السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القلادة الأولى: (الصبــــــــــــــر) خذ هذه القلادة فهي نور ٌ تستضيئ به في حالك الظلم.. حين تضيق عليك نفسك ..فلا تحسن السير..أو لا تحسن العمل..
تتعثر كلما ابتدأت..تغلب في كل معركة مع نفس ٍ تميل لشهوات .. فتقلد هذه القلادة..من نور.. إنها ..قلادة الصبر.. فما سار السائرون و لا قطعوا المفاوز إلا بها .. فاصبر وصابر ورابط على الثغور واحذر من عدو غفلة..يفجؤك فيظفر بك.. واعلم أنّ الصبر ضيـــــــــــــــــــاء لك..ولكل من سار وراءك مقتفياً آثار الصابرين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. واجعل الصبر صاحب لك ..لاتمل من صحبته ..و لا تسل في بعده..فما استقام سير إلى الله إلا بالصبر. قال تعالى:"ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" آل عمران .../...
القلادة الثانية: (القــــرآن) عقد هيبة ورفعة ووقار..ارفع به الرأس عالياً واشمخ لعلو فما خالط عذب حروفه و فؤاد مؤمن إلا واستنار..وعمر بعد خراب فليكن همّ تلاوته وتدبره مشغل للفؤاد عن كل حمراء وصفراء وليكن همّ العمل به ..مشعل لجذوة إيمان قد خبا ضوؤها.. كن شهيداً على من قام بعذب حرف وتلظى جنبه من فراش شوقاً لمناجاة حبيب في السحر..
قال تعالى:"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً"السجدة .../...
القلادة الثالثة: (الصدق) سير واثقا فمن أراد بهذا السير مولاه فلن يرضى بغيره مجازٍ على عملٍ وسعي..ولن تسعد نفس صادقة بثناء أو عطاء إلا من جهة مولاها.. سير وقد شمخت برأسك عالياً وهامة الصدق تناطح الثريا وشعاع نورك يطرق كل باب فما طُرق على القلوب بأعذب من لغة الصدق ولا اهتزت جادبات بحياة ..وربتْ بثمرٍ و زروع ٍيانعات إلا بماء الصدق.. فتقلد النور قلادة صدق وسير.. واحمل مشعله وامضي .. ولاتستوحش من ظلام الكذب في دنيا قد أظلمت فنور قلائدك سيمضي بك سريعاً كشرارة على صراط الصادقين سيراً فلا تتعثر.. قال تعالى:" يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" وقال تعالى:" هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم" .../...
القلادة الرابعة: (الإخلاص) ما رأيت أعذب من عبير أنفاس المخلصين
ساروا ولم تطمع قلوبهم بحطام دنيا و ما زهدت نفوسهم بصفراء وحمراء
تاقت نفوسهم للمطلب الأعلى
عُصمت أرواحهم وأبدانهم لما كانوا في زمرة المخلصين..
وأذهب كِير الامتحان خبثهم
فتطايرت غايات قصيرات بعيداً
وتناثرت رغبات جامحات
وانطفأت شهوات مستعرات
وفرّت أبدان إلى أرض الخَلاص..ففُقدوا..حين عُرفوا
فيالله ما أعظم تلك القلائد النورانية
سارت بالمخلصين فأبت أن تجعلهم يخلُون لحطام
فاستكرت أرواحهم من رسوم مقام
ومضوا في دنياهم حداءهم ياربنا سلّم سّلم..
ياربنا سّلم ..سّلم..
تسلم أرواحنا وقلوبنا وأعمالنا من رياء..
قال تعالى :" من كان يريد الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون"
