العراق الجديد
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 45
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
بغداد-واشنطن-الملف برس:
تميل توقعات أميركية إلى أنّ النزاع الإيراني-السعودي سيتسع نطاقه بشأن حجم النفوذ في العراق وفي دول الخليج العربي، وإذ يذهب الاعتقاد الى أن امتلاك العراق لثاني احتياطيات نفطية كبيرة قبل السعودية و إيران، تؤهله للعب دور كبير في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط لعقود، فإنّ جاريه المتنافسين لن يستطيعا تحمّل ظهوره (قوياً) من جديد (بمعنى تهديده لجيرانه) لكنهما يأملان –في أقل الاحتمالات- أنْ يكون نقطة التوازن بينهما، بينما تجد الولايات المتحدة نفسها (مندفعة) لهذه الأسباب على تركيز اهتمامها على العراق لسنوات طويلة، حتى إذا غادرته قواتها.
ويقول (روبرت ريد) مدير مكتب الأسوشييتد برس في بغداد، والمحلل السياسي الذي يغطي الساحة العراقية منذ ما قبل الغزو سنة 2003: في الوقت الذي ينخفض فيه العنف في العراق، تتأمل الدول المجاورة له كيفية التعامل مع هذا البلد (ثقيل الوزن) الذين يمكن أن يظهر ثانية كـ (لاعب رئيس) –إضافة الى السعودية وإيران- في أحداث واحدة من أهم المناطق الإستراتيجية في العالم.
إن دور (سمسار القوة الإقليمية) –كما يرى ريد- قد يبدو مُتكلـَّفاً جداً بالنسبة للعراق، كأرض محروقة، ومعروفة جيداً بتفجيرات السيارات المفخخة، وبفرق الموت، وبالمهاجمين الانتحاريين. لكنّ بلدان الشرق الأوسط من جهة أخرى لا تستطيع أن تهمل (الدور المحتمل) لعراق ناهض، ولشعب حيوي يتكون من 28 مليون نسمة، يتصل بحدوده مع إيران شرقاً، وسوريا والأردن الى الغرب، وتطفو أرضه على بحيرات كبيرة من احتياطي نفط العالم.
وواضح جداً لدى المراقبين أن هناك طريقاً طويلاً جداً أمام العراق لكي يعيد تأسيس نفسه كقوة كبيرة في المنطقة. وعلى أية حال، فإن الخطوة الأولى، يكرّسها اجتماع ممثلين عن 35 شركة نفط عالمية كبيرة بلندن هذا الشهر مع وزير النفط العراقي لمناقشة تطوير حقول النفط والغاز العراقية. وفي الوقت نفسه ثمة تطورات أخرى تتحدث عن عزم أقطار عربية تطوير علاقتها مع بغداد. ومن المحتمل أنْ يلعب هذا البلد –كما يؤكد روبرت ريد- دوراً مهماً في سياسة الشرق الأوسط لعقود مقبلة
ومن غير المحتمل أنْ يمتلك العراق –الذي يبدو اليوم مستقراً نسبياً- أوراق لاعب كبير في الخليج العربي الذي تتنافس المملكة العربية السعودية وإيران على قيادته. وهذه البلدان الثلاثة تضم أغلب سكان المنطقة، وأغلب احتياطي نفطها في منطقة الخليج، والذي يشكل ما نسبته 60 بالمائة من احتياطيات النفط العالمي. وبالتأكيد فإنّ كيفية تعاملها مع بعضها بعضاً –هكذا يعتقد المحلل السياسي ريد- هي التي تشكل حالة الشرق الأوسط لعقود.
ويرى أنّ الاحتياطيات النفطية الضخمة للعراق يجب أن تضمن لوحدها دوراً كبيراً له. وفي الوقت الحاضر، تبلغ تخمينات احتياطيات النفط العراقي حوالي 115 مليار برميل. لكنّ العديد من الخبراء يعتقدون أن ذلك الرقم يمكن أنْ يرتفع إلى 70-80 مليار برميل نفط أخرى، إذا ما سمح تحسن الحالة الأمنية بإعادة استكشاف حقول النفط المحتملة في العراق.
وإذا ما ثبتت دقة تلك التخمينات في تقدير احتياطيات النفط، يكون العراق بذلك يمتلك الاحتياطيات الثانية الأكبر قبل السعودية، و إيران. وإذ تتنافس كل من طهران والرياض في عملية فرض النفوذ والسيطرة على المنطقة، فإن كلاً منهما تفكر بجعل العراق نقطة ارتكاز ضد الأخرى، أو في الأقل (نقطة توازن) بينهما. لكنْ لا إيران ولا السعودية –برأي المحلل- يمكن أنْ تتحمل نتائج أنْ يرمي العراق بكل ثقله وراء واحدة منهما. وكلاهما تريدان عراقاً مستقراً، لكن ليس بلداً قوياً بما فيه الكفاية لتهديد جيرانه كما كان عليه الحال زمن الرئيس السابق (صدام حسين) الذي غزا الكويت سنة 1990.