• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

قراءات في معركة فتيا اللحيدان

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

الكلمة النارية

:: عضو مُشارك ::
إنضم
14 ماي 2008
المشاركات
320
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
العمر
36
أخذت فتيا الشيخ صالح اللحيدان مساحة عريضة في الإعلام المحلي والعالمي، ولا زالت أصداؤها تتجلجل في كل العالم. وفي تصوري – كإعلامي ومتابع للساحة الشرعية – أن التأجيج الإعلامي الذي صاحب الفتيا يتحمل وزر هذه الزوبعة التي ارتدت علينا كمجتمع سلباً.
وكنت قد شاركت مساء الأحد الفارط في حلقة نقاش بقناة (الحرة) للحديث عن هذا الموضوع الشائك، وأبديت استغرابي من نقل فتوى الشيخ اللحيدان العامة من إذاعة القران الكريم، والتي لا يحرص على الاستماع إليها عادة إعلاميو موقع ليبرالي مثل (ايلاف) ثم تضخيمها بهذا الشكل، في مشهد تراجيكوميدي متسارع
وأنا بودي مناقشة هادئة لعقلاء المحتجين، والذين أخذتهم غضبة عارمة من الفتوى، إذ يوجد للفتوى أخوات تصل للمئات في تراث علمائنا الفقهي، ومن يبحث في فتاوى ابن إبراهيم و ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من العلماء السعوديين، فسيجد عبارة ( يستتاب وإلا قتل ) ، دع عنك فتاواهم في تارك الصلاة ، والبنوك الربوية وغيرها من موضوعات فقهية شتى. بل إن نظامنا القضائي أخذ من بدايات التأسيس بتلك القاعدة القضائية التي اتكأ الشيخ اللحيدان عليها، ويقيم الأحكام والحدود عبرها إلى يومنا هذا، ودونكم أحكام الإعدام لمهربي المخدرات ومروجيها. ما يجعل مثلي يتساءل : لماذا التشنيع الآن، وفي هذا التوقيت؟ وهل للموضوع أبعاد أخرى تحركها أيدي خفية خلف المسرح، يدفعون باتجاه تقاعد إجباري للرجل عبر هذا التـأجيج الصاخب غير البريء

عموما، لمست كمتابع للحدث بأن محاولة تحطيم صورة الشيخ اللحيدان انقلبت للضد، فقد زادت شعبية الرجل كثيرا في أوساط المحافظين وطلبة العلم، وبات الرجل أسطورة، وخصوصا بعد ثباته على فتواه بل وقطعه للطريق بدهاء كبير لمن يريد دق أسفين بينه وبين السلطة السياسية، والرجل بات يطلق عليه من قبل مريديه العالم المجاهد وسلطان العلماء، وحتى أولئك المحافظين الذين لديهم بعض الخصومة المناطقية معهم، باتوا يدعون له بسبب تبرمهم مما يعرض في الإعلام الفضائي

الأخطر في الموضوع من وجهة نظري كمراقب، أن التأجيج الإعلامي بلور موقفا للشرعيين في السعودية، وبات هؤلاء يتنادون اليوم بضرورة البناء على ما فعله الشيخ اللحيدان الذي علق الجرس برأيهم، وانتقل بموقف العلماء الذي لازموه طيلة عقدين من الزمن بالنصح والتوجيه والشجب والاستنكار فقط، إلى المطالبة بمحاسبة المسؤول عن الفساد، وتقديمه للمحاكمة. وتلك نقلة نوعية مهمة للشرعيين، وحدثني أحدهم أنهم بصدد مخاطبة المجامع الفقهية والرموز العلمائية في العالم الإسلامي لاتخاذ موقف قوي مما يحدث من فساد أخلاقي عبر الفضائيات، وضرورة إشهار ذلك وتبيانه لأن كتم العلم خيانة للميثاق الذي أخذه الله على العلماء، ولعل في حديث ابن جبرين ومفتي مصر السابق نصر فريد واصل بداية إرهاصات لمثل هذه الحملة

بل حتى الشيخ عبدالمحسن العبيكان، الذي لم يفوت فرصة الدخول في المعركة مع خصمه الدائم فاصدر بيانا يرد فيه على الشيخ اللحيدان، قال بوجوب محاكمة من ينشر الفساد في الفضائيات ، بل واعتبرها من أكبر الجرائم، وإنما اختلف مع خصمه العتيد في موضوع القتل، وعجبت من إغفال وسائل الإعلام العالمية ذلك، التي اكتفت فقط بسطور تفنيده على ما قاله اللحيدان

شهدنا خلال اليومين الماضيين دخول علماء ودعاة في صف الشيخ اللحيدان مدافعين عنه، في مقابل حشد هائل من الكتاب العرب والذين بدورهم شنعوا كثيرا على الفتوى واعتبروها دموية ووحشية، وستمتد آثار الفتوى لحقبة ليست بالقصيرة، وسيستدعيها الفريقان في كل خصومة قادمة. وبالرغم من أن التكفيريين وشباب القاعدة لا يعترفون بالشيخ اللحيدان ويصفونه بعالم السلطان، إلا أنني شخصيا أرى أن منظريهم سيهتبلونها فرصة للتأكيد على أدبياتهم المتطرفة. ولا أستبعد أبدا تكرار قصة فرج فودة التي أسأل الله أن يجنبنا أمثالها، وأن يعيد ملاك القنوات النظر في برامجهم التي تجاوزت كثيرا في الآونة الأخيرة، ليقطعوا الطريق من الأصل على مثل هذه الفتاوى

أخيرا ، الشيخ صالح اللحيدان تحول الآن إلى رمز يتمترس خلفه التيار الديني بكل طوائفه، وهي معركة جديدة في الحرب الطويلة بين الليبراليين والإسلاميين في السعودية، إلى الدرجة أن مثقفا إسلاميا مكلوما كمحمد الحضيف، فجع – وأسرته من الشيخ اللحيدان في حقبة زمنية مضت، يتعالى بكل نبل عن جراحاته النفسية الموغلة في الألم، ويكتب بفروسية نادرة خليقة به، ويتوجه للطيف الإسلامي بالنداء بأن الوقت ليس وقت طعن وتصفية حسابات مع الرجل، فاللحيدان بات رمزا للتيار الديني في هذه المعركة، وطالب أولئك الحانقين على اللحيدان من الإسلاميين بعدم الانتهازية وتلبس الروح الأنانية
 
عبادة لميس ومآلات الليبراليين





لم أستغرب كثيراً من الهجمة الشرسة والمنظمة ضد نصيحة الشيخ اللحيدان لملاك القنوات الفضائية ، لسبب واحد وهو مفصلية هذه النصيحة بالنسبة للتكتيك الليبرالي السعودي ، فلم يستمع المجتمع يوماً لأطروحاتهم الفكرية المدبلجة ، ولا لكتاباتهم النخبوية المترجمة ، ولكن المجتمع ـ مع الأسف ـ استجاب لوسائلهم الجديدة في الـتأثير ، بمشاهدته ومتابعته للمسلسلات التي تعرض المآلات الحقيقية لليبرالية ، مثل ( العلاقات الجنسية المحرمة ، والعري الفاضح ، والنمط الغربي في الحياة ) ، وهذا ما أقض مضاجعهم ، وأخرج الكثير منهم من جحورهم ، ألا وهو تعرض وسيلتهم الفتاكة والمؤثرة للهجوم المباشر وممن ؟؟ من أعلى سلطة قضائية في المملكة ! مما جعلهم يحرفون فتوى الشيخ عن مسارها الحقيقي وهو النصح ترغيباً وترهيباً لملاك القنوات ، والتحذير من أثرهم الخطير على المجتمع المسلم ، فأخرجوها إلى مسارات أخرى كتأييد القتل العشوائي ، والإرهاب ، وغيرها من الاتهامات المعلبة الجاهزة ، ومن ثم تسويقها على المحطات الإخبارية العالمية الغربية .

وما هي إلا أيام قلائل حتى تبين للمجتمع كله ، صغيره وكبيره ، صدق نصيحة الشيخ اللحيدان ، وواقعية ما كان يخشاه حفظه الله ، فخرج علينا من تربى في بلد الحرمين ، ونشأ في طيبة الطيبة ، وتجاوز العديد من مناهج العقيدة وتعظيم الله عز وجل أثناء دراسته في التعليم العام والعالي ، فيسخر بالمقدسات الإسلامية ، والعبادات الشرعية ، في قصيدته الإباحية ، ودعوته الصريحة لعبادة ممثلة عرضتها القنوات الفضائية السعودية ، والتي قصدها الشيخ اللحيدان بنصحه وتوجيهه .

هذه الحادثة تبين مآلات ما يدعوا إليه الليبراليون ، وأن هذه المسلسلات ما هي إلا وسيلة يتوصلون به إلى مرادهم وهدفهم الحقيقي ، ويدل على هذا احتفال المنتديات الليبرالية بقصيدته ، وعلى رأسها جسد الثقافة المملوك للإعلامي تركي الدخيل ، ولم يتم حذفها مع المطالبة الكبيرة بذلك حتى تجاوز القراء الآلاف والمعلقون المئات ، ولازالت القصيدة تنال الإعجاب والإشادة في كثير من المنتديات الليبرالية السعودية ، مع السكوت الرسمي منقطع النظير ، عن حادثة تعتبر سابقة بالنسبة للمجتمع السعودي وفي بلد الحرمين ، والذي تتشرف أعلى سلطة فيه بخدمة الحرمين الشريفين !

وفي الختام سؤال :

•هل سنتجرأ على استدعاء سفير دولة سخر أحد أفراد شعبها بمقدس إسلامي ، في حين أننا لم نحاسب من سخر بقبلة المسلمين ، من أبناء شعبنا ؟

•هل سيقاطع المسلمون المنتجات السعودية إذا لم يأخذ القضاء مجراه في قضية سيفرح بها الكثير من أعداء هذه البلاد والمتربصين بها ؟
 
نص الحوار الذي أجراه التلفزيون السعودي مع الشيخ صالح اللحيدان يوم الأحد 14-9-1429هـ



هذا نص الحوار منقول من شبكة الرد :

س/ يتناقل الناس فتوى سماحتكم التي سئلتم فيها في البرنامج الإذاعي (نور على الدرب) والمتعلقة بما تبثه الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك وقد حرفت هذه الفتوى وتناقلتها الأوساط المغرضة عن وجهتها وعن ما تفضل به سماحتكم وعن ما أدلى به سماحتكم للإذاعة ، الفتن الكبيرة التي يجلبها أصحاب القنوات الفضائية وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك وتركز برامجها السيئة على فترتي المغرب والعشاء على المسلمين فما هي نصيحتكم للمشاهد وما هي أيضا نصيحتكم لأصحاب القنوات.

ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

سئلت هذا السؤال وقبل الدخول في إيضاح ما كانت الإجابة به أحب أن أتحدث عن نفسي وإن كنت لا أحب الحديث عن النفس ولا أحرص على المظاهر الإعلامية ولا الكتابات الصحفية رغبة في الانشغال بغير ذلك ومع هذا فعندما تدع حاجة إلى ما عليه الإنسان يكون مثل ذلك من باب المصلحة العامة وما نشر في الفضائيات والقنوات والمغرضين كأنهم معنيون بتاريخ حياتي، وذكروا بدئي في القضاء بعد أن كنت في الإفتاء ، أنا كما يعلم العارفون بي وليعلم من لم يكن لم يعرف أنا من المتخرجين من كلية الشريعة عام 1379هـ، وفي أوائل سنة 80 تعينت مع سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه سكرتيرا له في الإفتاء وبقيت معه، وكنت والحمد لله والمنة والفضل له كنت محل الثقة وتقديرهم واحترام رأيهم ، وفي عام 83 نقلني رحمة الله عليه إلى محكمة الرياض ليهيئني لرئاستها وذلك في أول رجب عام 83 وجلست فيها ، وفي أوائل عام 84 توليت رئاسة المحكمة وبقيت فيها إلى 5 محرم عام91 ثم انتقلت إلى الهيئة القضائية العليا وتحولت فيما بعد إلى مجلس القضاء الأعلى واستمريت في هذا العمل في حياتي القضائية في الإفتاء وفي القضاء تتجاوز 50 عاما ، كل هذا العمل في أعمال هامة ، فيما يتعلق بالتحصيل العلمي تخرجت من الشريعة وقرأت قراءة وشرحا وتعليقا موطأ الإمام مالك في المسجد على الجماعة وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي طيلة هذه السنين التي مضت ، وترتيب مسند الإمام أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي، كل هذه الكتب العظيمة الهامة قرأتها على الناس في المسجد إماما وتكلمت عن معانيها مع ما يحتاجها القضاء من مراجعة لكتب الفقه والأصول والقواعد الفقهية.

وفي حياتي لم أكن أتمتع في إجازة طيلة حياتي الماضية إلا بشهر واحد كما لم أكن أتمتع بإجازات خاصة ، ومن فضل الله علي وعلى العمل أنني لم أتغيب عن العمل لمرض إلا مرتين في أمر خفيف والحمد الله على منه وكرمه وجوده.

ولقد تعاملت مع العلماء الذين هم كبار علماء المملكة ومن يتصل بهم ، فكنت والحمد لله محل تقدير العلماء على رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم ويليه تلامذته ومن في طبقتهم الشيخ عبد الرزاق عفيفي وأستاذنا الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن حميد وتلك الطبقة وكنت عضو في هيئة كبار العلماء من أول عام 1391هـ ولا أزال فيها.

وفيما يتعلق مع الملوك تملك المملكة بعد الملك عبد العزيز رحمة الله عليه الملك سعود وكان الملك عبد العزيز يوم وفاته وأنا في الثالثة والعشرين عاما / رجل / لكن التعامل مع الملك سعود كان محدودا قليلا لعدم طوال مدته بعدما كنت مسئولا في العمل في القضاء ثم مع الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين ومع الملك عبد الله وسمو ولي عهده وكبار المسؤولين في الدولة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء الذين لهم صلة بي ولي بهم صلة.

كنت في كل ذلك والحمد لله أتمتع بحسن الصلة والتقدير منهم والذين كان كثير منهم في الوقت الحاضر دوني في السن والذين يمكن أن يكونوا قريبين في السن هم كبار الأمراء وقلة فيما أظن من الوزراء ، هذه بالنسبة لي للحياة ، بالنسبة للمشاكل في عام 85 لا تعرض قضية هامة تمس أمن الدولة وتضايق المواطنين والمجتمع إلا وفي الغالب أنا داخل فيها قضاء ودراسة بعد القضاء وأمثال ذلك ، فهذه الحياة لا تدل على أن الإنسان يتكلم في فتوى عن جهل أو عدم رويه أو إدراك.

وأما الفتيا فأنا من عام 80 فأنا مكلف بالفتيا في الحرم في الحج ، عام 80 كلفني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه و 20 رجلا من الزملاء أهل العلم ندرس في الحرم موسم الحج بكامله واستمريت على الفتيا بالنسبة لمناسك الحج طيلة هذه المدة مشاركا ومن عام 1404هـ كلفت بدروس الحرم في رمضان وما بعده والحج وإن كنت تخلفت أنا عن المواصلة في الحج للانشغال والازدحام وفي الدروس الصيفية عدة سنوات فكنت والحمد لله محل رضى المستمعين وأهل العلم ومن يتصل بي من داخل المملكة وخارجها وهذا فضل الله جل وعلا واحتمال قادح لا يستغرب تأثر شيخ الإسلام بن تيمية، كما كثر المعترضون عليه، أنشد أبياتا أذكر واحد منها يعرفها المتعاطون للأدب يقول فيها:

لو لم تكن لي في القلوب مهابة لم تكثر الأعـداء في تـقـدح

فلا ألوم من يتضايق من أن يكون إنسان موفق لأي عمل من الأعمال وإذا صار الشنئان والازدراء ممن هم دون المستوى فأستشهد إشارة أولا تكلم في أهل العلم وانتقد الرسل من قبلهم وأما من جانب الأدب فيقول أبو الطيب المتنبي في قصيدته مطلعها:

لك في القلوب منازل

وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأنـي كامـل

فهي هذه القصيدة فإذا جاءت المذمة من نقص في عقله أو إيمانه أو حسبه فها لا يضير يكفيني ما يقول الشاعر الأول:

إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علي لـئامها

فانا إذا كنت أتمتع فيما أظن برضى الله جل وعلا ثم برضى ملوك بلادي وكبار رجالهم من إخوانهم ونوابهم فلا أبالي فيمن دونهم إلا انني أحب لكل مسلم أن يوفقه للصواب في أموره كلها وأن يهديه سواء السبيل ، وأنا ما أقول لمن يسيئني إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.

هذا مجمل خلاصة أحببت أن أقولها في بداية الحديث.

وأما ما يتعلق بالسؤال الذي سمعت نصه الآن من الدكتور سليمان بارك الله فيه وأسرني أنه هو الذي حضر لإيراد ما سمعت هذا السؤال كان تسجيله فيما يظهر أنه في شوال 6 لهذا العام أو في أواخر شهر 5 في الرياض لما سجلت حلقات رمضان عرض طالب الأسئلة الدكتور فهد السنيدي المعروف بالإذاعة وعمله بالتدريس بجامعة الملك سعود ذكر أن لهذا السؤال له أبعاد وخطير وسيعرض في رمضان لعلك تحتسب وتقول ما ترى، فقرأ السؤال فأجبت عليه إجابة من ينفع المستمعين بداية بمن يكونون معنيين في السؤال وهم أصحاب البث في القنوات الفضائية ومن يستمع لهم لأن الخطاب الذي يراد به أن يكون نافعا يوجه لأكبر عدد ممكن رجاء أن ينفع الله به وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ رب مبلغ أوعى من سامع ـ قد ينقل الواحد ما سمعه لغيره ولا يكون وهو ينقله فاهم أبعاد ما نقل فينقله لمن هو أفقه منه وأكثر إيضاح لمراميه وهذا ما كنت أرجو وأهدف له حين أبديت ما أبديت وما كنت أظن أن أحد جريئا على التجريح والتشويش وقطع الكلام من مبدأه أومن منتهاه أو من وسطه لحاجة في نفسه ما كنت أتوقع هذا لأنني لا أسعى لغيظ أحد ولا للإساءة إلى أحد ، لم يسرني كثيرا أن يصل إحساني باللسان أو بالشفاعة أو نحو ذلك بالنصح والإرشاد إلى أكبر عدد ممكن وأنا ان لم أكن مفتيا أتلقى الفتاوى عبر الهاتف وفي مقري في العمل وفي منزلي وفي الدروس التي القيها والمحاضرات التي يلح علي أن وقتي كما يعرف كل من يعرف أنني في القضاء وفي دراسة القضايا ـ القتل والرجم والأموال والتعزيرات والحدود وغير ذلك ـ يستدعي من الواحد أن يكون باذلا جل ما يبذله من وقته في خدمة هذا الجهاز الذي أعتبره ولله الحمد أميز قضاء في العالم وإن لم يرض المغرضون لأن هذا القضاء إنما يعتمد على مفهوم من كتاب الله جل وعلا ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومما أجمع عليه سلف الأمة من عهد القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون كما في حديث عمران بن الحصين وعبد الله بن مسعود المخرجين في الصحيح حيث قال (خير القرون الذي بعثت فيهم) وهؤلاء الصحابة ثم الذين يلونهم وهؤلاء أتباع التابعين الذين لم ينقرضوا إلا في حدود منتصف المائة الثانية من الهجرة، وما جاء بعدهم من أهل العلم فهو إنما هو تفريع واستنباط وإيضاح ما فهموه من كلام أولئك أو ما نقلوه فالحمد لله على كل حال

ثم أني تكلمت عن هذه المحطات ولا شك أنني لست راضيا عن كثير من القنوات الفضائية وإن كنت ألقيت كلمات في قنواتنا وفي قناة المجد واعتذرت عن غيرها كا إم بي سي طلبوا مني في أول تأسيسها فرفضت أن تكون قبلي تسجيلات غنائية ومجونية وأن تأتي بعد كلامي تسجيلات من هذا النوع,, قلت لا مانع إذا نفذتم هذا الشرط قبل البداية لا يكن سبقني كلام من هذا القبيل ولا يكون فلا عندي مانع من التسجيل, لكن يظهر هذا يشق عليهم أو لا يناسب سياستهم فلم يسجلوا عندي فيما أعلم شيئا من ذلك.

أما تسجيلات التلفاز فأنا من تأسيس التلفاز في المملكة وأنا ألقي فيه في بعض السنوات حلقات رمضان التفسيرية كلها كنت أتولى ذلك, أتذكر في بداية الملك خالد أو في أوائل الملك فهد ثم بعد كثر الشغل عندي فكنت لا أستطيع أن أسجل.

هذه الحلقة التي أثارت واستثارت من حرف فيها ولم ينقل الكلام الذي قلته نصا أنا بدأتها بالنصح لأصحاب القنوات بأن يتقوا الله ويخافوا وأن لا يسعوا لبث شيء مما يفسد عقائد الناس كما يتعلق بالسحر وأنواعه وتمثيليات فيها شركيات ظاهرة وما يتعلق بنشر الخلاعة والمجون وما يتعلق بالمضحكات التي لا تليق برمضان واستهزاء برجالات علم أو رجالات أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو غير ذلك مما لا يليق ببسيط الناس أن يتعناها فكيف بمحطات تبث على الهواء فنصحت هؤلاء عليهم أن يتقوا الله ولا يسعوا لإفساد الناس وأن من قلدهم أو تأثر بفسادهم وتضرر باعتناق بعض الأفكار التي يسلكونها أنه يتحمل وزره لكنهم يتحملون مثل أوزاره لأن من دعا سنة سيئة تحمل وزر دعوته وتحمل أمثال أوزار من يتبعونه عليها فكنت في كلامي أنصح لأولئك القنوات أن يتقوا الله في الأمة الإسلامية ألا يسعوا لبث ما يشوه أخلاقها أو يدعوها للتساهل في أمر دينها أو يجرها على الخلط في أمر العقائد بالسفاهة والسحر والشعوذة وغير ذلك.

وأن هؤلاء المسؤولين والباثين إذا لم يمتنعوا ومنعتهم السلطة ولم يمتنعوا وعادوا في ذلك أنهم يعاقبون ومن لم يردعه العقاب واستمر على إفساد الناس فيما يبث أنه يجوز للسلطة قتلهم قضاء,, ومعلوم أن القاضي لا يخرج بسيفه ويقتل من يقتل وإنما تقام الدعوى من الجهات المخصصة للإدعاء لهيئة الإدعاء العام ويسمع القاضي ويصدر أحكامه إذا ظهر له أن المدعى عليه ممن يستحقون العقوبة القاسية ثم يرفع هذا للجهات المختصة في تدقيق الأحكام ثم يرفع بعد ذلك للجهة التي هي أعلى منها فإن مراحل القضاء في المملكة ليست درجة واحدة,,

الدرجة الأولى تأتي الثانية إذا اقتضت الحال منها الاحتياط للقضاء والاحتياط للأحكام التي تصدر أو إذا لم يرض المحكوم عليه ترفع إلى جهة تدقق وهيئة تدقق الأحكام والقضايا الكبار التي تصل إلى القتل أو في ما حكمه ترفع إلى هيئة أخرى أعلى الهيئات تلك تدرس وكل ذلك على منهاج الكتاب والسنة وما أجمع عليه علماء الأمة فهذه الفتوى التي تعرضت لأمر السحر والشعوذة وأمر العقيدة وأمر الأخلاق والنهي وأشرت إلى الاستدلال بالآيات الكريمة التي فيها إشارة إلى أن من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا فأشرت إلى ذلك إشارة لم أكن أتوقع أن الأمر سيؤول بعد أربعة أشهر أو حولها إلى تناقل قنوات الفضاء أو ربما محطات أجنبة أو يتلقفه أناس من داخل المملكة وما يسمعون كامل الجواب فيضنون رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي أمضى فيها قرابة أربعين سنة في هيئة كبار العلماء راح من راح ولازلت والحمد لله باقيا بل إن التشكيلة الأولى لهيئة كبار العلماء لم يبق منهم على قيد الحياة إلا أنا الآن فإن تشكيلهم الأول في حياة الشيخ محمد بن إبراهيم كانوا من 14 نفرا كنت أحدهم ولم يبق منهم أحد سواي وأنا في الطريق كما يقول الشاعر العربي وأراني طرادة في أثرهم طرد أنوار....إلخ.

فهذه سنة الله في الأشياء لا يتوقع من عاش هذه المدة ساد في هذه الحياة العملية وعايش هذه المراحل العملية وآخى وزامن وعاش تحت رئاسة كبار العلماء في هذه البلاد لا يتوقع أن يكون متسرعا كالتسرع الذي حرفوا أو قلبوا وقال إنه حكم على ملاك الفضائيات بالقتل.

لكني لا أقول إلا أسأل الله أن يهدي المغرضين سواء السبيل وأن يصلح أفهامهم جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم العباد.

كما أسأل الله سبحانه وتعالى لهذه المملكة بالخصوص أن يزيدها الله ثباتا على الهدى وحسن التمسك به وصلابة في الوقوف في وجه المغرضين لإعزاز أمر هذا الدين فإن هذه البلاد ما عاشت هذه المدة وحصلت تلك التقلبات على الدول المجاورة من ثورات واضطرابات وتردد وبقيت هذه الدولة بحمد الله ثابتة سائرة على المنهج التي هي عليه إلا لأنها ولله الحمد على الحق ولم تكن على الباطل وتلتمس رضا الله والمصطفى صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس) وفي لفظ (عاد ذاموه من الناس حامدين له) وفي لفظ (عادوا راضين له).

أسأله جل وعلا أن يزيدها ثباتا وأن يملأ صدر خادم الحرمين وصدر ولي عهده وصدر أصحاب السمو ألأمراء والمسئولين في هذه الدولة على مختلف مجالسهم وأعمالهم وسائر من في هذه البلاد أن يملأ قلوبهم بالإيمان ويجعل كل واحد منهم يراقب الله قبل أن يراقب الناس ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس كما أسأله جل وعلا أن يوفق ولاة المسلمين في كل مكان في هذا الشهر المبارك وعلى رأسهم في ذهني وقلبي ولي أمرنا وأعوانه أن يوفقهم جميعا لنصرة هذا الدين وإيضاح الحقائق لأعداء الإسلام وبيان أن هذا الدين الإسلامي هو الدين الحق الذي قال الله عنه-(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)- الآية (إن الدين عند الله الإسلام) وأن يديم علينا شرف هذا الانتساب وأن يبارك في قيادتنا ويرزقها حسن تقدير الأمور وجودة الاختيار لأهل العمل وأن يمتعنا بصحة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسائر المسلمين في هذه الدولة.

وأن يديم ثبات هذا المُلك لأسرة آل سعود التي قامت أول قيامها مع شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب على نصرة العقيدة وتحكيم الشريعة وحراسة الأخلاق وأن يديم ثبات هذه الدولة وتوارث حكمها لأحفاد ذلك الإمام الذي قام يوم قام ولم يكن أعز من في البلاد ولا أقواهم قوة وجيشا ومنعة ولكن صاحبه وتمسك بما هو أقوى شيء في الوجود صافح العقيدة الصافية وصاحب الشريعة الحنيفية السمحة ودافع عن الملة الحنيفية فأعلى الله قدره وثبته وأورثه هذا الملك العظيم.

ثم ختم بالسؤال من الله جلت قدرته وعلا مكانه واستوى على العرش أن يهدي ضال المسلمين ويفرج كرباتهم وينصرهم على أعدائهم ويقضي دين كل مدين من المسلمين ويشفي كل مريض من المسلمين ويحقق للأمة الإسلامية في هذا الشهر المبارك العزة والشرف والمجد للارتقاء.

كما أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين في كل مكان وأن يصون هذه الدولة ويحفظها من كيد الأعداء وتربص المجرمين وأن يصلح شعبها كلهم إنه جل وعلا مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

العودة
Top