العراق الجديد
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 45
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
كان لعيد الفطر هذا العام بهجة وسعادة غير مألوفتين لدى أطفال العراق الذين هرعوا بشغف إلى مدن الترفيه واللهو بهدف قضاء ساعات من المرح في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة العراقيين في الشوارع وفي محيط المنتزهات وأماكن الترفيه في بغداد والمدن العراقية الأخرى.
وأعلنت سلطات الأمن نشر عشرات الآلاف من قوات الشرطة في بغداد بالقرب من المقابر والأماكن الدينية والأضرحة والمساجد والحسينيات والمنتزهات والشوارع العامة تحسبا لأي طارئ.واكتظت حديقة الزوراء ، أكبر منطقة للترفيه في بغداد ، وحدائق أبو النواس وأماكن أخرى بآلاف من العائلات العراقية وخاصة الفتيان والأطفال للاحتفال بعيد الفطر.
وشوهد الأطفال وهم يتجمعون في مدن الألعاب فيما افترشت العائلات الحدائق بقضاء أوقات ممتعة تحت ظل الأشجار في مناظر غير مألوفة منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
واحتفل السنة أمس الثلاثاء بأول أيام العيد في حين يحتفل أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم الأربعاء باليوم الأول للعيد ، فيما أعلن المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أن أول أيام عيد الفطر هو غدا الخميس.
وللخروج من مأزق اختلاف الرؤى بين المرجعيات الدينية في العراق اختارت الحكومة حلا يرضي جميع الأطراف من خلال إعلان عطلة طويلة بدأت من يوم أمس الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر ولمدة ستة أيام وبما يتيح للجميع الاحتفال بعيد الفطر كل بطريقته.
وقالت أم محمد/ 45عاما/ موظفة : " لا شأن لي باختلاف الرؤى بين المرجعيات الدينية في العراق حول تحديد موعد متفق عليه للعيد ، لأن هذه الحالة متوارثة وغير جديدة في العراق فأنا احتفلت بالعيد مع أسرتي وتبادلنا الهدايا أنا وزوجي وأولادي وهذا هو المهم ".
مواطن آخر يدعى سمير الكردي قال : "العيد هذا العام جاء بحلة الأمن والاستقرار ، وهذا في حد ذاته مصدر فرح كبير للشعب العراقي ".
وشوهد الأطفال والصبيان يحتفلون بطريقة عفوية وهم يرتدون ملابس جديدة فيما حمل آخرون أدوات وآلات موسيقية وأقاموا فعاليات فنية عفوية وسط تجمع عشرات العائلات حولهم وهم يرددون أغان شعبية وأخرى لكبار المغنين.
وأعلنت أمانة بغداد افتتاح جميع مدن الترفيه في العاصمة العراقية مجانا أمام المواطنين الذين توافدوا من أرجاء المدينة في مشهد غير مسبوق منذ أكثر من ستة أعوام وذلك في ظل تدابير أمنية مشددة وانتشار كثيف لقوات الأمن.
وتشهد بغداد وضعا امنيا مستقرا في نحو 85 في المئة من أحيائها وهو أمر دفع آلاف العائلات إلى اصطحاب أبنائها إلى أماكن الترفية واللهو لقضاء أوقات ممتعة رغم المخاوف من حدوث هجمات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.
واختار أطفال عراقيون آخرون الاحتفال بأيام العيد من خلال اقتناء أسلحة وبنادق ومسدسات بعضها تشبه إلى حد كبير تلك التي يحملها الجيش الأمريكي ، حيث تعج المحال التجارية بأنواع فاخرة منها وغالبيتها العظمى مستوردة من دول أجنبية رغم تصاعد الصيحات لمنع استيراد مثل هذه الألعاب وحظر تداولها في الداخل .
ولم تمنع حالة عدم التوافق بين المرجعيات الدينية السنية والشيعية حول تحديد أول أيام عيد الفطر من احتفال العراقيين بهذه المناسبة وتبادل الزيارات والتهاني عبر رسائل الهواتف المحمولة بطريقة طريفة لا تخلو من السخرية من اختلاف رجال الدين فيما بينهم حول تحديد يوم موحد للاحتفال بالعيد.
الناشر جريدة حوارات الالكترونية