السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هدا المقال نشر فى جريدة الشروق اليومى يتكلم عن مؤامرة اعدم الشهيد صدام حسين اردت نقله لكم لاهمية المعلومات التى يحتويها
العديد من رؤساء الدول العربية كانوا يعلمون بما يجري .. ولكنهم صمتوا جميعا ولم يتحدث احدهم بكلمة لإيقاف المؤامرة او على الأقل الحد من تصاعدها ..ونريد تذكير القراء .. عندما نشرنا بعد عشرة ايام من الهجوم الأمريكي على العراق كتبنا في سنة 2003 كلمة ( الصفقة ) وترجمت إلى اللغة الانكليزية ونشرتها معظم الصحف الأمريكية .. والعربية والعالمية .. ثم ثبت للعديد من الباحثين والكتاب صحتها .. ونحن نكتب اليوم قصة المؤامرة.. ولا تقل في صحتها عن الصفقه.
يوم السابع من نوفمبر عام 2006 ، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. بدا أن الأرض تميد تحت أقدام الرئيس الأمريكي .. ورغم أن الرئيس ينام مبكرا نسبيا إلا انه قرر في تلك الليلة ان يسهر حتى الصباح .. وقد ظهر فيما بعد ان الرئيس لم يكن ساهرا وحده .. فكل اساطين الحزب الجمهوري امضوا ليلة من اسوأ الليالي الى جانبه .. بدا واضحا ان نتيجة الانتخابات تتجه اتجاها عكسيا لما توقعه الرئيس ونائبه ..ورغم ان استطلاعات الرأي كانت تفيد ان الحزب الجمهوري في طريقه الى الخساره .. الا ان الرئيس كان قبل انتهاء نتيجة الفرز يعتمد اعتمادا كليا على التيار المسيحي الاصولي الصهيوني الذي سيقلب الموازن في عدة ولايات لم يتم الفرز فيها بعد ..
وكان هاتف نائب الرئيس الخلوي لا يكف عن الرنين .. ثم ينقل فحوى المكالمات الى الرئيس مباشرة .. ومن امتقاع وجه النائب اثناء حديثه في الهاتف كان الرئيس يدرك ان الامور تسير عكس ما يتمناه .. أما رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق .. فقد كان يضع يده على خده وينزوي مفكرا .. وكان الاخرون يتمازحون مع عمال وعاملات البيت الابيض الذين كانوا ذاهبين آيبين يحملون فناجين القهوة الساخنة وبين الفينة والاخرى يربت الرئيس على كتف امرأة من العاملات امضت في البيت الابيض سنين عديدة وعاصرت اربع رؤساء للولايات المتحدة تخدمهم وتؤدي واجبها نحوهم كأحسن ما يكون . لكن المرأة كانت تدرك ان الرئيس يعاني لذا فقد اقتصر دخولها عليه لثوان ثم تغادر .. وبدا في تلك الليلة خاصة بعد انتهاء الساعات الاخيرة من الليل ..
ان الامور قد انقلبت رأسا على عقب .. وان الحزن قد استبد بالجميع .. غير ان الرئيس استجمع نشاطه فجأة وذهب الى مكتبه وقام باستخراج ملف يحوي عدة اوراق واخذ يقرأ فيها منغمسا .. وقد كشف فيما بعد ان الرئيس كان يقرأ خططا بديلة لما يمكن ان يجري في هذا العالم خاصة في منطقة الشرق الاوسط اذا ما خسر الحزب الجمهوري اغلبيته في مجلسي الكونغرس والشيوخ .. وكانت الخيارات التي وردت في التقرير كثيرة ومتنوعه .. ومن خلال قراءاته كان الرئيس يقطب جبينه تارة ويبتسم اخرى .. غير ان صوت رامسفيلد جاءه عميقا ومؤثرا : سيدي الرئيس .. لا .. ما زلنا نمتلك اوراقا كثيره .. يكفينا ما نحن فيه .. ورد الرئيس ببرود .. لا تخش شيئا يا (دون) .. فالامور ما زالت بايدينا .. اني فقط استذكر ما يمكن ان يحدث ..
وظهر النعاس فجأة على عيني الرئيس المرهقتين .. غير انه ظل يواصل عمله .. وواتته افكار تحدث بها الى نائبه .. حزب الله قد اكتسب تأييدا منقطع النظير بين السنة بعد انتصاره في حرب لبنان .. مقتضى الصدر يخلق لنا مشاكل لا تنتهي في العراق ويأبى الا ان يحصل على كعكة كبيرة لكي يتوقف .. رؤساء الدول العربية من اصدقائنا وخاصة في مصر والسعودية والاردن وبعض دول الخليج أخذوا يصعدون من لهجتهم في نقدنا .. الفلسطينيون أصبحوا مؤثرين بدرجة مؤذية و ( مرذوله ) طالبان تستعيد قوتها وتوقع الخسائر بجنود حلف الناتو .. خسائرنا في العراق اخذت وتيرة متصاعده .. باكستان رغم تظاهرها بانها تبذل جهدها لكي توقف الزحف القاعدي بين الحدود فانها لا تستطيع ان تفعل شيئا .. والاسلاميون فيها يخلقون المشاكل المتتابعة للنظام هناك .. حيرتنا بين تركيا والاكراد توقعنا في كثير من المشاكل .. الموساد لا يفعل شيئا سوى القيام بتركيز قواعد متحركة في العراق ومعظم المعلومات التي يمدنا بها مغلوطة او ان جزءا كبيرا منها يعتمد على التخمين .. الملف الايراني يبدو اننا نخسره رغم اننا نحاول اقناع الشعب الامريكي بازدياد خطره .. ثم وضع الرئيس يده على جبهته التي تنضح عرقا وقال فجأة .. لا بد من تطبيق ولو جزء يسير مما كنت اقرأه .. يجب الاسراع في انشاء التجمع السني مقابل الهلال الشيعي لكي نوقف هذا الانحسار .. ثم قال موجها كلماته الى اذن ديك تشيني .. يجب ان تذهب للسعودية فورا .. فقال ديك : سيدي الرئيس ..لقد كنت هناك قبل فترة وجيزة .. قال الرئيس : اذهب لاستكمال المهمه .. أو استدع السفير السعودي للتباحث معه في هذا الامر .. وفي نفس الليلة الامريكية المشمسة في السعوديه .. كان الملك عبد الله يلتقي بالعديد من علماء السعودية وشيوخها لاستصدار فتوى تجيز ان يعلن الملك حمايته للسنة اذا ما تعرضوا للخطر في العراق استكمالا للخطة التي تلقاها الملك هاتفيا من البيت الابيض ..
وفي اخريات الليل .. التقط الرئيس هاتف تشيني واتصل بالسيده نانسي في كاليفورنيا .. تلك السيدة التي كان الحزب الديمقراطي قد رشحها مسبقا في حال فوزها لرئاسة الكونغرس الامريكي لكي يهنئها بالفوز .. ولا ادري لماذا لم يستخدم الرئيس هاتفه الشخصي او هاتف البيت الابيض لمثل هذه الحاله .. وتنحى الرئيس جانبا ولا يدري احد ما الذي دار بينهما .. لكنه يبدو ان رامسفيلد قد فهم لعبة الهاتف .. وتأكد ان الامر يخصه .. غير انه لم يبحث الامر مع الرئيس .. وتبين فيما بعد . ان لقاء قريبا سوف يعقد بين الرئيس وبين السيدة نانسي .. لكنها طلبت ثمنا باهظا .. تنحية رامسفيلد من وزارته السيادية التي اوصلت الولايات المتحدة كما قالت الى ورطة في رمال متحركة عنيفة يغرق فيها الجيش الامريكي ..
في مساء اليوم التالي اوعز الرئيس الى ضرورة قدوم الملك عبد الله الثاني ملك الاردن لمقابلتة سرا.. وفي غضون الساعات التي تستغرقها الرحلة كان الملك عبد الله يطرق باب البيت الابيض .. وقد بدا الامر اثناء الاجتماع الثنائي ان الرئيس يقوم بلعبة كبيرة جعلت الملك عبد الله الثاني يقول : سيدي الرئيس .. ان هذا الامر فوق طاقتي .. لماذا لا نشرك الرئيس حسني مبارك بالامر .. فقال الرئيس .. كلا .. ان كافة الامور التي يمكن ان تبحث مع الرئيس حسني مبارك سوف نبحثها عندما يعقد المؤتمر في عمان .. وهناك سوف تحدث امور كثيرة قد نجدها جارحة لنا ولكننا لا بد ان نفعلها .. ولسوف نستدعي المالكي لحضور المؤتمر في اللحظات الاخيرة من بدء تباحثنا في عمان .. وسوف تصرح السيده كونداليزا غدا باننا سنشرك سوريا وايران في تهدئة الاوضاع في العراق .. وهذا يعطينا فرصة لالتقاط الانفاس فلا حاجة لنا بالرئيس المصري .. ولآول مرة منذ ان ركن السفير السوري على الرف يطير البرقية تلو الاخرى الى السلطات السورية بفتح خط على بغداد .. فيذهب وزير خارجية سوريا وليد المعلم الى بغداد وتتم الامور وفق ما يشتهي الرئيس .. فقد اعيدت العلاقات بين سوريا والعراق .. واستعدت سوريا للتحادث مع ايران في هذا الامر .. وبدا من خلال محادثات الامريكيين مع السفير السوري ان سوريا على استعداد لان تقنن اتصالها بحزب الله وان توقف الدعم نسبيا عن هذا الحزب . لكي تتوافق الامور مع عرض مجلس الامن قضية ايران النووية ..
في الايام التي تلت .. قرر الرئيس دعوة عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض .. وشعر ديك تشيني بالخطر فقال للرئيس : سيدي .. ان ما نفعله خطير .. قال الرئيس باسما : انها الورقة الاخيرة .. دعنا نجرب .. فاحتد تشيني قليلا وقال : الامر لا يحتمل التجربة .. ان هذا يمكن ان يحدث حربا اهلية في العراق .. قال الرئيس : وما شأننا نحن .. انه امر عراقي داخلي .. وذهل تشيني .. ثم قرأ ما يدور في رأس الرئيس ان وقوع الحرب الاهلية تعتبر مبررا كبيرا للانسحاب من العراق على اعتبار انها لا تتدخل في شئون العراق الداخلية من ناحية سياسية .. وان ذلك يعفي الكثير من عمل القوات في العراق .. وفي الوقت نفسه .. كان الرئيس يفكر في شن حملة ضد مقتدى الصدر الذي سحب نوابه من البرلمان بعد ان اعلن المالكي مؤتمرا للتصالح الوطني في العراق .. وكانت طلبات مقتدى الصدر باهظة التكاليف من ناحية سياسية .. فقال الرئيس لديك تشيني مازحا .. دعنا نعطيه ما يطلب .. انه الحل الوحيد ..
قبل ذلك التاريخ بقليل .. عقد مؤتمر عمان .. واستدعي المالكي على عجل للمؤتمر تنفيذا لاوامر الرئيس الامريكي .. ثم وضعت خطة قتل الرئيس العراقي صدام حسين في ذلك المؤتمر .. وعند عودة الرئيس من المؤتمر عقد اجتماعا مع اركان ادارته قائلا لهم في مجمل الحديث : لقد حققنا اصطياد عدة عصافير بطلقة واحدة .. وقال لتشيني مازحا : ان ديك لا يعرف كيفية اصطياد العصافير .. فقد اراد اصطياد عصفور قبل فترة ولكنه اصطاد صديقه .. وضحك الجميع .. عندما جاء عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض سأله الرئيس أن يقترب من مقتدى الصدر أكثر وان ينسى الخلافات بينهما في هذه المرحلة فقال الحكيم : ان طلبات مقتدى معروفة وواضحة .. ولا حاجة للاقتراب منه .. انه يريد الكعكة بكامل دسمها .. وفوق كل ذلك .. يريد رأس صدام حسين .. وذهل الحكيم عندما قال الرئيس : أنتم العرب عندما تبدأون طعامكم تبدأون بالرأس اولا .. ثم تأتون على الاطراف .. أما نحن فمختلفون. اننا نبدأ بالاطراف اولا فيما يسمى بتجفيف المنابع .. ثم نأتي الى الرأس في النهايه .. وزاد استغراب الحكيم قائلا : ولكن ذلك مطلب ايراني .. فقال الرئيس .. وهذا ما اريد الوصول اليه . ثم عرض الرئيس ان يفتح خطا غير مباشر مع ايران .. وانتهى اللقاء بان خرج الحكيم من البيت الابيض وابتسامته تنفرد على مساحة واشنطن كلها . في الاسابيع التي تلت .. سمح للرئيس العراقي المعتقل بان يطلب ما يشاء في سجنه .. فادخلت اليه الصحف ، واعطي تلفزيونا في غرفته لمتابعة الاخبار. وسمح بتلبية رغباته حتى ان الحرس الامريكي الذي يقوم بحراسة سجنه قد فكر العديد منهم ان الامور سوف تعود بالنفع على صدام حسين وعلى النظام السابق.. وصدق البعض ان امريكا اخيرا سوف تستعين بالرئيس المعتقل لتهدئة الاوضاع في العراق .. وتبع ذلك اعلان المالكي بانه يريد اعادة الجيش العراقي المنحل الى سابق عهده .. وطرح موضوع اعادة حزب البعث الى نشاطه ليشارك في الحياة السياسية ما عدا من تلوثت ايديهم بدم العراقيين .. مما حدا بمقتضى الصدر ان يسحب نوابه من البرلمان العراقي .. وتم كل ذلك في غضون ايام قليله ..
العديد من رؤساء الدول العربية كانوا يعلمون بما يجري .. ولكنهم صمتوا جميعا ولم يتحدث احدهم بكلمة لإيقاف المؤامرة او على الأقل الحد من تصاعدها ..ونريد تذكير القراء .. عندما نشرنا بعد عشرة ايام من الهجوم الأمريكي على العراق كتبنا في سنة 2003 كلمة ( الصفقة ) وترجمت إلى اللغة الانكليزية ونشرتها معظم الصحف الأمريكية .. والعربية والعالمية .. ثم ثبت للعديد من الباحثين والكتاب صحتها .. ونحن نكتب اليوم قصة المؤامرة.. ولا تقل في صحتها عن الصفقه.
يوم السابع من نوفمبر عام 2006 ، وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. بدا أن الأرض تميد تحت أقدام الرئيس الأمريكي .. ورغم أن الرئيس ينام مبكرا نسبيا إلا انه قرر في تلك الليلة ان يسهر حتى الصباح .. وقد ظهر فيما بعد ان الرئيس لم يكن ساهرا وحده .. فكل اساطين الحزب الجمهوري امضوا ليلة من اسوأ الليالي الى جانبه .. بدا واضحا ان نتيجة الانتخابات تتجه اتجاها عكسيا لما توقعه الرئيس ونائبه ..ورغم ان استطلاعات الرأي كانت تفيد ان الحزب الجمهوري في طريقه الى الخساره .. الا ان الرئيس كان قبل انتهاء نتيجة الفرز يعتمد اعتمادا كليا على التيار المسيحي الاصولي الصهيوني الذي سيقلب الموازن في عدة ولايات لم يتم الفرز فيها بعد ..
وكان هاتف نائب الرئيس الخلوي لا يكف عن الرنين .. ثم ينقل فحوى المكالمات الى الرئيس مباشرة .. ومن امتقاع وجه النائب اثناء حديثه في الهاتف كان الرئيس يدرك ان الامور تسير عكس ما يتمناه .. أما رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق .. فقد كان يضع يده على خده وينزوي مفكرا .. وكان الاخرون يتمازحون مع عمال وعاملات البيت الابيض الذين كانوا ذاهبين آيبين يحملون فناجين القهوة الساخنة وبين الفينة والاخرى يربت الرئيس على كتف امرأة من العاملات امضت في البيت الابيض سنين عديدة وعاصرت اربع رؤساء للولايات المتحدة تخدمهم وتؤدي واجبها نحوهم كأحسن ما يكون . لكن المرأة كانت تدرك ان الرئيس يعاني لذا فقد اقتصر دخولها عليه لثوان ثم تغادر .. وبدا في تلك الليلة خاصة بعد انتهاء الساعات الاخيرة من الليل ..
ان الامور قد انقلبت رأسا على عقب .. وان الحزن قد استبد بالجميع .. غير ان الرئيس استجمع نشاطه فجأة وذهب الى مكتبه وقام باستخراج ملف يحوي عدة اوراق واخذ يقرأ فيها منغمسا .. وقد كشف فيما بعد ان الرئيس كان يقرأ خططا بديلة لما يمكن ان يجري في هذا العالم خاصة في منطقة الشرق الاوسط اذا ما خسر الحزب الجمهوري اغلبيته في مجلسي الكونغرس والشيوخ .. وكانت الخيارات التي وردت في التقرير كثيرة ومتنوعه .. ومن خلال قراءاته كان الرئيس يقطب جبينه تارة ويبتسم اخرى .. غير ان صوت رامسفيلد جاءه عميقا ومؤثرا : سيدي الرئيس .. لا .. ما زلنا نمتلك اوراقا كثيره .. يكفينا ما نحن فيه .. ورد الرئيس ببرود .. لا تخش شيئا يا (دون) .. فالامور ما زالت بايدينا .. اني فقط استذكر ما يمكن ان يحدث ..
وظهر النعاس فجأة على عيني الرئيس المرهقتين .. غير انه ظل يواصل عمله .. وواتته افكار تحدث بها الى نائبه .. حزب الله قد اكتسب تأييدا منقطع النظير بين السنة بعد انتصاره في حرب لبنان .. مقتضى الصدر يخلق لنا مشاكل لا تنتهي في العراق ويأبى الا ان يحصل على كعكة كبيرة لكي يتوقف .. رؤساء الدول العربية من اصدقائنا وخاصة في مصر والسعودية والاردن وبعض دول الخليج أخذوا يصعدون من لهجتهم في نقدنا .. الفلسطينيون أصبحوا مؤثرين بدرجة مؤذية و ( مرذوله ) طالبان تستعيد قوتها وتوقع الخسائر بجنود حلف الناتو .. خسائرنا في العراق اخذت وتيرة متصاعده .. باكستان رغم تظاهرها بانها تبذل جهدها لكي توقف الزحف القاعدي بين الحدود فانها لا تستطيع ان تفعل شيئا .. والاسلاميون فيها يخلقون المشاكل المتتابعة للنظام هناك .. حيرتنا بين تركيا والاكراد توقعنا في كثير من المشاكل .. الموساد لا يفعل شيئا سوى القيام بتركيز قواعد متحركة في العراق ومعظم المعلومات التي يمدنا بها مغلوطة او ان جزءا كبيرا منها يعتمد على التخمين .. الملف الايراني يبدو اننا نخسره رغم اننا نحاول اقناع الشعب الامريكي بازدياد خطره .. ثم وضع الرئيس يده على جبهته التي تنضح عرقا وقال فجأة .. لا بد من تطبيق ولو جزء يسير مما كنت اقرأه .. يجب الاسراع في انشاء التجمع السني مقابل الهلال الشيعي لكي نوقف هذا الانحسار .. ثم قال موجها كلماته الى اذن ديك تشيني .. يجب ان تذهب للسعودية فورا .. فقال ديك : سيدي الرئيس ..لقد كنت هناك قبل فترة وجيزة .. قال الرئيس : اذهب لاستكمال المهمه .. أو استدع السفير السعودي للتباحث معه في هذا الامر .. وفي نفس الليلة الامريكية المشمسة في السعوديه .. كان الملك عبد الله يلتقي بالعديد من علماء السعودية وشيوخها لاستصدار فتوى تجيز ان يعلن الملك حمايته للسنة اذا ما تعرضوا للخطر في العراق استكمالا للخطة التي تلقاها الملك هاتفيا من البيت الابيض ..
وفي اخريات الليل .. التقط الرئيس هاتف تشيني واتصل بالسيده نانسي في كاليفورنيا .. تلك السيدة التي كان الحزب الديمقراطي قد رشحها مسبقا في حال فوزها لرئاسة الكونغرس الامريكي لكي يهنئها بالفوز .. ولا ادري لماذا لم يستخدم الرئيس هاتفه الشخصي او هاتف البيت الابيض لمثل هذه الحاله .. وتنحى الرئيس جانبا ولا يدري احد ما الذي دار بينهما .. لكنه يبدو ان رامسفيلد قد فهم لعبة الهاتف .. وتأكد ان الامر يخصه .. غير انه لم يبحث الامر مع الرئيس .. وتبين فيما بعد . ان لقاء قريبا سوف يعقد بين الرئيس وبين السيدة نانسي .. لكنها طلبت ثمنا باهظا .. تنحية رامسفيلد من وزارته السيادية التي اوصلت الولايات المتحدة كما قالت الى ورطة في رمال متحركة عنيفة يغرق فيها الجيش الامريكي ..
في مساء اليوم التالي اوعز الرئيس الى ضرورة قدوم الملك عبد الله الثاني ملك الاردن لمقابلتة سرا.. وفي غضون الساعات التي تستغرقها الرحلة كان الملك عبد الله يطرق باب البيت الابيض .. وقد بدا الامر اثناء الاجتماع الثنائي ان الرئيس يقوم بلعبة كبيرة جعلت الملك عبد الله الثاني يقول : سيدي الرئيس .. ان هذا الامر فوق طاقتي .. لماذا لا نشرك الرئيس حسني مبارك بالامر .. فقال الرئيس .. كلا .. ان كافة الامور التي يمكن ان تبحث مع الرئيس حسني مبارك سوف نبحثها عندما يعقد المؤتمر في عمان .. وهناك سوف تحدث امور كثيرة قد نجدها جارحة لنا ولكننا لا بد ان نفعلها .. ولسوف نستدعي المالكي لحضور المؤتمر في اللحظات الاخيرة من بدء تباحثنا في عمان .. وسوف تصرح السيده كونداليزا غدا باننا سنشرك سوريا وايران في تهدئة الاوضاع في العراق .. وهذا يعطينا فرصة لالتقاط الانفاس فلا حاجة لنا بالرئيس المصري .. ولآول مرة منذ ان ركن السفير السوري على الرف يطير البرقية تلو الاخرى الى السلطات السورية بفتح خط على بغداد .. فيذهب وزير خارجية سوريا وليد المعلم الى بغداد وتتم الامور وفق ما يشتهي الرئيس .. فقد اعيدت العلاقات بين سوريا والعراق .. واستعدت سوريا للتحادث مع ايران في هذا الامر .. وبدا من خلال محادثات الامريكيين مع السفير السوري ان سوريا على استعداد لان تقنن اتصالها بحزب الله وان توقف الدعم نسبيا عن هذا الحزب . لكي تتوافق الامور مع عرض مجلس الامن قضية ايران النووية ..
في الايام التي تلت .. قرر الرئيس دعوة عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض .. وشعر ديك تشيني بالخطر فقال للرئيس : سيدي .. ان ما نفعله خطير .. قال الرئيس باسما : انها الورقة الاخيرة .. دعنا نجرب .. فاحتد تشيني قليلا وقال : الامر لا يحتمل التجربة .. ان هذا يمكن ان يحدث حربا اهلية في العراق .. قال الرئيس : وما شأننا نحن .. انه امر عراقي داخلي .. وذهل تشيني .. ثم قرأ ما يدور في رأس الرئيس ان وقوع الحرب الاهلية تعتبر مبررا كبيرا للانسحاب من العراق على اعتبار انها لا تتدخل في شئون العراق الداخلية من ناحية سياسية .. وان ذلك يعفي الكثير من عمل القوات في العراق .. وفي الوقت نفسه .. كان الرئيس يفكر في شن حملة ضد مقتدى الصدر الذي سحب نوابه من البرلمان بعد ان اعلن المالكي مؤتمرا للتصالح الوطني في العراق .. وكانت طلبات مقتدى الصدر باهظة التكاليف من ناحية سياسية .. فقال الرئيس لديك تشيني مازحا .. دعنا نعطيه ما يطلب .. انه الحل الوحيد ..
قبل ذلك التاريخ بقليل .. عقد مؤتمر عمان .. واستدعي المالكي على عجل للمؤتمر تنفيذا لاوامر الرئيس الامريكي .. ثم وضعت خطة قتل الرئيس العراقي صدام حسين في ذلك المؤتمر .. وعند عودة الرئيس من المؤتمر عقد اجتماعا مع اركان ادارته قائلا لهم في مجمل الحديث : لقد حققنا اصطياد عدة عصافير بطلقة واحدة .. وقال لتشيني مازحا : ان ديك لا يعرف كيفية اصطياد العصافير .. فقد اراد اصطياد عصفور قبل فترة ولكنه اصطاد صديقه .. وضحك الجميع .. عندما جاء عبد العزيز الحكيم الى البيت الابيض سأله الرئيس أن يقترب من مقتدى الصدر أكثر وان ينسى الخلافات بينهما في هذه المرحلة فقال الحكيم : ان طلبات مقتدى معروفة وواضحة .. ولا حاجة للاقتراب منه .. انه يريد الكعكة بكامل دسمها .. وفوق كل ذلك .. يريد رأس صدام حسين .. وذهل الحكيم عندما قال الرئيس : أنتم العرب عندما تبدأون طعامكم تبدأون بالرأس اولا .. ثم تأتون على الاطراف .. أما نحن فمختلفون. اننا نبدأ بالاطراف اولا فيما يسمى بتجفيف المنابع .. ثم نأتي الى الرأس في النهايه .. وزاد استغراب الحكيم قائلا : ولكن ذلك مطلب ايراني .. فقال الرئيس .. وهذا ما اريد الوصول اليه . ثم عرض الرئيس ان يفتح خطا غير مباشر مع ايران .. وانتهى اللقاء بان خرج الحكيم من البيت الابيض وابتسامته تنفرد على مساحة واشنطن كلها . في الاسابيع التي تلت .. سمح للرئيس العراقي المعتقل بان يطلب ما يشاء في سجنه .. فادخلت اليه الصحف ، واعطي تلفزيونا في غرفته لمتابعة الاخبار. وسمح بتلبية رغباته حتى ان الحرس الامريكي الذي يقوم بحراسة سجنه قد فكر العديد منهم ان الامور سوف تعود بالنفع على صدام حسين وعلى النظام السابق.. وصدق البعض ان امريكا اخيرا سوف تستعين بالرئيس المعتقل لتهدئة الاوضاع في العراق .. وتبع ذلك اعلان المالكي بانه يريد اعادة الجيش العراقي المنحل الى سابق عهده .. وطرح موضوع اعادة حزب البعث الى نشاطه ليشارك في الحياة السياسية ما عدا من تلوثت ايديهم بدم العراقيين .. مما حدا بمقتضى الصدر ان يسحب نوابه من البرلمان العراقي .. وتم كل ذلك في غضون ايام قليله ..