لمسة من الماضي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 20 ماي 2007
- المشاركات
- 306
- نقاط التفاعل
- 16
- النقاط
- 7
إمرأة هي إنا ....
إمرأة مجنونة إلى حدود التعقل , إنسانة مكسورة الجناح ... مسجونة عالم كله أسرار ...بين جدرانه تعالت صراخاتي و على أرضيته أفترشت أهاتي رأيت من خلال نوافذه علامات الحزن , عالم جميل الوجود فيه و أجمل هو الهروب منه تعلمت فيه لغة الترح و حفظت من شاعريته كلملت معدودات من الفرح ... أحسست فيه بحرارة الألم و برودة الشوق , طفلة أنا في ثوب إمرأة تحدت صخب الطفولة البريئة بنظرات شيقة , و أخترقت ذاك الحصار الذي عرقل أنوثتي بخطوات صامتة .
و كل هذا لأرحل بعد طول إنتظار , ابحث عن وهم يحتضنني عندما ابكي , يعانقني حينما اصرخ , يطبع على شفتاي قبلة لما ابتسم و يدغدغ كبريائي لأضحك في صمت , اجل ابحث عن وهم ضائع في سماء الحب الشقي الذي سافر مع عصافير الربيع التي هاجرت هذا الموسم الشائك و لم يترك في وجداني إلا شعور بارد و جاف , شعور أمسى فريسة تلهث وراءها ذئاب الشارع .
غجرية أنا أختبئ وراء إمرأة متحضرة في أناقتها تنتشر على كتفيها خصلات شعر أشقر , تنبعث من عيونها العسلية بريق الإنتحار , بروح تتدفق بالقهر بعد ما ارتوت من بحر العذاب , أخطو خطوات في شوارع الحب , اتسابق مع سنين الوجع سنين أشتعلت نار الألم في قلبي الذي ما فتئ يستيقظ من سبات الزمن الرديء بليالي بزغ فيها الفجر متأخرا يحمل لي خطاب المواساة مدون بحروف كلها اعذار عن تلك القيود التي شلت افكاري في وقت التذكار حين تبعثرت كلماتي لسرد اهاتي في صمت لاني سئمت كتم الاسرار التي عذبتني في عصر تراكمت فيه الاضرار على قمة القلوب و اشتدت فيه قساوة الانتظار .
و لهذا قررت ان لا اكون صبية و لن اختبئ وراء التحضر بل ساعترف اني إمراة كانت يوما انا ...إمراة راحلة افتش عن حاضري بقلب صامد تشعبت على ارضيته جذور طفولتي و ازهرت في حدائقه بذور امل الصبا لا لشيء سوى لارسم البسمة و اعانق نور شمس فجر اجمل و ارقص على تغاريد بلابل ربيع اخر من عمري .
حررت بتاريخ 11 مارس 1996