العراق الجديد
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 45
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
قيادي سابق في «الجيش الإسلامي»: تحولت إلى الصحوة عندما أدركت أن «القاعدة» وإيران تشكلان الخطر الأكبر
أبو عزام قال لـ «الشرق الأوسط» إنه عاد للعراق بعد سقوط النظام السابق لمحاربة الأميركيين
بغداد: هدى جاسم
عندما اقترب احد الجنرالات الاميركيين من عزام، 24 عاما، ليصافحه ارتد عزام الى الوراء في اشارة لرفض تلك المصافحة، باعتباره ان من يمد يده اليه هو من «جيش الاحتلال»، على الرغم من ان والده، ثامر التميمي 46عاما، ربما كان يصافح الاميركيين في كل مرة يلتقيهم اثناء المفاوضات الاولى لتشكيل مجالس الصحوة في العراق.
ويقول التميمي، الملقب بأبي عزام، وهو المستشار العام للصحوات في العراق، ان البذرة الاولى لإنشاء فكرة الصحوات كانت في يونيو (حزيران) من عام 2006 عندما «عم العنف في العراق وتحولت الشوارع الى ساحات لتصفية الحسابات الطائفية والعرقية بدفع خارجي».
ويؤكد ابو عزام أنه كان من قيادات «المقاومة» في العراق وبالتحديد لما يسمى بالجيش الاسلامي في العراق، وهي جماعة سنية مقاتلة تضم بعثيين سابقين وضباطا في الجيش العراقي السابق، وانه انتمى اليه فور عودته الى العراق عام 2003 بعد ان كان من المطلوبين للنظام السابق وترك العراق في التسعينيات من القرن الماضي بعد ان سجن لاكثر من مرة وفصل من الجامعة لاسباب سياسية وقرر عندها ترك السياسية والتوجه للعمل في مدينة دبي والتخصص في التجارة.
وقال ابو عزام ان «الجيش الاسلامي» استخدم سلاح الجيش العراقي السابق، مضيفا ان بعض قيادات هذا الجيش انسحبت منه «لأنهم لم يجدوا الهدف الذي تجمعوا من أجله»، مشيرا الى ان عودته الى العراق بعد غياب سنوات كانت من اجل زيارة اهلة، لكنه وجد ان «العراق بدأ يحترق تحت أيدي السراق» والاميركيين، وكان لا بد له من الانتماء لـ«المقاومة»،
وبعد ثلاث سنوات وجد ان الحرب يجب ان تكون «على القاعدة وكل الميليشيات المدعومة من الخارج لانها العدو الاول، ثم بعد ذلك سيكون هناك طريق آخر ليكون العراق خارج بنود الاحتلال».
ويشير ابو عزام الى ان فكرة تأسيس «الصحوة» والتحول من فكر «المقاومة» الى فكر محاربة تنظيم القاعدة، جاء بعد ان فهم ان «العدو الاول والأخطر والأكثر توغلا في العراق من الاحتلال هو دول الجوار»، مؤكدا «لقد كانت الشواهد كثيرة على ان العنف والخطر قادمان من دول جوار العراق»، وأضاف «عندها فقط قررنا أنا ومجموعة ممن انتموا للجيش الاسلامي في العراق بعد ان حصلت مع قياداته خلافات واختلاف في الرؤى الى تشكيل هذه الفكرة وطلبنا من حاتم مولود مخلص باعتباره مقربا من الاميركيين في وقتها ان يجري مباحثات للقاء الاميركيين حول الامر وفعلا تم اللقاء ووضعنا اللبنة الاولى للصحوة في منطقة ابو غريب، غرب بغداد، وقد كانت من معاقل القاعدة».
وقال ابو عزام، 40 سنة، لـ«الشرق الأوسط»، وهو يروي حكايته مع «الصحوة» بعد ان اصبح واحدا من قياداتها، ان «العمل من اجل العراق بطريقة جديدة كان صعبا جدا، وعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا ان اليوم الاول الذي تم فيه افتتاح معسكر للتطوع في منطقة ابو غريب في مدرسة لم يكتمل بناؤها بعد، شهد توافد العديد من ابناء العراق للانضمام للصحوة بعد ان اكتشفوا الدمار الذي خلفته القاعدة في مناطقهم،
وأدركوا ان على الجميع التكاتف من اجل طرد هذا المد المدروس»، مضيفا ان «من بين الذين انتموا للصحوة عناصر من الجيش الاسلامي ومن فصائل المقاومة الاخرى وان الاميركيين على علم بالأمر في وقتها».
وأكد ابو عزام ان «المنطقة التي يسكنها في ابو غريب كانت ترى في المحتل (الأميركيين) العدو الاول والأخير، لكن الرؤى الآن اختلفت وظهر في العراق عدو تاريخي آخر (القاعدة) على جميع العراقيين محاربته وهو الذي يقوم بتوريد الاسلحة والبشر والتنظيمات المسلحة للعراق. وكان هذا الصراع بين العدو المباشر والعدو المتخفي هو الذي جعل العديد ممن توجهوا لمقاومة المحتل الى التحول الى مقاومة من هو أشد فتكا بالعراقيين».
وأشار ابو عزام الى ان «العمل متواصل ضمن تنظيمات الصحوة، وان عدد المنتمين لها بلغ لحد الآن 110 عناصر جميعهم سيكونون ضمن تشكيلات الجيش والشرطة او موظفين حكوميين وحسب الاتفاق مع الحكومة العراقية».
وأكد ابو عزام ان «من يتبقى من عناصر الصحوة سيتسلم راتبه اعتبارا من الشهر القادم من الحكومة وليس من الجانب الاميركي لحين إيجاد عمل له».