سلوكيات مرفوضة في رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الأزمنة واختار منها، فاختار الجمعة وفضلها على سائر أيام الأسبوع، فهو سيد أيامه، واختار من أيام السنة يوم عرفة فهو أفضل أيام السنة، واختار من الشهور رمضان، وخصه بخصائص تميزه عن غيره من سائر شهور العام، ففيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، ومن ثم كان على المسلم أن يتأدب بآداب ذلك الشهر فيهجر الأخلاق السيئة ويتحلى بالآداب الفاضلة، حتى يحقق الغاية من صومه ويخرج من رمضان وقد تغير حاله وحقق التقوى التي هي ثمرة الصيام:
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
{البقرة: 183}، وفي هذا المقال نبين بعض الآداب والسلوكيات السيئة التي يجب على المسلم أن يتجنبها في هذا الشهر الكريم:
يحرم بعض الصائمين أنفسهم من صلاة الفجر في جماعة بحجة أنه ينام بعد أن يتسحر ليستيقظ لعمله مبكرًا، ومحروم من يفعل هذا لأنه يضيع على نفسه من الأجر الكثير والكثير، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". رواه مسلم، وإن كان هذا بالنسبة لصلاة النافلة فما بالنا بصلاة الفريضة، قال الله عز وجل:
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا
{الإسراء: 78}.
والذي يضيع صلاة الفجر قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم : "أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء". فعلى المسلم أن يعود نفسه على أداء صلاة الفجر في جماعة إلا من عذر شرعي لا سيما في هذا الشهر الكريم فهو زاده لبقية العام.
يُعد هذا السلوك من أسوأ سلوكيات بعض الناس في هذا الشهر الكريم، فبعض المسلمين ينام نهارًا ويستيقظ ليلا، فهو بذلك لا يشعر بحلاوة الصيام ولا بأسراره الروحية بل يضاد السنن الكونية، يقول سبحانه وتعالى:
وجعلنا الليل لباسا (10) وجعلنا النهار معاشا
، يقول عز وجل:
فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم
{الأنعام: 96}، وقال أيضًا:
هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا
{يونس: 67}، وفي الآيات يمتن الله على عباده أن جعل لهم الليل ليسكنوا فيه والنهار ليبتغوا من فضله، فالليل للسكون والراحة، والنهار للعمل والسعي، هذا فضلاً عن أن النوم بالنهار يجلب الكسل والخمول ويضيع الأوقات.
3- مشاهدة الأفلام والمسلسلات والسهر على الفضائيات: فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته لأجل خالقه وهو يقطع نهاره في ذكره سبحانه ومراقبته فيحبس لسانه عن التفحش واللغو وأذنه عن استماع المحرمات كالغيبة والنميمة وأصوات الشياطين "الغناء" وبصره عن النظر إلى ما يغضب ربه ويجر عليه اللعنات ويدفعه إلى المعاصي والسيئات، فما أشقى هؤلاء الذي ضيعوا أجر صيامهم بالمرابطة على مشاهدة ما يقدمه حزب الشيطان الذي يدعوهم إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، يقول عز وجل:
أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه
، ويقول سبحانه:
ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار
.
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
.
5- خروج النساء متبرجات متعطرات: وهذا وإن كان حرامًا في غير رمضان فإنه أشد حرمة في هذا الشهر الكريم لحرمة الزمان وعظمته، قال تعالى:
ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
.
فاتقي الله أختي المسلمة، فإن الذي أمركِ بالصيام هو الذي أمرك بالحجاب وعدم التزين والتعطر إلا للزوج، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة عن حضور صلاة العشاء الآخرة في جماعة إن تطيبت إلا أن تغتسل. كما أخرج البخاري في صحيحه، هذا بالإضافة إلى الوعيد الشديد لمن مرت على الرجال فوجدوا ريحها، فإياك ومزاحمة الرجال وإظهار العورات وتجنبي أن تؤذي المسلمين بالقول أو الفعل وتذكري حرمة الشهر الكريم ولا تستجيبي لنداء الشياطين.
6- الفتور عن العبادة والطاعة في العشر الأواخر: يبدأ بعض الناس جادًا في الطاعات عند استقبال هذا الشهر الكريم، لكنه سرعان ما يفتر بعد ذلك، فيضيع منه أشرف الأوقات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله طلبًا لليلة القدر في هذه الليالي المباركة، ولذا كان يعتكف في الليالي العشر الأواخر كما هو ثابت من هديه صلى الله عليه وسلم ، لكن المسلمين جعلوا هذه الأيام لشراء الحاجات والاستعداد ليوم العيد، فانشغلوا عنها، فضيعوا على أنفسهم الأوقات المباركة، وحرموا أنفسهم من أشرف الليالي التي تنزل فيها الرحمات.
7- الإسراف في المأكولات والمشروبات: فإن ذلك يذهب بالصيام عن غايته التي شُرع لأجلها، هذا فضلاً عما في الشبع من كسل وخمول عن الواجبات، وفي الحديث: "ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الأزمنة واختار منها، فاختار الجمعة وفضلها على سائر أيام الأسبوع، فهو سيد أيامه، واختار من أيام السنة يوم عرفة فهو أفضل أيام السنة، واختار من الشهور رمضان، وخصه بخصائص تميزه عن غيره من سائر شهور العام، ففيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، ومن ثم كان على المسلم أن يتأدب بآداب ذلك الشهر فيهجر الأخلاق السيئة ويتحلى بالآداب الفاضلة، حتى يحقق الغاية من صومه ويخرج من رمضان وقد تغير حاله وحقق التقوى التي هي ثمرة الصيام:
1- النوم عن صلاة الفجر:
يحرم بعض الصائمين أنفسهم من صلاة الفجر في جماعة بحجة أنه ينام بعد أن يتسحر ليستيقظ لعمله مبكرًا، ومحروم من يفعل هذا لأنه يضيع على نفسه من الأجر الكثير والكثير، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". رواه مسلم، وإن كان هذا بالنسبة لصلاة النافلة فما بالنا بصلاة الفريضة، قال الله عز وجل:
والذي يضيع صلاة الفجر قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم : "أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء". فعلى المسلم أن يعود نفسه على أداء صلاة الفجر في جماعة إلا من عذر شرعي لا سيما في هذا الشهر الكريم فهو زاده لبقية العام.
2- النوم نهارًا والاستيقاظ ليلاً:
يُعد هذا السلوك من أسوأ سلوكيات بعض الناس في هذا الشهر الكريم، فبعض المسلمين ينام نهارًا ويستيقظ ليلا، فهو بذلك لا يشعر بحلاوة الصيام ولا بأسراره الروحية بل يضاد السنن الكونية، يقول سبحانه وتعالى:
3- مشاهدة الأفلام والمسلسلات والسهر على الفضائيات: فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته لأجل خالقه وهو يقطع نهاره في ذكره سبحانه ومراقبته فيحبس لسانه عن التفحش واللغو وأذنه عن استماع المحرمات كالغيبة والنميمة وأصوات الشياطين "الغناء" وبصره عن النظر إلى ما يغضب ربه ويجر عليه اللعنات ويدفعه إلى المعاصي والسيئات، فما أشقى هؤلاء الذي ضيعوا أجر صيامهم بالمرابطة على مشاهدة ما يقدمه حزب الشيطان الذي يدعوهم إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، يقول عز وجل:
4- تضييع صلاة المغرب في جماعة:
إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها، وصلاة المغرب يستحب تعجيلها قبل أن تتشابك النجوم، كما ثبت في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجل بصلاتها حتى كانوا يخرجون من الصلاة وهم يرون أثر نبالهم على الأرض، وهذا يشير إلى عدم حلول الظلام، فيجب على المسلم أن يفطر على تمرات أو ماء ثم يصلي المغرب في جماعة، فإن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فاحرص أخي على عمارة بيوت الله، وكن أسوة لأهلك وجيرانك، وخذ بيدهم إلى عمارة المساجد، لا سيما في ذلك الوقت الذي ينشغل فيه الكثير عن عمارتها، قال تعالى:
5- خروج النساء متبرجات متعطرات: وهذا وإن كان حرامًا في غير رمضان فإنه أشد حرمة في هذا الشهر الكريم لحرمة الزمان وعظمته، قال تعالى:
فاتقي الله أختي المسلمة، فإن الذي أمركِ بالصيام هو الذي أمرك بالحجاب وعدم التزين والتعطر إلا للزوج، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة عن حضور صلاة العشاء الآخرة في جماعة إن تطيبت إلا أن تغتسل. كما أخرج البخاري في صحيحه، هذا بالإضافة إلى الوعيد الشديد لمن مرت على الرجال فوجدوا ريحها، فإياك ومزاحمة الرجال وإظهار العورات وتجنبي أن تؤذي المسلمين بالقول أو الفعل وتذكري حرمة الشهر الكريم ولا تستجيبي لنداء الشياطين.
6- الفتور عن العبادة والطاعة في العشر الأواخر: يبدأ بعض الناس جادًا في الطاعات عند استقبال هذا الشهر الكريم، لكنه سرعان ما يفتر بعد ذلك، فيضيع منه أشرف الأوقات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله طلبًا لليلة القدر في هذه الليالي المباركة، ولذا كان يعتكف في الليالي العشر الأواخر كما هو ثابت من هديه صلى الله عليه وسلم ، لكن المسلمين جعلوا هذه الأيام لشراء الحاجات والاستعداد ليوم العيد، فانشغلوا عنها، فضيعوا على أنفسهم الأوقات المباركة، وحرموا أنفسهم من أشرف الليالي التي تنزل فيها الرحمات.
ختامًا أخي الصائم: فإن شهر رمضان فرصة عظيمة لهجر المعاصي والمنكرات وتيسير أمر التوبة بالإقلاع عن السيئات والتزود من الطاعات، قال تعالى:
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب
.
والحمد لله رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين.