شهر رمضان الكريم

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

colla

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
7 أوت 2006
المشاركات
1,357
نقاط التفاعل
7
النقاط
37
العمر
38
quran.jpg

السلام عليكم ورحمة الله


بفضل من الله تعالى سنفتح هذا الركن بقدوم الشهر المبارك وشهر الصيام وشهر الخير والبركات ونتطرق الى


الاسالة التي تهم الصائم باذن الله وفتاوى الصيام وطريقة صيام الجزائرين والبلدان الاخري وطرق كسب الحسنات في هذا الشهر المبارك
باذن الله
 
رمضان في القرآن الكريم



الحمد لله رب العالمين فضّل شهر رمضان على غيره من الشهور واختصه بإنزال القرآن فيه، فرض صيامه وجعله من آكد أركان الإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فيقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرًا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (184) شهـر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون [البقرة:183-185].

صوم شهر رمضان المبارك هو الركن الرابع من أركان الإسلام وقد كتبه الله على هذه الأمة وقوله: (كتب) بمعنى فرض، فالصيام مفروض على هذه الأمة كما هو مفروض على من قبلها من الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته.

وقد فرض الصيام على هذه الأمة في السنة الثانية من الهجرة،وصام رسولنا (صلى الله عليه وسلم) تسعة رمضانات.

والصوم هو الإمساك عن المفطرات بنية خالصة لله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. أو هو الكف عما أمر الله بالكف عنه في وقت مخصوص، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا شك أن للصوم حكمًا عظيمة فمن هذه الحكم والفوائد:

أنه عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه بترك محبوباته من طعام و شراب ونكاح، لينال بذلك رضى ربه، وخالقه والفوز بدار كرامته، وهو بهذا العمل يقدّم محبوبات ربه على محبوبات نفسه.

ومن فوائده وحكمه: أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بصيامه، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فبيّن سبحانه في هذه الآية أن الصيام سبب للتقوىـ والتقوى كلمة جامعة لكل خير، وهي فعل أوامره وترك مناهيه رجاءً لثوابه وخوفًا من عقابه. والصائم مأمور بتقوى الله جل وعلا وهي المقصود الأعظم بالصيام، ولذا قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيما صح عنه: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وقول الزور: كل قول محرم، والعمل بالزور: العمل بكل فعل محرم، والجهل السفه، وهو مجانبة الرشد في القول والعمل، فإذا حرص الصائم على صيامه وابتعد عن هذه الأمور حصلت له التقوى، وكان الصيام تربية لنفسه وتهذيبًا لأخلاقه وسلوكه، وكان سببًا في زكاة نفسه وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة.


ومن فوائد الصيام وحكمه أيضًا: أنه يرقق القلب ويلينه ويتخلى القلب للذكر والفكر.


ومن فوائده وحكمه أيضًا: أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه حيث يسّر الله له كل ما يشتهيه من الطعام والشراب وغيره، فإذا امتنع عن ذلك في وقت مخصوص وحصل له جوع أو عطش تذكر بذلك من منع من ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر هذه النعمة ويحمله ذلك على مواساة أخيه المحتاج والإحسان إليه.


ومن فوائده الروحية: أنه يعوّد على الصبر ويمرّن نفسه على ضبطها والسيطرة عليها حتى يتمكن من قيادتها لما فيه خيرها وسعادتها في الدارين، ولا أدل على ذلك من ترك الصائم ما تشتهيه نفسه، وتطويعها لما أمر به.


ومن فوائد الصوم وحكمه: أن الصيام الخالص والصيام الحقيقي يورث في القلب حب الطاعة وبغض المعصية.


ومن فوائده أيضًا: أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر قوة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) الصوم وِجَاء، لقطعه شهوة النكاح.


ومن فوائده أيضًا: ما يحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام وتنظيمه وإراحة الجهاز الهضمي لفترة طويلة.
هذه أهم الفوائد والحِكم الظاهرة من الصيام.

تفسير الآية :

يقول تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين ومناديًا لهم بهذا النداء الحبيب إليهم *الإيمان* : يا أيها الذين آمنوا ثم يقرر لهم هذا الفرض وهو الصيام والمؤمن سامع مطيع كيف وهو منادى من خالقه وهاديه للإيمان فلا يسعه إلا السمع والطاعة.

ثم يبيّن أن هذا الصيام عبادة مكتوبة على الأمم السابقة والشيء إذا عمّ سهل فعله على النفوس وكانت طمأنينتها به أكثر فالصيام فريضة على جميع الأمم قبلنا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم .

ثم يبيّن العلّة وهي : التقوى *لعلكم تتقون* إبرازًا للغاية العظمى من الصوم، فالتقوى هي ثمرة هذه العبادة العظيمة التي يؤديها العبد طاعة لله وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي الحارس للقلب والجسد بأكمله من إفساد هذه الطاعة فكلما همّ بما يفسده منعته تقواه من ذلك.

والتقوى لها منزلتها عند المؤمنين ويعرفون وزنها عند الله فهي مطمع لكل مؤمن والصوم يوصل إليها *لعلكم تتقون*.

ثم أيضًا كونه أيامًا معدودات. فليس الدهر كله بل هي أيام معدودة وهي شهر رمضان كما بيّنها في الآية الثانية *شهر رمضان* ومع قلة هذه الأيام المعدودة فقد أعفي من وجوب أدائِه المرضى حتى يصحّوا والمسافرون حتى يقيموا وهذا كله تحقيقًا لليسر، يقول تعالى: فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر .

والمريض إذا كان مرضه مزمنًا لا يرجى زواله فلا يلزمه الصوم ولكن يطعم عن صيام كل يوم مسكينًا لكل مسكين ربع صاع من البر الجيد ويحسن أن يكون معه إدام كلحم ونحوه.

وكذلك الكبير العاجز عن الصوم فيطعم عن كل يوم مسكينًا، أما المريض الذي يرجى زوال مرضه فإن كان لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم، وإن كان يشق عليه الصوم فيكره صومه وإن كان يضره الصوم فيحرم عليه الصوم، ويبقى في ذمته حتى يعافى ويقضي ما فاته أثناء مرضه.

ثم يقول تعالى: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين .. .

أي وعلى الذين يستطيعون الصوم إن أفطروا إعطاء فدية والصوم خير من الفدية.

وكان هذا في أول الإسلام عندما فرض عليهم الصيام ولم يتعودوه بهذه الكيفية فـرخّص لهم في الإفطار والفدية لمن شاء ومن شاء صامه روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية بعدها فنسختها فهي رخصة في أول الأمر فرفعت هذه الرخصة عن الصحيح المقيم، وبقيت للشيخ الكبير الذي يجهده الصوم ولا ترجى له حالة يكون فيها قادرًا على الصيام كما فعل أنس بن مالك (رضي الله عنه) في آخر عمره عندما كبر حتى كان لا يقدر على الصيام فكان يفتدي عامًا أو عامين.

ثم يقول تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ..
وهذا تحبيب وترغيب في أداء هذه الفريضة وهو بيان للأيام المعدودات بأنها شهر رمضان.

وقوله أنزل فيه القرآن فقد نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان.

وهذا القرآن كلام الله الجليل الذي أخرج به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى أحسن الطرق وأقومها.

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فهو رشاد للناس إلى سبيل الحق وقصد المنهج، وهو مع ذلك آيات بينات واضحات من الهدى والبيان الدال على حدود الله وفرائضه وحلاله وحرامه والفصل بين الحق والباطل.

فمن شهد منكم الشهر فليصمه فمن كان حاضرًا مقيمًا في البلد حين دخول الشهر وهو صحيح في بدنه فعليه الصوم، أما من كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر، وهذه رخصة لمن هذه حاله وأعيد ذكر هذه الرخصة مرة ثانية لئلا يفهم من قوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه وقوله قبلها : وأن تصوموا خير لكم أن الصوم حتم لا تتناوله الرخصة بوجه.

وهذا كله من إرادة الله اليسر بهذه الأمة: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .

وهذا من فضل الله علينا، ورحمه بهذه الأمة في التكليف وهذه هي القاعدة في تكاليف هذا الدين أنها ميسرة لا عسر فيها فالمسلم الذي يؤدي هذه التكاليف يحس برحمة الله وإرادته اليسر والخير بعباده المؤمنين يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .

ثم يقول تعالى: ولتكملوا العدة أي إنما أمر بالقضاء لتكملوا عدة الشهر فلا يضيع الأجر على من كان مريضًا أو مسافرًا.

ثم أمر الله جل وعلا بتكبيره وشكره وحمده على هدايته وقد أمر جل وعلا بذكره عند انقضاء كل عبادة ففي الحج قال: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا .

وبعد صلاة الجمعة قال: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون ، ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الآية: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم .

وقوله: لعلّكم تشكرون أي إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين.

فتشكرون الله على هذه النعمة،نعمة أداء هذه الفريضة ونعمة التقوى ونعمة إتمام الصوم وتكبير الله في آخره، ونعمة اليسر في أداء هذه العبادة فهي نعم تترى على المسلم تستلزم الشكر لمسديها.

ومن فوائد هذه الآيات :-

أن صيام شهر رمضان واجب على الأمّة.
أن الصيام سبب لتقوى الله.
إباحة الفطر في رمضان للمريض والمسافر، وأنه يجب عليهما القضاء بعدد الأيام التي حصل فيها الفطر.
أن من أفطر في أيام رمضان بعذر فعليه القضاء ولا يشترط فيه التتابع لقوله تعالى: فعدة من أيام أخر ولم يشترط التتابع أو المبادرة بهن بعد زوال العذر مباشرة.
فضل شهر رمضان وتخصيصه بابتداء إنزال القرآن فيه لهداية العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
يؤخذ من هذه الآيات : يسر الإسلام وسماحته في جميع تكاليفه، حيث لم يكلف أحدًا ما لا يطيق.
مشروعية التكبير بعد إكمال العدة للشهر.
وجوب شكر الله على نعمه بالتوفيق للصيام وأعمال الخير الأخرى.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
في وجوب صومِ رمضان ووقته

*صومُ شهر رمضان ركنٌ من أركان الإسلامِ, وفرضٌ من فروضِ الله, معلوم من الدين بالضرورة.
*ويدلُّ عليه الكتاب والسنةُ والإجماع:
قال الله تعالى: <<يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكُمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين من قبلكُم >>-البقرة/183- إلى قوله تعالى: <<شهر رمضان الذي أُ نزل فيه القرآن هدًى وبينَاتٍ من الهدى والفُرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمهُ... >>-البقرة/185-, ومعنى <<كُتبَ>>: فُرض.
وقال: <<فمن شَهِدَ منكم الشهر فليصمهُ>>: والأمر للوجوب.
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((بُنيَ الإسلام على خمسٍ...)), وذكر منها: ((صومِ رمضان))-متفق عليه-.
والأحاديث في الدلالة على فرضيته وفضله كثيرةٌ مشهورةٌ.
وأجمع المسلمون على وجوب صومه, وأن من أنكره كَفَرَ.
*والحكمةُ في شرعية الصيام: أن فيه تزكية للنفس وتطهيرًا وتنقيةً لها من الأخلاط الرديئةِ والأخلاق الرذيلة؛ لأنه يُضيَّقُ مجاري الشيطان في بدن الإنسان؛ لأن الشيطان يجري من ابن آم مجرى الدم, فإذا أكل أو شربَ؛ انبسطت نفسه للشهوات, وضعُفت إرادتُها, وقَلَّتْ رغبتها في العبادات, والصوم على العكس من ذلك.
وفي الصوم تزهيد في الدنيا وشهواتها, وترغيب في الآخرة.
وفيه باعث على العطفِ على المساكين وإِحساسٌ بآلامهم؛ لما يذوقه الصائم من ألم الجوعِ والعَطَشِ؛ لأن الصوم في الشرع هو: الإمساكُ بنيةٍ عن أشياء مخصوصةٍ من أكلٍ وشربٍ وجماعٍ وغير ذلك مما وردَ به الشرعُ, ويتبعُ ذلك الإمساكُ عن الرفثِ والفسوق.
*ويبتدئ وجوب الصوم اليومي بطلوع الفجر الثاني, وهو: البياض المعترِض في الأُفُقِ, وينتهي بغروب الشمس؛ قال الله تعالى: <<فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ(يعني: الزوجات) وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ >>-البقرة/187-, ومعنى: <<يتبين لكم الخيطُ الأبيض من الخيطِ الأسود منَ الفجرِ>>: أن يتضح بياضُ النهار من سواد الليل.
*ويبدأُ وجوبُ صوم شهر رمضان إذا عُلِمَ دخوله.
*وللعلم بدخوله ثلاث طرقٍ:

الطريقة الأولى: رؤيةُ هلاله؛ قال تعالى: <<فمن شهدَ منكم الشهر فليصمه>>-البقرة/185-, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته))-متفق عليه-, فمن رأى الهلال بنفسه, وجبَ عليه الصومُ.
الطريقة الثانية: إكمال عدةِ شهر شعبان ثلاثين يومًا: وذلك حينما لا يُرى الهلالُ ليلةَ الثلاثين من شعبان مع عدم وجود ما يمنعُ الرؤية من غيم أو قترٍ أو معَ وجود شيءٍ من ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الشهرُ تسعٌ وعشرون يومًا, فر تصوموا حتى تروه[أي: الهلال], ولا تُفطروا حتى تروه, فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له))-متفق عليه-, ومعنى ((اقدروا له))؛ أي: أتموا شهر شعبان ثلاثين يومًا؛ لما ثَبَتَ في حديث أبي هريرةَ: ((فإن غُميَ عليكم الشهر, فعُدوا ثلاثين))-متفق عليه-.
*ويلزمُ صومُ رمضانَ كل مسلم مكلفٍ قادرٍ, فلا يجبُ على كافرٍ, ولا يصحُّ منه؛ فإن تابَ في أثناءِ الشهر, صام الباقي, ولا يلزمه قضاءُ ما سبقَ حالَ كفره.
*ولا يجبُ الصومُ على صغيرٍ, ويصحُّ الصوم من صغيرٍ مميَّز, ويكونُ في حقه نافلةٌ.
ولا يجب الصوم على مجنونُ, ولو صام حال جنونه, لم يصح منه لعدم النية.
*ولا يجب الصومُ أداءً على مريضٍ يعجز عنه ولا مسافرٍ, ويقضيانه حالَ زوال عذرِ المرض والسفرِ؛ قال تعالى: <<فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فَعِدَّةٌ من أيامٍ آُخر>>-البقرة/184-.
*والخطابُ بإيجاب الصيام يشملُ: المقيمَ والمسافرَ, والصحيح والمريضَ, والطاهر والحائض والنفساءَ, والمغمى عليه؛ فإن هؤلاء كلهم يجبُ عليهم الصومُ في ذِمَمِهم, بحيث إنهم يخاطبون بالصوم, ليعتقدوا وجوبه في ذممهم.
والعزم على فعله: إما أداءً, وإما قضاءً.
فمنهم من يخاطب بالصوم في نفس الشهر أداءً, وهو الصحيح المقيمُ, إلا الحائضَ والنفساءَ.
ومنهم من يخاطب بالقضاء فقط, وهو: الخائضُ والنُّفساءُ والمريضُ الذي لا يقدرُ على أداءِ الصومِ ويقدِر عليه قضاءً.
ومنهم من يُخير بين الأمرين, وهو: المسافرُ والمريضُ الذي يمكنه الصومُ بمشقةٍ من غير خوفِ التَّلَفِ.
*ومن أفطر لعذرٍ ثُمَّ زَالَ عذرُه في أثناء نهارِ رمضان: كالمسافر يَقدَمُ من سفره, والحائضُ والنفساءُ تطهران, والكافرُ إذا أسلم, والمجنون إذا أفاق من جنونه, والصغير يبلغ, فإنَّ كلاًّ من هؤلاء يلزمه الإمساكُ بقية اليوم ويقضيه.
وكذا إذا قامت البينةُ بدخولِ الشهر في أثناء النهارِ, فإن المسلمين يُمسكون بقيةَ اليوم ويقضون اليوم بعدَ رمضانَ.
 
في بدءِ صيامِ اليوم ونهايته

قال الله تعالى: <<أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ>>-البقرة/187-.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ( هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين, ورَفْعٌ لما كان عليه الأمر في ابتداءِ الإسلام, فإنه كان إذا أفطرَ أحدهم, إنماُّ يحلُّ له الأكلُ والشربُ والجماعُ إلى صلاة العشاءِ أو ينامُ قبلَ ذلك.
فمتى نام أو صلى العشاء؛ حَرُم عليه الطعامُ والشرابُ والجماعُ إلى الليلة القابلةِ, فوجدوا من ذلك مشقة كبيرةً, فنزلت هذه الآيةُ, ففرحوا بها فرحًا شديدًا, حيث أباح الله الأكل والشربَ والجماعَ في أي الليل شاءَ الصائم, إلى أن يتبين ضياءُ الصباح من سواد الليل)-تفسير ابن كثير(1/288-290)بتصرف-.
فتبين من الآية الكريمة تحديدُ الصوم اليومي بدايةً ونهايةً.
فبدايته: من طلوع الفجر الثاني, ونهايته: إلى غروب الشمسِ.
*وفي إباحته تعالى الأكل والشربَ إلى طلوع الفجرِ دليل على استحباب السُّحُور.
وفي ((الصحيحين)) عن أنس رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسحروا؛ فإن في السحور بُركة))-متفق عليه-.
وقد ورَدَ في الترغيب بالسحورُ آثارٌ كثيرةٌ, ولو بجرعة ماءٍ, ويستحبُّ تأخيره إلى وقت انفجار الفجر.
ولو استيقظ الإنسان وعليه جنابةٌ أو طَهُرت الحائضُ قبلَ طلوع الفجر: فإنهم يبدؤُون بالسحور, ويصومون, ويُؤخرون الاغتسالَ إلى بعد طلوع الفجر.
*وبعضُ الناس يُبَكرون بالتسحر لأنهم يسهرون مُعظمَ طلوع الليل ثم يتسحرون قبل الفجر بساعاتٍ, وهؤلاء قد ارتكبوا عدةَ أخطاءٍ:
أولاً: لأنهم صاموا قبل وقتِ الصيامِ.
ثانيًا: يتركون صلاة الفجر مع الجماعة, فيعصون الله بترك ما أوجب الله عليهم من صلاة الجماعةِ.
ثالثًا: ربما يؤُخرون صلاة الفجر عن وقتها, فلا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس, وهذا أشدُّ جُرمًا وأعظم إثمًا؛ قال الله تعالى: << فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون>>-الماعون/4, 5-.
ولابُدَّ أن ينوي الصيام الواجب من الليل, فلو نوى الصيام ولم يستيقظْ إلا بعد طلوع الفجر, فإنه يُمسكُ, وصيامه صحيح تامٌّ إن شاء الله.
*ويُستحبُّ تعجيل الإفطار إذا تحققَ غُروب الشمس بمشاهدتها أو غلبَ على ظنه بخبرِ ثقةٍ بأذانٍ أو غيره؛ فعن سهلِ بن سعدٍ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عجلوا الفطرَ)), متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((إن أحبَّ عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا))-أخرجه الترمذي-.
*والسنة أن يُفطِرَ على رُطبٍ, فإن لم يجد, فعلى تمر, فإن لم يجد, فعلى ماءٍ؛ لقول أنس رضي الله عنه: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطِرُ قَبلَ أن يُصليَ على رُطَبَاتٍ, فإن لم تكن رطباتٌ, فتمراتٌ, فإن لم تكن تمراتُ, حسا حسواتٍ من ماء...)), رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
فإن لم تجد رطبًا ولا تمرًا و لا ماءً أفطرَ على ما تيسر من طعامٍ وشرابٍ.
*وهنا أمر يجبُ التنبيه عليه, وهو: أن بعض الناس قد يجلسُ على مائدة إفطاره ويتعشى ويتركُ صلاة المغرب مع الجماعة في المسجد, فيرتكب بذلك خطأً عظيمًا, و يُعرَّضُها للعقوبة, والمشروع للصائم أن يُفطِر أولاً, ثم يذهبُ للصلاةِ, ثم يتعشى بعدَ ذلك.
*ويُستحبُّ: أن يدعو عندَ إفطاره بما أحبَّ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن للصائم عند فطره دعوةٌ ما تُرَد))-أخرجه ابن ماجة-, ومن الدعاء الواردِ أن يقول: ((اللهم لك صمتُ, وعلى رزقكَ أفطرتُ))-أخرجه أبو داود من حديث معاذ بن زهرة مرسلاً-, وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر يقول: ((ذهب الظمأُ, وابتلت العروقُ, وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ))-أخرجه أبو داود-.
وهكذا ينبغي للمسلم أن يتعلم أحكام الصيام والإفطار وقتًا وصفةً؛ حتى يؤدي صيامه على الوجه المشروع الموافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم, وحتى يكونَ صيامه صحيحًا وعملُه مقبولاً عند الله؛ فإنَّ ذلك من أهم الأمور؛ قال الله تعالى: <<لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوةٌ حسنة ِلمن كان يرجواْ الله واليوم الأخرَ وذَكَرَ الله كثيرًا>>-الأحزاب/21-.
 
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك

الشيخ
عبد الله بن جار الله الجار الله -رحمه الله
-

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام .
فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات.
ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
وصدق الله العظيم إذ يقول وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي حتى تموت وقوله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها قال - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه .
وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء.
وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم.
وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه.
وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر :آية 60] .
وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.
وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها.
 
فضل الصيام في الكتاب و السنة

أخبر الله سبحانه و تعالى أنه كتب الصيام على الذين من قبلنا تسليةً لهذه الأمة، و أخبرنا أن الصيام يجلب التقوى، أو أن الإنسان يتقي شهوات النفس بالصيام
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (183 البقرة)

الصيام أيام قليلة معدودة، و كان في بدايته تطوعاً، من شاء صام و من شاء أفطر و أطعم
" أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (184 البقرة)
ثم فُرض الصيام في السنة الثانية للهجرة، و جُعل الصيام في شهر رمضان، الشهر المبارك الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس، و جعل الله سبحانه و تعالى، بمنّه و كرمه، الرخصة للمريض و المسافر بالفطر تخفيفاً عليهم و شرع لهم القضاء إكمالاً للأجر و الثواب.
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (185 البقرة)

باب الصيام "الريّان"
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِي اللَّهم عَنْه قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ * مسلم

فتح أبواب الجنة و غلق أبواب النار و سلسلة الشياطين
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ (البخاري)

غفران ما تقدم من الذنوب
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (البخاري)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (البخاري: كتاب صلاة التراويح)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (البخاري)
الصيام جُنّة و وِجاء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا (البخاري)

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (البخاري)

أجر صوم يوم في سبيل الله
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا (البخاري)

الصوم لله وهو يجزي به
أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ( البخاري)

رمضان إلى رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ * مسلم
 
تنظيم الوقت ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه.
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة.
وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر.
والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
 
السلام عليكم
شكرا اخي سفيان على الموضوع
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22000
 
ال سلمان الفارسي رضي الله عنه : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان ، فقال : (أيها الناس : قد اظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر .. شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً .. من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .. وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة .. وشهر المواساة .. وشهر يزداد رزق المؤمن فيه .. من فَطر فيه صائماً ، كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شئ) قالوا : يا رسول الله ! ليس كلنا يجد ما فَطر الصائم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعطي الله هذا الثواب ، من فطر صائماً على تمرة ، أو على شربة ماء ، أو مذقة لبن .. وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار .. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، واعتقه من النار .. فاستكثرو فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم ، وخصلتين لا غناء لكم عنهما ، فأما الخصلتنان اللتان ترضون بهما ربكم ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه .. واما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما : فتسألون الله الجنة ، وتعوذون به من النار .. ومن سقى صائماً ، سقاه الله من حوضي ، شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة )
رواه ابن خزيمة في صحيحه .
فضائل شهر رمضان
- يصفد الله فيه الشياطين ومردة الجن .
- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار
- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك .
- فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر .
- يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان .
- يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top