مؤامرة اعدم الرئيس صدام حسين

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

redmax

:: عضو مُشارك ::
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
114
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هدا المقال نشر فى جريدة الشروق اليومى يتكلم عن مؤامرة اعدم الشهيد صدام حسين اردت نقله لكم لاهمية المعلومات التى يحتويها


العديد من رؤساء الدول العربية كانوا يعلمون بما يجري .. ولكنهم صمتوا جميعا ولم يتحدث احدهم بكلمة لإيقاف المؤامرة او على الأقل الحد من تصاعدها ..ونريد تذكير القراء .. عندما نشرنا بعد عشرة ايام من الهجوم الأمريكي على العراق كتبنا في سنة 2003 كلمة ( الصفقة ) وترجمت إلى اللغة الانكليزية ونشرتها معظم الصحف الأمريكية .. والعربية والعالمية .. ثم ثبت للعديد من الباحثين والكتاب صحتها .. ونحن نكتب اليوم قصة المؤامرة.. ولا تقل في صحتها عن الصفقه.

يوم السابع من نوفمبر عام 2006 ، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. بدا أن الأرض تميد تحت أقدام الرئيس الأمريكي .. ورغم أن الرئيس ينام مبكرا نسبيا إلا انه قرر في تلك الليلة ان يسهر حتى الصباح .. وقد ظهر فيما بعد ان الرئيس لم يكن ساهرا وحده .. فكل اساطين الحزب الجمهوري امضوا ليلة من اسوأ الليالي الى جانبه .. بدا واضحا ان نتيجة الانتخابات تتجه اتجاها عكسيا لما توقعه الرئيس ونائبه ..ورغم ان استطلاعات الرأي كانت تفيد ان الحزب الجمهوري في طريقه الى الخساره .. الا ان الرئيس كان قبل انتهاء نتيجة الفرز يعتمد اعتمادا كليا على التيار المسيحي الاصولي الصهيوني الذي سيقلب الموازن في عدة ولايات لم يتم الفرز فيها بعد ..

وكان هاتف نائب الرئيس الخلوي لا يكف عن الرنين .. ثم ينقل فحوى المكالمات الى الرئيس مباشرة .. ومن امتقاع وجه النائب اثناء حديثه في الهاتف كان الرئيس يدرك ان الامور تسير عكس ما يتمناه .. أما رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق .. فقد كان يضع يده على خده وينزوي مفكرا .. وكان الاخرون يتمازحون مع عمال وعاملات البيت الابيض الذين كانوا ذاهبين آيبين يحملون فناجين القهوة الساخنة وبين الفينة والاخرى يربت الرئيس على كتف امرأة من العاملات امضت في البيت الابيض سنين عديدة وعاصرت اربع رؤساء للولايات المتحدة تخدمهم وتؤدي واجبها نحوهم كأحسن ما يكون . لكن المرأة كانت تدرك ان الرئيس يعاني لذا فقد اقتصر دخولها عليه لثوان ثم تغادر .. وبدا في تلك الليلة خاصة بعد انتهاء الساعات الاخيرة من الليل ..

ان الامور قد انقلبت رأسا على عقب .. وان الحزن قد استبد بالجميع .. غير ان الرئيس استجمع نشاطه فجأة وذهب الى مكتبه وقام باستخراج ملف يحوي عدة اوراق واخذ يقرأ فيها منغمسا .. وقد كشف فيما بعد ان الرئيس كان يقرأ خططا بديلة لما يمكن ان يجري في هذا العالم خاصة في منطقة الشرق الاوسط اذا ما خسر الحزب الجمهوري اغلبيته في مجلسي الكونغرس والشيوخ .. وكانت الخيارات التي وردت في التقرير كثيرة ومتنوعه .. ومن خلال قراءاته كان الرئيس يقطب جبينه تارة ويبتسم اخرى .. غير ان صوت رامسفيلد جاءه عميقا ومؤثرا : سيدي الرئيس .. لا .. ما زلنا نمتلك اوراقا كثيره .. يكفينا ما نحن فيه .. ورد الرئيس ببرود .. لا تخش شيئا يا (دون) .. فالامور ما زالت بايدينا .. اني فقط استذكر ما يمكن ان يحدث ..

وظهر النعاس فجأة على عيني الرئيس المرهقتين .. غير انه ظل يواصل عمله .. وواتته افكار تحدث بها الى نائبه .. حزب الله قد اكتسب تأييدا منقطع النظير بين السنة بعد انتصاره في حرب لبنان .. مقتضى الصدر يخلق لنا مشاكل لا تنتهي في العراق ويأبى الا ان يحصل على كعكة كبيرة لكي يتوقف .. رؤساء الدول العربية من اصدقائنا وخاصة في مصر والسعودية والاردن وبعض دول الخليج أخذوا يصعدون من لهجتهم في نقدنا .. الفلسطينيون أصبحوا مؤثرين بدرجة مؤذية و ( مرذوله ) طالبان تستعيد قوتها وتوقع الخسائر بجنود حلف الناتو .. خسائرنا في العراق اخذت وتيرة متصاعده .. باكستان رغم تظاهرها بانها تبذل جهدها لكي توقف الزحف القاعدي بين الحدود فانها لا تستطيع ان تفعل شيئا .. والاسلاميون فيها يخلقون المشاكل المتتابعة للنظام هناك .. حيرتنا بين تركيا والاكراد توقعنا في كثير من المشاكل .. الموساد لا يفعل شيئا سوى القيام بتركيز قواعد متحركة في العراق ومعظم المعلومات التي يمدنا بها مغلوطة او ان جزءا كبيرا منها يعتمد على التخمين .. الملف الايراني يبدو اننا نخسره رغم اننا نحاول اقناع الشعب الامريكي بازدياد خطره .. ثم وضع الرئيس يده على جبهته التي تنضح عرقا وقال فجأة .. لا بد من تطبيق ولو جزء يسير مما كنت اقرأه .. يجب الاسراع في انشاء التجمع السني مقابل الهلال الشيعي لكي نوقف هذا الانحسار .. ثم قال موجها كلماته الى اذن ديك تشيني .. يجب ان تذهب للسعودية فورا .. فقال ديك : سيدي الرئيس ..لقد كنت هناك قبل فترة وجيزة .. قال الرئيس : اذهب لاستكمال المهمه .. أو استدع السفير السعودي للتباحث معه في هذا الامر .. وفي نفس الليلة الامريكية المشمسة في السعوديه .. كان الملك عبد الله يلتقي بالعديد من علماء السعودية وشيوخها لاستصدار فتوى تجيز ان يعلن الملك حمايته للسنة اذا ما تعرضوا للخطر في العراق استكمالا للخطة التي تلقاها الملك هاتفيا من البيت الابيض ..

وفي اخريات الليل .. التقط الرئيس هاتف تشيني واتصل بالسيده نانسي في كاليفورنيا .. تلك السيدة التي كان الحزب الديمقراطي قد رشحها مسبقا في حال فوزها لرئاسة الكونغرس الامريكي لكي يهنئها بالفوز .. ولا ادري لماذا لم يستخدم الرئيس هاتفه الشخصي او هاتف البيت الابيض لمثل هذه الحاله .. وتنحى الرئيس جانبا ولا يدري احد ما الذي دار بينهما .. لكنه يبدو ان رامسفيلد قد فهم لعبة الهاتف .. وتأكد ان الامر يخصه .. غير انه لم يبحث الامر مع الرئيس .. وتبين فيما بعد . ان لقاء قريبا سوف يعقد بين الرئيس وبين السيدة نانسي .. لكنها طلبت ثمنا باهظا .. تنحية رامسفيلد من وزارته السيادية التي اوصلت الولايات المتحدة كما قالت الى ورطة في رمال متحركة عنيفة يغرق فيها الجيش الامريكي ..

في مساء اليوم التالي اوعز الرئيس الى ضرورة قدوم الملك عبد الله الثاني ملك الاردن لمقابلتة سرا.. وفي غضون الساعات التي تستغرقها الرحلة كان الملك عبد الله يطرق باب البيت الابيض .. وقد بدا الامر اثناء الاجتماع الثنائي ان الرئيس يقوم بلعبة كبيرة جعلت الملك عبد الله الثاني يقول : سيدي الرئيس .. ان هذا الامر فوق طاقتي .. لماذا لا نشرك الرئيس حسني مبارك بالامر .. فقال الرئيس .. كلا .. ان كافة الامور التي يمكن ان تبحث مع الرئيس حسني مبارك سوف نبحثها عندما يعقد المؤتمر في عمان .. وهناك سوف تحدث امور كثيرة قد نجدها جارحة لنا ولكننا لا بد ان نفعلها .. ولسوف نستدعي المالكي لحضور المؤتمر في اللحظات الاخيرة من بدء تباحثنا في عمان .. وسوف تصرح السيده كونداليزا غدا باننا سنشرك سوريا وايران في تهدئة الاوضاع في العراق .. وهذا يعطينا فرصة لالتقاط الانفاس فلا حاجة لنا بالرئيس المصري .. ولآول مرة منذ ان ركن السفير السوري على الرف يطير البرقية تلو الاخرى الى السلطات السورية بفتح خط على بغداد .. فيذهب وزير خارجية سوريا وليد المعلم الى بغداد وتتم الامور وفق ما يشتهي الرئيس .. فقد اعيدت العلاقات بين سوريا والعراق .. واستعدت سوريا للتحادث مع ايران في هذا الامر .. وبدا من خلال محادثات الامريكيين مع السفير السوري ان سوريا على استعداد لان تقنن اتصالها بحزب الله وان توقف الدعم نسبيا عن هذا الحزب . لكي تتوافق الامور مع عرض مجلس الامن قضية ايران النووية ..

في الايام التي تلت .. قرر الرئيس دعوة عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض .. وشعر ديك تشيني بالخطر فقال للرئيس : سيدي .. ان ما نفعله خطير .. قال الرئيس باسما : انها الورقة الاخيرة .. دعنا نجرب .. فاحتد تشيني قليلا وقال : الامر لا يحتمل التجربة .. ان هذا يمكن ان يحدث حربا اهلية في العراق .. قال الرئيس : وما شأننا نحن .. انه امر عراقي داخلي .. وذهل تشيني .. ثم قرأ ما يدور في رأس الرئيس ان وقوع الحرب الاهلية تعتبر مبررا كبيرا للانسحاب من العراق على اعتبار انها لا تتدخل في شئون العراق الداخلية من ناحية سياسية .. وان ذلك يعفي الكثير من عمل القوات في العراق .. وفي الوقت نفسه .. كان الرئيس يفكر في شن حملة ضد مقتدى الصدر الذي سحب نوابه من البرلمان بعد ان اعلن المالكي مؤتمرا للتصالح الوطني في العراق .. وكانت طلبات مقتدى الصدر باهظة التكاليف من ناحية سياسية .. فقال الرئيس لديك تشيني مازحا .. دعنا نعطيه ما يطلب .. انه الحل الوحيد ..

قبل ذلك التاريخ بقليل .. عقد مؤتمر عمان .. واستدعي المالكي على عجل للمؤتمر تنفيذا لاوامر الرئيس الامريكي .. ثم وضعت خطة قتل الرئيس العراقي صدام حسين في ذلك المؤتمر .. وعند عودة الرئيس من المؤتمر عقد اجتماعا مع اركان ادارته قائلا لهم في مجمل الحديث : لقد حققنا اصطياد عدة عصافير بطلقة واحدة .. وقال لتشيني مازحا : ان ديك لا يعرف كيفية اصطياد العصافير .. فقد اراد اصطياد عصفور قبل فترة ولكنه اصطاد صديقه .. وضحك الجميع .. عندما جاء عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض سأله الرئيس أن يقترب من مقتدى الصدر أكثر وان ينسى الخلافات بينهما في هذه المرحلة فقال الحكيم : ان طلبات مقتدى معروفة وواضحة .. ولا حاجة للاقتراب منه .. انه يريد الكعكة بكامل دسمها .. وفوق كل ذلك .. يريد رأس صدام حسين .. وذهل الحكيم عندما قال الرئيس : أنتم العرب عندما تبدأون طعامكم تبدأون بالرأس اولا .. ثم تأتون على الاطراف .. أما نحن فمختلفون. اننا نبدأ بالاطراف اولا فيما يسمى بتجفيف المنابع .. ثم نأتي الى الرأس في النهايه .. وزاد استغراب الحكيم قائلا : ولكن ذلك مطلب ايراني .. فقال الرئيس .. وهذا ما اريد الوصول اليه . ثم عرض الرئيس ان يفتح خطا غير مباشر مع ايران .. وانتهى اللقاء بان خرج الحكيم من البيت الابيض وابتسامته تنفرد على مساحة واشنطن كلها . في الاسابيع التي تلت .. سمح للرئيس العراقي المعتقل بان يطلب ما يشاء في سجنه .. فادخلت اليه الصحف ، واعطي تلفزيونا في غرفته لمتابعة الاخبار. وسمح بتلبية رغباته حتى ان الحرس الامريكي الذي يقوم بحراسة سجنه قد فكر العديد منهم ان الامور سوف تعود بالنفع على صدام حسين وعلى النظام السابق.. وصدق البعض ان امريكا اخيرا سوف تستعين بالرئيس المعتقل لتهدئة الاوضاع في العراق .. وتبع ذلك اعلان المالكي بانه يريد اعادة الجيش العراقي المنحل الى سابق عهده .. وطرح موضوع اعادة حزب البعث الى نشاطه ليشارك في الحياة السياسية ما عدا من تلوثت ايديهم بدم العراقيين .. مما حدا بمقتضى الصدر ان يسحب نوابه من البرلمان العراقي .. وتم كل ذلك في غضون ايام قليله ..
 
تكملة الموضوع

غير ان الرئيس العراقي المعتقل بذكائه المفرط .. كان يدرك ان الايام التي يقضيها في سجنه معدودة .. وانه في طريقه الى حبل المشنقه .. وان الاعلان من قبل حكومة المالكي أنهم بصدد إجراء مصالحة يشترك فيها حزب البعث واعادة الاعتبار الى الجيش العراقي في بعض مناحيه مقدمة لكسب رضا حزب البعث الذي أخذ يؤثر تأثيرا مباشرا في العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية .. لذا فقد ذهب الى الجلسة الاخيرة من محاكمته وقد حضر بعض الكلمات التي يمكن ان يلقيها حال التلفظ بالحكم عليه بالاعدام .. ثم صارح محاميه في زيارته الاخيرة له بما يعتمل في فكره .. غير ان المحامي طمأنه الى ان الظروف السياسية الحالية تعمل لصالحه .. ولكن الرئيس المعتقل قال له : على العكس تماما .. ان امريكا تريد كبش فداء لتهدئة الاوضاع واثارتها في نفس الوقت .. وصدقت ظنون الرئيس العراقي المعتقل .. فقد حكم عليه بالاعدام .. والقى الكلمات التي كان قد حضرها مسبقا .. وهكذا اخذ يعد ايامه الاخيرة لأن سيناريو اعدامه قد بدأ بالظهور في الافق ..

في الايام التالية .. ابلغ المالكي مقتدى الصدر بان طلباته التي وضعها لاعادة نوابه الى المجلس في طريقها للحل .. وطلب منه اعادتهم .. وتوقفت الحملة التي شنت ضد مقتدى الصدر ومليشياته .. وغضت الحكومة العراقية الطرف عن القصف العشوائي الذي تمارسه تلك المليشيات وتستهدف فيه مناطق السنه .. من ناحية اخرى اوعز الرئيس الامريكي الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يقوم بمقابلة الرئيس عباس.. وان يقدم للفلسطينيين عروضا مغرية لتهدئة الاوضاع .. واستطاع من خلال المكالمة التي جرت بينهما ان يقنعه بذلك .. وعندما لم يقتنع اولمرت بما تحدث به الرئيس قال له الرئيس : ومن قال لك ان تنفذ ما تعد به .. انت وشأنك .. وهكذا ضحك اولمرت على الخط الاخر وقال : كما تريد ايها السيد الرئيس .. غير ان ما اقلق الرئيس الامريكي في تلك المرحلة .. ان الفلسطينيين في العراق يتعرضون لعمليات تصفية منظمه من قبل المليشيات التابعة لبعض الاحزاب العراقية .. مما يجعل الاطراف ( المتشددة ) الفلسطينية ان تعزف عن تهدئة الاوضاع مع اسرائيل .. وهكذا .. وبسرعة عجيبة .. عقد اجتماع في الامم المتحدة بين رئيس الوفد الامريكي وسكرتير الامم المتحدة لكي تحل مشكلة الفلسطينيين العالقين على الحدود الاردنية .. في نفس الوقت الذي اجتمع فيه المالكي مع العديد من الاحزاب الطائفية في حكومته لكي يكفوا عن الاعتداء على الفلسطينيين المقيمين في العراق ..

وهكذا هدأت الاوضاع في سكن الفلسطينيين لايام معدوده .. ثم عادت للظهور مرة اخرى لان المالكي ورؤساء الاحزاب الطائفية لم تستطع السيطرة على عناصرها .. واستمر مسلسل القتل ضد الفلسطينيين المقيمين في العراق .. أما ايران فقد كانت التقارير تصلها من العراق اولا باول .. وقر رأي مدير الاستخبارات فيها على ان يرسل مجموعة من رجال الاستخبارات الى العراق لاستطلاع ما يمكن ان يحدث في حال اعدام الرئيس المعتقل .. غير ان ذلك لم يكن بالتنسيق مع السلطات العسكرية الامريكية المسئولة في العراق .. وتم الامر فيما بين الرئيس العراقي الحالي وبين مدير الاستخبارات الايرانية اثناء زيارة الاول لطهران مؤخرا .. غير ان من ارسلتهم الاستخبارات الايرانية وقعوا في ايدي القوات الامريكية مما كاد ان يحدث ازمة بدا انها لن تحل بين رئيس الوزراء وبين الرئيس العراقي .. الا ان التعليمات صدرت من واشنطن بالافراج عن المعتقلين الايرانيين من رجال الاستخبارات ..

وقد استغرب مسؤولو الامن الامريكيين في العراق هذا الطلب رغم ان التحقيقات المبدئية اسفرت عن نتائج تفيد ان العراق مقبل على اجراءات غير مسبوقة ربما ادت الى قيام حرب اهلية فيها. ولكنهم لم يؤخروا الافراج عنهم .. وتم ذلك بعد تلقيهم الامر على الفور .. بدا للوهلة الاولى ان الامور في العراق بدأت تتعقد بشكل كبير .. وان رائحة المؤامرة التي حيكت في البيت الابيض وسربت الى بعض رؤساء الدول العربية قد اشتمها العديد من رؤساء القبائل السنية في العراق .. لذا فقد قام حارث الضاري بجولة سريعة على بعض الدول العربية .. ووضع امامهم بكل صراحة ما يمكن ان يجري في حال اعدام صدام حسين .. غير ان كافة الدول التي زارها حارث الضاري كان رؤساؤها يعلمون بما يجري .. وقد طمأنوه بان ذلك لن يحدث .. وان البيت الابيض يقوم بكل هذه الامور متخبطا لا يدري ماذا يفعل وان الاعدام غير وارد .. ثم عرض الضاري على بعض العرب ان ينفى صدام حسين اليها .. واستعدت دولة قطر باستقباله .. غير ان وجهة نظر المالكي للامريكيين ان بقاء صدام حيا يعتبر احد الاسباب المهمة في ابقاء ( العمليات الارهابية ) مشتعلة .. وان وجوده حيا حتى ولو كان خارج الحدود العراقية يمكن ان يعيد حزب البعث الى سابق عهده من القوة .. وان قطاعات كبيرة من الجيش العراقي المنحل اذا ما اعيدت حسب الوعد المالكي يمكن ان تنقلب على الحكم ..

وان الحل الوحيد في قطع دابر النظام العراقي السابق .. هو قطع الرأس المفكر من جذوره .. ويعني رأس صدام حسين .. كل ذلك مما نكتبه كان نظريات مستقبلية وخططا تجريبية جرت التجربة فيها لعدة ايام في بعض مناطق بغداد .. فقد صالت مليشيات مقتدى الصدر وصالت في بغداد واخذت تقيم الحواجز في الطرقات .. وتفتيش الناس وتعتقلهم على الهوية .. غير ان الحكومة العراقية لم تفعل شيئا ازاء ذلك .. وكانت الاخبار ترد الى البيت الابيض فلا يأبه لها .. فالخطة تسير وفق ما وضعوا . ثم سمح لهذه المليشيات بان تنتشر في منطقة الكاظمية جهارا بعد ان كانت سرا .. واخذت تغلق الطرقات ليلا وتمنع المارة من النزول الى الشوارع مع ان المنطقة شيعية بالكامل .. كل ذلك خيفة اكتشاف ما يجري من عمليات التحرك الليلي .. وهكذا نقل صدام من سجنه الذي كان حراسه امريكيين الى الشعبة التي كان النظام العراقي السابق يجري فيه التحقيقات والاعدامات السرية للمتعاونين مع النظام الايراني ..

عندما تم نقل صدام الى المكان الجديد .. قامت المليشيات التابعة لمقتدى الصدر باختطافه من حراسه الامريكيين والعراقيين معا لمدة ساعة واحده .. ثم نقلوه الى جهة مجهولة .. غير ان الامور كلها قد اصابها الجنون .. فقام المالكي شخصيا بزيارة مقتدى الصدر في تلك الليلة ولم يستخدم الهاتف في مقابلة سريعة لعودة صدام حسين الى حراسه .. اذ انه في طريقه الى الموت .. ومما قاله المالكي : انه لا يريد ان تأخذ الامور طابعا طائفيا في هذه المرحلة .. والا فان كافة الخطط التي رسمت ستصير الى الاكتشاف .. وهكذا اعيد صدام الى حراسه الذين لم يبرحوا اماكنهم .. وعلم الرئيس الاسير ان اختطافه واعادته الى موقعه السابق بمثل هذه السرعة يعني ان هذه الليلة تعتبر آخر ليلة في حياته .. فاصابته نوبة من المرح واخذ يمازح الامريكيين والعراقيين من حراسه بما يلزم للواقعة عينها .. اذ كان يحكي لهم نكتا عن كيفية اعدامه وانه يفضل الموت برصاصة في الرأس لانه أسير عسكري .. ومن العيب ان يعدم شنقا كما قالت المحكمه .. وقال له احد الامريكيين بلغة عربية مفككه .. يا سيدي .. بما انك تعرف انك ستموت الليلة .. لماذا لا تندب حظك الذي اوقعك في هذه المشكلة .. على الاقل الصمت خير لك فلا حاجة لك بان تتحدث بنكات تضحكنا .. ولكنها تجعلك تبكي من الداخل .. فقال الرئيس : يا بني .. هل سمعت بعمر المختار .. قال الجندي : نعم لقد شاهدت شريطا باللغة الانجليزية عن اعدامه من قبل القوات الايطالية في ليبيا بعد قيامه بثورة ضدها .. قال له الرئيس صدام .. اتدري ما قاله عمر المختار لمن وضع الحبل في رقبته ولا يوجد في الشريط الذي شاهدته .. قال الامريكي .. لا يا سيدي .. لا ادري .. قال الرئيس الاسير .. لقد قال كلمتين قبل اعدامه .. انتم تخافون مني في حياتي .. ولكنكم سوف ترتعدون رعبا عندما أموت ..

ولم يفهم الجندي الامريكي الامر فاوضح له الرئيس الامر : قال .. في حياتي .. الكثير من الناس لا يأبهون لي .. ويظنون انني مجنون قام بثورة ضد اكبر دولة قمعية استعمارية في هذا العالم . ولكني عندما اموت .. سوف يصبح قبري مزارا يؤمه الناس من كل حدب وصوب .. وهذا ما سوف يحدث لصدام حسين .. سوف اخيفكم في قبري اكثر مما اخيفكم في حياتي .

تاريخ المقال 01/01/2007
بقلم : وليد رباح
مراسلة خاصة للشروق - الولايات المتحده الامريكية

34032785.gif
 
مشكوور أخي ريد ماكس على الموضوع

اذا كان هذا حقيقة فإنه يورط ويبين خيانة العرب لأنفسهم

شكرا لك مرة أخرى أخي

تحياتي كمال سطيف
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top