منـــاظرة شـــعرية { شارك معنا }

هي أمة العدل الذي إلاّ به ** لا لن تشاهد من يَعزّ، ويسْيَدُ

ماكان من ذنبِ لها إلاّ الهدى ** حملته للدنيا عساها ترشُدُ

عدلت فجُنّ الظالمون لعدلها ** والعدل لا يرضى به من أفسدوا

والكفر عبر الدهر يرهبه الهدى ** والمهتدون له العدوّ الأوحدُ

والكفر أهلوه جميعاً مِلّةٌ ** مهما تعادوْا هم على قومي يدُ

حتى غدا إفناء قومي مقصداً ** للظالمين ، وماسواه مقصِدُ

فعلام يا أهل التقى لم تلتقوا ** وعلام يا أهل الهدى لم تهتدوا؟!
حرف الالف
 
أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،
ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا

ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا
حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا

مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ
حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا

أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،
أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا

غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا
بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا

فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،
وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا

وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،
فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا

يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،
هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا

لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ
رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا

ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،
وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا

بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا
شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا

حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ
سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا

إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،
ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا

وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً
قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا

ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما
كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا

لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،
أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!

واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً
مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا

واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا
إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا

ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا
من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا

فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً
مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا

رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ
مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا

أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا

إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،
تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا

كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،
بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا

كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،
زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا

ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً
وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟

يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا

ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،
مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا

ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا

لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،
وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا

إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ
فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا

يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها
والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا

كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،
والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا

إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ
في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا

سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،
حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا

لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ
عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا

إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً
مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا

أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ
شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا

لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ
سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا

ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،
لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا

نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً
فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا

لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا
سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا

دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا

فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا
ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا

ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا

أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،
فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا

وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ
بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا

عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ
صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا

إبن زيدون
الألف

 


- أأعجبكِ الشاي؟
- هل ترغبين ببعض الحليبِ؟
- وهل تكتفين - كما كنت دوماً - بقطعةِ سُكَّر؟
- وأما أنا فأفضّلُ وجهكِ من غير سُكَّر..

أكرّرُ للمرّة الالف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسِّر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كلِّ يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين..
أحبُّك أنتِ..

نزار قباني
حرف (التاء)
 
تَبِيتُ المُلوكُ على عَتْبِها ... وشَيْبَانُ إنْ غَضِبَتْ تُعْتَبُ
وكالشُّهْدِ بالراح أَخْلاَقُهُمْ ... وأَحْلامُهمْ منهما أَعْذَبُ
وكالمِسكِ تُرْبُ مَناماتِهمْ ... ورَيَّا قُبُورِهِمُ أَطْيَبُ
( حرف الباء)للشاعر المسيب بن علس وهو خال الأعشى

 
أطفال الحجارة

بهروا الدنيا..

و ما في يدهم إلا الحجاره..

و أضاؤوا كالقناديل، و جاؤوا كالبشاره

قاوموا.. و انفجروا.. و استشهدوا..

و بقينا دبباً قطبيةً

صفحت أجسادها ضد الحراره..

قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..

و جلسنا في مقاهينا.. كبصاق المحارة

واحدٌ يبحث منا عن تجارة..

واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً..

و زواجاً رابعاً..

و نهوداً صقلتهن الحضارة..

واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..

واحدٌ.. يطلب في البارات ثاره..

واحدٌ.. بيحث عن عرشٍ و جيشٍ و إمارة..

آه.. يا جيل الخيانات..

و يا جيل العمولات..

و يا جيل النفايات

و يا جيل الدعارة..

سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-

أطفال الحجاره..

نزااار قباااني
هـــ
 
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
وفي حلوقكم،
كقطعة الزجاج، كالصَبّار
وفي عيونكم،
زوبعةً من نار.
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
ننظّف الصحون في الحانات
ونملأ الكؤوس للسادات
ونمسحُ البلاط في المطابخ السوداء
حتى نسلّ لقمة الصغار
من بين أنيابكم الزرقاء
هنا على صدوركم باقون، كالجدار
نجوعُ.. نعرى.. نتحدّى..
نُنشدُ الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلاً ثائراً ..وراء جيل
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل..
إنّا هنا باقون
فلتشربوا البحرا..
نحرسُ ظلّ التين والزيتون
ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين
برودةُ الجليد في أعصابنا
وفي قلوبهم جهنّم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..
وبالدم الزكيّ لا نبخلُ..لا نبخلُ.. لا نبخلْ..
هنا .. لنا ماضٍ .. وحاضرٌ.. ومستقبلْ..
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل..
يا جذرنا الحيّ تشبّث
واضربي في القاع يا أصول
أفضلُ أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
"لكن فعل.. اقرأوا
ما جاء في هذا الكتاب!!..
توفيق زياد
حرف(الباء)
 
آخر تعديل:
هو الجَلاَءُ الَّذِي تَبْقَى مّذَلَّتُهُ ... إِنْ طارَ طائرُكم يوماً وإنْ وَقَعَا
قُومُوا قِيامَاً على أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ... ثم افْزَعُوا قد يَنَالُ الأَمْنَ مَنْ فَزِعَا
وقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ للِه دَرُّكُمُ ... رَحْبَ الذَّرَاعِ بأَمْرِ الحربِ مُضْطَلِعا
لا مُتْرَفاً إنْ رَخاءُ العَيْشِ ساعَدَهُ ... ولاَ إِذَا عَضَّ مَكْرُوهٌ به خَشَعَا
ما زال يَحْلُبُ دَرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرَهُ ... يَكونُ مُتَّبِعاً طَوْراً ومُتَّبَعَا
حَتَّى اسْتَمَّرتْ على شَزْرٍ مَرِيرَتُه ... مُسْتَحْكِمَ السنِّ لاَ قَحمْاً ولا ضَرَعَا
( حرف العين ) للشاعر لقيط بن معمر
 
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار

وفي حلوقكم،
كقطعة الزجاج، كالصَبّار
وفي عيونكم،
زوبعةً من نار.
هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
ننظّف الصحون في الحانات
ونملأ الكؤوس للسادات
ونمسحُ البلاط في المطابخ السوداء
حتى نسلّ لقمة الصغار
من بين أنيابكم الزرقاء
هنا على صدوركم باقون، كالجدار
نجوعُ.. نعرى.. نتحدّى..
نُنشدُ الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال .. جيلاً ثائراً ..وراء جيل
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل..
إنّا هنا باقون
فلتشربوا البحرا..
نحرسُ ظلّ التين والزيتون
ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين
برودةُ الجليد في أعصابنا
وفي قلوبهم جهنّم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..
وبالدم الزكيّ لا نبخلُ..لا نبخلُ.. لا نبخلْ..
هنا .. لنا ماضٍ .. وحاضرٌ.. ومستقبلْ..
كأنّنا عشرون مستحيل
في اللّد، والرملة، والجليل..
يا جذرنا الحيّ تشبّث
واضربي في القاع يا أصول
أفضلُ أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
"لكن فعل.. اقرأوا
ما جاء في هذا الكتاب!!..
توفيق زياد
حرف(الباء)

بانَتْ سُــعادُ فقَلْبِي اليــومَ مَتْبُولُ
مُتَيَّـمٌ إثْرَهــا لَم يُفْـدَ مَكْبـولُ

وما سعادُ غَــدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُــوا ‍
إلا أَغَنُّ غَضِيـضُ الطَّرْفِ مَكْحـولُ

هيفــاءُ مُقْبِلَـــةً عَجْزَاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُشْـتَكَى قِصَرٌ مِنهـا ولا طـولُ

تَجْلو عَوَارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتَسَـمَتْ
كأنَّـهُ مُنْهَــلٌ بالرَّاحِ مَعلُــولُ

شُجَّتْ بِــذِي شَبمٍ مِن مــاءِ مَعْنِيَةٍ
صافٍ بـأَبْطَحَ أَضْحى وَهْوَ مَشمُولُ

تَنْفِي الرِّيَــاحُ القَــذَى عَنهُ وأَفْرَطُهُ ‍
مِن صَوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعَـاليـلُ

أَكْــرِمْ بها خُلَّةً لـو أَنَّهَــا صَدَقَتْ ‍
مَوعودَهـا أَو لَو انَّ النُّصْحَ مَقبولُ

لكنَّهَـــا خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِهَــا ‍
فَجْـعٌ وَوَلْـعٌ وإخلافٌ وتَبديـلُ

فما تدومُ على حـالٍ تكونُ بِهـــا ‍
كَمـا تَلَوَّنُ في أثـوابِهـا الغـولُ

ولا تَمَسَّـكُ بالعَهدِ الــذي زَعَمَتْ
إلا كَما يُمسِـكُ المـاءَ الغَرابيـلُ

فلا يَغُرَّنْكَ مـــا مَنَّتْ وَما وَعَدَتْ ‍
إنَّ الأَمـانِيَّ والأحـلامَ تَضليـلُ

كــانَت مَواعيـدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلا
ومـا مَواعيدُهـا إلا الأَبـاطيـلُ

أرجو وآمُــلُ أنْ تَدنو مَوَدَّتُهــا
وما اخَـالُ لدينـا مِنكِ تَنويــلُ

أمسَتْ سُــعادُ بأرضٍ لا يُبَلِّغُهــا
إلا العِتـاقُ النَّجِيباتُ المَـرَاسـيلُ

ولَنْ يُبَلِّغَهَـــا إلا غُـــذَافِرَةٌ
لها على الأيـنِ اِرْقـالٌ وتَـبْغيـلُ

مِن كُـلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ
عُرْضَتُهَا طامِسُ الأعـلامِ مَجهـولُ

تَرمِي الغُيُـــوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ ‍
إذا تَـوَقَّـدَتِ الحَـزَّازُ والمِيــلُ

ضَخْمٌ مُقَلَّدُهـــا فَعْمٌ مُقَيَّدُهــا ‍
في خَلْقِها عَن بَناتِ الفَحْلِ تَفْضِيـلُ

غَلْبـاءُ وَجْنـاءُ عَلْكــومٌ مُذَكَّرَةٌ
في دَفِّـهَا سَـعَـةٌ قُدَّامَـهَا مِيـلُ

وجِلْدُهــا مِن أُطُومٍ لا يُؤَيِّسُــهُ
طَلْـحٌ بضـاحِيَـةِ المَتْنَيْنِ مَهْـزولُ

حَرْفٌ أَخُوهـا أَبُوهــا مِن مُهَجَّنَةٍ
وعَمُّـهَا خالُـهَا قَوْدَاءُ شِـمْلِيـلُ

يَمشِي القُرَادُ عليهـــا ثُمَّ يُزْلِقُـهُ ‍
مِنهـا لِبَـانٌ وأَقْـرَابٌ زَهَـالِيـلُ

كعب بن زهير
ل
 
هو الجَلاَءُ الَّذِي تَبْقَى مّذَلَّتُهُ ... إِنْ طارَ طائرُكم يوماً وإنْ وَقَعَا

قُومُوا قِيامَاً على أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ... ثم افْزَعُوا قد يَنَالُ الأَمْنَ مَنْ فَزِعَا
وقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ للِه دَرُّكُمُ ... رَحْبَ الذَّرَاعِ بأَمْرِ الحربِ مُضْطَلِعا
لا مُتْرَفاً إنْ رَخاءُ العَيْشِ ساعَدَهُ ... ولاَ إِذَا عَضَّ مَكْرُوهٌ به خَشَعَا
ما زال يَحْلُبُ دَرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرَهُ ... يَكونُ مُتَّبِعاً طَوْراً ومُتَّبَعَا
حَتَّى اسْتَمَّرتْ على شَزْرٍ مَرِيرَتُه ... مُسْتَحْكِمَ السنِّ لاَ قَحمْاً ولا ضَرَعَا
( حرف العين ) للشاعر لقيط بن معمر



عَيْرَانَـةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْـضِ عن عُرُضٍ
مِرْفَقُهَـا عَن بَنَـاتِ الزُّورِ مَفْتُـولُ

كـأنمـا فـاتَ عَيْنَيْهـا ومَذْبَحَهـا
مِنْ خَطْمِهَـا ومِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيـلُ

تَمُرُّ مِثلَ عَسِـيبِ النَّخلِ ذَا خُصَـلٍ
في غَـارِزٍ لَم تُخَـوِّنْـهُ الأَحاليـلُ

قَنْـوَاءُ في حَرَّتَيْهَــا للبَصِيرِ بِهــا ‍
عَتَقٌ مُبِينٌ وفي الخَــدَّيْنِ تَسْـهِيلُ

تُخْدِي على بَسَــرَاتٍ وَهِيَ لاحِقَـةٌ ‍
ذَوَابِـلٌ مَسُّـهُنَّ الأرضَ تَحْلِيـلُ

سُمْرُ العَجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمَــا
لَم يَقِهِـنَّ رُؤوسَ الأَكْـمِ تَنْعِيـلُ

كَــأَنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهــا إذا عَرِقَتْ ‍
وقَــدْ تَلَفَّعَ بالكُـورِ العَسَاقِيـلُ

يَومَــاً يَظَلُّ بِهِ الحِرْبَــاءُ مُصْطَخِدَاً
كَــأَنَّ ضَاحِيَهُ بالشمسِ مَمْلُـولُ

وقالَ للقَوْمِ حَـادِيهِم وَقَــدْ جَعَلَتْ
وُرْقَ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا

شَدَّ النَّهَــار ذِرَاعَــا عَيْطَلٍ نَصِفٍ ‍
قامَتْ فَجَاوَبَـهَـا نُكْدٌ مَثَاكِيــلُ

نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْـنِ ليـس لهــا
لَمَّا نَعَى بِكْرَهَـا النَّاعُونَ مَعْقُــولُ

تَفْرِي اللُّبَانَ بِكَفَّيْهـــا ومَدْرَعُهـا
مُشَـقَّقٌ عَن تَرَاقِيهـا رَعَـابِيــلُ

تَسعَى الوُشَـاةُ جَنَـابَيْهَا وقَوْلُهُــمُ ‍
اِنَّكَ يـا ابنَ أبي سُـلْمَى لَمَقْتُـولُ

وقالَ كُــلُّ خَلِيـلٍ كُنْتُ آمُلُــهُ
لا أُلْهِيَنَّـكَ إني عنــك مَشـغُولُ

فقُلتُ خَلُّـوا سَـبيلِي لا أبا لَكُــم ‍
فَكُـلُّ ما قَـدَّرَ الرَّحمَنُ مَفعُــولُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى واِنْ طالَتْ سَـــلامَتُهُ ‍
يومـاً على آلَـةٍ حَدْبَاءَ مَحمُـولُ

أُنْبِئْتُ أَنَّ رسُـــولَ اللهِ أَوْعَـدَنِي
والعَفْوُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُــولُ

وقَدْ أَتَيْـتُ رَسُــولَ اللهِ مُعْتَـذِرَاً
والعُذْرُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبُــولُ

مَهْلا هَدَاكَ الذي أَعْطَـاكَ نَافِلَةَ الـ
قُرْآنِ فيهـا مَوَاعِيـظٌ وتَفْصِيـلُ

لا تَأْخُذَنِّي بـأَقْوالِ الوُشَــاةِ ولَمْ ‍
أذْنِبْ وقَد كَثُرَت فِيَّ الأَقـاوِيـلُ

لَقَد أَقُومُ مَقَامَـاً لَو يَقُــومُ بِــهِ
أرى وأَسـمَعُ ما لَم يَسـمَعِ الفِيلُ

لَظَـلَّ يَرْعُدُ إلا أَنْ يَكــونَ لَــهُ
مِنَ الرَّسُـولِ بـإذنِ اللهِ تَنْوِيــلُ

حَتَّى وَضَعْتُ يَمَيني لا أُنـــازِعْـهُ
في كَفِّ ذِي نَغَمَـاتٍ قِيلُهُ القِيـلُ

لَــذَاكَ أَهْيَبُ عِندي إذ أُكَـلِّمُـهُ ‍
وقِيـلَ اِنَّكَ مَنْسُـوبٌ وَمَسـؤُولُ

مِن خادِرٍ مِن لُيُوثِ الاسْدِ مَسْــكَنُهُ
مِنْ بَطْن عَثَّـرَ غِيـلٌ دُونَهُ غِيـلُ

يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُـهُمَــا
لَحْمٌ مِنَ القَـومِ مَعـفُورٌ خَرَاديـلُ

إذا يُســـاوِرُ قِرْنَاً لا يَحِلُّ لَــهُ
أَنْ يَتْرُكَ القِـرْنَ إلا وَهْـوَ مَغلُـولُ

مِنهُ تَظَلُّ سِــبَاعُ الجَوِّ ضــامِرَةً ‍
ولا تَمَشَّـى بِوَادِيــهِ الأرَاجِيـلُ

ولا يَـزَالُ بِـوَادِيهِ أخُــو ثِـقَةٍ ‍
مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسَــانِ مَأكُـولُ

إنَّ الرَّسُولُ لَسَيْفٌ يُسْتَضَــاءُ بِهِ
مُهَنَّـدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْــلُولُ

في فِتْيَةٍ مِن قُرَيْـشٍ قالَ قـائِلُهُـم ‍
بِبَطْنِ مَكَّــةَ لمَّـا أَسـلَمُوا زُولُوا

زالُوا فما زالَ أَنْكَاسٌ ولا كُشُــفٌ ‍
عِنـدَ اللقـاءِ ولا مِيـلٌ مَعَازِيـلُ

شُمُّ العَرَانِينِ أَبْطَــالٌ لَبُوسُــهُمُ ‍
مِن نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجا سَرَابِيـلُ

بِيضٌ سَوَابِغُ قَد شُكَّتْ لَهَا حَلَــقٌ ‍
كأنَّهـا حَلَقُ القَفْعــاءِ مَجدُولُ

يَمشُونَ مَشْيَ الجِمَالِ الزُّهْرِ يَعصِمُهُم
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّـودُ التَّنابِيـلُ

لا يَفرَحُونَ إذا نـالَتْ رِمـاحُهُـم
قَوْمَـاً ولَيسـوا مَجَازِيعَاً إذا نِيلُوا

لا يَقَـعُ الطَّعْنُ إلا في نُحُورِهِــمُ


وما لَهُم عن حِيَاضِ المَوتِ تَهلِيـلُ
كعب بن زهير


ل
 
لمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحبسِ ... آياتها كمهارقِ الفرسِ
لا شيءَ فيها غيرُ أصورةٍ ... سفعِ الخدودِ يلحْنَ في الشَّمسِ
أو غيرَ آثارِ الجيادِ بأعْ ... راضِ الجمادِ وآيةِ الدَّعسِ
فحبستُ فيها الرَّكبَ أحدسُ في ... بعضِ الأمورِ وكنتُ ذا حدْسِ
حتَّى إذا التفعَ الظِّباءُ بأطْ ... رافِ الظِّلالِ وقلنَ في الكنسِ
ويئستُ مما قد شغفتُ بهِ ... منها ولا يسليكَ كاليأسِ
( حرف السيـــن ) الشاعر الحارث بن حلزة
 
سلوا قلبى غداة سلا و تابا
لعل على الجمال له عتابا
و يسأل فى الحوادث ذو صواب
فهل ترك الجمال له صوابا
و كنت إذا سألت القلب يوما
تولى الدمع عن قلبى الجوابا
و لي بين الضلوع دم و لحم
هما الواهى الذى سكن الشبابا
تسرب فى الدموع فقلت ولى
و صفق فى الضلوع فقلت تابا
و لو خلقت قلوب من حديد
لما حملت كما حمل العذابا
و لا ينبيك عن خلق الليالي
كمن فقد الأحبة و الصحابا
فمن يغتر بالدنيا فإني
لبست بها فأبليت الثيابا
جنيت بروضها وردا و شوكا
و ذقت بكأسها شهدا و صابا
فلم أر غير حكم الله حكما
و لم أر دون باب الله بابا
و أن البر خير في حياة
وأبقى بعد صاحبه ثوابا
نبي البر بينه سبيلا
و سن خلاله و هدى الشعابا
و كان بيانه للهدى سبلا
و كانت خيله للحق غابا
و علمنا بناء المجد حتى
أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
و ما نيل المطالب بالتمنى
و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
و ما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري
بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان
إذا لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزدت قدرا
فحين مدحتك اجتزت السحابا
سألت الله فى أبناء ديني
فإن تكن الوسيلة لي أجابا
و ما للمسلمين سواك حصن
إذا ما الظلم مسهم و نابا

أحمد شوقي
ب
 
بَنـُوهُم لو تراهم صِرت خِلا ً ** ولم تـُصبح لهم خصْما ً عنِيد
فصـــبرا ً يا أحبة لن تراعـوا ** فبعد العُســــــــر تيسير أكيد
ومن يبذل من الإحسـان شيئا ً ** فـإن جَمِيـّــلهُ حقــــا ً شهيد
حرف الدال
 
دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا

لأهلِهِ وشَفَى أنّى ولا كَرَبَا

عُجْنا فأذهَبَ ما أبْقَى الفِراقُ لَنا

منَ العُقُولِ وما رَدّ الذي ذَهَبَا

سَقَيْتُهُ عَبَراتٍ ظَنّهَا مَطَراً

سَوائِلاً من جُفُونٍ ظَنّها سُحُبَا

دارُ المُلِمِّ لها طَيفٌ تَهَدّدَني

لَيلاً فَما صَدَقتْ عَيني ولا كَذَبَا

أنْأيْتُهُ فَدَنا، أدْنَيْتُهُ فنَأى،

جَمّشْتُهُ فَنَبَا، قَبّلْتُهُ فأبَى

هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ

بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا

مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً

مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا

بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها

وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا

كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ

شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا

مَرّتْ بنا بَينَ تِرْبَيْها فقُلتُ لَها

من أينَ جانَسَ هذا الشّادِنُ العَرَبَا

فاستَضْحَكَتْ ثمّ قالتْ كالمُغيثِ يُرَى

ليثَ الشَّرَى وهوَ من عِجْلٍ إذا انتسبَا

جاءتْ بأشجعِ مَن يُسمى وأسمحِ مَن

أعطَى وأبلغِ مَنْ أملى ومَنْ كَتَبَا

لوْ حَلّ خاطرُهُ في مُقْعَدٍ لمَشَى

أو جاهلٍ لصَحا أو أخرَسٍ خَطَبَا

إذا بَدا حَجَبَتْ عَيْنَيكَ هَيْبَتُهُ

وليسَ يحجبُهُ سِترٌ إذا احتَجَبَا

بَياضُ وَجْهٍ يُريكَ الشّمسَ حالكةً

ودُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُّرَّ مَخْشَلَبَا

وسَيفُ عَزْمٍ تَرُدّ السّيفَ هِبّتُهُ

رَطْبَ الغِرارِ منَ التأمُورِ مُختَضِبَا

عُمرُ العَدوّ إذا لاقاهُ في رَهَجٍ

أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا

تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئْتَ تَبْلُوَهُ

فكُنْ مُعادِيَهُ أوْ كُنْ له نَشَبَا

تَحْلُو مَذاقَتُهُ حتى إذا غَضِبَا

حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا

وتَغْبِطُ الأرْضُ منها حيثُ حَلّ بهِ

وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا

ولا يَرُدّ بفيهِ كَفّ سائِلِهِ

عن نَفسِهِ ويَرُدّ الجَحفَلَ اللّجِبَا

وكُلّما لَقيَ الدّينارُ صاحِبَهُ

في مُلكِه افترَقا من قبلِ يَصْطَحِبَا

مالٌ كأنّ غُرابَ البَينِ يَرْقُبُهُ

فكُلّما قيلَ هذا مُجْتَدٍ نَعَبَا

بَحْرٌ عَجائِبُهُ لم تُبْقِ في سَمَرٍ

ولا عَجائِبِ بحرٍ بَعدَها عَجَبَا

لا يُقْنِعُ ابنَ عليٍّ نَيْلُ مَنزِلَةٍ

يَشكُو مُحاوِلُها التّقصيرَ والتّعَبَا

هَزّ اللّواءَ بَنو عِجْلٍ بهِ فَغَدا

رأساً لهمْ وغَدا كُلٌّ لهُمْ ذَنَبَا

التّارِكينَ منَ الأشياءِ أهْوَنَها

والرّاكبينَ مِنَ الأشياءِ ما صَعُبَا

مُبَرْقِعي خَيلِهمْ بالبِيضِ مُتّخذي

هامِ الكُماةِ على أرماحِهِمْ عَذَبَا

إنّ المَنيّةَ لَوْ لاقَتْهُمُ وَقَفَتْ

خَرْقاءَ تَتّهِمُ الإقدامَ والهَرَبَا

مَراتِبٌ صَعِدَتْ والفِكْرُ يَتْبَعُها

فَجازَ وهْوَ على آثارِها الشُّهُبَا

مَحامِدٌ نَزَفَتْ شِعْري ليَمْلأها

فآلَ ما امتَلأتْ منْهُ ولا نَضَبَا

مَكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بِهَا

مَنْ يَسْتَطيعُ لأمْرٍ فائِتٍ طَلَبَا

لمّا أقَمْتَ بإنْطاكِيّةَ اخْتَلَفَتْ

إليّ بالخَبرِ الرُّكْبانُ في حَلَبَا

فَسِرْتُ نَحْوَكَ لا ألْوي على أحَدٍ

أحُثّ راحلَتيَّ: الفَقْرَ والأدَبَا

أذاقَني زَمَني بَلْوَى شَرِقْتُ بها

لَوْ ذاقَها لَبَكَى ما عاشَ وانتَحَبَا

وإنْ عَمَرْتُ جَعَلْتُ الحرْبَ والدةً

والسّمْهَريَّ أخاً والمَشرَفيَّ أبَا

بكلّ أشعثَ يَلقى الموْتَ مُبْتَسِماً

حتى كأنّ لهُ في قَتْلِهِ أرَبَا

قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ

عن سرْجِهِ مَرَحاً بالعِزّ أو طَرَبَا

فالمَوْتُ أعذَرُ لي والصّبرُ أجملُ بي

[size=+1]والبَرُّ أوْسَعُ والدّنْيا لِمَنْ غَلَبَا [/size]
المتنبي
أ
 
آخر تعديل:
دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا

لأهلِهِ وشَفَى أنّى ولا كَرَبَا

عُجْنا فأذهَبَ ما أبْقَى الفِراقُ لَنا

منَ العُقُولِ وما رَدّ الذي ذَهَبَا

سَقَيْتُهُ عَبَراتٍ ظَنّهَا مَطَراً

سَوائِلاً من جُفُونٍ ظَنّها سُحُبَا

دارُ المُلِمِّ لها طَيفٌ تَهَدّدَني

لَيلاً فَما صَدَقتْ عَيني ولا كَذَبَا

أنْأيْتُهُ فَدَنا، أدْنَيْتُهُ فنَأى،

جَمّشْتُهُ فَنَبَا، قَبّلْتُهُ فأبَى

هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ

بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا

مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً

مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا

بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها

وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا

كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ

شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا

مَرّتْ بنا بَينَ تِرْبَيْها فقُلتُ لَها

من أينَ جانَسَ هذا الشّادِنُ العَرَبَا

فاستَضْحَكَتْ ثمّ قالتْ كالمُغيثِ يُرَى

ليثَ الشَّرَى وهوَ من عِجْلٍ إذا انتسبَا

جاءتْ بأشجعِ مَن يُسمى وأسمحِ مَن

أعطَى وأبلغِ مَنْ أملى ومَنْ كَتَبَا

لوْ حَلّ خاطرُهُ في مُقْعَدٍ لمَشَى

أو جاهلٍ لصَحا أو أخرَسٍ خَطَبَا

إذا بَدا حَجَبَتْ عَيْنَيكَ هَيْبَتُهُ

وليسَ يحجبُهُ سِترٌ إذا احتَجَبَا

بَياضُ وَجْهٍ يُريكَ الشّمسَ حالكةً

ودُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُّرَّ مَخْشَلَبَا

وسَيفُ عَزْمٍ تَرُدّ السّيفَ هِبّتُهُ

رَطْبَ الغِرارِ منَ التأمُورِ مُختَضِبَا

عُمرُ العَدوّ إذا لاقاهُ في رَهَجٍ

أقَلُّ مِنْ عُمْرِ ما يَحْوِي إذا وَهَبَا

تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئْتَ تَبْلُوَهُ

فكُنْ مُعادِيَهُ أوْ كُنْ له نَشَبَا

تَحْلُو مَذاقَتُهُ حتى إذا غَضِبَا

حالَتْ فلَوْ قطرَتْ في الماءِ ما شُرِبَا

وتَغْبِطُ الأرْضُ منها حيثُ حَلّ بهِ

وتَحْسُدُ الخيلُ منها أيَّها رَكِبَا

ولا يَرُدّ بفيهِ كَفّ سائِلِهِ

عن نَفسِهِ ويَرُدّ الجَحفَلَ اللّجِبَا

وكُلّما لَقيَ الدّينارُ صاحِبَهُ

في مُلكِه افترَقا من قبلِ يَصْطَحِبَا

مالٌ كأنّ غُرابَ البَينِ يَرْقُبُهُ

فكُلّما قيلَ هذا مُجْتَدٍ نَعَبَا

بَحْرٌ عَجائِبُهُ لم تُبْقِ في سَمَرٍ

ولا عَجائِبِ بحرٍ بَعدَها عَجَبَا

لا يُقْنِعُ ابنَ عليٍّ نَيْلُ مَنزِلَةٍ

يَشكُو مُحاوِلُها التّقصيرَ والتّعَبَا

هَزّ اللّواءَ بَنو عِجْلٍ بهِ فَغَدا

رأساً لهمْ وغَدا كُلٌّ لهُمْ ذَنَبَا

التّارِكينَ منَ الأشياءِ أهْوَنَها

والرّاكبينَ مِنَ الأشياءِ ما صَعُبَا

مُبَرْقِعي خَيلِهمْ بالبِيضِ مُتّخذي

هامِ الكُماةِ على أرماحِهِمْ عَذَبَا

إنّ المَنيّةَ لَوْ لاقَتْهُمُ وَقَفَتْ

خَرْقاءَ تَتّهِمُ الإقدامَ والهَرَبَا

مَراتِبٌ صَعِدَتْ والفِكْرُ يَتْبَعُها

فَجازَ وهْوَ على آثارِها الشُّهُبَا

مَحامِدٌ نَزَفَتْ شِعْري ليَمْلأها

فآلَ ما امتَلأتْ منْهُ ولا نَضَبَا

مَكارِمٌ لكَ فُتَّ العالمينَ بِهَا

مَنْ يَسْتَطيعُ لأمْرٍ فائِتٍ طَلَبَا

لمّا أقَمْتَ بإنْطاكِيّةَ اخْتَلَفَتْ

إليّ بالخَبرِ الرُّكْبانُ في حَلَبَا

فَسِرْتُ نَحْوَكَ لا ألْوي على أحَدٍ

أحُثّ راحلَتيَّ: الفَقْرَ والأدَبَا

أذاقَني زَمَني بَلْوَى شَرِقْتُ بها

لَوْ ذاقَها لَبَكَى ما عاشَ وانتَحَبَا

وإنْ عَمَرْتُ جَعَلْتُ الحرْبَ والدةً

والسّمْهَريَّ أخاً والمَشرَفيَّ أبَا

بكلّ أشعثَ يَلقى الموْتَ مُبْتَسِماً

حتى كأنّ لهُ في قَتْلِهِ أرَبَا

قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ

عن سرْجِهِ مَرَحاً بالعِزّ أو طَرَبَا

فالمَوْتُ أعذَرُ لي والصّبرُ أجملُ بي

[size=+1]والبَرُّ أوْسَعُ والدّنْيا لِمَنْ غَلَبَا [/size]
المتنبي
أ

أيّـــــــــــــــها السّاقي اليك المشتكى قد دعوناك وان لم تسمع

ونديم همت في غرّتـــه
وبشرب الرّاح من راحته
كلّما استيقظ من سكرتـــه
جذب الزقّ اليه واتــــــــــــــــــــكا وسقاني أربعـــا في أربــــع
غصن بان مال من حيث استوى
بات من يهواه من فرط الجوى
خفق الاحناء موهون القــوى
كلّما فكر بالبـــــين بكـــــــــــى ويحـــــــه يبكـــــــي لما لم يقع
ابن زهير الاشبيلي
ع
 
عفوا قلبى

فمنذ أن أخطأت

وأنا لا اعطيك حقك

فى الاختيار

عفوا قلبى

فلقد مللت أخطاءك

وفقدت ثقتى بك

عفوا قلبى

ليس باستطاعتك الاختيار

وليس بمقدورك الاحتكام

عفوا قلبى

فقد ضاعت كل فرصك

للتعايش معى بسلام


 
مـــــن ذا يفرج كربا بات يضنينا ،، ويزرع الورد فينا والريــــاحين

وينشـــر الهدي إيمانا وموعظةً ،، فبالجهالة قد خابت مســـــاعينا

 
أفمن بكاء حمامة في أيكة *** ذرفت دموعك فوق ظهر المحمل
كالدر أو فضض الجمان تقطعت *** منه عقائد سلكه لم يوصل
لما سمعت دعاء مرة إذ دعا *** و دعاء عبس في الوغى و محلل
ناديت عبسا فاستجابوا بالقنا *** و بكل أبيض صارم لم ينجل
حتى استباحوا آل عوف عنوة *** بالمشرفي و بالوشيج الذبل
إني امرؤ من خير عبس منصبا *** شطري و أحمي سائري بالمنصل
إن يلحقوا أكرر و إن يستلحموا *** أشدد و إن يلفوا بضنك أنزل
حين النزول يكون غاية مثلنا *** و يفــر كل مضلل مستوهل
و لقد أبيت على الطوى و أظله *** حتى أنال به كريـــــم المأكل
و إذا الكتيبة أحجمت وتلاحظت *** ألفيت خيرا من معم مخول
و الخيل تعلم و الفوارس أنني *** فرقت جمعهم بطعنة فيصل
إذ لا أبادر في المضيق فوارسي *** أولا أوكــل بالرعــيل الأول
و لقد غدوت أمام راية غالب *** يوم الهياج و ما غدوت بأعزل
بكرت تخوفني الحتوف كأنني *** أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهـــل *** لا بد أن أسقى بكأس المنهـــل
فاقني حياءك لا أبا لك و اعلمي *** أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
إن المنية لو تمثل مثلـــت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنـــزل
و الخيل ساهمة الوجوه كأنما *** تسقى فوارسهــا نقيع الحنظل
و إذا حملت على الكريهة لم أقل *** بعد الكريهة ليتني لم أفعــل

عنتر بن شداد
ل
 
أفمن بكاء حمامة في أيكة *** ذرفت دموعك فوق ظهر المحمل

كالدر أو فضض الجمان تقطعت *** منه عقائد سلكه لم يوصل
لما سمعت دعاء مرة إذ دعا *** و دعاء عبس في الوغى و محلل
ناديت عبسا فاستجابوا بالقنا *** و بكل أبيض صارم لم ينجل
حتى استباحوا آل عوف عنوة *** بالمشرفي و بالوشيج الذبل
إني امرؤ من خير عبس منصبا *** شطري و أحمي سائري بالمنصل
إن يلحقوا أكرر و إن يستلحموا *** أشدد و إن يلفوا بضنك أنزل
حين النزول يكون غاية مثلنا *** و يفــر كل مضلل مستوهل
و لقد أبيت على الطوى و أظله *** حتى أنال به كريـــــم المأكل
و إذا الكتيبة أحجمت وتلاحظت *** ألفيت خيرا من معم مخول
و الخيل تعلم و الفوارس أنني *** فرقت جمعهم بطعنة فيصل
إذ لا أبادر في المضيق فوارسي *** أولا أوكــل بالرعــيل الأول
و لقد غدوت أمام راية غالب *** يوم الهياج و ما غدوت بأعزل
بكرت تخوفني الحتوف كأنني *** أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهـــل *** لا بد أن أسقى بكأس المنهـــل
فاقني حياءك لا أبا لك و اعلمي *** أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
إن المنية لو تمثل مثلـــت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنـــزل
و الخيل ساهمة الوجوه كأنما *** تسقى فوارسهــا نقيع الحنظل
و إذا حملت على الكريهة لم أقل *** بعد الكريهة ليتني لم أفعــل

عنتر بن شداد

ل
[/quote]
لذل السؤال و هول الممات...كلا وجدناه طعما وبيلا
فان كان لا بد احداهما ...فمشيا الى الموت مشيا جميلا
'من ديوان الشافعي'
ل
 
أفمن بكاء حمامة في أيكة *** ذرفت دموعك فوق ظهر المحمل
كالدر أو فضض الجمان تقطعت *** منه عقائد سلكه لم يوصل
لما سمعت دعاء مرة إذ دعا *** و دعاء عبس في الوغى و محلل
ناديت عبسا فاستجابوا بالقنا *** و بكل أبيض صارم لم ينجل
حتى استباحوا آل عوف عنوة *** بالمشرفي و بالوشيج الذبل
إني امرؤ من خير عبس منصبا *** شطري و أحمي سائري بالمنصل
إن يلحقوا أكرر و إن يستلحموا *** أشدد و إن يلفوا بضنك أنزل
حين النزول يكون غاية مثلنا *** و يفــر كل مضلل مستوهل
و لقد أبيت على الطوى و أظله *** حتى أنال به كريـــــم المأكل
و إذا الكتيبة أحجمت وتلاحظت *** ألفيت خيرا من معم مخول
و الخيل تعلم و الفوارس أنني *** فرقت جمعهم بطعنة فيصل
إذ لا أبادر في المضيق فوارسي *** أولا أوكــل بالرعــيل الأول
و لقد غدوت أمام راية غالب *** يوم الهياج و ما غدوت بأعزل
بكرت تخوفني الحتوف كأنني *** أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهـــل *** لا بد أن أسقى بكأس المنهـــل
فاقني حياءك لا أبا لك و اعلمي *** أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
إن المنية لو تمثل مثلـــت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنـــزل
و الخيل ساهمة الوجوه كأنما *** تسقى فوارسهــا نقيع الحنظل
و إذا حملت على الكريهة لم أقل *** بعد الكريهة ليتني لم أفعــل

عنتر بن شداد
ل

يا الله على الانتقاء
لايعظ الناس من لايعظ الدهر**ولاينفع التلبيب
الا سجيات مالقلوب** وكم يصيرن شائنا حبيب
ساعد بأرض ان كنت فيها **ولاتقل انني غريب
والمرء ماعاش في تكذيب** طول الحياة له تعذيب
بل رب ماء وردت اجــــــــن**سبيله خائف جديب
ريش الحمام على أرجائه**للقلب من خوفه وجيب
عبيد بن الابرص
باء
 
بعجلـزة قد أترز الـجري لحمهـا

كميـت كأنـها هـراوة منـوال


ذعـرت بها سربـا نقيـا جلـوده

وأكرعه وشـي البـرود من الخـال


كـأن الصـوار إذ تـجهد عـدوه

على جـمزى خيل تجول بأجـلال


فجـال الصوار واتقيـن بقرهـب

طويل الفـرا والروق أخنس ذيـال


فعـادى عداء بيـن ثـور ونعجـة

وكـان عداء الوحش مني على بـال


كأنـي بفتخـاء الجناحيـن لقـوة

صيود من العقبان طأطأت شـملالي


تـخطف خزان الشـرية بالضحـى

وقد حجـرت منهـا ثعالـب أورال


كـأن قلوب الطيـر رطبا ويابسـا

لدى وكرها العناب والحشف البالـي


فلـو أن ما أسعـى لأدنـى معيشـة

كفانـي ولم أطلـب قليل من المـال


ولكنمـا أسعـى لـمجـد مؤثـل

وقد يدرك الـمجد المؤثـل أمثالـي


وطا المـرء ما دامت حشاشة نفسـه

بـمدرك أطراف الخطوب ولا آلـي

امرؤ القيس

ي
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top