- إنضم
- 2 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 2,237
- نقاط التفاعل
- 39
- النقاط
- 77

أين يكمن الحب... في العقل ام في القلب؟
خلق الله سبحانه وتعالى الدنيا والخليقة وبدأت الحياة بين آدم وحواء بالحب والمودة وقد نصت الآيات السماوية على ذلك بالتآلف بين الزوج وزوجته بالمودة والحب
اي هكذا بدأت الحياة....... بالحب
الحب شيء غريزي فطري مولود معنا يظهر وينمو ويكبر ويتفاعل في جميع مراحل السن المختلفة وقد يكون في الاطفال والحيوانات حبا غريزيا للمطالب الاساسية للطفل او الحيوان أما عندما يكبر الانسان الى كائن عاقل يتسامى عن الغرائز ويبقى الحب قويا والحب انواع كثيرة .
الحب عطاء بلا مقابل مثل حب الوالدين لابنائهم ولا يحتاج هذا الحب الى غذاء او تقوية او نصح ولكنه غريزي بالدرجة الاولى ولا ينطبق عكسيا على الابناء في علاقتهم مع والديهم فليس بالضرورة ان يحب الابناء والديهم لذك اوصى القرآن الكريم بأن يحب الابناء والديهم ولكن لم يوصي الوالدين بحب ابنائهم .
والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة ضربات القلب او احمرار الوجه عندما يرى المحب محبوبه، ويقطن الحب اساسا في المخ ككل لان هناك بعض الاجزاء في المخ هي التي يقع فيها الجزء الاكبر من التصرفات و الذكريات حيث ان الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها وكذلك الانفعالات والوجدان سواء بالحب او بالكره وترتبط دائما الذكريات والمعرفة القديمة بالانفعالات والعاطفة والوجدان وكذلك ترتبط بالاشخاص ببعضهم فمثلا اذا رايت شخصا بالشارع لا اعرفه من قبل اي لا يوجد في الفص الوجدي من المخ اي ذاكرة او معرفة سابقة فقد امر عليه مرور الكرام لا سلام ولا كلام ولا تحية ولا معرفة اما اذا رايت شخصا مسجلا وله ذكرى في الفص الوجدي فعندما اراه سوف اقوم بتحيته لانني تذكرت ايام المعرفة الاولى او السابقة ، اما الفص الامامي من المخ فهو المسؤول عن التفكير والمعرفة والتصرفات وايضا العقل والرزانة، ويستقبل المخ اساسا عن طريق العين التي يرى منها المعلومات والصور التي توزع وكل مانراه الى فصوص المخ خاصة الفص الوجدي والفص الامامي وذلك طبعا بعد ان تمر على الفص الخلفي من المخ المسؤول عن ادراك وفهم هاته الصور وعندما ينفعل المخ بما يراه يبعث اشارات مختلفة الى جميع اجزاء الجسم ولكن بدرجات متفاوتة فمثلا يرسل اشارات الى العضلات او اليد لتحية من يحب والى القلب ليزداد نبضه بقوة او الى الاوعية الدموية بالوجه ليقول لها انه هذا هو المحبوب واشارات المخ المرسلة الى هذه العضلات اغلبها يذهب اتوماتيكيا الى القلب والغدد العرقية وباقي الاعضاء دون القدرة على التحكم الكامل في هذه الاشارات فيمكنني عندما ارى المحبوب الا امد يدي للتسليم عليه ولكن لا يمكنني ان اقلل من نبضات قلبي وهذا ما يستخدم في اجهزة كشف الكذب او الكشف عن الحقائق بان تعرض اما المتهم بعض الصور والذكريات او الكلام الذي حدث اثناء الواقعة فقد ينكر المهتم الاحداث الواقعة المنسوبة اليه لكن بزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم يفشي السر لان المخ كما سبق ان ذكرنا يرسل المخ الاشارات الى بعض الاعضاء دون مشورة الفص الامامي للمخ الذي يسيطر على تصرفاتنا وعندما نصف ان هذا الشخص عاقل لا يبدو عليه مظاهر الحب فمعناه ان الفص الامامي للمخ يسيطر على كل الاشارات الصادرة من المخ الى الجسد عدا القلب .
مما سبق نجد ان القلب ليس له علاقة بالحب كما يدعي العامة ولكنه مظهر واداة من المظاهر التي يستخدمها المخ لاظهار الحب في الجسم وقد يقول العامة ان العين والاذن تعشق قبل القلب .
احيانا هذا به جزء من الحقيقة فان المخ الذي به موطن الحب يستقبل الاشارات الصوتية والمرئية عن طريق الاذن او العين ثم ينفعل به المخ ثم يظهر تاثيرها على القلب اي ان العين هي المستقبل قبل القلب ولكن العين لا تحب ولكن المخ الذي يحب.
والحب بالطريقى العلمية اليسكولوجية هو انعكاس شرطي اي يتولد الحب بين شخصين اذا احسن احد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة الى الاخر بصفة مستمرة بدليل ان اجدادنا وآبائنا القدماء احبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة، وقد ينهار الحب بالانعكاس الشرطي اي انه اذا اساء المحب المعاملة بطريقة جافة مستمرة يتهدم هذا الحب الكبير والدليل على ذلك ان كثيرا من المتزوجين ينفصلون بعد ان كانوا يحبون بعضهم حبا شديدا اشبه بحب العبادة وسبب الانفصال هو انه لم يجد الطرفان ما يغذي حبهما من مودة ورحمة .
يقول الناس في الامثال ايضا ان القلب ينظر الى الحب على انه بطولة اما العقل الذي هو تصرفات المخ المعتدلة فينظر الى الحب على انه بطالة فهذا قمة التطرف والمبالغة في التفكير لان العقل خاصة الفص الامامي من المخ الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في الانسان يميزه عن الحيوان وهو مركز الضمير مركز الرزانة اي الذي يجعل الانسان ذا عزيمة قوية واجتهاد ويمنعه عن الرذائل واذا تطرف كثيرا ما قد يحرم عليه الحب ويجعله بطالة لانه ينظر اليه من منظور انه يشغله عن تأدية اعماله ويضيع وقتخ ويجعله منبهرا لا يفكر الا في محبوبته ليلا ونهارا ويترك عمله وحياته كما يحدث عند المراهقين .
منقول عن الدكتور اسامة الغنام من منتدى الصيادلة .