''واش راحلنا في القمح إذا غلا''

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
مليون يورو، مبلغ ضخم يعادل حوالي 1100 مليار سنتيم. تصوروا معي ماذا يمكن فعله بهذا المبلغ في بلادنا.
نستطيع توظيف 100 ألف شاب لسنة كاملة براتب 12 ألف دينار، وكل شاب يستطيع إعالة أسرة كاملة. وإذا استعنا بمكتب للدراسات عن كيفية توظيف هذا المبلغ، يمكننا فتح مائة مصنع أو مزرعة، وكل مشروع يستطيع توظيف المئات أو الآلاف وغيرها من سبل صرف وترشيد المال العام.
في ظل الأزمة الاقتصادية المالية الحالية التي تعصف بأركان الدول وتزعزع أنظمتها، قررت مثلا الحكومة الروسية ضرورة التقليص من الورق تقشفا وتخفيضا للتكاليف. أما في بريطانيا، فقد استقال خمسة وزراء سيادة لأسباب تافهة عندنا، وهي تبذير بضعة جنيهات في مصاريف لا فائدة منها، وغيرها من الحوادث.
يقول المثل الشعبي الجزائري (واش راحلي في القمح إذا غلا. راجل أمي أكيل وأنا بالمغرفة نميل)، ومعناه (ما دخلي في القمح إذا غلى ثمنه، فزوج أمي يحصد وأنا بالملعقة أميل). كان هذا كلام الربيب عندما سئل لماذا يبذر في القمح وهو قليل وثمنه غال.
وهذا حالنا اليوم. ففي ظل هذه الأزمة وما يعانيه الشعب من فقر وويلات نوفر، وبكل بساطة 1100 مليار سنتيم مصاريف للشطيح والرديح، وندعو حوالي عشرون ألفا من إخواننا الأفارقة ونطعمهم ما لم يأكله المواطن العادي. أليس قوت المؤمن ما وجد؟ وننزلهم في أفخم الفنادق، فنادق خمسة نجوم، لا يحلم بها حتى المسؤول عندنا، فما بالكم بالشعب المعدم والفقير؟ وهذا كله في إطار المهرجان الثقافي الافريقي الثاني الذي ينظم بالجزائر بين 5 و20 جويلية.
شكرا يا وزارة ما سمي بالثقافة، فنحن ربائب الجزائر، فما دخلكم فينا؟ طبعا، لن ننسى ما حدث في المهرجان العالمي للشباب الذي نظم في الجزائر، وكيف استبيحت أعراض الفتياة وامتلأت المزابل ببقايا الموز، وكيف أصبح التفاح مثل كرة القدم بين أرجل الأجانب، وكيف بقيت زجاجات الخمر تملأ شوارعنا وإقاماتنا. طبعا، لن ننسى ذلك. ولكن هذه المرة، دعونا فقط نبكي على أموالنا ودماء شهدائنا.
بكلامنا هذا، سنتهم بأننا لا نحب إفريقيا وإخواننا الافارقة. ترى، من يحب إفريقيا أكثر من الزعيم الليبي معمر القذافي الذي أدار ظهره للعرب بعد أن خذلوه؟ ولكنه لم يترك شعبه
للجوع ويطعم الأفارقة الموز والأناناس، ولم يترك شعبه يبيت في الخلاء ويستظيف الأفارقة في فنادق خمسة نجوم. لم يوفر للأفارقة طائرات خاصة للنقل ويترك أبناء شعبه يفرون في
قوارب الموت. أو ربما نحن المخطئون، فلعل وزاراتنا والمسؤولين عنها من الذين يؤثرون على أنفسهم وهم بهم خصاصة.
حسبنا الله ونعم الوكيل
 
بارك الله فيك

واله ما عندي ما نقول ""دزاير هي بقرة اليتامى""
حاميها حراميها الشدة في ربي سبحانه و تعالى خويا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top