ساقوم ان شاء الله بجمع اكبر قدر من لافتات الشاعر الكبير احمد مطر
و سيكون هذا الموضوع عبارة عن موسوعة شاملة لاشعاره الرائعة
مدخل
سبعون طعنه هنا موصولة النزف
تبدى ... ولا تخفى
تغتال خوف الموت فى الخوف
سميتها قصائدى
و سمها يا قارئى : حتفى
وسمنى .. منتحرا بخنجر الحرف
لأننى , فى زمن الزيف
و العيش بالمزمار والدف
كشفت صدرى دفترا
و فوقه
كتبت هذا الشعر بالسيف قَلـم
وضعوا فوق فمى كلب حراسه
و بنوا للكبرياء
فى دمى , سوق نخاسه
و على صحوة عقلى
أمروا التخدير أن يسكب كاسه
ثم لما صحت :
قد أغرقتنى فيض النجاسه
قيل لى: لا تتدخل فى السياسه
تدرج الدبابة الكسلى على رأسى
الى باب الرئاسه
و بتوقيعى بأوطانى الجوارى
يعقد البائع و الشارى مواثيق الخناسه
و على أوتار جوعى
يعزف الشبعان ألحان الحماسه
بدمى ترسم لوحات شقائى
فأنا الفن.. وأهل الفن ساسه
فلماذا أنا عبد و السياسون أصحاب قداسه؟
قيل لى لا تتدخل فى السياسه
شيدوا المبانى... و قالوا
أبعدوا عنه أساسه
أيها السادة عفوا
كيف لا يهتز جسم
عندما يفقد رأسه القُرصـان
الثورُ فرَّ من حظيرةِ البقـرْ
الثورُ فـرً.
فَثارتْ العُجـولُ في الحَظيرهْ
تبكي فِـرارَ قائدِ المَسيرهْ.
وشُكِّـلتْ على الأَثَـرْ
مَحكَمـةٌ.. ومؤتَمـرْ.
فقائلٌ قالَ : ٌقَضـاءٌ وَقَـدَرْ
وقائلٌ: لقَـدْ كَفَـرْ
وقائلٌ: إلى سَـقَرْ
وبعضُهمْ قالَ: امنَحـوهُ فرصَـةً أخـيرهْ
لَعَلّـهُ يعـودُ للحظـيرهْ.
وفي خِتـام المؤتَمــرْ
تقاسَمـوا مَرْبِطَـهُ..وجَمّـدوا شَعيرَهْ
**
وبعـدَ عامٍ وقَعَتْ حادِثَـةٌ مُثيرهْ
لم يَرجِـعِ الثَّـورُ
ولكـنْ
ذَهَبتْ وراءهُ الحَظـيرهْ! دمعـة على جُثمـان الحُريّـة
أنـا لا أكتُبُ الأشعـارَ
فالأشعـارُ تكْتُبـني
أُريـدُ الصَّمـتَ كي أحيـا
ولكـنَّ الذي ألقـاهُ يُنطِقٌـني
ولا ألقـى سِـوى حُزُنٍ
على حُزُنٍ
علـى حُزُنِ.
أَأكتُبُ "أنّني حيٌّ" على كَفَني؟
أَأكتُبُ "أنَّني حُـرٌّ"
وحتّى الحَرفُ يرسِـفُ بالعُبوديّـهْ؟
لقَـدْ شيَّعتُ فاتنـةً
تُسمّى في بِـلادِ العُربِ تخريبـاً
وإرهـاباً
وطَعْناً في القوانينِ الإلهيّـهْ
ولكنَّ اسمَهـا
واللـهِ
لكنَّ اسمَها في الأصْـلِ
.. حُريّــهْ !
طبيعة صامتة
فى مقلب القمامه
رأيت جثة لها ملامح الأعراب
تجمعت من حولها النسور و الدباب
و فوقها علامة
تقول : هذى جيفة
كانت تسمى سابقا ....كرامه
=========================== قلة أدب
قرأت فى القرآن :
تبت يدا أبى لهب
فأعلنت وسائل الإذعان
إن السكوت من ذهب
أحببت فقرى .. لم أزل أتلو :
وتب
ما أغنى عنه ماله و ما كسب
فصودرت حنجرتى
بجرم قلة الأدب
و صودر القرآن
لأنه .. حرضنى على الشغب نبـوءة
إسمعـوني قَبْـلَ أن تَفتَقـدوني
يا جماعــهْ
لَسـتُ كذّابـاً ..
فمـا كانَ أبي حِزبـاً
ولا أُمّـي إذاعـهْ
كُلُّ ما في الأمـرِ
أنَّ العَبـْـدَ
صلّـى مُفـرداً بالأمسِ
في القُدسِ
ولكـنَّ " الجَماعـَهْ "
سيُصلّونَ جماعَــهْ !
============================
عقوبات شرعيّـة
بتَرَ الوالـي لساني
عندما غنّيتُ شِعْـري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديدالأغاني
**
بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كُـلِّ مكـانِ
**
وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّـي ولسانـي
صامتـاً أشكـو هَوانـي.
**
أَمَـرَ الوالي بإعدامـي
لأنّـي لم أُصَـفّقْ
- عندما مَرَّ -
ولَـم أهتِفْ..
ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !
قلمى وسط دواة الحبر غاص
ثم غاص
ثم غاص
قلمي فى لجة الحبر أختنق
وطفت جثته هامدة فوق الورق
روحه في زبد الأحرف ضاعت في المدى
و دمى في دمه ضاع سدى
و مضى العمر و لم يأت الخلاص
آه ياعصر القصاص
بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى
لا مناص
آن لي أن أترك الحبر
و أن أكتب شعري بالرصاص أحرقـي في غُربتي سفـني
أَلأَنّـني
أُقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ
وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
فذُبتُ من شجَـني
ألأَنـني
أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ
أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني
وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
وعَـنْ فَـنَني
عطّلتِ أحلامـي
وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَـعَ الفلَوَاتِ
مَحمولاً على كَفَني
مستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِ
ما ساءنـي لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ
**
ومِنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ بما أُحِـسُّ
فلا يُحَسُّ بما أجـودْ
وتظلُّ تنثالُ الحُـدودُ على مُنايَ
بِلا حـدودْ
وكأنّني إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديَّ
على يديكِ يَـدَ القيـودْ
أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !
ولقَـدْ خَطِبتُ يـدَ الفراقِ
بِمَهْـرِ صَـبْري، كي أعـودْ
ثَمِـلاً بنشوةِ صُبحـيَ الآتـي
فأرخيتِ الأعِنّـةَ : لنْ تعـودْ
فَطَفـا على صـدري النّشيجُ
وذابَ في شَفَتي النّشيـدْ !
**
أطلقتُ أشرِعَـةَ الدّمـوعِ
على بحـارِ السّـرّ والعَلَـنِ :
أنـا لن أعـودَ
فأحرقـي في غُربتي سُفُـني
وارمـي القلـوعَ
وسمِّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ الزّمَـنِ
وخُـذي فـؤادي
إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الثّمَـنِ !
لكـنّ لي وَطَناً
تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ
فضـاعَ في الدُّنيـا
وضيّعني
وفـؤادَ أُمٍّ مُثقلاً بالهـمِّ والحُـزُنِ
كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني .
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني
**
أَنَا يا حبيبـةُ
ريشـةٌ في عاصِفِ المِحَـنِ
أهفـو إلى وَطَـني
وتردُّني عيناكِ .. يا وَطني
فأحـارُ بينكُما
أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إلى عَـدَنِ ؟
كمْ أشتهي ، حينَ الرحيلِ
غـداةَ تحملُني
ريحُ البكـورِ إلى هُناكَ
فأرتَـدي بَـدَني
أنْ تُصبِحـي وطَنـاً لقلبي
داخِـلَ الوَطَـنِ !
حـوار على باب المنفى
* لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟
- أتسألُني
لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!
أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ
طائـرٌ حُـرٌّ،
نسيمٌ بارِدٌ ،حَـرَرُ
محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
أنا الشَجَـرُ
تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ
وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ !
أنا الأزهـارُ
في وجناتِها عِطْـرٌ
وفي أجسادِها إِبَـرُ !
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهـراً
ستَزْدَهِـرُ .
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
فليتَ ( اللاّتَ ) يعتَبِرُ
ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
ويعتَـذِرُ !
* لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
تصوغُ الحرفَ سكّيناً
وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!
- أجَـلْ أدري
بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
مُنتَحِـرُ
ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟
فلا كفُّ لهم تبدو
ولا قَـدَمٌ لهـمْ تعـدو
ولا صَـوتٌ، ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .
خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ
يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !
* شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً
وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ .
بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً
والمـدُّ مُنحسِـرُ
فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ
لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !
- هُـراءٌ ..
ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ ينتَصِـرُ
وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ
وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ
ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ
لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !
* وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟
سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى
وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا
وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً
وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !
- وما الضّـرَرُ ؟
فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا
وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا
وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا
ولكنّي بِصـدْقي
أنتقي موتاً نقيّـاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَـاً
ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !
* وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟
- إذا أودى بيَ الضّجَـرُ
ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي
ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي
بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ
سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي
وأحشِـدُ كلّ نيرانـي
وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ
مِـنَ البارودِ
في أعمـاقِ وجـداني
وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ للأعلى
صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى
وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ
يستَعِـرُ
وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ ! إضـراب
الوردُ في البستانْ
ممالكٌ مُترَفـةٌ، طريّـةُ الجُـدْرانْ
تيجانُها تسبحُ في بَرْدِ النـدى
والنّـورِ والعطـورْ
في سـاعةِ البكـورْ
وتستوي كسلـى على عُروشِها .
وتحـتَ ظُلمَـةِ الثّرى
والبؤسِ والهـوانْ
تسافرُ الجُـذوُر في أحزانِهـا
كي تضحـكَ التيجانْ !
**
الوردُ في البُستانْ
ممالِكٌ مُترفَـةٌ تسبحُ في الغرورْ
بذكرِها تُسبِّحُ الطّيـورْ
ويسبحُ الفراشُ في رحيقِها
وتسبحُ الجـذورْ
في ظُلمـةِ النسيانْ
**
الوردُ في البُستانْ
أصبَحَ .. ثُمَّ كانْ
في غفلَـةٍ تهدّلـتْ رؤوسُـهُ
وخـرّتْ السّيقانْ
إلى الثّـرى
ثُـمّ هَـوَتْ من فوقِها التّيجـانْ !
**
مرّتْ فراشتانْ
وردّدت إحداهُمـا :
قَـدْ أعلنَتْ إضـرابَها الجـذورْ !
**
ما أجبنَ الإنسانْ
ما أجبَنَ الإنسـانْ
ما أجبنَ الإنسـانْ ! شـؤون داخليّـة
وطَـني ثَوبٌ مُرَقَّـعْ
كُلّ جُزءٍ فيهِ مصنوعٌ بِمصنَـعْ
وعلى الثّوبِ نُقوشٌ دَمويّـهْ
فرّقـتْ أشكالَها الأهـواءُ
لكِــنْ
وحّـدتْ ما بَينَها نفـسُ الهَـويّـهْ :
عِفّـةٌ واسِعـةٌ تَشقى
وعِهْـرٌ يَتمتَّـعْ !
**
وَطَني : عِشرونَ جـزّاراً
يَسوقـونَ إلى المسلَخِ
قُطعـانَ خِرافٍ آدميّـهْ !
وإذا القُطعـانُ راحـتْ تتضـرّعْ
لم تَجِـدْ عيناً ترى
أو أُذُنـاُ من خارجِ المسلخِ .. تسمَعْ
فطقوسُ الذّبحِ شـأنٌ داخِلـيٌّ
والأصـولُ الدُّوَليّـهْ
تَمنعُ المَسَّ بأوضـاعِ البلادِ الدّاخليّـهْ .
إنّمـا تسمَحُ أن تَدخُلَ أمريكا علينا
في شؤونِ السّلمِ والحَـربِ
وفي السّلْـبِ وفي النّهْـبِ
وفي البيتِ وفي الدّربِ
وفي الكُتْبِ
وفي النّـومِ وفي الأكلِ وفي الشُّربِ
وحتّى في الثّيابِ الدّاخليّـهْ !
فإذا ما ظلّتِ التّيجانُ تَلْمَـعْ
وإذا ظلّت جياعُ الكـوخِ
تَستجـدي بأثـداءِ عذاراها لِتدفَـعْ
وكِلابُ القَصْـرِ تَبلَـعْ
وإذا لم يبقَ من كُلِّ أراضينا
سِـوى متْرٍ مُربـّعْ
يَسَـعُ الكُرسـيَّ والوالـي
فإنَّ الوَضْـعَ في خيرٍ ..
وأمريكـا سَخيّـهْ !
**
فَرّقَتْنـا وحـدَةُ الصَّـفِّ
علـى طَبـلٍ وَدَفِّ
وَتَوحّـدْنا بتقبيلِ الأيـادي الأجنَبيّـهْ .
عَـرَبٌ نحـنُ .. ولكِـنْ
أرضُنا عادتْ بِلا أرضٍ
وعُدنـا فوقَها دونَ هويَـهْ .
فَبِحـقِ البيتِ
.. والبيتِ المُقَنّـعْ
وبِجـاهِ التّبَعيّـهْ
أعطِنا ياربُّ جنسيّـةَ أمريكا
لكي نحيا كِرامَـاً
في البِـلادِ العَربيَـهْ !
مأسـاة أعـواد الثقاب
أوطانـي عُلبـةُ كبريتٍ
والعُلبَـةُ مُحكَمَـةُ الغلْـقْ
وأنـا في داخِلها
عُـودٌ محكـومٌ بالخَنْـقْ .
فإذا ما فتَحتْها الأيـدي
فلِكـي تُحـرِقَ جِلـدي
فالعُلبَـةُ لا تُفتـحُ دَومـاً
إلاّ للغربِ أو الشّرقْ
إمـَّا للحَـرقِ، أو الحَـرقْ
**
يا فاتِـحَ عُلبتِنا الآتـي
حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ
الفتـحُ الرّاهِـنُ لا يُجـدي
الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي
ما دامَ لِحَـرقٍ أو حَـرقْ .
إسحَـقْ عُلبَتنا، وانثُرنـا
لا تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا
عنـدَ السّحـقْ .
يكفي أنْ يحيا أغلَبُنا حُـرّاً
في أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ .
الأسـوارُ عليها عُشْـبٌ
.. والأبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!
شاعر السلطة ألقى طبقه
ثم غط الملعقه
وسط قدر الزندقه
و مضى يعرب عن أعجابه بالمرقه
و أنا القيت فى قنينة الحبر يراعي
و تناولت التياعي
فوق صحن الورقه
شاعر السلطة حلى بالنياشين
.....
و حليت بحبل المشنقه طريـق السّلامـة
أينَـعَ الرّأسُ، و"طَـلاّعُ الثّنايـا"
وَضَـعَ، اليَومَ، العِمـامَـهْ.
وحْـدَهُ الإنسـانُ، والكُلُّ مطايـا
لا تَقُلْ شيئاً .. ولا تَسْكُتْ أمامَهْ
إنَّ في النُّطـقِ النّدامَـهْ
إنَّ في الصّمـتِ النّدامـهْ
أنتَ في الحالينِ مشبوهٌ
فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ
وعِشْ مِثْلَ النّعامَـهْ.
أنتَ في الحالينِ مقتولٌ
فَمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ
لتحظـى بالسّلامـهْ!
فلأَنَّ الزُّعمَـاءَ افتقَـدوا معنى الكرامَـهْ
ولأنَّ الزُّعَمـاءَ استأثروا
بالزّيتِ والزِّفتِ وأنواعِ الدَّمامَـهْ
ولأنَّ الزُّعمـاءَ استمرأوا وَحْـلَ الخَطايا
وبِهمْ لَمْ تَبْقَ للطُهـرِ بقايا
فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ
يشتِمُ أكـوامَ القِمامَـهْ
سيقولونَ:
لقَـدْ سَـبَّ الزّعامَـهْ! شيطان الأثير
أضم في القلب أحبائي أنا
و القلب أطلال
أخدعني
أقول : لا زالوا
رجع الصدى يصفعني
يقول : لا... زالوا الدولـة الباقيـة
ليسَ عندي وَطَـنٌ
أو صاحِـبٌ
أو عَمَـلُ.
ليسَ عِنـدي مَلجَـاٌ
أو مَخْبَـأٌ
أو مَنزلُ.
كُلُّ ما حَوْلـي عَـراءٌ قاحِـلُ
أنَا حتّى مِـن ظِـلالي أعْـزَلُ
وأَنـا بَيْنَ جِراحـي وَدَمـي أنتقِلُ
مُعْـدِمٌ مِنْ كُلِّ أنـواع الوَطَـنْ !
**
ليسَ عِنـدي قَمَـرٌ
أوْ بارِقٌ
أو مِشْعَلُ.
ليسَ عِنــدي مَرقَـدٌ
أو مَشْـرَبٌ
أو مَأْكَـلُ.
كُلُّ ما حوليَ ليْلٌ أَلْـيَلُ
وَصَبـاحٌ بالدُّجـى مُتّصِـلُ.
ظامـىءٌ ..
والظَمـأُ الكاسِـرُ منّي يَنْـهَلُ
جائِـعٌ ..
لكنّنـي قـوتُ المِحَـنْ!
**
عَجَـباً !!
مَا لِهـذا الكَـونِ يَحُبـو
فوقَ أهدابـي إذَنْ ؟!
ولِماذا تَبحثُ الأوطـانُ
في غُربَـةِ روحي عـن وَطَـنْ ؟!
ولِمـاذا وَهَبـتني أمرَهـا كّلُّ المسافاتِ
وألغى عُمْـرَهُ كّلُّ الزّمَـنْ ؟!
ها هـوَ المنفى بِـلادٌ واسِعَـهْ !
والمفازاتُ حُقـولٌ مُمْـرِعَـهْ !
وَدَمــي مَـوجٌ شَقِـيٌّ
وجِراحـي أَشْـرِعَـهْ !
وَانطِفائي يُطفـىءُ الّليلَ وبي يَشْـتَعِلُ !
وَفَـمُ النّسيانِ
عنْ ذِكـرى حُضـوري يَسـألُ
هلْ عَـرى باصِـرةَ الأشياءِ حَوْلي الحَـوَلُ ؟
أمْ عرانـي الخَـبَلُ ؟!
لا ..
ولكِـنْ خانَـني الكُلُّ
وما خـانَ فـؤادي الأَمَـلُ !
**
ما الذي ينقُصُني
مادامَ عِـندي الأمَـلُ ؟
ما الذي يُحزنُني
لو عَبسَ الحاضِـرُ لي
وابتسَـمَ المُسـتَقبَلُ ؟
أيُّ مَنفى بِحضـوري ليسَ يُنفى ؟
أيُّ أوطـانٍ إذا أرحَلُ لا ترتَحِـلُ ؟!
**
أنَـا وحـدي دَوْلَـةٌ
مادامَ عِنـدي الأمَـلُ.
دولـةٌ أنقى وأرقـى
وستبقـى
حينَ تَفـنى الدُوَلُ ! عجائب !
إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أوأَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَـرتُ (لا) واحِـدَةً
وسْـطَ ملايينِ (نَعَـمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا
فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ
وإلاّ ..
فأنا لستُ أنا ! الحصـاد
قالت خيبر:
شبران… و لا تطلب أكثر.
لا تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي…
الشرطة في الشبر الأيمن
و المسلخ في الشبر الأيسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ و انحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
قـرأَ الألثَـغُ منشـوراً ممتلئاً نقـدا
أبـدى للحاكِـمِ ما أبـدى :
الحاكِـمُ علّمنـا درسـاً ..
أنَّ الحُريـةَ لا تُهـدى
بلْ .. تُستجـدى !
فانعَـمْ يا شَعـبُ بما أجـدى .
أنتَ بفضـلِ الحاكِـمِ حُـرٌّ
أن تختارَ الشيءَ
وأنْ تختـارَ الشيءَ الضِـدّا ..
أن تُصبِـحَ عبـداً للحاكِـمِ
أو تُصبِـحَ للحاكِـمِ عَبـدا
**
جُـنَّ الألثـغُ ..
كانَ الألثـغُ مشغوفاً بالحاكِـمِ جِـدَا
بصَـقَ الألثـغُ في المنشـورِ، وأرعَـدَ رَعْـدا :
يا أولادَ الكلـبِ كفاكُـمْ حِقْـدا
حاكِمُنـا وَغْـدٌ وسيبقى وَغْـدا
يَعني وَرْدا !
**
وُجِـدَ الألثـغُ
مدهوسـاً بالصُّـدفَـةِ ..عَـمْـدا ! الناس للناس
يتهادى في مراعيه القطيع.
خلفه راعٍ، و في أعقابه كلبٌ مطيع.
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي.
هل أسميه بلادي ؟!
أبلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع !
ألف لا…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع.
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار و أعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ
في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلاً كاد يضيع
و هنا الأغنام تثغو دون خوف
و هنا الآفاق ميراث الجميع.
أبلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع.
و مراعيها نجيع.
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلاب الصيد فيها
تعقر الهمس
و تستجوب أحلام الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… لا يستطيع ! الجارح النبيل
باسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…:
رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟…
بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول… أدوار الإستحالة
o مراحل استحالة البعوضة:
بويضة.
دويبةٌ في يرقة
عذراء وسط شرنقة.
بعوضةٌ كاملة
… ثم تدور الحلقة.
o مراحل استحالة المواطن:
بويضة
فنطفة معلّقة
فمضغةٌ مخلّقة
فلحمة من ظلمة لظلمة منزلقة
فكتلة طرية بلفة مختنقة
فكائن مكتمل من أهل هذي المنطقة.
فتهمة بالسرقة
أو تهمة بالزندقة
أو تهمة بالهرطقة
فجثة راقصة تحت حبال المشنقة
و حولها سرب من البعوض
يغوص وسط لحمها
و يرتوي من دمها
و يطرح البيوض.
و للبيوض دورة استحالة موفقة:
بويضة
دويبة في يرقة
عذراء وسط شرنقة
بعوضة كاملة…
حفلة شنقٍ لاحقة
… ثم تدور ( الحلقة ) ! المتكتم
o ألقيت خطاباً في النادي،
و تلوت قصائد في المقهى،
و نقدت السلطة في المطعم.
هل تحسب أنّا لا نعلم ؟!
- ……… !
o في يوم كذا…
حاورت مذيعاً غربياً
و عرضت بتصريح مبهم
لغباوة قائدنا الملهم.
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
- ……… !
o في يوم مذا…
جارك سلّم.
فصرخت به: أيّ سلام
و كلانا، يا هذا، نعش
يتنقل في بلدٍ مأتم ؟
هل تحسب أنا لا نعلم ؟!
هذي أمثلةٌ… و الخافي أعظم
إنّ ملفك هذا متخم !
هل عندك أقوال أخرى ؟
- ……… !
o لا تتكتّم.
دافع عن نفسك… أو تعدم !
- ……… !
o لا تتكلّم ؟
إفعل ما تهوى… لجهنم.
* * *
شُنق الأبكم. أوصاف ناقصة
قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟
قلت: شعبي…
قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم…
قلت: شعبي…
قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم…
قلت: شعبي…
قال: فكّر جيداً
فيه فمٌ من غير فمْ
و لسان موثقٌ لا يشتكي رغم الألم
قلت: شعبي…
قال: ما هذا الغباء ؟!
إنني أعني الحذاء !
قلت: مالفرق؟
هما في كل ما قلت سواء !
لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ
أو أنه لم يتعرض للتهم.
لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ
ورّم الرِجل و لم يشكو الورم.
لم تقل لي هو شيءٌ
لم يقل يوماً… (نعمْ) ! إلى من لا يهمـه الأمر
كتب الطالب:
( حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ).
صاح الأستاذ به: كلاّ…
إنك لم تستوعب درسي.
(إرفع) حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق (الكرسي).
هتف الطالب: هل تقصدني…
أم تقصد عنترة العبسي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟!
و لماذا ؟!
دع غيري يستوعب هذا
و إتركنى أستوعب نفسي.
هل درسك أغلى من رأسي ؟! مساءلة
قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا ؟
قال: لا… لست أنا.
قلت: هل صيّرك الله إلهاً فوقنا ؟
قال: حاشا ربنا.
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟
قال: كلا.
قلت: هل كان لنا عشرة أوطان
و فيها وطنٌ مستعمل زاد على حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطنا ؟
قال: لم يحدث… و لا أظن هذا ممكنا.
قلت: هل أقرضتنا شيئاً
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديْننا ؟
قال: كلا.
قلت: مادمت، إذن، لست إلهاً
أو أباً
أو حاكماً منتخباً
أو مالكاً
أو دائنا
فلماذا لم تزل، يا ابن الكذا، تركبنا ؟
… و انتهى الحلم هنا.
أيقظتني طرقاتٌ فوق بابي:
افتح الباب لنا يا ابن الزنى.
افتح الباب لنا.
إن في بيتك حلماً خائنا ! حبسة حره
إختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسة في الصوت لا أكثر…
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء !
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم ( القضاء )
حبسة الصوت
ستعفيك من الحبس
و تعفيك من الموت
و تعفيك من الإرهاق
ما بين هروبٍ و اختباء.
و على أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحاً و مساء
بحياة اللقطاء.
باختصار…
أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء ! قطعان و رعاة
يتهادى في مراعيه القطيع.
خلفه راعٍ، و في أعقابه كلبٌ مطيع.
مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي.
هل أسميه بلادي ؟!
أبلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع !
ألف لا…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع.
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار و أعشاب الربيع
و هنا يدرج راعٍ رائعٌ
في يده نايٌ
و في أعماقه لحنٌ بديع.
و هنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
و يحدو حَمَلاً كاد يضيع
و هنا الأغنام تثغو دون خوف
و هنا الآفاق ميراث الجميع.
أبلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع.
و مراعيها نجيع.
و لها سور و حول السور سور
حوله سورٌ منيع !
و كلاب الصيد فيها
تعقر الهمس
و تستجوب أحلام الرضيع !
و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا
إنما… لا يستطيع ! فتوى أبي العينين
o يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلام ؟
- هل دعا -في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟
o لا…
- و هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟
o لا…
- و هل شوهد يوماً يمشي للأمام ؟
o لا…
- إذن صلّى صلاة الشافعية.
o لا…
- إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة.
o لا…
- ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟
o لا…
- لنفرض أنه نام
و في النوم رأى حلماً
و في الحلم أراد الإبتسام.
o لم ينم منذ اعتقلناه…
- إذن… متهمٌ دون إتهام !
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام.
اقطعوا لي رأسه
o لكنه قام يصلي…
- هل سنلغي الشرع
من أجل صلاة ابن الحرام ؟!
كل شيء و له شيء
o تمام.
* * *
صدرت فتوى الإمام:
يقطع الرأس
و تبقى جثة الوغد تصلي
آه… ياللي.
و السلام ! هـذا هـو الوطـن
حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ
أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام.
فيه أرجوحة ضوء مذهلة
و زهورٌ بالندى مغتسلة.
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام.
قالت الأسراب:
لكن به حرية معتقلة.
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً،
لكن أسراب الأنام
حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت…
من أجل وسام ! قانـون الأسـماك
قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة
و لم أقدم لغدي
ما يدفع المحنة.
عصيت ألف مرة
و خنت ألف مرة
و ألف ألف مرةٍ
وقعت في الفتنة.
لكنني…
و منك كل الفضل و المنّة
كنت بريئاً دائماً
من حب أمريكا
و من حب الذي يحب أمريكا
عليها و على آبائه اللعنة.
هل ليَ من شفاعةٍ ؟
قيل: ادخل الجنة !
حوار وطني
دعوتني إلى حوار وطني…
كان الحوار ناجحاً…
أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.
رشحتني.
قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني.
لكنّي وجدت أنّني
لم أنتخبني
إنما إنتخبتني !
لم يرضني هذا الخداع العلني.
عارضتني سراً
و آليت على نفسي أن أسقطني !
لكنني قبل إختمار خطتي
وشيت بي إليّ
فاعتقلتني !
* * *
الحمد لله على كلٍّ…
فلو كنت مكاني
ربّما أعدمتني ! مقيـم في الهِجـرة
قلَمـي يجـري
ودَمـي يجــري
وأنَـا ما بينهُمـا أجْـري.
الجَـريُ تعثّـرَ في إثْـري !
وأنَـا أجـري.
والصّـبرُ تصـبّرَ لي حتى
لـمْ يُطِـقِ الصّبرَ على صـبري !
وأنـا أجـري .
أجـري، أجـري، أجـري ..
أوطانـي شُغلـي .. والغُربـةُ أجـري!
**
يا شِعـري
يا قاصِـمَ ظهـري
هـلْ يُشبِهُـني أحـدٌ غـيري ؟
في الهِجـرةِ أصبحـتُ مُقيمـاً
والهِجـرةُ تُمعِـنُ في الهَجْــرِ !
أجـري ..
أجــري ..
أيـنَ غـداً أُصبِـحُ ؟
لا أدري .
هـلْ حقّـاً أُصبِـحُ ؟
لا أدري .
هـلْ أعـرِفُ وجهـي ؟
لا أدري .
كـمْ أصبَـحَ عُمـري ؟
لا أدري .
عُـمُـري لا يـدري كَـمْ عمـري !
كيفَ سـيدري ؟!
مِن أوَّلِ ساعـةِ ميـلادي
وأنَـا هِجـري ! مزايا و عيوب
نبح الكلب بمسؤول شؤون العاملين:
سيدي إني حزين.
هاك… خذ طالع مِلفي
قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي
ليس عندي أي دين.
لاهثٌ في كل حين.
بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين.
بطلٌ في سرعة العدو،
خبيرٌ في إقتفاء الهاربين
فلماذا يا ترى لم يقبلوني
في صفوف المخبرين ؟!
هتف المسؤول: لكن
فيك عيبان يسيئان إليهم
أنت يا هذا وفيٌ و أمين ! مذهـب الفراشـة
فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شمعـةٍ
فحلّقتْ تُغـازِلُ الضِّرام.
قالت لها الأنسـام :
( قبلَكِ كم هائمـةٍ .. أودى بِهـا الهُيـامْ !
خُـذي يـدي
وابتعـدي
لـنْ تجِـدي سـوى الرَّدى في دَورةِ الخِتـامْ ).
لـم تَسمـعِ الكـلامْ
ظلّـتْ تـدورُ
واللَّظـى يَدورُ في جناحِهـا .
تحَطّمـتْ
ثُـمَّ هَـوَتْ
وحَشْــرجَ الحُطـامْ :
( أموتُ في النـورِ
ولا
أعيشُ في الظلامْ )! وسائل النجاة
و قاذفات الغرب فوقي
و حصار الغرب حولي
و كلاب الغرب دوني.
ساعدوني
مالذي يمكن أن أفعل
كيلا يقتلوني ؟!
- أنبذ الإرهاب…
o ملعونٌ أبو الإرهاب..
( أخشى يا أخي أن يسمعوني! )
أي إرهاب ؟!
فما عندي سلاح غير أسناني
و منها جردوني !
- لم تزل تؤمن بالإسلام
o كلا…
فالنصارى نصّروني.
ثم لما اكتشفوا سر ختاني… هودوني !
و اليهود إختبروني
ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي
جعلوا ديني ديوني.
أيّ إسلام ؟
أنا "نَصَرايهُوني"
- لا يزال إسمك "طه"…
o لا… لقد أصبحت "جوني" !
- لم تزل عيناك سوداوين…
o لا…بالعدسات الزرق أبدلت عيوني…
- ربما سحنتك السمراء
o كلا… صبغوني
- لنقل لحيتك الكثّة…
o كلا…
حلقوا لي الرأس
و اللحية و الشارب،
لا… بل نتفوا لي حاجب العين
و أهداب الجفون !
- عربيٌ أنت.
o No, don't be Silly, they
ترجموني !
- لم يزل فيك دم الأجداد !!
o ما ذنبي أنا ؟ هل بإختياري خلّفوني ؟
- دمهم فيك هو المطلوب، لا أنت…
فما شأنك في هذي الشؤون ؟
قف بعيداً عنهما…
o كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟!
- إنتحر
أو مُتْ
أو استسلم لأنياب المنون ! تشخيص
- من هناك ؟
o لا تخف.. إني ملاك.
- إقترب حتى أرى…
o لا، لن تراني
بل أنا وحدي أراك.
- أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!
لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً
كي ترى من لا يراك.
عندنا مثلك آلاف سواك !
إن تكن منهم
فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك.
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملاكاً
فبحق الله قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟!
لن تموت
لا… لن تموت أمتي
مهما إكتوت بالنار و الحديد.
لا… لن تموت أمتي
مهما إدعى المخدوع و البليد.
لا… لن تموت أمتي
كيف تموت ؟
من رأى من قبل هذا ميتاً
يموت من جديد ؟ شاهــد إثبات
سألت أستاذ أخي
عن وضعه المفصّل
فقال لي: لا تسألْ.
أخوك هذا فطحلْ !
حضوره منتظم
سلوكه محترم
تفكيره مسلسلْ.
لسانه يدور مثل مغزلْ
و عقله يعدل ألف محمل.
ناهيك عن تحصيله…
ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟
كلاّ… أخوك أكمل.
ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول !
و عنده معدّلٌ أعلى من المعدل !
لو شئتها بالمجمل
أخوك هذا يا أخي ليس له
مستقبل ! وصايا البغل المستنير
قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا:
يا فتى إصغِ إليّا…
إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
و كذا أمك قد كانت بغيّا.
أنت بغلٌ
يا فتى… و البغل نغلٌ
فإحذر الظن بأن الله قد سواك نبيّا.
يا فتى… أنت غبي.
حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا
فاقبل النصح
تكن بالنصح مرضياً رضيّا
أنت إن لم تستفد منه فلن تخسر شيّا.
يا فتى… من أجل أن تحمل أثقال الورى
صيرك الله قويّا.
يا فتى… فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا
و استعذ من عقدة النقص
فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا.
يا فتى… احفظ وصاياي
تعش بغلاً،
و إلاّ
ربما يمسخك الله رئيساً عربيّا ! تصـدير واسـتيراد
صُـدفَـةً شاهـدتُـني
في رحلـتي منّي إِلَيْ.
مُسرِعاً قبّلتُ عينيَّ
وصافحـتُ يَـدَيْ
قُلتُ لي : عفـواً ..فلا وقتَ لَدَيْ .
أنَـا مضْطَـرٌ لأن أتْرُكَـني،
باللـهِ ..
سـلِّمْ لـي عَلَـيْ !
مسألة مبدأ
قال لزوجه: اسكتي.
و قال لابنه: انكتم.
صوتكما يجعلني مشوش التفكير.
لا تنبسا بكلمةٍ
أريد أن أكتب عن
حرية التعبير
===============
عقوبة إبليس
طمأن إبليس خليلته:
لا تنزعجي يا باريس.
إن عذابي غير بئيس.
ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟
هل يدخلني ربي ناراً ؟
أنا من نار !
هل يبلسني ؟
أنا إبليس !
قالت: دع عنك التدليس
أعرف أن هراءك هذا للتنفيس.
هل يعجز ربك عن شيء ؟!
ماذا لو علمك الذوق،
و أعطاك براءة قديسْ
و حباك أرقّ أحاسيسْ
ثم دعاك بلا إنذارٍ…
أن تقرأ شعر أدونيس ؟! كابوس
- الكابوس أمامي قائم.
- قمْ من نومكَ
- لست بنائم.
- ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !