العمدة العراقي
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 17 أوت 2008
- المشاركات
- 800
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- العمر
- 35
قصيدة النار
كُلُّ البَشَرْ
لَهُمْ أوطَانٌ يَسْكُنُونَّهَا
إلا أنا ...
لِيّْ وَطَنٌ يَسْكُنُ فِيَّ
كُلُّ البَشَرْ
لَهُمْ أرْوَاحٌ بِصُدُورِهِمْ
إلا أنا ...
رُوحيْ بَيْنَ يَدَيَّ
أنا إنّسَانٌ مُمَزَقٌ
وَعَيّشْيْ لا يُطاقْ
عِراقيٌ أنا ...
وَمَنْ غَيّري
يَحْمِلُ أحْزانَكَ يا عِرَاقْ
مُنْذُ ولِدْتُ ...
وأنا ثَوبْي تُغَطيهِ الدِماءْ
مُنْذُ ولِدْتُ ..
وأنا لا أُفَرِقْ
بَيْنَ دُمُوعِ أُمي
وبَيْنَ دُمُوعِ السَماء
مُنْذُ ولِدْتُ ...
وَوَطَني تَغْتَالُهُ نارُ الحُرُوبْ
وَدِماءُ الأنْبِيَاءِ تَجْريْ في وَطَني
مِن الشِمَالِ إلى الجُنُوبْ
مُنْذُ ألتَقَيْتُكِ حَبيبَتْي
دَخَلتُ جَنَتي وناري
أخافُ أن يَسرقوكِ مِنْي
أخافُ أن يَقْطفوا
أخِرَ أزهاري
لا تقولي لي أُحِبُّكَ
أخافُ أن يَغْتَصِبوا
رَحيقَ شَفَتَيكِ
أخافُ أن يَبنوا الحَواجِز
ويُقَطِعوا يَدّيَّ ويَدَّيّكِ
أ تَذكُرينَ ضِفافَ دِجلَةََ
أ تَذكُرينَ نَسيمَ الشِمَالْ
أ تَذكُرينَ زَقْزَقةَ العَصافيرِ
وأشجارِ الزَيتونِ والبُرتُقُالْ
أ تَذكُرينَ أحلامَنا الكَبيرة!
بَيْتٌ صَغيرٌ وأطفالْ
كَيْفَ بِلَحْظَةٍ ماتَتْ أحلامُنا
وَصارت بَينَنا أسلاكٌ
وحرائقٌ وأغلالْ
كَيف بِلَحْظَةٍ احترقت الفَراشاتْ
ولَمْ تَبْقَ سِوى
طائِراتُ الاحتِلالْ
كُنْتِ ساكِنَةً
بَيْنَ ضُلوعي وَصَدري
فَكَيفَ الآن أنوحُ
على قَبْرِكِ وأرسمُ شِعري
كأنَّني باركتُ مَن قتَلوكِ
وَتَرَكْتُ لَهُم ثَأري
كَأنَّني اكتَفَيتُ بالدُمُوعِ
وأسْكَنْتُ الغُزاةَ داريْ
كأنَّني هَجَرتُ دُنيَتي
واعتَكَفتُ في غاري
لا .. لا يا حَبيبَتي
لا تَمسَحي دُموعي
فَدُمُوعي تُوقِدُ ناري
أحبَبتُكِ ...
قبل أن تعرفَ عيوني البُكاء
أحبَبْتُكِ ...
قَبْلَ أن أتهجى أسميْ
وقَبْلَ أن أُحِبَّ السَمَاءْ
أحبَبتُكِ قَبْلَ أن يَغتالوا
الحُسَيْنَ في كَربلاء
أحببتُكِ قَبْلَ أن يَحرِقوا
الطُيُورَ في بَلَدْيْ
وَقَبْلَ أن يَذْبَحْوا الأولَيَاءْ
أحبَبتُكِ قَبْلَ أن يُفَجِرَ الاحتلالُ
مَآذِنَ سَامْرَاءْ
فَعُذراً يا حَبيبَتي
إن هَجَوتُ الرِثاء
أقْسَمْتُ أن لا أرثيَكِ
قَبْلَ أن أرثي المُخَنَثينَ
وَقَبْلَ أن أرثي
بِلادَ النَفطِ والجُبَناءْ
أقْسَمْتُ أن لا أرثيَكِ
قَبْلَ أن أرثي
كَراسيَ العُمَلاء
أنبأني العَرَافُ يَوْماً
بِفَاجِعَةِ العَرَبْ
أنبأني أن يُشْنَقَ الرِجالُ
والحُرةُ في أرضِنا تُغتَصَبْ
فلا تَسْتنجدي بِحُكامِ النَفظِ
ماتت فيهم العروبة وضَاعَ النَسَبْ
فَعَبْدُ اليَهُودِ يَملُكُ البَتْراءَ
وَأرضُ الرَسولِ عَاثَ فيها أبو لَهَبْ
وبِلادُ الفَراعِنَةِ .. شَعْبٌ جَبَارٌ
وَحَاكِمٌ مِن خَشَبْ
لَكِنْ اطْمَئِنِي لِثَأرِكِ
مازالتْ بَغدَادُ تُقاوِمُ
وَمَازالَ النِيْلُ يَغلي غَضَبْ
وَمَازالتْ غَزَةُ تُقاتِلُ
وَتُسَطِرُ بُطُولاتٍ عَجَبْ
وَمَازالَ جُنُوبُ لُبْنانَ
يَكْتِبُ مَلاحِمَاً مِن ذَهَبْ
وَمَازالَ الأسَدُ شامِخَاً في دِمَشقَ
وَمَازالَ الكِرامُ في حَلَبْ
فَاطمَئِنْي إليْنَا ...
وأقرأِ سُورَةَ المَوتِ
على أشباهِ العَرَبْ
فَنَحْنُ نَارٌ بِوَجهِ أمرِيكا
وَهُمُ رَمَادُ الحَطَبْ
فَعُذْراً إن تَرَكْتُ قَبَرَكِ
وَنَوَيْتُ الرَحْيلْ
عُذْراً إن عَشِقْتُ بُنْدُقْيَتي
أما عَرِفْتِ أنَ نَارَ البُنْدُقيَةِ
تَشْفيَ الغَلِيْلْ ..؟
أما عَرِفْتِ ...
أن مَن لا يَعْشَقُ البُنْدُقيَةَ
خائِنٌ ..
مُرْتَدٌ ...
جَبَانٌ ...
عَميلْ
أنسي كُلَّ أشَعَاريْ
أنسي قَصَائِدَ الغَزَلِ
وقَصَائِدَ الكِبْرِياءْ
كَفَرْتُ بِرَبِ الشِعْرِ
وَلَعَنْتُ أوزَانَ الشُعَرَاءْ
فَأنا لا أُجيدُ تَنْميّقَ الحُرُوفِ
وَتَرّتِيبَ الكَلِمَاتِ كَالبَبَّغْاءْ
فَقَبْلَ أن أُكْمِلَ بَحْرَ القَصِيدةِ
تُسْبَى ألفُ حُرةٍ في بَلَدِيْ
ويُقْتَلُ ألافُ الأبَرِيَاءْ
عُذْرَاً يا حَبيبَتي ...
إن تَرَكْتُ أحْزَانَ ألَ البَيِتِ
وَاكْتَفَيْتُ بأحْزَانِ الشُهَدَاءْ
فَكُلُ يَوْمٍ يُقْتَلُ ألفُ حُسَيِنٍ
وَتَبْكِي ألفُ زَهْرَاءْ
فَهَلْ عَرَفَتْ الدُنْيا
كَأرضِ عِشْتَارَ والعَنْقَاءْ
أرضُنّا المَطْعُونَةْ
وَالمُخَضَبَةُ بِالدِمَاءْ
عَشِقْتُ الجُرْحَ فِيْنّا
عَشِقْتُ صَوْتَ أُمْيْ
حِيْنَ تَبْكِي في المَسَاءْ
تَبْكِي عَلَى جِراحِي
وَتَتَنَبأُ بِمَقْتَليْ ...
عَلَى أيدِّيْ الجُبَنّاءْ
مُنْذُ ولِدْنّا والبَلابِلُ تَبْكِي عَلَيْنّا
وَتَبْكِينّا مَلائِكَةُ السَمَاءْ
مَرْسُومٌ عَلَى جَبِيّنِنَّا مَوْتَنَّا
مَكْتُوبٌ أن نَموتْ
كَمَا يَمُوتُ الأوِلِياءْ
فَعُذراً إن رَحَلْتُ
وَتَرَكْتُ قَبْرَكِ وَرَائِيْ
سَأمْضِي شَامِخَاً ...
وَأمْشِي عَلَى أرْضِي فِدَائيْ
فَأنا العِرَاقِيُ ...
وَجَبَرُوتُ الاحتِلالْ
أدْنى مِن حِذائِيْ
تُرَابُ أرْضي جَنَتِي
وَالكَفَنُ رِدَائيْ
عَلَى خَدِي دَمْعُ الحُسَيّنْ
وَفي صَدْري جُرْحٌ كَرْبَلائيْ
وَفي دَمي آلامُ المَسِيحْ
وَفي قَلْبي وَجَعُ الأنْبِيَاءِ
كُلُّ البَشَرْ
لَهُمْ أوطَانٌ يَسْكُنُونَّهَا
إلا أنا ...
لِيّْ وَطَنٌ يَسْكُنُ فِيَّ
كُلُّ البَشَرْ
لَهُمْ أرْوَاحٌ بِصُدُورِهِمْ
إلا أنا ...
رُوحيْ بَيْنَ يَدَيَّ
أنا إنّسَانٌ مُمَزَقٌ
وَعَيّشْيْ لا يُطاقْ
عِراقيٌ أنا ...
وَمَنْ غَيّري
يَحْمِلُ أحْزانَكَ يا عِرَاقْ
مُنْذُ ولِدْتُ ...
وأنا ثَوبْي تُغَطيهِ الدِماءْ
مُنْذُ ولِدْتُ ..
وأنا لا أُفَرِقْ
بَيْنَ دُمُوعِ أُمي
وبَيْنَ دُمُوعِ السَماء
مُنْذُ ولِدْتُ ...
وَوَطَني تَغْتَالُهُ نارُ الحُرُوبْ
وَدِماءُ الأنْبِيَاءِ تَجْريْ في وَطَني
مِن الشِمَالِ إلى الجُنُوبْ
مُنْذُ ألتَقَيْتُكِ حَبيبَتْي
دَخَلتُ جَنَتي وناري
أخافُ أن يَسرقوكِ مِنْي
أخافُ أن يَقْطفوا
أخِرَ أزهاري
لا تقولي لي أُحِبُّكَ
أخافُ أن يَغْتَصِبوا
رَحيقَ شَفَتَيكِ
أخافُ أن يَبنوا الحَواجِز
ويُقَطِعوا يَدّيَّ ويَدَّيّكِ
أ تَذكُرينَ ضِفافَ دِجلَةََ
أ تَذكُرينَ نَسيمَ الشِمَالْ
أ تَذكُرينَ زَقْزَقةَ العَصافيرِ
وأشجارِ الزَيتونِ والبُرتُقُالْ
أ تَذكُرينَ أحلامَنا الكَبيرة!
بَيْتٌ صَغيرٌ وأطفالْ
كَيْفَ بِلَحْظَةٍ ماتَتْ أحلامُنا
وَصارت بَينَنا أسلاكٌ
وحرائقٌ وأغلالْ
كَيف بِلَحْظَةٍ احترقت الفَراشاتْ
ولَمْ تَبْقَ سِوى
طائِراتُ الاحتِلالْ
كُنْتِ ساكِنَةً
بَيْنَ ضُلوعي وَصَدري
فَكَيفَ الآن أنوحُ
على قَبْرِكِ وأرسمُ شِعري
كأنَّني باركتُ مَن قتَلوكِ
وَتَرَكْتُ لَهُم ثَأري
كَأنَّني اكتَفَيتُ بالدُمُوعِ
وأسْكَنْتُ الغُزاةَ داريْ
كأنَّني هَجَرتُ دُنيَتي
واعتَكَفتُ في غاري
لا .. لا يا حَبيبَتي
لا تَمسَحي دُموعي
فَدُمُوعي تُوقِدُ ناري
أحبَبتُكِ ...
قبل أن تعرفَ عيوني البُكاء
أحبَبْتُكِ ...
قَبْلَ أن أتهجى أسميْ
وقَبْلَ أن أُحِبَّ السَمَاءْ
أحبَبتُكِ قَبْلَ أن يَغتالوا
الحُسَيْنَ في كَربلاء
أحببتُكِ قَبْلَ أن يَحرِقوا
الطُيُورَ في بَلَدْيْ
وَقَبْلَ أن يَذْبَحْوا الأولَيَاءْ
أحبَبتُكِ قَبْلَ أن يُفَجِرَ الاحتلالُ
مَآذِنَ سَامْرَاءْ
فَعُذراً يا حَبيبَتي
إن هَجَوتُ الرِثاء
أقْسَمْتُ أن لا أرثيَكِ
قَبْلَ أن أرثي المُخَنَثينَ
وَقَبْلَ أن أرثي
بِلادَ النَفطِ والجُبَناءْ
أقْسَمْتُ أن لا أرثيَكِ
قَبْلَ أن أرثي
كَراسيَ العُمَلاء
أنبأني العَرَافُ يَوْماً
بِفَاجِعَةِ العَرَبْ
أنبأني أن يُشْنَقَ الرِجالُ
والحُرةُ في أرضِنا تُغتَصَبْ
فلا تَسْتنجدي بِحُكامِ النَفظِ
ماتت فيهم العروبة وضَاعَ النَسَبْ
فَعَبْدُ اليَهُودِ يَملُكُ البَتْراءَ
وَأرضُ الرَسولِ عَاثَ فيها أبو لَهَبْ
وبِلادُ الفَراعِنَةِ .. شَعْبٌ جَبَارٌ
وَحَاكِمٌ مِن خَشَبْ
لَكِنْ اطْمَئِنِي لِثَأرِكِ
مازالتْ بَغدَادُ تُقاوِمُ
وَمَازالَ النِيْلُ يَغلي غَضَبْ
وَمَازالتْ غَزَةُ تُقاتِلُ
وَتُسَطِرُ بُطُولاتٍ عَجَبْ
وَمَازالَ جُنُوبُ لُبْنانَ
يَكْتِبُ مَلاحِمَاً مِن ذَهَبْ
وَمَازالَ الأسَدُ شامِخَاً في دِمَشقَ
وَمَازالَ الكِرامُ في حَلَبْ
فَاطمَئِنْي إليْنَا ...
وأقرأِ سُورَةَ المَوتِ
على أشباهِ العَرَبْ
فَنَحْنُ نَارٌ بِوَجهِ أمرِيكا
وَهُمُ رَمَادُ الحَطَبْ
فَعُذْراً إن تَرَكْتُ قَبَرَكِ
وَنَوَيْتُ الرَحْيلْ
عُذْراً إن عَشِقْتُ بُنْدُقْيَتي
أما عَرِفْتِ أنَ نَارَ البُنْدُقيَةِ
تَشْفيَ الغَلِيْلْ ..؟
أما عَرِفْتِ ...
أن مَن لا يَعْشَقُ البُنْدُقيَةَ
خائِنٌ ..
مُرْتَدٌ ...
جَبَانٌ ...
عَميلْ
أنسي كُلَّ أشَعَاريْ
أنسي قَصَائِدَ الغَزَلِ
وقَصَائِدَ الكِبْرِياءْ
كَفَرْتُ بِرَبِ الشِعْرِ
وَلَعَنْتُ أوزَانَ الشُعَرَاءْ
فَأنا لا أُجيدُ تَنْميّقَ الحُرُوفِ
وَتَرّتِيبَ الكَلِمَاتِ كَالبَبَّغْاءْ
فَقَبْلَ أن أُكْمِلَ بَحْرَ القَصِيدةِ
تُسْبَى ألفُ حُرةٍ في بَلَدِيْ
ويُقْتَلُ ألافُ الأبَرِيَاءْ
عُذْرَاً يا حَبيبَتي ...
إن تَرَكْتُ أحْزَانَ ألَ البَيِتِ
وَاكْتَفَيْتُ بأحْزَانِ الشُهَدَاءْ
فَكُلُ يَوْمٍ يُقْتَلُ ألفُ حُسَيِنٍ
وَتَبْكِي ألفُ زَهْرَاءْ
فَهَلْ عَرَفَتْ الدُنْيا
كَأرضِ عِشْتَارَ والعَنْقَاءْ
أرضُنّا المَطْعُونَةْ
وَالمُخَضَبَةُ بِالدِمَاءْ
عَشِقْتُ الجُرْحَ فِيْنّا
عَشِقْتُ صَوْتَ أُمْيْ
حِيْنَ تَبْكِي في المَسَاءْ
تَبْكِي عَلَى جِراحِي
وَتَتَنَبأُ بِمَقْتَليْ ...
عَلَى أيدِّيْ الجُبَنّاءْ
مُنْذُ ولِدْنّا والبَلابِلُ تَبْكِي عَلَيْنّا
وَتَبْكِينّا مَلائِكَةُ السَمَاءْ
مَرْسُومٌ عَلَى جَبِيّنِنَّا مَوْتَنَّا
مَكْتُوبٌ أن نَموتْ
كَمَا يَمُوتُ الأوِلِياءْ
فَعُذراً إن رَحَلْتُ
وَتَرَكْتُ قَبْرَكِ وَرَائِيْ
سَأمْضِي شَامِخَاً ...
وَأمْشِي عَلَى أرْضِي فِدَائيْ
فَأنا العِرَاقِيُ ...
وَجَبَرُوتُ الاحتِلالْ
أدْنى مِن حِذائِيْ
تُرَابُ أرْضي جَنَتِي
وَالكَفَنُ رِدَائيْ
عَلَى خَدِي دَمْعُ الحُسَيّنْ
وَفي صَدْري جُرْحٌ كَرْبَلائيْ
وَفي دَمي آلامُ المَسِيحْ
وَفي قَلْبي وَجَعُ الأنْبِيَاءِ