بسم الله الرحمن الرحيم
كل واحد منا قد لاحظ في الأشهر القليلة الماضية إهتمام قطاع لا بأس به من فئات المجتمع الجزائري، مسؤولين كانوا أم بسطاء، بظاهرة الحرقة التي تعرفها الجزائر في الآونة الأخيرة.
و قد شد انتباهي طبيعة الردود و عددها لموضوع جريدة الشروق اليومي لنهار أمس السبت 16/09/2008، حول هذه الظاهرة التي بدأت تمس الجنس اللطيف.
لقد تعجبت من هذا الإهتمام الكبير من طرف السلطات العمومية، حيث سنت الحكومة قوانين رادعة، و حركت وزير التضامن و كتبت الصحف و حتى حمراوي حبيب شوقي خصها بحلقات على التلفاز، و الحقيقة أن الظاهرة طبيعية و جد عادية للأسباب التالية:
1- لأنها حدثت في كل أماكن العالم و ستبقى تحدث إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. لقد حدثنا التاريخ أنه كلما إبتلي مجتمع بضائقة سياسية أو إقتصادية أو أمنية، نرى نزوحا لسكان المنطقة المنكوبة نحو مناطق أكثر أمنا و استقرارا.
2- السي بوتفليقة نفسه كان حراقا، إذ أنه حرق بعد وفاة الرئيس بومدين إلى الإمارات.
3- و حتى ربنا سبحانه و تعالى سمح بها في قوله تعالى: (ٍٍٍإن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا) النساء 97.
4- و حتى النبي صلى الله عليه و سلم قال: "دخلت إمرأة النار في هرة حبستها و لم تتركها تأكل من خشاش الأرض" أو كما قال صلى الله عليه و سلم.
إذن ما العجب أن يحرق أو لنقل يهاجر الشباب إلى مناطق أكثر أمنا بعدما استحلت أموالهم و دماؤهم و أعراضهم، و منعوا من العيش الكريم من طرف فئة متنفذة استطاعت أن تحول :
1- الجزائر إلى مزبلة تلقى فيها خردة الصين و أوروبا
2- الجزائريين إلى مساكين.
تحياتي للجميع. . .