دين بلا عقيدة
سوريا بين حربها على الإخوان ودعمها لحماس
تذّكر أيام دراسته الثانوية وهو طالب في مدرسة جول جمال بمدينة طرطوس السورية ، يوم كان في الطابور الصباحي 'المقدس' وقبل الدخول الى الفصول للدراسة ، ينبعث صوت المرشد التربوي بصوت عال وهو يقول ليردد خلفه الطلاب قوله :' والقضاء على حركة الإخوان المسلمين العميلة '.
يقول أسامة استاذ التاريخ اليوم في قطاع غزة والذي عاش في سوريا عشرين عاما وأكثر ،:' استغرب من موقف السوريين الذين ربونا على كراهية حركة الإخوان المسلمين ، والذين ارتكبت أجهزتهم الأمنية ابشع الجرائم بحق المسلمين السنة في حماه وحلب خاصة وعموم سوريا ، وصحراء تدمر أخرجت مئات القصص من المعاناة والقسوة في التعذيب لمجرد الاشتباه بالانتماء الى حركة الإخوان المسلمين ، ولم يشفع شفيع مهما كان ثقله لمن يضبط بحوزته منشورا 'للإخوان' او يوجد في بيته صورة لزعيم من زعمائهم '.
ويضيف الاستاذ اسامة :' كان قادة حزب البعث يعتبرون في اجتماعاتهم الحزبية حركة الإخوان أشد عداوة من اسرائيل و 'الإمبرالية الإمريكية' ، وما فعلوه في حماه من مجازر واقتحامهم لبيوت الله بالدبابات وقصفهم لها بالطائرات لشاهد حي على عمق كراهية سوريا للإخوان ، وكثير من السوريين المنفيين عن بلدهم بسبب انتماءهم للإخوان ، يشهدون على بشاعة الجرائم السورية بحق سنة سوريا'.
وتسأل :'ماالذي غير الموقف السوري اليوم من الإخوان وفتح لإحد اجنحتها وهي حركة حماس مكاتب في سوريا وكأنها تعبر عن مواقف البعث السوري وتشكر له جرائمه ضد المسلمين في ثمانينات القرن الماضي ، من أجل دعمها 'اللا محدود' ووقوفها معها بانقلابها في قطاع غزة على السلطة الوطنية ورئيسها ، وتكريس الإنقسام الفلسطيني بشكله القبيح والموجود حالة قاسية وسيف بتار على رقاب الفلسطينيين اليوم ، فهل سوريا التي حاولت مرات عديدة اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد اتهامه بدعمه لحركة الإخوان في سوريا ، حصلت من جناح الإخوان 'حماس' على شهادة براءة من دم المسلمين الذين قضوا على أيدي أجهزتها الأمنية ؟ و الذاكرة الحية لا تنسى مواقف عبد الحليم خدام نائب الرئيس الراحل حافظ الاسد والفار من النظام السوري اليوم ، ووزير الدفاع أنذاك مصطفى طلاس من ياسر عرفات.
ويواصل الضابط أشرف والمولود في مدينة دمشق السورية أذكر تماما في عام 1980 كيف قطّعت أجهزة الأمن السورية الطرقات الرئيسة ونصبت الحواجز الدائمة والمتنقلة ، واقرت تسجيل اسماء المسافرين بين المدن السورية بكشوفات يومية ، لمحاصرة تنقلات الإخوان المسلمين وإلقاء القبض عليهم ، وحتى اللحية كانت تهمة في سوريا ، ولم ترتح يوما المناطق المؤهولة بالسنة في سوريا ، من توغلات واقتحامات ومضايقات بلا حدود، فكيف اليوم اصبح وزير خارجية سوريا وليد المعلم ناطقا رسميا باسم حركة حماس في اجتماع وزراء الخارجية العرب ، ويعتبر حركة حماس حركة 'ديمقراطية' فلماذا يصرون على عدم عودة ابناء حركة الإخوان 'الديمقراطية' الى ديارهم واهلهم بعد طول غياب حصد الموت كبارهم وهم في المنافي؟
حماس التي يدافع عنها المعلم ويريدها حاضرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب مرحب بها في سوريا لسبب وحيد وهو انها اعطت سوريا ما رفضت القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير اعطاءهم اياه وهو الورقة الفلسطينية والتحدث نيابة عنهم فالرئيس الشهيد قالها للأسد الكبير يوما :'أن الرقم الصعب هو القضية الفلسطينية ونحن من نمثل شعبنا ' فهل مشعل حماس أراد أن يدمر منظمة التحرير بداية بالتشكيك في تمثيلها للشعب الفلسطيني ونهاية بعدم الاعتراف بها ، ويحل حركته محلها ويسلمها بعد ذلك للأسد الصغير؟ كل شيء جائز وربما ايران تضغط على شيعة سوريا الحاكمة باستقطاب حماس ودعمها لجعلها الرصاصة الأخيرة بيد ايران والمصوبة باتجاه الاعداء اينما كانوا ومن كانوا ؟ هذا ما قاله مدير احد مراكز الدراسات والبحوث في قطاع غزة.
ومها يكن الموقف السوري من حماس فهو غير ثابت تحكمه مصالح القيادة السورية وتوجهاتهم المرحلية ، وسرعان ما تتجه بوصلة المصالح السورية الى النقيض تماما ، كما حدث مع عبدالله اوجلان الذي أوته سورية لسنين طويلة كورقة ضغط على تركيا وعشية صلحها مع تركيا وفتح سدود نهر الفرات لتوليد الكهرباء في سوريا ضحت بمن أوت وسلمت أوجلان غير أسفة الى اعدائه ، وقد تتجه يوما اليد السورية لتطعن قلب حماس اذا ما كان الثمن المدفوع لها مغري ، ولا أحد يعلم يا وليد المعلم ويبقى الخاسر الوحيد شعبنا الفلسطيني الذي ينقسم على نفسه ويصدق ذا وذاك ويقتل من أجلهم وهو عندهم صفقة عابرة ، ولكن قبور ضحايا الانقلاب في قطاع غزة لن تمحى من ذاكرة الوطن ..
يقول أسامة استاذ التاريخ اليوم في قطاع غزة والذي عاش في سوريا عشرين عاما وأكثر ،:' استغرب من موقف السوريين الذين ربونا على كراهية حركة الإخوان المسلمين ، والذين ارتكبت أجهزتهم الأمنية ابشع الجرائم بحق المسلمين السنة في حماه وحلب خاصة وعموم سوريا ، وصحراء تدمر أخرجت مئات القصص من المعاناة والقسوة في التعذيب لمجرد الاشتباه بالانتماء الى حركة الإخوان المسلمين ، ولم يشفع شفيع مهما كان ثقله لمن يضبط بحوزته منشورا 'للإخوان' او يوجد في بيته صورة لزعيم من زعمائهم '.
ويضيف الاستاذ اسامة :' كان قادة حزب البعث يعتبرون في اجتماعاتهم الحزبية حركة الإخوان أشد عداوة من اسرائيل و 'الإمبرالية الإمريكية' ، وما فعلوه في حماه من مجازر واقتحامهم لبيوت الله بالدبابات وقصفهم لها بالطائرات لشاهد حي على عمق كراهية سوريا للإخوان ، وكثير من السوريين المنفيين عن بلدهم بسبب انتماءهم للإخوان ، يشهدون على بشاعة الجرائم السورية بحق سنة سوريا'.
وتسأل :'ماالذي غير الموقف السوري اليوم من الإخوان وفتح لإحد اجنحتها وهي حركة حماس مكاتب في سوريا وكأنها تعبر عن مواقف البعث السوري وتشكر له جرائمه ضد المسلمين في ثمانينات القرن الماضي ، من أجل دعمها 'اللا محدود' ووقوفها معها بانقلابها في قطاع غزة على السلطة الوطنية ورئيسها ، وتكريس الإنقسام الفلسطيني بشكله القبيح والموجود حالة قاسية وسيف بتار على رقاب الفلسطينيين اليوم ، فهل سوريا التي حاولت مرات عديدة اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد اتهامه بدعمه لحركة الإخوان في سوريا ، حصلت من جناح الإخوان 'حماس' على شهادة براءة من دم المسلمين الذين قضوا على أيدي أجهزتها الأمنية ؟ و الذاكرة الحية لا تنسى مواقف عبد الحليم خدام نائب الرئيس الراحل حافظ الاسد والفار من النظام السوري اليوم ، ووزير الدفاع أنذاك مصطفى طلاس من ياسر عرفات.
ويواصل الضابط أشرف والمولود في مدينة دمشق السورية أذكر تماما في عام 1980 كيف قطّعت أجهزة الأمن السورية الطرقات الرئيسة ونصبت الحواجز الدائمة والمتنقلة ، واقرت تسجيل اسماء المسافرين بين المدن السورية بكشوفات يومية ، لمحاصرة تنقلات الإخوان المسلمين وإلقاء القبض عليهم ، وحتى اللحية كانت تهمة في سوريا ، ولم ترتح يوما المناطق المؤهولة بالسنة في سوريا ، من توغلات واقتحامات ومضايقات بلا حدود، فكيف اليوم اصبح وزير خارجية سوريا وليد المعلم ناطقا رسميا باسم حركة حماس في اجتماع وزراء الخارجية العرب ، ويعتبر حركة حماس حركة 'ديمقراطية' فلماذا يصرون على عدم عودة ابناء حركة الإخوان 'الديمقراطية' الى ديارهم واهلهم بعد طول غياب حصد الموت كبارهم وهم في المنافي؟
حماس التي يدافع عنها المعلم ويريدها حاضرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب مرحب بها في سوريا لسبب وحيد وهو انها اعطت سوريا ما رفضت القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير اعطاءهم اياه وهو الورقة الفلسطينية والتحدث نيابة عنهم فالرئيس الشهيد قالها للأسد الكبير يوما :'أن الرقم الصعب هو القضية الفلسطينية ونحن من نمثل شعبنا ' فهل مشعل حماس أراد أن يدمر منظمة التحرير بداية بالتشكيك في تمثيلها للشعب الفلسطيني ونهاية بعدم الاعتراف بها ، ويحل حركته محلها ويسلمها بعد ذلك للأسد الصغير؟ كل شيء جائز وربما ايران تضغط على شيعة سوريا الحاكمة باستقطاب حماس ودعمها لجعلها الرصاصة الأخيرة بيد ايران والمصوبة باتجاه الاعداء اينما كانوا ومن كانوا ؟ هذا ما قاله مدير احد مراكز الدراسات والبحوث في قطاع غزة.
ومها يكن الموقف السوري من حماس فهو غير ثابت تحكمه مصالح القيادة السورية وتوجهاتهم المرحلية ، وسرعان ما تتجه بوصلة المصالح السورية الى النقيض تماما ، كما حدث مع عبدالله اوجلان الذي أوته سورية لسنين طويلة كورقة ضغط على تركيا وعشية صلحها مع تركيا وفتح سدود نهر الفرات لتوليد الكهرباء في سوريا ضحت بمن أوت وسلمت أوجلان غير أسفة الى اعدائه ، وقد تتجه يوما اليد السورية لتطعن قلب حماس اذا ما كان الثمن المدفوع لها مغري ، ولا أحد يعلم يا وليد المعلم ويبقى الخاسر الوحيد شعبنا الفلسطيني الذي ينقسم على نفسه ويصدق ذا وذاك ويقتل من أجلهم وهو عندهم صفقة عابرة ، ولكن قبور ضحايا الانقلاب في قطاع غزة لن تمحى من ذاكرة الوطن ..