أيها الغريب الآتي من وراء الغيب
أتيت في زمن العواصف التي لا ترحم..
عواصف الحزن التي احتلتني
واقتلعت جذور أحلامي...
الحزن في حياتي ياصديقي
أصبح سحابة تحملني تؤرجحني
تلهث بي وراء المجهول
وتهرب بلا توقف..
الحزن مراكب غريقة في عيني
أضاعت مرافئ السعادة..
الحزن أصبح مرادفا لوجودي
وكل لحظات أيامي..
أيها الغريب الذي يتحدى جنون طبيعتي وثورتها
ويصر على مواجهة الدمار الذي زرعته في نفسي
أحترم شجاعتك وأعجب بها
وأعرف المصاعب التي تتحملها في ظلمة شتائي الطويل...
عرفتك غريبا يتسلل إلى وحدتي
يحدث بلبلة في سكون عواطفي
ويقطع سبل هربي بوجوده الدائم
وعواطفه الدافقة المتجددة العطاء..
أعرف إنني نذرت نفسي لوحدة أبدية ..
وإنني أقفلت على عواطفي منافذ التسلل..
وأعرف أن القدر حول حياتي إلى شتاء دائم
وعواصف حزن لا ترحم..
لكن قدرتك أيها الغريب على اقتحام وحدتي
وسرقة ابتسامتي التي نسيتها
تعيد الحياة إلى عروقي
وتخفف من حدة ثورة عواصفي
وتنتشل مراكب الحزن الغريقة في عيني...
أيها الغريب الذي لم يعد غريبا..
بإصرارك على البقاء
سيأتي الربيع سريعا
وتموت عواصف شتائي
وتنطلق عواصفي من سجنها لتعطيك كل ما اختزنته في زمن الوحدة...
فكيف أسميك غريبا بعد أن أصبحت جزءا من حياتي
ومبررا لوجودي وأحلامي...
أنت.....أنت ياحياتي؟!!!