- إنضم
- 26 ماي 2008
- المشاركات
- 1,303
- نقاط التفاعل
- 1
- نقاط الجوائز
- 157
- العمر
- 41


للعيد ألوان عديدة ، كلها ألوان زاهية و جميلة ، و يجمعها شعور واحد ، شعور الفرحة و الحبور .
و لكن هناك لون واحد قاتم لا يعرفه إلا أصحاب القلوب الكسيرة الحزينة المليئة بالآلام ؛
آلام الظلم و القهر و الفقر و اليتم و المصائب و النكبات و.. ،
فأين نحن من هؤلاء في أيام العيد ؟
فنحن و قد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام ، لم نعد أفراداً مبعثرين ،
بل أصبحنا أمة لها كيانها و لها نظامها و لها منهجها الذي يشمل أمور الدنيا و أمور الآخرة ،
و شؤون القلب و شؤون العلاقات الاجتماعية ،
و لا انفصال فيه للشعائر التعبدية عن المشاعر القلبية .
و العيد لا يقف عن حد أكل الحلويات ، و شراء الجديد من الثياب ،
و الذهاب و الإياب ، و لكن للعيد معنى أعمق من هذا كله ؛
هو فرحة القلب و الروح بهذه الهدية التي أنعم الله بها علينا بعد شهر الصيام ،
و استشعار القبول لما قدمناه من طاعات و عبادات ، و باجتماع قلوب المسلمين في الصلاة
و التكبيرات ، و بإدخال الفرحة على قلوب إخواننا المسلمين المليئة بالهموم و الأحزان .
إن فرحة العيد لتزداد بتفقد حال هؤلاء اليتامى و الأرامل و الضعفاء و المكروبين ،
و بإدخال السعادة و السرور على قلوبهم ، و قضاء حاجاتهم ، بإعطاء المحرومين ،
و نصر المظلومين ، و تنفيس كرب المكروبين ، و إطعام الجائعين ،
و إعانة المنكوبين ، فعوائد هذا الإسعاد لا يعرفها إلا من عمرت قلوبهم بالبر و الإحسان ،
فيجدون ثمرته في نفوسهم انشراحاً و انبساطاً و راحة و هدوءاً و سكينة .
أنا لا أريد أن أدخل على قلوبكم البؤس و التعاسة ، و لكن المؤمنين إخوة ،
و إن لم نستطع مد يد العون لإخواننا المكروبين ، فلا أقل من أن نشعر معهم ،
و ندعو الله أن يعيننا على تنفيس كروبهم ،
فقد قال عليه و آله الصلاة و السلام : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .. "
[ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 6577 ] .
و لا بد أن يزداد حرصنا على إسعاد هؤلاء في العيد ، تطييباً لقلوبهم و خواطرهم ،
لما يرون من آثار الفرحة و السعادة ، و الملابس الزاهية على الأطفال في الشوارع و الطرقات ،
و أطفالهم لا يجدون ، و قلوبهم لم تعرف طعم الفرحة من زمن ،
مع ان منهم من يصبر و يحتسب و يرضى بقضاء الله ،
و لكن هذا لا يعفينا من المسؤولية تجاههم ، أو التقصير في حقهم .
إن فهم العيد بهذه الصورة يجعل لونه أبهى و أجمل ، و يجعل القلوب أنقى و أطهر ،
و الرابطة فيما بينها أقوى و أمتن ، و عرى الأخوة أوثق ،
و أما إذا انشغل كلٌّ بنفسه و بأهله و عياله ، و لم يكترث بمصاب إخوانه ،
فستضعف شبكة العلاقات ، و ستمتلئ القلوب بالأحقاد ... و الله المستعان .
اللهم اجعل عيدنا فرحاً بأعمال قُبلت ، و ذنوب مُحيت ، و درجات رُفعت ، و رقابٍ عُتقت ... اللهم آمين ، و تقبل الله الطاعات ، و الحمد لله رب العالمين
منقول
