نعم كن النساء يصبرن على العذاب والكي بالحديد وفراق الازواج والاولاد حبا
للدين وتعظيما له ول كان ثمن ذلك حياتها ام شريك غزية الانصارية اسلمت مع
اول من اسلم من مكه فلما رات تمكن الكافرات وضعف المؤمنات حملت هم الدعوه
الى الدين فقوي ايمانها وارتفع شان ربها عندها ثم جعلت تدخل على نساء قريش
سرا فتدعوهن الى الاسلام وتحذرهن من عبادة الاصنام حتى ظهر امرها لكفار
قريش فاشتد غضبهم عليها ولم تكن قرشية يمنعها قومها فاخذوها الكفار وقالوا:
لولا ان قومك حلفاء لنا لفعلنا بك فعلنا لكنا نخرجك من مكه الى قومك فتلتلوها.
ثم حملوها على بعير..ولم يجعلوا تحتها رحلا ولا كساء تعذيبا ثم ساروا بها
ثلاثة ايام..لا يطعموها ولا يسقوها حتى كادت ان تهلك ظمئا وجوعا وكانوا من
حقدهم عليها اذا نزلوا او ثقوها ثم القوها تحت حر الشمس..واستظلوا هم تحت
الشجر فبينما هم في طريقهم نزلوا منزلا..وانزلوها من على البعير واوثقوها
في الشمس..فاستسقتهم فلم يسقوها فبينما هي تتلمظ عطشا اذ بشي بارد على
صدرها فتناولته بيدها فاذا هو دلوا من ماء..فشربت منه قليلا ثم نزع منها فرفع
ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع..ثم عاد فتناولته ثم رفع مرارا..فشربت حتى
رويت ثم افاضت منه على جسدها وثيابها..
فلما استيقظ الكفار وارادوا الارتحال..اقبلوا اليها..فاذا هم باثر الماء على جسدها
وثيابها وراوها في هيئة حسنه فعجبوا كيف وصلت الى الماء وهي مقيده..فقالوا
لها حللت قيودك..فاخذت سقائنا فشربت منه؟ قالت لا والله..ولكن نزل على دلو
من السماء فشربت حتى ارتويت فنظر بعضهم الى بعض وقالوا : لئن كانت
صادقة لدينها خير من ديننا..وتفقدوا قربهم واسقيتهم فوجدوها كما تركوها
..فاسلموا عند ذلك..كلهم واطلقوها من عقالها واحسنوا اليها.. اسلموا كلهم
بسبب صبرها وثباتها... وتاتي ام شريك يوم القيامه وفي صحائفها.. رجال
ونساء..اسلموا على يدها..
مقتطفات من كتاب انها ملكه كتبه د. محمد العريفي .