الكآبة عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية او غير المرضية في الأنسان و التي يتغلب عليها طابع الحزن. هناك انواع متعددة من الكآبة قسمت حسب طول فترة الحزن و عما اذا كان الحزن قد اثر على الحياة الأجتماعية و المهنية للفرد وعما اذا كان الحزن مصحوبا بنوبات من الأبتهاج اضافة إلى نوبات الكآبة.
لايعتبر الأنسان المخلوق الوحيد الذي يمكن ان يصاب بالكآبة حيث يصاب فصيلة الثدييات قاطبة بالكآبة وقد تم الأستدلال على هذه الحقيقة من خلال اجراء تجارب مختبرية على الفأر و القرد. في الأنسان يصاب عادة 20% من الأناث و 12% من الذكور بنوبة من الكآبة في حياتهم على اقل تقدير وهناك نسبة تكاد تكون ثابتة في مختلف المجاميع البشرية مفاده انه %5 إلى 10% من الأناث و 3% من الذكور مصابون بما يسمى نوبة الأكتئاب الكبرى وهذه نسبة عالية جدا مما يجعل نوبة الأكتئاب الكبرى من أكثر الأمراض النفسية شيوعا.
-الوراثة تعتبر من أهم الأسباب ولايعرف لحد الآن الأسلوب الدقيق لنقل المورثة المسؤولة عن الكآبة ويعتقد انها قد تنتقل بواسطة مورثات جسمية مهيمنة او مورثات جنسية محمولة على الكروموسوم X.
-الخلل في توازن الناقلات العصبية Neurotransmitters المسؤولة عن تنظيم الأيعازات العصبية في خلايا الدماغ ومن أهم الناقلات العصبية التي ان نقصت فستؤدي إلى ظهور اعراض وعلامات الكآبة هي مادة السيروتونين التي تم التركيز عليها مؤخرا حيث تعتبر الأدوية التي تساهم في رفع نسبة مادة السيروتونين من أكثر الأدوية انتشارا في العالم حاليا لعلاج الكآبة.
-عوامل توتر خارجية ومن اهمها فقدان شخص عزيز و فقدان مستوى اجتماعي او اقتصادي معين والشعور بالذنب نتيجة للاحساس بخرق ضوابط اجتماعية او دينية و الانفصال من علاقة عاطفية و القيام بوظيفة معينة تكون اما تحت او فوق قدرات الشخص و العيش مع شخص كئيب اخر. لاتؤدي هذه العوامل الخارجية في جميع الأحيان إلى الأصابة بما يسمى نوبة الأكتئاب الكبرى وانما تؤثر فقط على الأشخاص الذين يملكون عاملي الوراثة و الخلل في توازن الناقلات العصبية.
-الكحول و بعض الأدوية ويعتبر تناول المشروبات الروحية عاملا مهما في الكآبة ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأنسان ذو عوامل توتر خارجية هو اللجوء إلى المشروبات الكحولية للتخلص من حزنهم ويساعد الكحول بصورة اولية للوصول إلى نوع من حالة الأبتهاج او نسيان المشاكل الا ان سلسلة من العمليات الكيمياوية بعد ساعات من تناول الكحول تحدث في الكبد وتؤدي إلى تكوين مواد تسبب الكآبة. وهناك مجموعة من الأدوية التي تسبب الكآبة بالاضافة إلى الكحول.
-جنس الأناث مجرد كون الفرد من جنس الأناث يعتبر عامل خطر للاصابة بالكآبة ويرجع هذا إلى الكروموسوم الجنسي X التي تملك الأناث زوجا منها على عكس الذكور الذين يملكون زوج الكروموسوم XY وقد اثبتت بعض التجارب ان هذا يؤدي إلى نسبة اعلى من انزيم مونوامين اوكسيديز Monoamine Oxidase التي تقوم بتدمير بعض الناقلات العصبية في خلايا الدماغ التي لها دور مهم في الحفاظ على المعدل الطبيعي لمزاج الأنسان.
-فترة مابعد الولادة في الامهات نتيجة للاضطرابات التي تحصل لمستويات الهرمونات في جسم المراة الحاملة بعد الولادة يصاب عادة 10% من النساء باعراض الكآبة في هذه الفترة.
-امراض وعاهات جسمية هناك قائمة طويلة من الأمراض الجسمية التي تؤدي إلى الكآبة اما نتيجة للطبيعة المزمنة للمرض او الطبيعة الحرجة للمرض او نتيجة لاستعمال ادوية معينة في العلاج تؤدي بصورة غير مباشرة إلى ظهور اعراض الكآبة.
-الحنين و يسببه فراغ في الذات بحيث يمكن تحليله منطقيا و هو العادة على ممارسة بعض النشاطات او لقاء بعض الاشخاص و من ثم فقدان هذه العادة يؤثر على الشعور الداخلي بالرغبة في المتابعة و لكن تعتبر هذة من النوع المؤقت بحيث يزول بزوال هذه الرغبة و العادة على النشاطات الجديدة .
-فترة حزن قصيرة لا ترتقي إلى مستوى نوبة الأكتئاب الكبرى لكونها تستمر لفترة اقل من 2 اسابيع ويظهر على الشخص اقل من 5 من الأعراض الكافية لتشخيص نوبة الأكتئاب الكبرى ولايصاحب فترة الحزن هذه تأثير على الحياة الأجتماعية و المهنية للفرد وهذا النوع عادة يكون سببها عوامل توتر خارجية ومن اهمها فقدان مستوى اجتماعي او اقتصادي معين والشعور بالذنب نتيجة للاحساس بخرق ضوابط اجتماعية او دينية و الانفصال من علاقة عاطفية و القيام بوظيفة معينة تكون اما تحت او فوق قدرات الشخص ولكن اي من هذه العوامل الخارجية ان ادت إلى نوبة من الكآبة لمدة أكثر من 2 اسابيع و اجتماع 5 من اعراض نوبة الأكتئاب الكبرى ولم يتمكن الشخص من مزاولة نشاطاته الأجتماعية و المهنية فان ذلك يرتقي يالحالة إلى مصاف نوبة الأكتئاب الكبرى.
-الحزن على موت شخص عزيز حيث يشعر بعض الأفراد بمجموعة من المشاعر تفوق في حدتها فترة الحزن القصيرة لكنها لاترتقي إلى مصاف نوبة الأكتئاب الكبرى ، حيث يشعر البعض باضطراب في النوم وفقدان الشهية وفقدان الوزن والشعور بالذنب لان الشخص لم يقم بما فيه الكفاية لمنع الموت او الرغبة بان يكون هو الآخر ميتا او الشعور ان لا قيمة له بعد رحيل الشخص المتوفي و خمول شديد يمنع الفرد من مزاولة نشاطاته اليومية و تهيآت في بعض الأحيان انه شاهد او سمع صوت المتوفي ويختلف طول فترة الحزن الطبيعية على شخص متوفي من منطقة إلى اخرى حسب الثقافة و المعتقدات ولكن هناك حد اجتمع عليه معظم الأطباء النفسين الا وهو فترة 2 اشهر وعلى هذا الاساس ان استمرت هذه الأعراض المذكورة لمدة تزيد على 2 أشهر وكانت لها تاثيرات على الحياة الأجتماعية و المهنية للفرد فانها قد ترتقي إلى مصاف نوبة الأكتئاب الكبرى.
-كآبة فترة مابعد الولادة في الامهات بسبب التغيرات الكبيرة في نسبة الهرمونوات في جسم الأم بعد عملية الولادة يشعر معظم الامهات بفترة حزن خفيفة خلال الأيام العشرة الأولى وخاصة في الحمل الأول اذ يضيف الشعور بانه حدث تغير كبير على مسار حياتها إلى عامل تقلب في مستوى الهرمونات بحصول نوبة من الحزن تعتبر طبيعية ولكن في 1 من 500 إلى 1000 من الأمهات يكون الحزن أكثر حدة حيث يؤدي إلى عدم مقدرة الأم من العناية بطفلها حيث تحصل تقلبات حادة في مزاج الأم و تكون حريصة أكثر من الازم لحماية الطفل ويكون هذا الحرص سببا في عدم تمتع الطفل بقسط كافي من النوم والخوف الشديد من ان يصيب الطفل اي مكروه والخوف من ان تترك وحيدة مع الطفل ويكون الوصول إلى هذه الحالة الغير طبيعية شائعا أكثر في الأمهات اللواتي كن تعانين في السابق من نوبة الأكتئاب الكبرى وهناك احتمالية تصل إلى 50% ان تتكرر هذه الحالة في المستقبل عندما تصبح الأم حاملة مرة اخرى وهذه الحالة كبقية الحالات قد تصل حدتها إلى نوبة الأكتئاب الكبرى اذا توفرت الشروط المطلوبة لتشخيص نوبة الأكتئاب الكبرى.
-الكآبة الموسمية ويمكن اعتبار هذا النوع من الكآبة أحد الفروع الثانوية من نوبة الأكتئاب الكبرى اذ تظهر نفس الأعراض و الشروط المطلوبة للتشخيص مع فرق واحد الا وهو ارتباطها بفصل معين من فصول السنة وعادة ما تبدأ نوبة الأكتئاب الكبرى في موسم الخريف او الشتاء وتنتهي بحلول الربيع وفي حالات نادرة تبدأ في الصيف وتنتهي في الشتاء ولتشخيص هذا النوع يجب ان تكون العلاقة بين الموسم و نوبة الأكتئاب الكبرى موجودة على الأقل لمدة سنتين مع عدم الأصابة بنوبة الأكتئاب الكبرى في مواسم اخرى من السنة ويجب ان لايكون مرتبطا بعوامل توتر خارجية حدثت في الموسم المعين . تكون اعراض الكآبة الموسمية عادة الشعول بالخمول وكثرة الأكل و خاصة الحلويات وينتشر هذا النوع من الكآبة عادة في المناطق الباردة ذات الشتاء الطويل.
-المزاج الحزين المزمن وهو عبارة عن نوع من الكآبة يكون فيه الشخص متطبعا لصفة الحزن الخفيف لفترة طويلة والتي لا ترقى حدتها إلى حالة نوبة الأكتئاب الكبرى ويتطلب تشخيص هذه الحالة على الأقل 2 سنوات من المزاج المتعكر او الحزين في معظم ايام السنة ومن صفات هؤلاء الأشخاص ، ضعف الثقة بالنفس وعدم الأحساس بالمتعة وضعف التركيز ونقد الذات بكثرة مع عدم الأيمان بقدراتهم الذاتية ونوم مضطرب مع شهية اما عالية او معدومة وشعور بعدم الأمل باي امكانية لمستقبل مشرق.
-الكآبة كجزء من مرض تعكر المزاج الثنائي القطب.
نوبة الأكتئاب الكبرى هي أهم واخطر انواع الكآبة وحسب كتاب Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorder والذي يعتبر من أهم مراجع الطب النفسي في العالم فانه اذا توفرت على الأقل 5 من الأعراض 9 التالية بصورة مستمرة لمدة 2 اسابيع او اكثر فان ذلك كفيل بتشخيص نوبة الكآبة الرئيسية:
-الشعور بالحزن في معظم الوقت خلال اليوم الواحد وهذا الشعور اما احساس عبر عنه الشخص او لاحظه المحيطون بهذا الشخص علما انه في الأطفال و المراهقين قد يتغلب طابع المزاج المتعكر على الحزن.
-فقدان الشخص للاحساس بالمتعة لاشياء كانت في السابق تعتبر ممتعة له من هوايات او عادات يومية كان الشخص يمارسها بالسابق وهذه ملاحظة اما يعبر عنها الفرد شخصيا او يتم ملاحظته من قبل المحيطين به.
-تغير في وزن الشخص اما بفقدانه او اكتسابه للوزن نتيجة لتغير في الشهية للاكل التي تقل عند البعض و تزداد عند البعض.
-تغير في طبيعة النوم اما بالنوم اقل من المعتاد او النوم أكثر من المعتاد لذلك الشخص المعين.
-تغير في مستوى نشاط الفرد مقارنة بالسابق حيث يصيب البعض خمول شديد والبعض الأخر يشعر بعدم القدرة على الأستقرار.
-شعور الشخص بان ليس له دور او قيمة اجتماعية في المحيط الذي يعيش فيه وان وجوده او عدمه لايغير من الأمر شيئا او شعوره بالذنب لاسباب لاتدعي الشعور بالذنب حسب قناعة المحيطين بالشخص.
-شعور المرء ان لاطاقة او محفز له لقيام باعماله اليومية
-قلة القدرة على التركيز والتفكير بصورة عملية في اتخاذ القرارات.
-التفكير بالموت وانهاء حياته اما بشكل امنيات بان يموت بطريقة ما او بشكل التفكير والتخطيط لاستعمال وسيلة معينة للقيام بعملية الأنتحار.
في حال توفر 5 من هذه النقاط لمدة اسبوعين او أكثر مع تاثير هذه النقاط على الحياة الأجتماعية و المهنية للفرد والتكد ان هذه الأعراض ليست بسبب استعمال الكحول او الأدوية التي تؤدي إلى الكآبة او الأمراض الجسمية التي تؤدي إلى الكآبة وهذه ملاحظة مهمة تعني ان مجرد توفر 5 نقاط من المذكورة اعلاه غير كافية بحد ذاتها إلى تشخيص الفرد بكونه مصابا بنوبة الأكتئاب الكبرى.
تصاب الأناث عادة بنوبة الأكتئاب الكبرى أكثر من الذكور وتبدأ النوبة الأولى عادة في العشرينيات من العمر . اذا لم يتم علاج نوبة الكآبة الرئيسية الأولى فانها ستستمر لفترة 4 أشهر او أكثر ، أكثر الأشخاص يصابون بنوبة واحدة فقط في حياتهم اما البعض الأخر ويصل نسبتهم إلى 20 % - 30% سوف يصابون بنوبات اخرى في المستقبل وتستغرق طول كل نوبة من اسابيع إلى أشهر ويشكل الأنتحار من اخطر عواقب هذا المرض.
وليس تشخيص المرض بالسهولة التي يتوقعها البعض فاعراض المرض تختلف اختلافا كبيرا بين مختلف المجاميع البشرية وفي بعض الأحيان لايتوفر اي من النقاط المطلوبة للتشخيص التي ذكرت اعلاه فعلى سبيل المثال في المجتمع الشرقي و العربي تكون اعراض الكآبة اعراض جسمية في بعض الأحيان وتكون عادة ذات دلالات مغروسة في ثقافة المجتمع منها على سبيل المثال صداع الرأس او الام في منطقة الصدرالقريبة من القلب او الام في الظهر كرموز شائعة للقلب المحطم او الاعباء الثقيلة على عاتق الفرد وقد يكون نوبة الكآبة مصحوبا بامراض نفسية اخرى مثل القلق او انفصام الشخصية مما يجعل التشخيص صعبا.
من العوامل الأخرى التي تزيد من خطورة الكآبة هي تردد الأشخاص وخاصة في المجتمع الشرقي من مراجعة الطبيب النفسي بسبب وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية في تلك المجتمعات.
فيما يلى قائمة بالادوية التي استعملت تاريخيا في علاج الكآبة بدءا من اقدم انواع الأدوية علما انه في الوقت الحالى تستعمل الأدوية التي ترفع من نسبة مادة السيروتونين كعلاج أولي:
-مانع الأكسيديز الأميني الأحادي مثل نارديل و بارنيت و سيليجلين قد تُسْتَخْدَم الآن فقط إذا كانت الأدوية الأخرى عديمة الجدوى لأنّ هناك احتمالية التّفاعلات القاتلة بين طبقة الدّواء هذه و الأطعمة المعيّنة مثل الجبن وقائمة طويلة من المواد الغذائية الأخرى وهناك نوع جديد معروف كمانع عكسيّ لأكسيداز أميني أحادي يتّبع مادّة كيميائيّة محدّدًة جدًّا و لا يتطلّب نظام غذائيّ خاصًّا واسمه مانيريكس.
-مضادّات للاكتئاب ثلاثي الحلقات (ترايسيكليك) و تتضمّن مثل هذه الأدوية كأميتريبتالين و كلوميبرامين و ديسيبرامين و اميبرامين ولكنها تستخدم نادرا في الوقت الحاظر بسبب الاعراض الجانبية الكثيرة مثل تسارع نبضات القلب و والدوخة وجفاف الاغشية المخاطية في الفم واعراض جانبية اخرى
-الأدوية التي ترفع نسبة مادة السيروتونين وتعتبر هذه الأدوية من أكثر الأدوية المستعملة في الوقت الحاضر وتكمن فكرتها في منع اعادة امتصاص السيروتونين الذي يعتبر أحد الناقلات العصبية وبالتالى ازدياد نسبتها ومن الانواع الشائعة لهذه النوع من الأدوية بروزاك و باكسيل و زولوفت و افيكسور.
-أدوية اخرى مثل ريمرون و ترازودون و ببروبيون وهذه الأدوية لاتنتمي إلى الفصائل الثلاثة المذكورة.
أدوية خاصة بعلاج نوع الاكتئاب المرضى المسمى ب ( اكتئاب متلصص )
الدهون غير المشبعة و المنخفضة الكوليسترول ومجموعة فيتنامينات بي تبين أن لها القدرة على التأثير على الحالة المزاجية لما لها من تأثير على زيادة امتصاص وسائط نقل الاشارة الكيماوية في المخ، حيث اظهرت التجارب إلى ان السمك والزيوت التي تحتويها وخصوصا الحمض الدهني أوميجا 3 بمساعدتها في التخلص من الاكتئاب.
المشكلة الرئيسية في استعمال اي دواء لعلاج الكآبة انها تتطلب وقتا من 4 إلى 6 اسابيع لتبدأ مفعولها وفي احيان كثيرة لايظهر اي تحسن من جراء استعمال دواء معين فيضطر الطبيب إلى تجربة نوع اخر من الدواء ولكن في كل الأحوال الدواء وحده لن يكون له مفعولا اذا لم يتم محاولة لحل المشاكل و التوترات الخارجية او بعض الصفات في شخصية الإنسان فعلاج الكآبة هو مجهود جماعي يشارك فيه الطبيب و الباحث الأجتماعي و المريض نفسه الذي من المفروض ان يكون دوره قياديا. هناك عدة انواع من العلاج النفسي واهمها:
العلاج السّلوكيّ المعرفيّ
علاج الإيقاع الشخصي المتناسق.
علاج التنظيم العائلي
العلاج السّلوكيّ المعرفيّ هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في ادراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغيرها إلى افكار او قناعات ايجابية أكثر واقعية وستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة.
احد أهم اعراض مرض الكآبة هو التفكير السلبي ونقد الذات وعدم الأيمان بالقدرات الشخصية وعدم الأيمان باحتمالية التحسن والشعور بان وجود الشخص او عدمه سوف لن يغير من الأمور شيئا وهنا تكمن الفكرة الأساسية في هذا النوع من العلاج حيث يتم بصورة تدريجية على هيئة جلسات تكون فردية احيانا و جماعية في احيان اخرى باقناع المريض ان مايشعر به من احباط و سوداوية ماهو إلى اعراض لمرض لايختلف عن اي مرض اخر فعندما يصاب الشخص باي التهاب على سبيل المثال فان هناك جراثيم معينة سبب هذا الألتهاب والتي ينتج عنه اعراض مختلفة مثل الحمى فعلى نفس المنوال توجد للامراض النفسية اسبابا معينة ومن اهمها تخلخل في نسبة الناقلات العصبية مثل السيروتونين في الدماغ وهذا التخلخل يؤدي إلى ظهور اعراض مثل الخمول و عدم الثقة بالنفس فهذه الأعراض اذن هي اعراض مؤقتة لمرض معين له اسباب وعلاج وليست طباع متأصلة في شخصية الأنسان.
تبدأ بعد ذلك عملية استبدال تدريجي للمشاعر السلبية بافكار ايجابية و واقعية فعلى سبيل المثال استبدال فكرة "انا لا اصلح لأي شيئ" بفكرة "انا احس باني لا اصلح لشيئ لكوني مريضا" وستعمل ايضا طريقة سؤال الشخص بان يذكر مجموعة من النقاط الأيجابية عن نفسه وفي معظم الحالات لايتمكن الشخص المصاب بالكآبة من ذكر اية نقطة ايجابية نظرا للطبيعة التشائمية للمرض فيقوم المحل النفسي بمساعدة المريض بتكوين قائمة من النقاط الأيجابية الحقيقية الموجودة في الشخص مبتدأ باشياء بسيطة مثل "انا احب اطفالى".
وتدريجيا يتم تشخيص الأفكار السلبية واحدة بعد الأخرى ويتم باستبدالها بافكار واقعية وهذه المهمة ليست بالسهلة او السريعة ويعتمد تاثيرها على العديد من العوامل بدءا من المريض إلى الظروف الأجتماعية المحيطة به إلى تناوله للادوية بصورة منتظمة إلى قدرات و مدى اخلاص المحلل النفسي او الطبيب النفسي.
علاج الإيقاع الشخصي المتناسق هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في العيش بتناغم مع الأشخاص القريبين والمحيطين بالشخص مثل افراد العائلة بواسطة تشخيص الأساليب الغير المرنة التي يستعملها شخص معين في تعامله مع الأخرين اما نتيجة لاعراض بعض الأمراض النفسية او نتيجة لصفات متاصلة في شخصية الأنسان .
ويكمن اهمية هذا العلاج بكونه يستهدف عوامل التوتر الخارجية ومن ضمنها العلاقات الشخصية التي تلعب في بعض الأحيان دورا كبيرا في تسبب نوبات الكآبة فيقوم المحلل النفسي او الطبيب النفسي باستطلاع الطرق الغير السليمة التي يستعملها الشخص عندما يواجه توترا خارجيا فهناك على سبيل المثال طرق غير سوية قد يستعمل من قبل البعض مثل اللجوء إلى الكحول لمواجهة المشاكل او الأنفعال الشديد و الصراخ عند حدوث خلافات وهنا يلعب المتخصص النفسي دورا في تثقيف الشخص ان الأنسان في حالة الأنفعال والقلق وحسب قوانين جسمية ثابتة سوف يستقبل اقل كمية من الدم إلى خلايا الدماغ حيث يتم ضخ كمية أكبر من الدم إلى اطراف جسم الأنسان ليساعده اما في الدفاع عن نفسه او الهرب لأنقاذ حياته وهنا فاي كلمة او قرار يتفوه به الشخص في لحظة الأنفعال هذه تكون غير موضوعية ويقوم المختص النفسي بمساعدة الشخص في تكوين قائمة بالمواقف التي تسبب انفعالا او احباطا في ذلك الشخص و يقوم بتمرين الشخص على استعمال طرق أكثر فعالية مثل تجنب اتخاذ القرارات في لحظة العصبية او الأبتعاد عن الموقف اساسا او مساعدة الشخص في تحليل سبب كون ظاهرة معينة عامل احباط من الأساس.
ويفضل في مثل هذا النوع من العلاج ان يتم في حظور الأشخاص الذين يتعايشون مع المريض بصفة يومية مثل افراد العائلة او الزملاء في العمل والفكرة النهائية هي مساعدة جميع الأطراف في تحديد العوامل التي تسبب التوتر و مساعدتهم على انتهاج اساليب عملية لحل هذه الخلافات.
علاج التنظيم العائلي هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في حل مشاكله مع افراد عائلته بدل القاء اللوم على افراد العائلة.
يلتقي المختص النفسي عادة مع شخصين او أكثر من نفس العائلة في كل جلسة ويرجع بدايات هذا النوع من العلاج إلى المعالجة النفسية فرجينيا ساتير Virginia Satir حيث بدأت منذ الستينيات بالتركيز على دور المشاكل الأسرية في الأمراض النفسية. يتم التركيز في هذه الجلسات على الوسائل المستخدمة بين الأزواج او افراد العائلة الواحدة في حوارهم فيما بينهم ولاتهتم بالتحليل العميق لجذور هذه الوسائل الغير السوية المستخدمة فالهدف الرئيسي هنا هو معرفة وتنظيم مايحدث بين افراد العائلة وليس مايدور في ذهن كل فرد في العائلة بمعزل عن الافراد الأخرين.
من خلال الجلسات يستمع المختص النفسي إلى شكوى و معاناة افراد الأسرة ويقوم ايضا خلال استماعه إلى ملاحظة كيفية الحوار والتعامل بين الأشخاص الموجودين في الجلسة ويتم مساعدة الأفراد في ايجاد حلول للمشاكل الرئيسية التي تهدد ترابط الأسرة كوحدة واحدة وهذه مهمة صعبة على ارض الواقع لان اي مشكلة تحدث في العائلة لها اسباب متعددة مثل الوضع الأقتصادي للاسرة و الصحة النفسية لافراد الأسرة ولهذا فان مجرد حظور هذه الجلسات مع عدم حل المشاكل الأخرى ستكون عديمة الجدوى ولكن الفكرة هنا تكمن في تثقيف اعضاء الأسرة بالجلوس فيما بينهم والتحدث بصراحة و وضع جدول لخطوات معينة قد تؤدي في المستقبل إلى تحسين قدراتهم الذاتية على الحوار بدون استعمال وسيط خارجي.
-علاج بالصّدمات الكهربائيّة ولها تاثير سريع جدا في تحسن الكآبة الشديدة مقارنة بالوقت الذي يستغرقه الأدوية ولايعرف لحد اليوم بالضبط الوسيلة التي عن طريقها يتمكن الرجة الكهربائية من تحسين اعراض الكآبة. لمعرفة المزيد اقرأ المقال الرئيسي علاج بالصّدمات الكهربائيّة.
-استعمال الأنارة الطبيعية او الأصطناعية وستعمل هذا النوع في علاج الكآبة الموسمية.
-تحفيز العصب التائه في الجسم من خلال زرع محفزات صغيرة تعمل بالبطارية تحت الجلد في منطقة الصدر وتم الأعتراف بجدوى هذا النوع من العلاج عام 1997.
-التحفيز المغناطيسي للدماغ وهذا النوع من العلاج لايزال تحت الأختبار
قالت دراسة بريطانية إن الأطباء يصفون ممارسة التمرينات الرياضية بشكل متزايد لأولئك الذين يعانون من الإكتئاب .
وذكرت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الصحة العقلية، وشملت 200 طبيب من الذين يندرجون تحت فئة ممارس عام، ان 22 بالمئة منهم يصفون التمارين الرياضية لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب المتوسط.
يذكر أن 5 بالمئة فقط من الأطباء كانوا يصفون التمارين الرياضية كعلاج للاكتئاب المتوسط قبل 3 أعوام.
وقالت المؤسسة انه من المهم ألا يركز الأطباء على وصف العقاقير المضادة للاكتئاب باعتبار أن هناك وسائل أخرى.
وقال البحث إن التمارين الرياضية تساعد الذين يعانون من الاكتئاب من الدرجة المتوسطة لانها ترفع من تقديرهم لأنفسهم من خلال تحسين صورة أجسادهم أو تحقيق أهدافهم.
كما أن التمارين الرياضية تساعد في إفراز المخ لمواد كيميائية مثل الاندورفينس التي تجعل الانسان يشعر أنه في حالة أفضل.
وتقول سيليا ريتشاردسون المديرة بمؤسسة الصحة العقلية "إن التمارين يمكنها أن تساعد الناس جسديا واجتماعيا وبيولوجيا".
ووجدت الدراسة ان عدد الاطباء الذين يؤمنون بفوائد العلاج بالتمارين قد ارتفع بدرجة كبيرة، فقبل 3 سنوات كان 41 بالمئة فقط يرون أن التمارين تمثل علاجا "فعالا أو فعالا للغاية" بالمقارنة بـ 61 بالمئة حاليا.
ويقول أندرو ماكولوج المدير التنفيذي بمؤسسة الصحة العقلية "إن الاكتئاب مرض معقد لذلك يجب أن يكون العلاج متنوعا وان تتاح المرضى فرصة للاختيار".
ومن جانبه، قال البروفيسور ستيف فيلد من الكلية الملكية للطب العام "إن هناك وعيا في الوقت الحالي بين الاطباء لفوائد التمارين وهناك دليل متزايد على فعاليتها، ورد الفعل من جانب المرضى يؤكد على فوائدها الكبيرة".
الموضوع منقول