• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

فضل صيام عشر ذي الحجة واحكام الأضحية وفتاوى لمجموعة من العلماء ...

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

صهيب الرومي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 جانفي 2008
المشاركات
3,616
نقاط التفاعل
18
النقاط
157
الجنس
ذكر
سابعاً: آداب متعلقة بالأضحية:
1- عدم الأخذ من الشعر والبشرة إذا دخلت العشر لمن أراد أن يضحي.
لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (
إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يلمس من شعره وبشره شيئ)[1].
قال صالح بن أحمد: قلت لأبي: ما يجتنب الرجل إذا أراد أن يضحي؟ قال: "لا يأخذ من شعره، ولا من بشره"[2].
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن هديه -صلى الله عليه وسلم- أن من أراد التضحية، ودخل يوم العشر فلا يأخذ من شعره وبشره شيئاً"[3].
قال النووي -رحمه الله-: "قال أصحابنا: والحكمة من النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه بالمحرم. قال أصحابنا: وهذا غلط؛ لأنه لا يعتزل النساء، ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم"[4].
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "والحكمة من ذلك: أن الله سبحانه وتعالى برحمته لما خص الحجاج بالهدي، وجعل لنسك الحج محرمات ومحظورات، وهذه المحظورات إذا تركها الإنسان لله أثيب عليه، والذين لم يحرموا بحج ولا عمرة شرع لهم أن يضحوا في مقابل الهدي، وشرع لهم أن يتجنبوا الأخذ من الشعور والأظفار والبشرة، كالمحرم لا يأخذ من شعره شيئاً، يعني لا يترفه فهؤلاء أيضاً مثله، وهذا من عدل الله عز وجل وحكمته"[5].
وهذا الحكم خاص بمن يضحي لا يتناول من يضحى عنهم.
قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "ظاهر التحريم خاص بمن يضحي، وعلى هذا فيكون التحريم مختصاً برب البيت، وأما أهل البيت فلا يحرم عليهم ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- علق الحكم بمن يضحي، فمفهومه: أن من يضحى عنه لا يثبت له هذا الحكم، وكان -صلى الله عليه وسلم- يضحي عن أهل بيته، ولم ينقل أنه قال لهم: لا تأخذوا من شعوركم وأظافركم وأبشاركم شيئاً، ولو كان ذلك حراماً عليهم لنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، وهذا هو الراجح"[6].
الأفضل في الأضحية صفةً ما توافرت فيها صفات التمام والكمال من بهيمة الأنعام، ومنها: السُّمن، كثرة اللحم، كمال الخلقة، جمال المنظر، غلاء الثمن.
عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا أمامة بن سعد قال: (
كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسنمون)[7].

ثامنا: مسائل متعلقة بالأضحية:
1- هل ذبح الأضحية أفضل أم التصدق بثمنها؟
التضحية أفضل من الصدقة بثمنها؛ لأنها سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمل المسلمين من بعده.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "والأضحية والعقيقة والهدي أفضل من الصدقة بثمن ذلك"[8].
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه، ولو زاد، كالهدايا والضحايا، فإن نفس الذبح وإراقة الدم مقصود، فإنه عبادة مقرونة بالصلاة، كما قال تعالى: {
فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ} [الكوثر:2]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} [الأنعام:162]"[9].
وقال ابن عثيمين -رحمه الله-: "والأفضل أن تضحي، فذبحها أفضل من الصدقة بثمنها، وأفضل من شراء لحم بقدرها أو أكثر ليتصدق به؛ وذلك لأن المقصود الأهم في الأضحية هو التقرب إلى الله تعالى بذبحها لقوله تعالى: {
لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ} [الحج:37]"[10].
وقال أيضا: "والذي يدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، فإنهم كانوا يضحون ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل لعدلوا إليه، بل لو كانت تساويه لعملوا بها أحياناً؛ لأنها -أي الصدقة-أيسر وأسهل...، وأيضاً لو عدلوا إلى الصدقة لتعطلت شعيرة عظيمة نوه الله عليها في كتابه في عدة آيات"[11].
2- أيها أفضل الأضحية بالإبل أو البقر أو الغنم؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أفضل الأضحية الإبل ثم البقر ثم الغنم، وهو قول الحنفية[12]، والشافعية[13] والحنابلة[14]، وبه قال أبو محمد بن حزم[15]، رحم الله الجميع. ومما استدلوا به:
حديث أبي ذر قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أفضل؟ قال: (
إيمان بالله، وجهاد في سبيله) قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: (أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهله)[16].
قالوا: والإبل أغلى ثمناً من البقر، والبقر أغلى ثمناً من الغنم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (
من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن)[17] الحديث.
قالوا: وجود المفاضلة في التقرب إلى الله بين الإبل والبقر والغنم، ولا شك أن الأضحية من أعظم التقرب إلى الله تعالى، ولأن البدنة أكثر ثمناً ولحماً ونفعاً[18].
القول الثاني: أن الأفضل الغنم ثم البقر ثم الإبل. وهو قول المالكية[19] رحمهم الله. ومما استدلوا به:
حديث أنس رضي الله عنه: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحي بكبشين، وأنا أضحي بكبشين[20].
قالوا: وما كان -صلى الله عليه وسلم- يختار لخاصته ولا يفعل إلا الأفضل.
وأجاب عن ذلك ابن حزم -رحمه الله- بأنه محمول على التخفيف لرفع المشقة[21].
واعلم أن كلام الجمهور محمول على من ضحى عن نفسه وأهل بيته ببعير أو بقرة، لا سبع بعير أو سبع بقرة، وإلا فالغنم في هذه الحالة أفضل[22].
3- حكم الاشتراك في الأضحية:
اختلف أهل العلم رحمهم الله في جواز الاشتراك في الأضحية على قولين:
القول الأول: جواز الاشتراك، وبه قالت الحنفية[23]، والشافعية[24]، والحنابلة[25]، وبه قال ابن حزم[26]، رحم الله الجميع. ومما استدلوا به:
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة[27].
قالوا: وتقاس عليه الأضاحي.
وقالوا: إن اشتراك السبعة في الجزور أو البقرة هو المشهور عند أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-[28].
القول الثاني: أنه لا يجوز الاشتراك في الأضحية وهو قول المالكية[29]، وإليه ذهب جمع من أئمة الدعوة كـعبد الله بن عبد اللطيف، وعبد الله أبا البطين، ومحمد بن إبراهيم[30]، رحم الله الجميع.ومما استدلوا به:
أن الأصل عدم جواز التشريك، والقياس لا يصح[31].
وقالوا: إنه حيوان يضحى به، فلم يجزئ إلا عن واحد، كالشاة، ولأن كل واحد يصير مخرجاً للحم بعض بدنة أو بقرة، وذلك لا يكون أضحية، كما لو اشترى لحماً، ولأن كل إنسان مخاطب بفعل ما يسمى أضحية، وهذا الاسم ينطلق على الدم دون اللحم، ولأنه اشتراك في دم، فوجب ألا يجزئ مريد القربة[32].
4- عمن تجزئ الأضحية الواحدة؟
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته، وإن كثروا.
لحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال: كان الرجل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون[33].
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- أن الشاة تجزئ عن الرجل، وعن أهل بيته ولو كثر عددهم"[34].
5- طروء العيب على الأضحية بعد التعيين:
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: إذا تعيبت بعد أن أوجبها فإنها تجزئ إذا لم يكن ذلك العيب بفعله أو تفريط منه. وهو قول المالكية[35] في الأضاحي دون الهدي، والشافعية[36]، والحنابلة[37]. ومما استدلوا به:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ابتعنا كبشاً نضحي به، فأصاب الذئب من أليته أو أذنه، فسألنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: فأمر أن نضحي به[38].
قالوا: وذلك لأن فقد الألية عيب يمنع الإجزاء، لكنه لما كان هذا العيب بعد التعيين وليس بتفريط منه ولا بفعله فإنه أمين، ولا ضمان عليه[39].
وبحديث ابن عباس، قال موسى بن سلمة الهذلي: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين، قال: وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها، فُأزحِفت عليه بالطريق فَعَيِيَ بشأنها، إن هي أُبدِعَت كيف يأتي بها، فقال: لئن قدمت البلد لأستحفينّ عن ذلك، قال فأضحيت فلما نزلنا البطحاء قال: انطلق إلى ابن عباس نتحدث إليه، قال: فذكر له شأن بدنته فقال: على الخبير سقطت، بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بست عشرة بدنة مع رجل وأمَّره فيها، قال: فمضى ثم رجع، فقال: يا رسول الله، كيف أصنع بما أُبْدِع عليَّ منها؟ قال: (
انحرها، ثم اصبغ نعليها في دمها، ثم اجعله على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك)[40].
القول الثاني: أنها لا تجزئ، وإليه ذهبت الحنفية[41].
لأن الأضحية عندهم واجبة، فلا يبرأ منها إلا بإراقة دمها سليمة، كما لو أوجبها في ذمته ثم عينها فعابت.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما إذا اشترى أضحية، فتعيبت قبل الذبح، ذبحها في أحد قولي العلماء، وإن تعيبت عند الذبح أجزأ في الموضعين"[42].
6- الاستدانة من أجل الأضحية:
سئل ابن تيمية -رحمه الله- عمن لا يقدر على الأضحية، هل يستدين؟
فقال: "الحمد لله رب العالمين، إن كان له وفاء فاستدان ما يضحي به فحسن، ولا يجب عليه أن يفعل ذلك، والله أعلم"[43].
7- توزيع الأضحية:
يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصدق، والأمر في ذلك واسع، من حيث المقدار، ولكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث[44].
ولا فرق في جواز الأكل والإهداء من الأضحية بين أن تكون تطوعاً، أو واجبة، ولا بين أن تكون عن حي أو ميت أو وصية.
ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحمها، أو جلدها، أو صوفها، ولا يعطي الجزار منها شيئاً أجرة على ذبحه؛ لأن ذلك بمعنى البيع[45].
8- الأضحية عن الميت:
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وتجوز الأضحية عن الميت، كما يجوز الحج عنه، والصدقة عنه، ويضحى عنه في البيت، ولا يذبح عند القبر أضحية ولا غيرها"[46].
وقال -رحمه الله-: "والتضحية عن الميت أفضل من الصدقة بثمنها"[47].
وقال ابن عثيمين -رحمه الله-: "مسألة: هل الأضحية مشروعة عن الأموات أو عن الأحياء؟
الجواب: مشروعة عن الأحياء، إذ لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة فيما أعلم أنهم ضحوا عن الأموات استقلالاً، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات له أولاد من بنين أو بنات في حياته، وماتت له زوجات وأقارب يحبهم، ولم يضح عن واحد منهم، فلم يضح عن عمه حمزة ولا زوجته خديجة، ولا عن زوجته زينب بنت خزيمة، ولا عن بناته الثلاث، ولا عن أولاده، ولو كان هذا من الأمور المشروعة لبينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته قولاً أو فعلاً، وإنما يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته.
وأما إدخال الميت تبعاً فهذا قد يستدل له بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحى عنه وعن أهل بيته، وأهل بيته يشمل زوجاته اللاتي متن واللاتي على قيد الحياة، وكذلك ضحى عن أمته، وفيهم من هو ميت، وفيهم من لم يوجد، لكن الأضحية عليهم استقلالاً لا أعلم لذلك أصلاً في السنة. ولهذا قال بعض العلماء: إن الأضحية عنهم استقلالاً بدعة ينهى عنها، ولكن القول بالبدعة قول صعب؛ لأن أدنى ما نقول فيها أنها من جنس الصدقة، وقد ثبت جواز الصدقة عن الميت[48].
وقال -رحمه الله-: "وأما الأضحية عن الأموات فهي ثلاثة أقسام: الأول أن تكون تبعاً للأحياء كما لو ضحى الإنسان عن نفسه وأهله وفيهم أموات، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحي ويقول: (
اللهم هذا عن محمد وآل محمد) وفيهم من مات سابقاً.
الثاني: أن يضحي عن الميت استقلالاً تبرعاً فقد نص فقهاء الحنابلة على أن ذلك من الخير وأن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع به، قياساً على الصدقة عنه، ولم ير العلماء أن يضحي أحد عن الميت إلا أن يوصي به، لكن من الخطأ ما يفعله كثير من الناس اليوم يضحون عن الأموات تبرعاً، ثم لا يضحون عن أنفسهم وأهليهم الأحياء فيتركون ما جاءت به السنة، ويحرمون أنفسهم فضيلة الأضحية، وهذا من الجهل، وإلا فلو علموا بأن السنة أن يضحي الإنسان عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات، وفضل الله واسع.
الثالث: أن يضحي عن الميت بموجب وصية منه تنفيذاً لوصيته فتنفذ وصيته كما أوصى بها بدون زيادة ولا نقص"[49].
وذهبت اللجنة الدائمة للإفتاء إلى جواز ذلك[50].
9- ذبيحة المرأة والصبي:
عن كعب بن مالك رضي الله عنه ، أن امرأة ذبحت شاة بحجر، فسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، فأمر بأكلها[51].
قال ابن حجر -رحمه الله-: "وفيه جواز أكل ما ذبحته المرأة سواء كانت حرة أو أمة، كبيرة أو صغيرة"[52].
وكان أبو موسى يأمر بناته أن يذبحن نسائكهن بأيديهن[53].
وعن إبراهيم النخعي قال في ذبيحة المرأة والصبي: "لا بأس إذا أطاق الذبيحة وحفظ التسمية"[54].
قال ابن المنذر -رحمه الله-: "أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على إباحة ذبيحة المرأة والصبي"[55].
_________________
[1] أخرجه مسلم في الأضاحي، باب: نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة... (1977)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
[2] السؤالات (ص76).
[3] زاد المعاد (2/320).
[4] شرح مسلم (13/138-139).
[5] الشرح الممتع (7/529).
[6] الشرح الممتع (7/529-530).
[7] أخرجه البخاري معلقاً في الأضاحي، باب: أضحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكبشين أقرنين، وقد وصله أبو نعيم في المستخرج كما قال الحافظ في الفتح (10/10).
[8] مجموع الفتاوى (26/304).
[9] تحفة المودود (ص65).
[10] الشرح الممتع (7/521-522).
[11] رسالة الأضحية (ص5).
[12] انظر: الدر المختار وحاشيته (5/226) وما بعدها، بدائع الصنائع (5/80).
[13] انظر: الأم (2/49) مغني المحتاج (4/285).
[14] انظر: المغني (13/366)، كشاف القناع (2/615).
[15] انظر: المحل (7/370).
[16] أخرجه البخاري في العتق ، باب : أي الرقاب أفضل (2518).
[17] أخرجه البخاري في الجمعة، باب: فضل الجمعة (881)، ومسلم في الجمعة، باب: الطيب والسواك يوم الجمعة (850).
[18] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (11/359).
[19] انظر: الكافي لابن عبد البر (ص421)، المعونة على مذهب عالم المدينة (1/658)، المنتقى (3/88).
[20] أخرجه البخاري في الأضاحي، باب: في أضحية النبي -صلى الله عليه وسلم- (5553)، واللفظ له، ومسلم في الأضاحي (1966).
[21] انظر: المحلى (7/374).
[22] انظر: مغنى المحتاج (6/127).
[23] انظر: بدائع الصنائع (5/105).
[24] انظر: المجموع (8/397).
[25] انظر: المغني (13/392).
[26] انظر: المحلى (7/381).
[27] أخرجه مسلم في الحج، باب: الاشتراك في الهدي، وإجزاء البقرة والبدنة (1318).
[28] انظر: شرح معاني الآثار (4/175)، والمحلى (7/382).
[29] انظر: المعونة (1/663)، المنتقى (3/95).
[30] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (11/397).
[31] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (11/396).
[32] من كلام القاضي عبد الوهاب في المعونة (1/663).
[33] أخرجه الترمذي في الأضاحي، باب: ما جاء أن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت (1505)، وابن ماجه في الأضاحي، باب: من ضحى بشاة عن أهله (3147)، ومالك في الموطأ في الضحايا (1050)، قال الترمذي: "حسن صحيح". وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1216).
[34] زاد المعاد (2/323).
[35] انظر: المدونة (2/504).
[36] انظر: الأم (2/352).
[37] انظر: مسائل صالح (ص281)، شرح الزركشي (4/301).
[38] أخرجه أحمد (3/32) وابن ماجه في الأضاحي، باب: من اشترى أضحية صحيحة فأصابها عنده شيء (3146)، والبيهقي (9/289) وفيه جابر الجعفي وله شاهد عن جابر عند أحمد (3/78)، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (679).
[39] انظر: الشرح الممتع (7/516).
[40] أخرجه مسلم في الحج، باب: ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق (1325).
[41] انظر: بدائع الصنائع (5/76).
[42] مجموع الفتاوى (26/304).
[43] مجموع الفتاوى (26/305).
[44] انظر: مجموع الفتاوى ابن تيمية (26/309).
[45] انظر: تحفة الفقهاء (3/135)، شرح مسلم (13/130)، المغني لابن قدامة (11/109).
[46] مجموع الفتاوى (26/306).
[47] الاختيارات (ص120).
[48] الشرح الممتع (7/455-456).
[49] رسالة الأضحية (ص51).
[50] انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (11/417).
[51] أخرجه البخاري في الأضاحي ، باب : ذبيحة المرأة والصبي (5504).
[52] فتح الباري (9/633).
[53] أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/389) وصححه الحافظ في الفتح (10/19).
[54] عزاه ابن حجر لسعيد بن منصور، وصححه (9/632).
[55] انظر: المغني (8/581)، ومغني المحتاج (6/124-125).
2-​
 

  • أفضل أيام الدنيا
    عشر ذي الحجة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
    فهذه رسالة مختصرة في فضل العشر من ذي الحجة جمعتها تذكيراً لنفسي ولإخواني المسلمين أسأل الله أن ينفع بها.

    (لماذا سمي ذي الحجة بهذا الاسم)
    ذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء سماه [المشهور في أسماء الأيام والشهور]: (.. الحجة: بكسر الحاء – قلتُ وفتحها – سمي بذلك لإيقاعهم الحج فيه ويجمع على ذوات الحجة) تفسير ابن كثير [4/1655] .

    (فضل شهر ذي الحجة)
    1- أنه خاتمة الأشهر الحرم التي حرم الله فيها الظلم كما قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:36].
    2- أنه خاتمة الأشهر المعلومات – أشهر الحج – التي قال الله فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [البقرة:197] وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
    تنبيه: ومن السنة إذا رأى الإنسان هلال ذي الحجة وأراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره لما روت أم سلمة عن النبي أنه قال: (إذا دخلت العشر وأراد أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا) أخرجه مسلم [1977/39]
    وفي راوية له برقم [1977/40]: (إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً].
    وفي راوية له [1977/41]: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره].

    (فضل عشر ذي الحجة)
    1- أن الله تعالى أقسم بها ولا يقسم الله إلا بعظيم فقال: {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر1_2) قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره [8/3768]: (والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف) ورجحه ابن كثير رحمة الله عليه.
    قال ابن رجب في لطائف المعارف[470]: (وأما الليالي العشر فهي عشر ذي الحجة هذا الصحيح الذي عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم وهو الصحيح عن ابن عباس روي عنه من غير وجه والرواية عنه أنه عشر من رمضان إسنادها ضعيف).
    2- أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها الإكثار من ذكره على ما رزق من بهيمة الأنعام كما قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج27]
    قال ابن عباس رضي الله عنه: (الأيام المعلومات أيام العشر) ذكره البخاري تعليقاً [1/290]
    وقال ابن رجب في لطائف المعارف [462]: (فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء).
    3- أنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل أيام الدنيا العشر - يعني عشر ذي الحجة - قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عُفِّر وجهه بالتراب) الحديث رواه البزار كما في كشف الأستار رقم [1128] وأبو يعلى في مسنده [4/ 69رقم 209] ولفظه قال: (ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم عِدّتهن جهادا في سبيل الله؟ قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عُفيرٌ يُعَفُّر وجهه في التراب) ورواه ابن حبان في صحيحه [9/164رقم3853] وصححه لغيره الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب [2/32رقم1150].
    4- أن فيها يوم عرفة - وهو اليوم التاسع من ذي الحجة – وله فضائل سيأتي ذكرها.
    5- أن فيها يوم النحر _ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة – وله فضائل سيأتي ذكرها.
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [468]: (وهذا كله يدل على أن عشر ذي الحجة أفضل من غيره من الأيام من غير استثناء ..).
    6- أن فيها فريضة الحج إلى بيت الله الحرام الذي فيه الأجور العظيمة منها:
    أ) مغفرة الذنوب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم.
    ب) دخول الجنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال:(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري ومسلم.
    7- اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح [3/525]: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره)

    (فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة)
    1- العمل الصالح في العشر من ذي الحجة أحب إلى الله: فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول : (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري [969] والترمذي [757] وأبو داود [2438] وابن ماجه [1727].
    2- العمل الصالح في العشر من ذي الحجة أزكى عند الله وأعظم أجراً: فعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي قال: (ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى) قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه. أخرجه البيهقي في الشعب [3/354رقم3752] وحسنه الشيخ الألباني رحمة الله عليه في صحيح الترغيب برقم [1148].
    3- العمل الصالح في العشر من ذي الحجة أفضل عند الله: فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر) قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله) أخرجه الطبراني في الكبير [10/199رقم10455] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب برقم [1149].
    قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في لطائف المعارف [458]: (وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها صار العمل فيه وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلاً ..).
    وقال رحمه الله أيضاً [464]: (فكل عمل صالح يقع في هذه العشر فهو أفضل من عمل في عشرة أيام سواها من أي شهرٍ كان فيكون تفضيلاً للعمل في يوم منه على العمل في كل يوم من أيام السنة غيره).
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاويه [21/37-38]: (وعلى هذا – الحديث – فإني أحث إخواني المسلمين على اغتنام هذه الفرصة العظيمة وأن يكثروا في عشر ذي الحجة من الأعمال الصالحة كقراءة القرآن والذكر بأنواعه: تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح والصدقة والصيام وكل الأعمال الصالحة. والعجب أن الناس غافلون عن هذه العشر, تجدهم في عشر رمضان يجتهدون في العمل لكن في عشر ذي الحجة لا تكاد تجد أحداً, فرق بينها وبين غيرها ولكن إذا قام الإنسان بالعمل الصالح في هذه الأيام العشرة إحياء لما أرشده إليه النبي من الأعمال الصالحة. فإنه على خير عظيم).

    (أعمال البر في عشر ذي الحجة)
    من أكمل وأعظم وجوه البر في عشر ذي الحجة أداء الواجبات واجتناب المحرمات والإحسان في معاملة الخالق والخلق.
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [466]: (إن ما فُعل في العشر من فرض فهو أفضل مما فُعل في عشر غيره من فرض, فقد تضاعف صلواته المكتوبة على صلوات عشر رمضان, وما فُعل فيه من نفل فهو أفضل مما فُعل في غيره من نفل) .

    (الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة)
    1- صيام تسع من ذي الحجة: لدخوله في الأعمال الصالحة. وعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي أن النبي كان يصوم تسع من ذي الحجة, ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر, أول اثنين وخميسين) أخرجه النسائي [2417/2372] وأبو داود [2437] وصححه الشيخ الألباني في صحيح النسائي [2417].
    قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عن صوم العشر من ذي الحجة بأنها: (مستحبة استحباباً شديداً) شرح مسلم [8/312].
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (الصيام إذا أُضيف إلى العشر فالمراد صيام ما يجوز صومه منه) لطائف المعارف [461].
    2- الذكر: قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج:27] قال ابن عباس رضي الله عنه: (الأيام المعلومات أيام العشر) ذكره البخاري تعليقاً [1/290]. 0
    3- التكبير: قال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة: يخرجان إلى السوق في أيام العشر, يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. ذكره البخاري تعليقاً [1/290] ووصله عبد بن حميد كما في الفتح [2/381] وصححه الألباني رحمه الله في الإرواء [3/124رقم651].
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه: (والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبو هريرة. وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي أُضيعت في هذه الأيام وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير – وللأسف – بخلاف ما كان عليه السلف الصالح).

    (فضائل يوم عرفة)
    1- أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة:3] عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرءون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله ، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله ، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة) أخرجه البخاري رقم [4407] ومسلم [3017].
    وعن ابن أبي عمار قال: قرأ ابن عباس: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} قال: وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه الآية علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً فقال ابن عباس: فإنه أنزلت في عيدين في يوم جمعة ويوم عرفة) أخرجه الترمذي برقم [3044] وصححه الشيخان الألباني في صحيح الترمذي برقم [3044] والوادعي في الجامع الصحيح [2/395].
    قال ابن كثير في تفسيره [3/1103]: (بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية أنها أُنزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة ..).
    2- أنه يوم عيد لأهل الإسلام من أهل الموقف والموسم كما في حديث عمر وابن عباس المتقدمة ويشهد له حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله : (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكلٍ وشرب). أخرجه أبو داود [2419] والترمذي [773] والنسائي [3004] وصححه الشيخان الألباني في صحيح أبي داود رقم [2419] والوادعي في الجامع الصحيح [2/379].
    3- أنه قد قيل: أنه الشفع الذي أقسم الله به في كتابه وأن الوتر يوم النحر قال الله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] ولا يقسم الله إلا بعظيم.
    4- أنه المشهود الذي أقسم الله به في كتابه: قال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج:3], وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة ..) أخرجه الترمذي [3339] وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي [3339].
    5- أنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيها عبيداً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟) أخرجه مسلم [1348] والنسائي [3003] وابن ماجه [3014].
    وزاد رزين في جامعه فيه: (أشهدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم) وصححه لغيره الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب برقم [1154].
    6- أنه يوم صومه مستحب لغير الحاج وصومه يكفر ذنوب سنتين: فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله عن صوم يوم عرفة؟ قال: (يكفر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم [1162] واللفظ له وأبو داود [2425] والنسائي في الكبرى [2813] وابن ماجه [1730]. والترمذي [749] ولفظه: (صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب برقم [1010].
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [487]: (ويشرع صيامه لأهل الأمصار عند جمهور العلماء وإن خالف فيه بعض السلف).

    (فضائل يوم النحر)
    1- أنه أعظم وأفضل يوم عند الله في العام: فعن عبدالله بن قرظ عن النبي قال: (أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى: يوم النحر ثم يوم القَرِّ) أخرجه أبو داود [1765] وصححه الشيخان: الألباني في صحيح أبي داود [1765] والوادعي في الصحيح المسند.
    2- أنه يوم الحج الأكبر: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (أن النبي وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال: أي يوم هذا؟ قالوا يوم النحر, قال: هذا يوم الحج الأكبر) أخرجه أبو داود [1945] وصححه الشيخان: الألباني في صحيح أبي داود [1945] والوادعي في الجامع الصحيح [2/369].
    وعن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: يوم النحر) أخرجه الترمذي [957/3088] وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي [957/3088].
    3- أنه يوم عيد لأهل الإسلام: لحديث عقبة بن عامر المتقدم.
    ولهذا يحرم على المرء المسلم صوم يوم النحر, فعن أبي عبيد قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فقال: هذان يومان نهى رسول الله عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم ) أخرجه البخاري [1990] ومسلم [1137],
    وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: نهى رسول الله عن صوم يوم الفطر والنحر ..) أخرجه البخاري [1991].
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [485]: (ولما كان عيد النحر أكبر العيدين وأفضلهما ويجتمع فيه شرف المكان والزمان لأهل الموسم كانت لهم فيه معه أعياد قبله وبعده, قبله يوم عرفة وبعده أيام التشريق. وكل هذه الأيام أعيادٌ لأهل الموسم كما في حديث عقبة بن عامر – فذكره -).
    4- أنه يوم ذبح:فعن جندب بن عبدالله البجلي قال: صلى رسول الله يوم النحر ثم خطب ثم ذبح وقال: من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها ومن لم يذبح فليذبح باسم الله). أخرجه البخاري [985] ومسلم [1960].
    وأخيراً مما يلحق بهذه العشر أيام التشريق وهي أيام منى.

    (فضل أيام التشريق)
    قال صاحب النهاية [2/464]: (وهي ثلاثة أيام تلي عيد النحر سميت بذلك من تشريق اللحم وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجف لأن لحوم الأضاحي كانت تُشرّق فيها بمنى, وقيل: سميت به لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس أي تطلع).
    1- أيام عيد لأهل الإسلام لحديث عقبة بن عامر المتقدم.
    2- أيام ذبح فعن جبير بن مطعم عن النبي أنه قال: (كل أيام التشريق ذبح) أخرجه أحمد [4/82] وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة [2476].
    3- أيام أكل وشرب فعن نبيشة الهذلي أن النبي قال: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى) أخرجه مسلم [1141].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (أيام منى أيام أكل وشرب) أخرجه ابن ماجه [1719] وصححه الشيخان: الألباني في صحيح ابن ماجه [1719] والوادعي في الجامع الصحيح [2/379].
    ولهذا يحرم على المرء المسلم صوم هذه الأيام فعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم قالا: (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي) أخرجه البخاري [1999].
    وعن أبي مرة مولى أم هانئ أنه دخل على عبدالله بن عمرو عن أبيه عمرو بن العاص فقرب إليهما طعاماً فقال: (كُلْ فقال: إني صائم فقال عمرو: كُلْ فهذه أيام التي كان رسول الله يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها. قال مالك: وهي أيام التشريق) أخرجه أبو داود [2418] وصححه الألباني في صحيح أبو داود [2418].
    4- أيام ذكر لله تعالى كما قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} [البقرة:203] قال ابن عباس: (والأيام المعدودات أيام التشريق) ذكره البخاري تعليقاً [1/290].
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [500]: (وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر وهي أيام التشريق وهذا قول ابن عمرو وأكثر العلماء).
    وقد استدل العلماء رحمهم الله تعالى على مشروعية التكبير في يوم النحر وأيام التشريق بهذه الآية فينبغي للمرء المسلم الإكثار منه في سائر الأوقات.
    صيغة التكبير: قال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى في قمع المعاند [365]: (التكبير في العيدين لم تثبت له كيفية عن النبي , وعن الصحابة اجتهادات ... فالمشروع هو مطلق التكبير).
    وأفضل هذه الأيام أولها يوم القَرِّ لأن أهل منى يستقرون فيه ولا يجوز فيه النفر لحديث عبدالله بن قرظ المتقدم.
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [504]: (فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر وبذلك تتم النعمة ..).

    أيهما أفضل:
    العشر من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
    جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية [25/287]: (وسئل عن عشر الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة. قال ابن القيم رحمه الله: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب. وجده شافياً كافياً فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة, وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية. وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر. فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة) ا.هـ
    قال ابن رجب في لطائف المعارف [469]: (والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء أن يقال إن مجموع هذه العشر أفضل من مجموع عشر رمضان وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها والله أعلم) ا.هـ
    هذا ما أحببنا به النصيحة والتذكير فما كان فيه من صواب فمن الله وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان واستغفر الله وأسال الله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل.


    تم بحمد الله في يوم الجمعة 16 ذي القعدة 1429هـ
    الموافق: 14نوفمبر 2008م
    جمعها: أبو نافع سالم الكلالي
    بدار الحديث بالشحر - حرسها الله من كل سوء ومكروه -


    ملف للتحميل

    http://www.fileden.com/files/2008/10.../10dehajha.pdf
 
من حجّ و لم يزرني فقد جفاني ..!

من حجّ و لم يزرني فقد جفاني ..!​


د. علي رضا​


من الأحاديث الموضوعة سندًا ، و الباطلة متنًا ؛ حديث يدور على ألسنة كثير من الناس ، و لفظة (من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني)!
و قد كفانا أئمة الحديث و جهابذة الكلام على سنده ومتنه بما لم يستطع أهل الأهواء و البدع أن يجابهوه إلا بالإصرار على اللهج به و تعمد ذكره في كتبهم و مقالاتهم و محاضراتهم مما يدل على تعمُّدهم و إصرارهم على الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرًا.
فقد قال الحافظ بن عبد الهادي في كتابه العظيم الذي لم يُؤلف مثله في بابه ، و هو كتاب (الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 87) : (و اعلم أن هذا الحديث المذكور منكر جدًا لا أصل له ؛ بل هو من المكذوبات و الموضوعات ..).
ثم ذكر رواية ابن الجوزي له في (الموضوعات)، و أن المتهم بوضعه هو محمد بن النعمان بن شبل كما قال الدارقطني ، و قد جزم أهل العلم ببطلان معناه ؛ لأن جفاء النبي صلى الله عليه و سلم كفر وردة عن الإسلام؛ فهذا الحديث يستلزم على الأقل الأحوال أن يكون ترك الزيارة كبيرة من أكبر الكبائر، و هذا يستلزم وجوب بل فريضة الزيارة كالحج، و هذا مما لا يقوله مسلم، لأن زيارته صلى الله عليه و سلم من القربات و المستحبات فكيف يكون تاركها مجافيًا للنبي عليه أفضل الصلوات و أتم التزكيات؟!
وقد صحَّ عن مالك رحمه الله تعالى أنّه قال للسائل الذي سأله عمن نذر أن يأتي القبر الشريف؟
فقال: إن كان أراد مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فليأته و ليصلِّ فيه، و إن كان أراد القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء: (لا تعمل المطيّ إلا إلى ثلاث مساجد) [انظر الصارم المنكي ص 93، و الموضوعات؛ لابن الجوزي2/217].
و قد سُئل شيخ الإسلام بن تيمية عن هذا الحديث فقال: كذب. (الفتاوى 18/341-342).
و قال : موضوع ، و معناه مخالف للإجماع؛ فإن جفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكبائر؛ بل هو كفر و نفاق ؛ بل يجب أن يكون أحب إلينا من أهلينا و أموالنا كما قال صلى الله عليه و سلم : (و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين).(الفتاوى 27/25).
فجزى الله سبحانه و تعالى شيخ الإسلام ابن تيمية و تلامذته و أتباعهم الذين ساروا على نهجهم مثل شيخ الإسلام الثاني محمد بن عبد الوهّاب خير ما جزى أولياءه الصالحين.
و صلى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله محمد، و على آله و صحبه و أجمعين.
مجموعة الرسائل الحديثية ج1 ص 440.
 
فضل أيام عشر ذي الحجة محمد بن صالح العثيمين

فضل أيام عشر ذي الحجة مطوية للنشر للعلامة


الشيخ العثيمين رحمه الله
--------------------------------------


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.. وبعد:

فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن هذه المواسم.



عشر ذي الحجة

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1 - قال تعالى: وَالفَجرِ (1) وَلَيَالٍ عَشرٍ [الفجر:2،1]. قال ابن كثير رحمه الله: ( المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري ).

2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر } قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }.

3 - وقال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:27] قال ابن عباس: ( أيام العشر ) [تفسير ابن كثير].

4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه أحمد].

5 - وكان سعيد بن جبير رحمه الله - وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه [رواه الدرامي].

6 - وقال ابن حجر في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ).



ما يستحب فعله في هذه الأيام

1 - الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2 - الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: ( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3 - التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله: ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.



صيغة التكبير:

أ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيراً.

ب ) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

جـ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.


4 - صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه أنه قال عن صوم يوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم]. لكن من كان في عرفة - أي حاجّاً - فإنه لا يستحب له الصيام؛ لأن النبي وقف بعرفة مفطراً.

5 - فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجمّ الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه قال: { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرِّ }. ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف، والصّواب القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.

وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجّاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.



بماذا تُستقبل مواسم الخير؟

1 - حريٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه.

2 - كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصّادق الجادّ على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهدِيَنَّهُمّ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].

فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

وفقني الله وإيّاك لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته.



بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها

الأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء، كما كان رسول الله وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له، والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته، وينوي بهم الأحياء والأموات، وأصل هذا تضحية النبي عنه وعن أهل بيته وفيهم من قد مات من قبل.

الثاني: أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها وأصل هذا قوله تعالى: فَمَن بَدَّلَهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيع عَلِيمٌ [البقرة:181].

الثالث: أن يُضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء، فهذه جائزة. وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه، ولكن لا نرى أن تخصيص الميت بالأضحية من السنّة؛ لأن النبي لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصه، فلم يضح عن عمه حمزة، وهو من أعزّ أقاربه عنده، ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته، وهنّ ثلاث بنات متزوجات وثلاثة أبناء صغار، ولا عن زوجته خديجة، وهي من أحب نسائه، ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته.

ونرى أيضاً من الخطأ ما يفعله بعض الناس، يضحون عن الميت أول سنة يموت أضحية يسمونها ( أضحية الحفرة )، ويعتقدون أنه لا يجوز أن يشرك معه في ثوابها أحد، أَو يضحّون عن أمواتهم تبرعاً أو بمقتضى وصاياهم، ولا يضحّون عن أنفسهم وأهليهم، ولو علموا أن الرجل إذا ضحى من ماله عن نفسه وأهله شمل أهله الأحياء والأموات لما عدلوا عنه إلى عملهم ذلك.



فيما يجتنبه من أراد الأضحية

إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أضفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره } [رواه أحمد ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمسَّ من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.

والحكمة في هذا النهي أنَّ المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.

وهذا الحكم خاص بمن يضحّي، أما المضحَّى عنه فلا يتعلق به؛ لأن النبي قال: { وأراد أحدكم أن يضحي... } ولم يقل: أو يضحّى عنه؛ ولأن النبي كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يُنقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك.

وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود، ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية كما يظن بعض العوام.

وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصّه، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصّه لمداواة جرح ونحوه.



أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك


أخي الحبيب: نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك: تقبل الله منا ومنك، ونرجو أن تقبل منا هذه الرسالة التي نسأل الله عز وجل أن تكون نافعة لك ولجميع المسلمين في كل مكان.

أخي المسلم: الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا ، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحبّ فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وقد أوجزناها لك في نقاط هي:

التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: وَاذكُرُواْ اللهَ فِي أَيَامٍ مَعدُودَاتٍ [البقرة:203]. وصفته أن تقول: ( الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [السلسلة الصحيحة:2476].

الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب: بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أَمام الرجال.

الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته [زاد المعاد:1/441].


الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسّر.

والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول .

الصلاة على المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة؛ لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِكَ وَانحَر [الكوثر:2] ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق، ويعتزل الحُيَّض المصلى.

مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي .

التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله .

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأَخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها:

التكبير الجماعي بصوت واحد، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.

اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللآتي لسن من المحارم، وغير ذلك من المنكرات.

أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضَحّى من أراد الأضحية لنهي النبي عن ذلك.

الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه لقول الله تعالى: وَلا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ [الأنعام:141].

وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام - أيام عشر ذي الحجة - عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



فضل أيام عشر ذي الحجة
محمد بن صالح العثيمين
دار الوطن
المصدر مطوية لدار الوطن ولمزيد فائدة موقع شيخنا العثيمين رحمه الله.
 
هل يجوز للرجل أن يضحي بأكثر من أضحية لأنه متزوج بزوجتين؟

يقول رجل متزوج زوجتين, جرت العادة عندهم ان يضحي بكبشين ..أو أضحيتين فما حكم هذا العمل؟ وهل يجوز للرجل ان يضحي بأكثر من أضحيتين؟ السائل يقول : هذا السؤال مهم جدا لأنه منتشر في البادية .

للاستماع للاجابة :

http://www.almorni.info/upload/downl...6od7iatane.mp3


لفضيلة الشيخ العلاّمة:
محمد أمان بن علي الجامي

(رحمة الله تعالى عليه)

عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية سابقاً
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ..
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ، ومن هذه المواسم
عشر ذي الحجة



فضـلها :

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها



















ما يستحب في هذه الأيام :


روى ثوبان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة » [رواه مسلم] - وهذا في كل وقت




وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه ، ومجلسه ، وممشاه تلك الأيام جميعا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..

وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان ، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..




يتأكد صوم يوم عرفة ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة : « أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده » [رواه مسلم]
لكن من كان في عرفة حاجاً -فإنه لا يستحب له الصوم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً .
1- قال تعالى { والفجر * وليالٍ عشر } قال ابن كثير رحمه الله : "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم " . 2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما العمل في أيام أفضل في هذه العشرة ، قالوا : ولا الجهاد ، قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ » [رواه البخاري] 3- قال تعالى : { ويذكروا اسم الله في أيام ٍ معلومات } قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر" 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مامن أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. 5- كان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه ، [الدارمي] 6- قال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره 1- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض ، والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات . 2- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة ، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم] - وقال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً 3- التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق : « فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد » وقال الإمام البخاري - رحمه الله : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، وقال أيضا : وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً . 4- صيام يوم عرفة :​
 
السؤال:
كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لا يُفْطِرُ حتى يأكلَ من أضحيتِه، فهل الأكلُ عامٌّ من أيِّ جزءٍ من الأُضحية أو -كما يقول العامَّة- مِن الكَبِدِ، وما حكمُ تخصيصِ الأكلِ مِنَ الكبد؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالثابتُ من حديث بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لاَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ»(١- أخرجه الترمذي في «أبواب العيدين» (542)، وابن حبان (2812)، وابن خزيمة (1426)، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه. قال ابن الملقن في «البدر المنير» (5/70): «حسن صحيح»، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1440))، وفي رواية: «وَكَانَ لاَ يَأْكُلُ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يَرْجِعَ»(٢- أخرجه ابن ماجه في «الصيام» (1756)، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه. وصحّحه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (1756)).
والحكمةُ من فِعْلِهِ صلَّى الله عليه وآله وسلم موافَقَتُهُ للفقراء -كما ذهب إليه أهلُ العلم-؛ لأنّ الظاهرَ أَنْ لا شيءَ لهم إلاّ ما أطعَمَهُمُ النَّاسُ من لحومِ الأضاحِي، وهو متأخِّرٌ عن الصَّلاة، بخلاف صدقةِ الفِطْرِ، فإنها متقدّمةٌ عن الصلاةِ، وقد ذُكِرَتْ حِكمةٌ أخرى وهي: لِيَكُونَ أَوَّلَ ما يَطْعَمُ من أضحيته امتثالاً لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ﴾ [الحج: 28]، سواءً قيل بوجوبه أو بِسُنِّـيَّنِهِ.
هذا، وقد وردت سُنَّتُهُ في مُطلقِ الأكلِ من غير تحديدِ عُضْوٍ أو تخصيصِ مَوْضِعٍ، وإنما جاء اختيار الكَبِدِ في لسانِ بعضِهم لا -من جهة التعبُّدِ لافتقاره إلى دليل يعضده- وإنما الجاري عادةً كونُ الكبدِ أخفَّ الأعضاء انتزاعًا وأسرَع نُضْجًا وأسهلَ هضمًا.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


الجزائر في: 26 من ذي القعدة 1427ﻫ
الموافق ﻟ: 17 ديسمبر 2006م


١- أخرجه الترمذي في «أبواب العيدين» (542)، وابن حبان (2812)، وابن خزيمة (1426)، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه. قال ابن الملقن في «البدر المنير» (5/70): «حسن صحيح»، وصحّحه الألباني في «مشكاة المصابيح» (1440).

٢- أخرجه ابن ماجه في «الصيام» (1756)، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه. وصحّحه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (1756).



الشيخ الفاضل محمد علي فركوس حفظه الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top