صورية غجاتي*
فضيلة ( الفاروق ) اسم أدبي غني عن التعريف استطاعت في ظرف زمني قصير أن تدرج اسمها ضمن قائمة الأدباء الجزائريين الذين أثبتوا للعالم العربي ان الجزائر ليست – كما كانوا يعتقدون – مجرد بقعة فرانكوفونية لا علاقة لأهلها باللغة العربية ، عبد الله عيسى لحبلح لقب بـ ( متنبي المغرب ) عز الدين ميهوبي الذي أبهر النخبة المثقفة المصرية بملحمة الجزائر ، يوسف وغليسي وجائزة سعاد الصباح الكويتية ، عبد الله حمادي وجائزة الشعرية العربية ، الطاهر وطار وجائزة الشارقة ، أحلام مستغانمي .. و أخرون لاحقون .
هؤلاء السابقون خرجوا من هذه الأرض الطيبة ليثبتوا للعربي في الجهة الشرقية أنهم قادرون على صناعة بضاعة لا يسعه القول عنها: ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ) وليثبتوا له كذلك أنهم عرب مثله تماما، وأن اللغة العربية لعبتهم التي يجيدونها تماما كما يجيدون اللغة الفرنسية .. هؤلاء كتبوا عن الجزائر ، كتبوا عن جراحاتها و آلامها ، ربما هاجموا حزبا، ربما ناهضوا نظاما ، ربما علقوا على الحكومة أو عشرية معينة .. لكنهم ناصروا الجزائر في كل الأحوال ، غير أن فضيلة الفاروق هذه البربرية حتى النخاع جعلتني أغير فكرتي عن البربر ، لطالما كنت أعتقد أن هؤلاء أكثر الجزائريين تمسكا بالأرض ، أكثرهم عشقا لترابها ، أشدهم تعلقا بها، كنت أقول عنهم : ( عندهم النيف ) يقفون مع الجزائر ظالمة أو مظلومة .
فضيلة وبمجرد استقرارها في لبنان صارت الجزائر في نظرها جهنم ، وصار الجزائريون أقذر خلق الله ، لقد أعطت للعالم العربي صورة بشعة عن الجزائر والجزائريين في روايتيها ( مزاج مراهقة ) و( تاء الخجل ) وكذا في مجموعتها القصصية (لحظة لإختلاس الحب ) ، وهذه تفاصيل الصورة المنفردة التي التقطتها للجزائر والجزائريين و أوصلتها للقارئ العربي.
إنه عزيزتي بلد المليون ونصف المليون شهيد بالأمس واليوم وغدا وبعد غد .. و الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ومن لا تعجبه فليغير لقبه و جنسيته، ولهجته وفصيلة دمه ، وليذهب ويترك الجزائر للجزائريين الطيبين الذين هم معها دائما ظالمة أو مظلومة ، معها في سرائها وضرائها، وثورتها ، في ضلالها ورشدها، في صفائها وعصفها.. في كل أحوالها وتقلباتها.
**منقول من موقع ضفاف الابداع **
فضيلة ( الفاروق ) اسم أدبي غني عن التعريف استطاعت في ظرف زمني قصير أن تدرج اسمها ضمن قائمة الأدباء الجزائريين الذين أثبتوا للعالم العربي ان الجزائر ليست – كما كانوا يعتقدون – مجرد بقعة فرانكوفونية لا علاقة لأهلها باللغة العربية ، عبد الله عيسى لحبلح لقب بـ ( متنبي المغرب ) عز الدين ميهوبي الذي أبهر النخبة المثقفة المصرية بملحمة الجزائر ، يوسف وغليسي وجائزة سعاد الصباح الكويتية ، عبد الله حمادي وجائزة الشعرية العربية ، الطاهر وطار وجائزة الشارقة ، أحلام مستغانمي .. و أخرون لاحقون .
هؤلاء السابقون خرجوا من هذه الأرض الطيبة ليثبتوا للعربي في الجهة الشرقية أنهم قادرون على صناعة بضاعة لا يسعه القول عنها: ( هذه بضاعتنا ردت إلينا ) وليثبتوا له كذلك أنهم عرب مثله تماما، وأن اللغة العربية لعبتهم التي يجيدونها تماما كما يجيدون اللغة الفرنسية .. هؤلاء كتبوا عن الجزائر ، كتبوا عن جراحاتها و آلامها ، ربما هاجموا حزبا، ربما ناهضوا نظاما ، ربما علقوا على الحكومة أو عشرية معينة .. لكنهم ناصروا الجزائر في كل الأحوال ، غير أن فضيلة الفاروق هذه البربرية حتى النخاع جعلتني أغير فكرتي عن البربر ، لطالما كنت أعتقد أن هؤلاء أكثر الجزائريين تمسكا بالأرض ، أكثرهم عشقا لترابها ، أشدهم تعلقا بها، كنت أقول عنهم : ( عندهم النيف ) يقفون مع الجزائر ظالمة أو مظلومة .
فضيلة وبمجرد استقرارها في لبنان صارت الجزائر في نظرها جهنم ، وصار الجزائريون أقذر خلق الله ، لقد أعطت للعالم العربي صورة بشعة عن الجزائر والجزائريين في روايتيها ( مزاج مراهقة ) و( تاء الخجل ) وكذا في مجموعتها القصصية (لحظة لإختلاس الحب ) ، وهذه تفاصيل الصورة المنفردة التي التقطتها للجزائر والجزائريين و أوصلتها للقارئ العربي.
إنه عزيزتي بلد المليون ونصف المليون شهيد بالأمس واليوم وغدا وبعد غد .. و الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ومن لا تعجبه فليغير لقبه و جنسيته، ولهجته وفصيلة دمه ، وليذهب ويترك الجزائر للجزائريين الطيبين الذين هم معها دائما ظالمة أو مظلومة ، معها في سرائها وضرائها، وثورتها ، في ضلالها ورشدها، في صفائها وعصفها.. في كل أحوالها وتقلباتها.
**منقول من موقع ضفاف الابداع **