معاني كبيرة ........فهو يعرف كيف يتلاعب بالكلمات و يحورها الى ما يصبو اليه .......فهو حقا بارع............

و شكرا مرة اخرى.......
 
حقا فكلماته بسيطة سلسة لا تكلف فيها

مبدع هو

فأنا أحترمه كــــ شاعر ناجح

وشكرك كـــ مارّة مرور الكرام

وأقدرك كـــ عضوة مميزة





تحياتي
 
حبيب الملاعين


لأحمد مطر





إذَنْ..

هذا هو النَّغْلُ الذّي

جادَتْ به (صَبيحَه)

وأَلقَتْ مِن مَظالمِهِ

على وَجْهِ الحِمى ليلاً

تَعذّرَ أن نَرى صُبيحَه.

ترامى في نهايَتهِ

على مَرمى بدايتهِ

كضَبْعٍ أَجرَبٍ.. يُؤسي

بقَيحِ لِسانهِ قَيحَهْ!

إذَنْ.. هذا أخو القَعقاعِ

يَستخفي بِقاعِ القاعِ

خَوْفاً مِن صَدَى الصّيَحَهْ!




وَخَوفَ النَّحْر

يَستكفي بِسُكَنى فَتحةٍ كالقَبْرِ

مَذعوراً

وَقد كانَتْ جَماجِمُ أهِلنا صَرحَهْ.

وَمِن أعماقِ فَتحتهِ

يُجَرُّ بزَيفِ لِِِحَيتهِ

لِيدًخُل مُعْجَمَ التّاريخِ.. نَصّاباً

عَلامَةُ جَرٍّهِ الفَتَحهْ!

إذَنْ.. هذا الّذي

صَبَّ الرَّدي مِن فَوقِنا صَبّاً

وَسَمّى نَفسَهُ ربّاً..

يَبولُ بثَوبهِ رُعْباً

وَيمسَحُ نَعْلَ آسِرهِ

بذُلَّةِ شُفْرِ خِنجَرهِ

وَيركَعُ طالباً صَفحَهْ!

وَيَرجو عَدْلَ مَحكمةٍ..

وكانَ تَنَهُدُ المحَزونِ

في قانونهِ: جُنحَهْ!

وَحُكْمُ المَوتِ مقروناً

بِضِحْكِ الَمرءِ لِلمُزحَهْ!

إذَنْ.. هذا هُوَ المغرورُ بالدُّنيا

هَوَى لِلدَّرْكةِ الدُّنيا

ذَليلاً، خاسِئاً، خَطِلاً

يَعافَ الجُبنُ مَرأى جُبنهِ خَجَلاً

وَيَلعَنُ قُبحُهُ قُبحَهْ!

إلهي قَوِّنا.. كَي نَحتوي فَرَحاً

أتي أعتى مِنَ الطُّوفانِ

أقوى مِن أذَى الجيرانِ

أكبرَ مِن صُكوكِ دمائنا المُلقاةِ

في أيدي بَني (القَحّهْ).

عِصابة حاملي الأقدامِ

مَن حَفروا بسُمِّ وسائل الإعدامِ

باسْمِ العُرْبِ والإسلامِ

في قَلبِ الهُدى قُرحَهْ.

وَصاغُوا لَوحةً للمَجدِ في بَغدادْ

بريشةِ رِشوَةِ الجلادْ

وقالوا لِلوَرى: كونوا فِدى اللّوحَهْ!

وَجُودُوا بالدَّمِ الغالي

لكي يَستكمِلَ الجزّارُ

ما لَمْ يستَطعْ سَفحَهْ!

ومُدّوا نَحْرَكُمْ.. حتّى

يُعاوِدَ، إن أتى، ذَبحَهْ!

أيَا أَوغاد..

هل نَبني عَلَيْنا مأتماً

في ساعةِ الميلادْ؟!

وَهَلْ نأسى لِعاهِرةٍ

لأنَّ غَريمها القَوّادْ؟!

وَهلْ نبكي لكَلْبِ الصَّيدِ

إنْ أوْدَى بهِ الصَّيادْ؟!

ذَبَحْنا العُمْرَ كُلَّ العُمرِ

قُرباناً لِطَيحَته..

وَحانَ اليومَ أن نَسمو

لِنَلثَمَ هامَةَ الطيْحَهْ!

وأظمَأْنا مآقينا

بنارِ السجنً والمنفى

لكي نُروي الصّدى من هذه اللمحة.

خُذوا النّغْلَ الذي هِمتُمْ بهِ

مِنّا لكُمْ مِنَحهْ.

خُذوه لِدائِكُمْ صِحّهْ!

أعدُّوا مِنهُ أدويةً

لقطع النسل

أوشمْعاً لكتْم القَولِ

أوحَباً لمنع الأكل

أو شُرباً يُقوّي حدة الذبحه!

شَرَحْنا من مزايا النغْل ما يكفي

فان لم تفهموا منّا

خُذوه.. لتفهموا شَرحَه.

وخلُّونا نَموتُ ببُعْده.. فرحاً

وبالعَبراتِ نقلبُ فوقهُ الصفحهْ.

ونتركُ بعدهُ الصفحات فارغةً

لتكتبنا

وتكتُب نَفْسَها الفَرحهَْ!
 
merciiiiiiii atranji...

yassmine
 
رد: من إبداعات احمد مطر



العفو اختي ياسمين و أنا أردها لك لتواجدك هنا

 
رد: من إبداعات احمد مطر

ماشاء الله اخي

انتقاؤك راائع

لشاعر اروع

بارك الله

لم يتسنى لي قراءتها كلها

قرأت البعض منها

التهمة

كنت أسير مفردا
أحمل أفكاري معي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم: خذوه
سألتهم:
ما تهمتي؟
فقيل لي :
..تجمع مشبوه!


انتقاء مميز اخي

بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top