كثير من الجهل.. كثير من الفقر ! -رأي المواطن الذي لا يسمعه المسؤولون-

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
كثير من الجهل.. كثير من الفقر !
.. بعيون باكية.. دامعة.. ونفوس حزينة وكئيبة.. وقلوب غاضبة وساخطة على هذا النظام الريعي المرتشي والفاسد الذي انتهت مدة صلاحيته منذ عقود.. وعلى سياساته و''بريكولاجاته''.. وعلى رجاله ورموزه وموظفيه وخدمه وعبيده كل في مكانه.. وكل في منصبه.
إذا.. بعيون باكية.. دامعة.. ونفوس حزينة.. كئيبة ومحطمة.. وقلوب غاضبة وساخطة على الوضع الذي انحدرت وتقهقرت إليه الجامعة الجزائرية في عهد المدعو حراوبية الوزير الذي أمر بتحويل مقر المفتشية العامة بالطابق الأرضي إلى مطبخ كبير ليتمتع بـ''المراقي الحمراء'' و''الكسرة رخسيس'' التي كانت تعجنها وتبسسها (ز) ويأكلها معاليه هنيئا مريئا! وأطباق الحلويات المعسلة وحبات الموز الطويلة والتفاح الكبيرة والكاملة الاستدارة!.. وفي ظل وتحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية.
إن نتائج التي توصل إليها المشرفون على موقع الدولي.. Ranking Of World Universities والمتخصص في الشأن الجامعي العالمي، مخيبة فعلا.. فضيحة جديدة تضاف إلى آلاف.. إلى ملايين.. الفضائح التي ينتجها هذا النظام المتعفن ورجاله ورموزه وموظفيه وخدمه وعبيده كل في مكانه.. وكل في منصبه.. إنها نتائج مخيفة ومرعبة.. مخيفة، لأنها تكشف لنا اليوم إلى أي مستوى انحدرت وتقهقرت الجامعة الجزائرية.. ومرعبة، لأنها تشرع الأبواب غدا على أسوإ الاحتمالات والسيناريوهات .
فمن ضمن 6000 جامعة في العالم، صنفت حسب نشاط الجامعة ودرجة مساهمتها في وضع البحوث العلمية ونشرها على الأنترنت، احتلت جامعة محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا بوهران المرتبة 9004(يعني خارج التصنيف) دوليا والمرتبة 98 إفريقيا! أما المدرسة العليا للإعلام الآلي، فقد احتلت المرتبة 8960 (يعني خارج التصنيف) دوليا والمرتبة 96 إفريقيا!.. جامعة بومرداس احتلت المرتبة 8727(يعني خارج التصنيف أيضا) والمرتبة 91 إفريقيا!.. جامعة بجاية احتلت المرتبة 8376 (خارج التصنيف أيضا) دوليا والمرتبة 100 عربيا والمرتبة 86 إفريقيا؟.. جامعة الجزائر احتلت المرتبة 7849 (خارج التصنيف هي الأخرى) دوليا والمرتبة 93 عربيا والمرتبة 76 إفريقيا!.. جامعة مستغانم احتلت المرتبة 7205 (خارج التصنيف) دوليا والمرتبة 76عربيا والمرتبة 70 إفريقيا!.. جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا احتلت المرتبة 7008(خارج التصنيف هي أيضا) دوليا والمرتبة 72 عربيا والمرتبة 65 إفريقيا!.. جامعة قسنطينة احتلت المرتبة 6766 (خارج التصنيف طبعا) دوليا والمرتبة 67 عربيا والمرتبة 62 إفريقيا!.. جامعة باتنة احتلت المرتبة 5548 (ضمن التصنيف) دوليا والمرتبة 50 عربيا والمرتبة 47 إفريقيا!.. أما جامعة جيلالي اليابس ببلعباس، فقد احتلت المرتبة 4116 (ضمن التصنيف) دوليا والمرتبة 29 عربيا والمرتبة 22 إفريقيا!.
طبعا، المراتب الأولى للستة آلاف جامعة التي صنفها ورتبها الموقع، فقد استحوذت عليها الجامعات الأمريكية والبريطانية والكندية واليابانية والتايوانية وحتى البرازيلية والمكسيكية، كما تمكنت جامعة الملك سعود افتكاك المرتبة 197!.. وللتنبيه فقط، أشير إلى كل الدول العربية بما فيها اليمن قد احتلت مراتب أفضل و''أشرف'' منا.
كل هذا الجهل وكل هذا التخلف وكل هذه الخيبة ولا تريدوننا أن نخاف على مستقبل البلد.. كل هذا ''العيب'' والخزي العلمي وتريدوننا أن نستقبل المستقبل وكل ما هو آت بابتسامات وأذرع مفتوحة؟.. كل هذا العار وكل هذه الفضائح والفظائع، على المستوى العالمي والدولي والإفريقي والعربي، وتريدوننا أن لا نلعنكم طول الوقت.. وكل الوقت؟.
********
في زمن النعيم البوتفليقي وشركاه، في نهاية الأسبوع الماضي، دلف أحدهم إلى مكتب صديقنا طاهر حليسي، مراسل ''الشروق'' اليومي بباتنة، ولم يكن هذا الأحدهم إلا شابا من شباب هذا البلد الذي ضيعوه ودمروه بالأكاذيب والوعود الفارغة.. كان في الثالثة والعشرين من العمر.. وكان اسمه ''نصر الدين. ع''.. وقد جاء إلى صديقنا طاهر ليقول له ''أنا أريد أن أبيع كليتي.. ما معنى أن أعيش محروما وذليلا بكليتين.. أريد أن أبيع كلية واحدة لأعيش كريما بكلية واحدة!!.. ويضيف نصرالدين ''أنا لا أفكر في السرقة أو الحرڤة، أريد فقط أن أعيش مثل الناس.. عندما أتجول في شوارع وأسواق باتنة وأرى الناس يتسوقون ويشترون الأدوات وألبسة العيد، أشعر بالحزن والإحباط والغيرة، أريد أن أكون مثلهم، لذلك أريد أن أبيع كليتي وأمول من جسدي مشروعا أختاره بنفسي ومن نفسي.. المهم أن لا أبقى أتفرج على البؤس الذي يزحف علينا ليلتهمنا ونحن أحياء''!.. أما سعر كلية نصر الدين فهو ما بين 250 و300 مليون سنتيم، لأنه ''لا يعرف ولا يدري كم سعرها الحقيقي في السوق''!
والله هذا الشاب قمة في التربية والشرف والإحساس بالمسؤولية.. إنه لا يريد أن يسرق ولا يريد أن ''يحرڤ''، كل ما يريده هو أن يصرف على أهله ويتم نصف دينه ممولا ''نفسه من نفسه''.
عندما يصادف الواحد منا قصة مثل هذه، يصاب بالدوار، ويتساءل ما الذي يحدث في هذا البلد.. بلد المليون ونصف مليون شهيد.. بلد ''العزة والكرامة'' و''ارفع راسك يابا'' و''عنقر طربوشك'' .. و''ما أدراك ما الجزائر''؟.. فعندما ننظر إلى الوضع القائم، نجد أن ''المرفهين'' وأصحاب ''الشكارة'' والمرتاحين ماليا هم الذين يقومون بنهب أموال البلد، بينما نجد الفقراء يلجأون إلى الاستدانة والحرڤة وبيع كلاهم بدل اللجوء إلى السرقة؟.
منذ أشهر قليلة، كنت أستمع إلى برنامج فتاوى في إذاعة القرآن الكريم، وإذا بإحدى المستمعات تسأل الشيخ أبو عبد الله هذا السؤال الغريب ''يا شيخ، أختي تعمل ممرضة.. وفي بعض الأحيان وأثناء مداومتها الليلية، تقوم بشحن هاتفها النقال في المستشفى.. فما حكم ذلك من وجهة الشرع؟''.. واتصل مستمع آخر وسأل الشيخ نفس السؤال تقريبا ''أنا شاب في صفوف الجيش، وأقوم بتعبئة هاتفي النقال في مكتبي بالثكنة لأتصل بأهلي وخطيبتي.. فهل يجوز لي ذلك؟''.. أقسم لكم لو أنني لم أسمع هذا الكلام بأذني لكان من الصعب علي أن أصدق بأن هناك جزائريين بمثل هذه الطهارة، وهذا الحس الأخلاقي، وهذا الوعي الحضاري، وما يثبت المقولة التي تقول ''الفقراء في هذا البلد.. هم فقط الناس الشرفاء''.. تماما مثل الشاب نصر الدين الذي يريد أن يبيع كليته بدل أن يحرڤ أو يسرق، وإن لم يكن هو الأول ولن يكون الأخير طبعا، الذي يعرض كليته للبيع، فقد سبق أن اتصل مواطن بنفس الجريدة من بوسعادة ولاية المسيلة من أجل مساعدته ''على إيجاد مشتر لكليته ليسدد بثمنها ديونه المقدرة بثمانية عشر مليون سنتيم تراكمت عليم منذ سنة، حيث فقد عمله كبائع للخضار''!
وهناك شاعر وصديق كان قد أقام ندوة صحفية أعلن خلالها استعداده لبيع كليته! ولم تأت النجدة لا من وزارة الثقافة ولا وزارة الاتصال! بل جاءت المساعدة من دولة العراق، التي هي أصلا في حاجة إلى مساعدة!
وفي زمن النعيم البوتفليقي وشركاه، من الأفضل للفقراء أن يبيعوا كلاهم أفضل من أن تنتزع منهم عنوة، فقد سبق لمصالح الأمن بدائرة حاسي مسعود أن باشرت من قبل تحقيقا بشأن قضية ''اختطاف شاب ومحاولة نزع كليته عنوة.. حيث تم اختطافه وتحويله مغمض العينين إلى أحد البيوت المجهزة بمعدات طبية أين تم إخضاعه لفحوصات طبية متتالية بغرض استئصال كليته، غير أن النتائج كانت سلبية وقد أطلق سراحه بأمر من الشخص الذي قام بفحصه''!.. بل وأخطر من ذلك.. فقد تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان في شهر ماي من السنة الماضية من تفكيك ''شبكة دولية مكونة من جزائريين ومغاربة وأفارقة مختصة في اختطاف الأطفال بالجزائر وتهريبهم عبر الحدود الغربية إلى عيادات خاصة بمدينة وجدة وضواحيها لاستئصال أعضائهم، خاصة الكلى وقرنية العين، ويباع الطفل الجزائري المخطوف البالغ من العمر سنتين مثلا بحوالي أربعين مليون سنتيم''! حتى المجانين لم ينجوا من عملية الخطف، فالكثير من مجانين تبسة تم خطفهم وتهريبهم إلى تونس بغرض استئصال كلاهم وقرنيات عيونهم!
كل هذه الفواجع والمواجع أصبحت ممكنة، وستصبح أمورا عادية وروتينية منذ أن أصبح سعر الكلب في هذا البلد أغلى من سعر الفرد الجزائري، وهذا الحكم ليس مجرد كلام إنشاء، بل كلام من الواقع وصورة بشعة لما آلت إليه الأمور في الجزائر.
********
في الثامن والعشرين من شهر فيفري 2007، اتصلت إحدى السيدات هاتفيا بيومية ''الشروق''، وأخبرتهم بأن كلب ابنها المدلل قد اختطف، وبأنها قد تلقت اتصالات هاتفية من الخاطفين يطالبون بفدية قدرها سبعة ملايين سنتيم (خفض المبلغ إلى خمسة ملايين) وإلا قتلوا الكلب المدلل!.. أربعة وعشرون ساعة على نشر هذا الخبر، نشرت يومية المعلومات التالية عن حادثة اختطاف ''تمكنت مصالح الأمن بخنشلة في ساعة متأخرة من استرجاع المولود المباع بعد أربعين يوما من التحري، وبعد الاستماع للقابلات والممرضات وعمال مصلحة التوليد، تبين أن المولود المسروق قد أخرج من ''عيادة ربيع'' من طرف شخصين وبيع بمبلغ مليون سنتيم (ليس أكثر!) لإحدى النساء المصابات بالعقم''!
 
السلام عليكم
اتريد نصيحة جيدة ادهب الى العمل او الدراسة عوضة تضييع وقتك في اشياء لا تفقه فيها شيئ.....
 
يا اخى الفاضل متى كانت عندنا جامعات منتجة وذات شان علمى وحضارى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top