الآباء أمام محكمة الأبناء

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

الجزائري الحر

:: عضو منتسِب ::
إنضم
19 جانفي 2007
المشاركات
98
نقاط التفاعل
2
النقاط
7
هي قصة شيخ بلغ من الكبر عتيا،أصادفه كل يوم وأنا أنتظر سيارة الأجرة على قارعة الرصيف يفترش حصيرا ويرتدي ملابس بالية لا تسد منافد البرد القارس في الصباح،،يبيع علب السجائر للمارة ،مورد رزق لم أفكر يوما مند لقائي به سره ولا سر تدخينه للسجارة تلو الأخرى مما لا يتناسب مع سنه وصحته.

استمر اللقاء على مدى الأيام ،أراه كل صباح وظهيرة،أقف قربه أنتظر سيارة الأجرة قاصدة العمل ،تفصل بيني وبينه شجرة لعلها الأنيس والظل الظليل من حر الشمس ومطر الشتاء،مرة يجلس متأملا ضياعه وسط معركة الحياة بعينيه التي تسدل الجفون ستارها على معظمها ووجهه الدي اختفت إشراقته وراء أخاديد الزمن التي تشقه،ومرة يكنس تلك البقعة التي تحميه في خريف العمر المر الدي انحنى معه ظهره،ويرتب بها أغراضه ناسيا أن السقف سماء والفراش أرض عراء.

يحدث ألا تقف لي سيارة الأجرة فينظر إلي ويطالبني بأن أشير لها جيدا،فكان في مرات عديدة يأخد عني المهمة فيوقفها لي وهكدا توطدت علاقتي به وصارت بيننا ألفة،ألقي عليه تحية الصباح والمساء ونتجادب بعض الأحاديث القصيرة إلى أن أغادر المكان.

في إحدى الأمسيات كنت أجلس وأنا أتابع أحد البرامج الحوارية لمعالجة الظواهر الاجتماعيةالتي تنخر جسد المجتمع وتعصف بالروابط الأسرية،وبينما كانت المديعة تقدم ضيوفها انتقلت عدسة الكاميرا إلى دلك الشيخ الهرم الدي يجلس بينهم،فكانت الدهشة رؤيتي له في التلفاز ،اما الصدمة فقصته المؤلمة مع ابنه التي رواها بعيون دامعة.

قصة ابن عاق طرد والده من المنزل،وتركه في الشارع ينام أحيانا على الرصيف وأحيانا في شاحنات يتركها له أصحابها ليقضي ليلته بها

أمام حالة الأب المسكين تكفلت إحدى المحاميات برفع دعوى قضائية على الابن العاق ليسترد الأب بيته بعد أن سرق له الابن حجة المنزل وكل الوثائق المتعلقة به.

يومها عرفت سر دلك الشيخ وعرفت ما يحمل في قلبه من أسى وحزن وتساءلت:

كيفما كانت الأسباب،هل هدا جزاء الإحسان؟كيف استطاع هدا الابن أن يفعل بأبيه هكدا؟أين البر بالوالدين والإحسان إليهما والطاعة المفروضة لهما؟

يقول سبحانه{إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف...}فما بالك بالطرد وما فضحه البرنامج من قضايا حجر على الوالدين،تفوح منها رائحة العقوق التي تنتشر في ردهات المحاكم،تضرب عرض الحائط صلة الدم والقرابة وسنوات التعب وعرق الجبين المغموس بالدل أحيانا لتوفير لقمة العيش وشراء الكتب وملابس العيد ومصاريف الطبيب،

مقابل جحود ونكران وطرد إلى الشارع أو ماوى العجزة اختاره من يود حفظ ماء الوجه ليس رحمة بهما بل خوفا من نظرة المجتمع له،ولكن من يخاف الرحمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قصته أثرت بي كما أثرت في قلوب المحسين الدين وفروا له غرفة صغيرة تقيه البرد وصرت أراه يجلس على كرسي بدل الحصير.

دعاني مرة لأقرأ له نسخة عريضة دعوى ،لم أجرؤ بعدها على سؤاله عما وصلت إليه القضية لأن كلماته التي تنطق بألم يعتصر قلبه جعلتني أكتفي بالصمت وهو يحدثني عن المحامية التي مافتئ يشكر كرمها وترك أشغالها ويدعو لها بالخير.

آسفة على الإطالة ولكن نحتاج أن نقف وقفة تصحيح لما نفعله بالوالدين حين تغيب الشرائع الدينية والإنسانية ويحكمنا قانون الجحود والنكران.

شكرا

مع التحية
 
لا حول و لا قوة الا بالله ...

شكراا لك اخي على الموضوع ....
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top