الخليج لتمويل الحروب الأمريكية.. ومصر لإضفاء الشرعية
استراتيجية جورج بوش الجديدة التي أعلنها في الأسبوع الماضي بشأن العراق تدعو لمزيد من القلق وعدم الاستقرار في المنطقة خاصة اقليم الخليج العربي، انها استراتيجية أمنية وليست استراتيجية لمواجهة مشكلة سياسية في الأصل أتى بها الاحتلال، هذه الاستراتيجية أربكت المنطقة بكاملها، الأمر الذي دعا وزير خارجية دولة قطر إلى الجهر بالقول: «.. وبدلاً من أن تتشاور الإدارة الأمريكية مع دول المنطقة في سبيل البحث عن مخرج للأزمة راح الرئىس بوش يقرر بمفرده سياسة بمعزل عن دول المنطقة وفرض على الجميع الالتزام بها، وهي سياسة لاتجدي نفعاً».
الرئىسان بوش الأب والابن استخدما هذه الدول منذو مطلع تسعينيات القرن الماضي لتنفيذ سياستهما الظالمة في المنطقة دون عناء، وحاول بعض أعوان بوش الأب تجاوز هذه الدول في الشأن العراقي (بيكر - وهاملتون) وإشراك إيران بدلاً منها وتشكل هذه الدبلوماسية أكبر صفعة لحلفاء أمريكا من الخليجيين الذين يتسابقون على استرضاء الإدارة الأمريكية رأس الشيطان الأكبر.
لا جدال في أن الرئىس الأمريكي يتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي بتعال واحتقار وعليهم أن ينفذوا أوامره وإلا فإن أنظمتهم إلى زوال بما في ذلك الأردن ومصر وهذه كلماته «إن هزيمة أمريكا في العراق ستعني انهيار دول مثل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج».
إنه يريد من مصر أن تستخدم ما تبقى لها من دور سياسي وإعلامي في المنطقة وتشغيل قوتها البشرية لصالح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، ولم يمض على خطاب بوش التهديدي للعرب ساعات إلا وانطلق حسني مبارك حاكم جمهورية مصر على وسائل الإعلام المصري محذراً إيران من أي تدخل مباشر في العراق ونحن نؤيده ونثني عليه، لكن نريد أن نذكره بأنه لم يقل كلمة واحدة عن وجود جحافل الجيش الأمريكي الذي يحتل العراق وكذلك الجيش البريطاني وجحافل المرتزقة الذين جندتهم الإدارة الأمريكية للعبث بالعراق وأمنه واستقلاله وحريته.
أما الدور المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي فهو تمويل استراتيجية بوش العدوانية على العراق، خاصة حركة المقاومة الوطنية العراقية وأتباع الفقه السني، إن هذه التكلفة المطلوب من دول الخليج تحملها نيابة عن الحكومة الأمريكية تقدر بمليارات الدولارات التي يرفض الكونجرس الأمريكي تمويل حروب الرئىس بوش بها بعد أن سيطر الحزب الديمقراطي على السلطة التشريعية.
هذا الدور المطلوب من الخليجيين له سوابق بني عليها، فهذه الدول ساهمت في تمويل حروب الإدارة الأمريكية في فيتنام في حقبة الستينيات من القرن الماضي الى محاربة الشيوعية في أوروبا وافريقيا وأفغانستان وأمريكا اللاتينية واقليم الكرائب، إن التاريخ يعيد نفسه، فلقد عجز الرئىس الأمريكي رونالد ريجان عن تمويل الحرب ضد حكومة نيكاراجوا اليسارية في ثمانينيات القرن الماضي لأن الكونجرس رفض تمويل تلك الحرب القذرة كما سموها آنذاك، فاستعين ببعض من دول الخليج لتمويل حرب الرئىس ريجان فكان له ما أراد.
ولم يعد الأمر سراً على أحد أن معظم هذه الدول ساهمت في تدمير العراق واحتلاله أمريكيا ماديا وعسكريا وتمويلا وإعلاميا وعليها الآن إنقاذ الرئىس بوش من المأزق في العراق بعد أن اشتدت الحملة عليه داخليا وخارجيا.. لقد جاء الآن مهدداً متوعداً هذه الدول بأنها إذا لم تقدم له كل ما يريد فلا مستقبل لهذه الأنظمة اطلاقا.
نذكر ولاة الأمر فينا نحن العرب بأن الرئىس بوش الابن يعيش آخر حقبته السياسية مهدداً من داخل بلاده بالعزل الدستوري، وهو فاقد المصداقية في أوروبا، وهو مرفوض في كل دول العالم الثالث فلا تعطوه مقومات القوة ليعبث بكم وبأنظمتكم وبسيادة أوطانكم، احتل العراق ودمره وسلمه لعصابات مجوسية صفرية حاقدة وانتم تنظرون، واليوم يسلم مقاليده للإيرانيين وانتم تشهدون، وجنود يلاحقون أهل السنة ويبيدونهم تحت ذريعة أنهم محاربون، وهذه فلسطين يعبث بها الصهاينة والأمريكان وعملاؤهم وأنتم تتفرجون، وهذه الصومال تضيع من بين أيديكم وأنتم على الأرائك متكئون، وكبيركم في مصر يقول: «إنه يتفهم غزو الأحباش للصومال» وانتم جميعاً تتفهمون الاجتياح الأمريكي جوا وبحرا وبرا لجمهورية الصومال العربية وتنصيب حكومة عميلة كما فعل في العراق وافغانستان وغدا فلسطين.
ما المطلوب منكم للحيلولة دون استبداد بوش الابن بكم؟
ليس أكثر من العودة لشعوبكم وجعلها سندا لكم في مواجهة أعداء أمتنا وحماية لكم من تسلط البغاة المعتدين ولكم في التاريخ عبر وأبرزها فنزويلا.. بوش وجنوده وعصابة الحكم الحاقدة في العراق يجتثون أهل السنة من العاصمة بغداد، ويعزلون قرى ومدن الانبار بأسلاك شائكة وحقول ألغام لايدخلها ولايخرج منها الإنسان إلا بشق الأنفس بينما العصابات الصفوية الحاقدة تصول وتجول في كل أنحاء العراق مسلحة محمية من قبل جيوش الاحتلال فلا تستجيبوا لتهديدات الرئىس الأمريكي وأعلنوا رفضكم لاستراتيجيته الخبيثة، وأنتم الأعلون.
استراتيجية جورج بوش الجديدة التي أعلنها في الأسبوع الماضي بشأن العراق تدعو لمزيد من القلق وعدم الاستقرار في المنطقة خاصة اقليم الخليج العربي، انها استراتيجية أمنية وليست استراتيجية لمواجهة مشكلة سياسية في الأصل أتى بها الاحتلال، هذه الاستراتيجية أربكت المنطقة بكاملها، الأمر الذي دعا وزير خارجية دولة قطر إلى الجهر بالقول: «.. وبدلاً من أن تتشاور الإدارة الأمريكية مع دول المنطقة في سبيل البحث عن مخرج للأزمة راح الرئىس بوش يقرر بمفرده سياسة بمعزل عن دول المنطقة وفرض على الجميع الالتزام بها، وهي سياسة لاتجدي نفعاً».
الرئىسان بوش الأب والابن استخدما هذه الدول منذو مطلع تسعينيات القرن الماضي لتنفيذ سياستهما الظالمة في المنطقة دون عناء، وحاول بعض أعوان بوش الأب تجاوز هذه الدول في الشأن العراقي (بيكر - وهاملتون) وإشراك إيران بدلاً منها وتشكل هذه الدبلوماسية أكبر صفعة لحلفاء أمريكا من الخليجيين الذين يتسابقون على استرضاء الإدارة الأمريكية رأس الشيطان الأكبر.
لا جدال في أن الرئىس الأمريكي يتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي بتعال واحتقار وعليهم أن ينفذوا أوامره وإلا فإن أنظمتهم إلى زوال بما في ذلك الأردن ومصر وهذه كلماته «إن هزيمة أمريكا في العراق ستعني انهيار دول مثل مصر والأردن والسعودية ودول الخليج».
إنه يريد من مصر أن تستخدم ما تبقى لها من دور سياسي وإعلامي في المنطقة وتشغيل قوتها البشرية لصالح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، ولم يمض على خطاب بوش التهديدي للعرب ساعات إلا وانطلق حسني مبارك حاكم جمهورية مصر على وسائل الإعلام المصري محذراً إيران من أي تدخل مباشر في العراق ونحن نؤيده ونثني عليه، لكن نريد أن نذكره بأنه لم يقل كلمة واحدة عن وجود جحافل الجيش الأمريكي الذي يحتل العراق وكذلك الجيش البريطاني وجحافل المرتزقة الذين جندتهم الإدارة الأمريكية للعبث بالعراق وأمنه واستقلاله وحريته.
أما الدور المطلوب من دول مجلس التعاون الخليجي فهو تمويل استراتيجية بوش العدوانية على العراق، خاصة حركة المقاومة الوطنية العراقية وأتباع الفقه السني، إن هذه التكلفة المطلوب من دول الخليج تحملها نيابة عن الحكومة الأمريكية تقدر بمليارات الدولارات التي يرفض الكونجرس الأمريكي تمويل حروب الرئىس بوش بها بعد أن سيطر الحزب الديمقراطي على السلطة التشريعية.
هذا الدور المطلوب من الخليجيين له سوابق بني عليها، فهذه الدول ساهمت في تمويل حروب الإدارة الأمريكية في فيتنام في حقبة الستينيات من القرن الماضي الى محاربة الشيوعية في أوروبا وافريقيا وأفغانستان وأمريكا اللاتينية واقليم الكرائب، إن التاريخ يعيد نفسه، فلقد عجز الرئىس الأمريكي رونالد ريجان عن تمويل الحرب ضد حكومة نيكاراجوا اليسارية في ثمانينيات القرن الماضي لأن الكونجرس رفض تمويل تلك الحرب القذرة كما سموها آنذاك، فاستعين ببعض من دول الخليج لتمويل حرب الرئىس ريجان فكان له ما أراد.
ولم يعد الأمر سراً على أحد أن معظم هذه الدول ساهمت في تدمير العراق واحتلاله أمريكيا ماديا وعسكريا وتمويلا وإعلاميا وعليها الآن إنقاذ الرئىس بوش من المأزق في العراق بعد أن اشتدت الحملة عليه داخليا وخارجيا.. لقد جاء الآن مهدداً متوعداً هذه الدول بأنها إذا لم تقدم له كل ما يريد فلا مستقبل لهذه الأنظمة اطلاقا.
نذكر ولاة الأمر فينا نحن العرب بأن الرئىس بوش الابن يعيش آخر حقبته السياسية مهدداً من داخل بلاده بالعزل الدستوري، وهو فاقد المصداقية في أوروبا، وهو مرفوض في كل دول العالم الثالث فلا تعطوه مقومات القوة ليعبث بكم وبأنظمتكم وبسيادة أوطانكم، احتل العراق ودمره وسلمه لعصابات مجوسية صفرية حاقدة وانتم تنظرون، واليوم يسلم مقاليده للإيرانيين وانتم تشهدون، وجنود يلاحقون أهل السنة ويبيدونهم تحت ذريعة أنهم محاربون، وهذه فلسطين يعبث بها الصهاينة والأمريكان وعملاؤهم وأنتم تتفرجون، وهذه الصومال تضيع من بين أيديكم وأنتم على الأرائك متكئون، وكبيركم في مصر يقول: «إنه يتفهم غزو الأحباش للصومال» وانتم جميعاً تتفهمون الاجتياح الأمريكي جوا وبحرا وبرا لجمهورية الصومال العربية وتنصيب حكومة عميلة كما فعل في العراق وافغانستان وغدا فلسطين.
ما المطلوب منكم للحيلولة دون استبداد بوش الابن بكم؟
ليس أكثر من العودة لشعوبكم وجعلها سندا لكم في مواجهة أعداء أمتنا وحماية لكم من تسلط البغاة المعتدين ولكم في التاريخ عبر وأبرزها فنزويلا.. بوش وجنوده وعصابة الحكم الحاقدة في العراق يجتثون أهل السنة من العاصمة بغداد، ويعزلون قرى ومدن الانبار بأسلاك شائكة وحقول ألغام لايدخلها ولايخرج منها الإنسان إلا بشق الأنفس بينما العصابات الصفوية الحاقدة تصول وتجول في كل أنحاء العراق مسلحة محمية من قبل جيوش الاحتلال فلا تستجيبوا لتهديدات الرئىس الأمريكي وأعلنوا رفضكم لاستراتيجيته الخبيثة، وأنتم الأعلون.
المصدر: جريدة الشرق
تحياتي كمال سطيف
