فريق الأمل القادم { انشاء قصة اللمة الجزائرية }

السلطانة

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
19 سبتمبر 2009
المشاركات
51,473
نقاط التفاعل
84,385
النقاط
821
محل الإقامة
الشرق-الوسط
الجنس
أنثى
آخر تعديل بواسطة المشرف:
الأرمـلـة
658472736.jpg



ما أعجب تصاريف الدهر ,وتقلبات الأيام , هي قصة امراة سقاها الحزن من كأسه المر حتى الثمالة . قصة إمراة تزوجت في مقتبل العمر ، وانجبت وترملت و هي لازالت في ريعان الشباب، عانت الكثير من قساوة الايام ، وهاهي تواصل معركة الحياة من أجل اولادها اليتامى .


بدأت حياتها العادية كباقي الفتيات في مجتمعنا ، لما اتمت دراستها بالثانوية لم يسعفها الحظ أن تنجح في البكالوريا و كان عرف المجتمع الذي تعيش فيه يناصب العداء للمرأة التي تواصل دراستها بالجامعة....لأن الجامعة محرمة في نظر بعض الاولياء على بعض البنات.
و تزوجت خديجة من أحد أقاربها زواجا تقليديا و كان يحز في نفسها أن تكون زيجتها بهذه الطريقة ...و مات حلم الجامعة في أعماق ذاتها ، و تغيرت حياتها كليا حينما رحلت إلى بيت زوجها.
451439131.jpg



كل شئ جديد ومبهم على خديجة احضرها زوجها الى بيت اهله المتكون من سبعة أفراد والديه الكريمين و اخوته البنات الخمسة الصغرى بلغت سن الساسة عشرة من العمر.

فسعيد هو الابن الوحيد والبكر للعم سليمان والخالة سعدية،وهو ملزم بالبقاء في البيت العائلي لأنه لا يستطيع شراء بيت آخر من جهة لقلة ماله ومن جهة أخرى هو لا يطيق الابتعاد عن والديه.

خديجة اليوم تقف أمام رجل لا تعرف طباعه . ورغم كل الغربة التي احستها معه ومع أسرته غير أنها كانت مثل كل امراة جزائرية حرة صممت في قرارة نفسها أن تكرس كل عطائها لبيتها الجديد ، و تفانت في طاعة زوجها و خدمة أبويه ، ورضيت بما قدره الله لها ، و تفانت بكل جهد في سبيل إسعاد زوجها .

ومرت الايام و بدأت تشعر خديجة بغربة ما بعدها غربة حيث لاقت جفاء منقطع النظير من حماتها و تجاهل من حماها و قساوة في المعاملة من اخوات زوجها و كانت تقوم باكرا لتخدمهم وتخدم زوجها . وكتمت في قلبها الكبير و كانت تلقى كل هذا بالبسمة الجميلة التي يشع منها كل الحب والرضى.


في بعض الاحايين تناجي نفسها و تقول: لعلهن لم يألفنني بعد و تعطف على هذه الحماة الجافية و تبرر تصرفاتها وتلتمس لها الاعذار ، حيث تعلم أنها تراها أخذت منها وحيدها البكر ... فتحنو عليها و لا تشكو منها شيئا.


و رغم شظف العيش و قساوة المعاملة من اهل الزوج و تجاهل الزوج إياها لان تفكيره كان تقليديا و متاثرا كثير بعقلية و الده ومتطبع بطباعه ... لا ترى خديجة زوجها إلا حينما يحل الظلام و يأوي إلى فراشه و كانت تتزين له رغم أنه لا يتجمل لها و لاينبس بكلمة واحدة ترضي غرورها الانثوي و تشبع عواطفها كامرأة في مقتبل العمر. والويل لها إذا بكت الصبية و أزعجت منامه ، تخرج المسكينة إلى حوش البيت مع وليدتها حتى تأخذها سنة من النوم، فترجع في هدوء تام تمشي على أطراف أصابعها كرفيف أجنحة الملائكة حتى لا توقظ زوجها.
821


و مرت الايام و توالت الاحداث على خديجة عاصفة و رحل الزوج بعد معاناته من مرض عضال و ترك خديجة مع اربعة ولدان وبنتان الصغرى عمرها عام ... تركها وحيدة مع فلذات كبدها تصارع المجتمع الذي لايرحم ، و تحمل في قلبها جراحا ما بعدها جراح ...
و هاهي حماتها بعد شهرين تلحق بابنها الوحيد مصطفى و يحفر الحزن في قلب خديجة من جديد ، وتلقى بعدها معاملة أقسى من حماها وبناته و يصفونها بأبشع الصفات وكان حماها لا ينظر اليها و يتفاداها و اذا جاءته لتخدمه صرخ في وجهها بكل قسوة : اغربي عن وجهي يا وجه الشؤم منذ مجيئك إلينا و المصائب تتنزل علينا.


تجري خديجة إلى غرفتها و هي تحمل بيمناها وليدتها و تفتح دولابها و تجمع حاجاتها و تأخذ أولادها و تخرج هائمة على وجهها متيمة شطر بيت أبيها والدمع الغزير يتهاطل على وجنتيها.
276249100.jpg


وفتحت أمها الباب و أعطت خديجة البنت الصغرى لأخيها فارس ليحملها عنها ، و ارتمت في حضن أمها الدافيء لتحتمي به من غدر الايام وقساوة السنين وراحت تبكي ما شاء الله لها ذلك ، وامتزجت دموعها مع دموع أمها ، و دخلت مهرولة نحو غرفة أبيها المقعد على كرسيه منذ سنتين و عانقته بحرارة وراحت تبكي من قهرها ، و انهمرت دموع والدها إشفاقا لحالها ، و كان يربت على كتفها بيمناه و يمسح بيسراه شعرها الأسود الذي يشبه دلسة الغسق، و يقول لها في حجرجة و قد خانه الكلام : أنا السبب في كل ما جرى لك يا خديجة ، سامحيني يا بنتي العزيزة.

تتنهدت خديجة و راحت تكفكف دمعها الحار الذي غالبها و هي تقول له في صوت متقطع مبحوح: لا تقل هذا يا أبي هكذا كتب الله لي حياتي .... هذا نصيبي وأنا راضية به...المهم رضاك عني.

مسح الأب دموعها وقبل جبينها وقال لها : أنا راض عنك دنيا و آخرة يا إبنتي العزيزة.

ومضت أيام حالكات على خديجة وهي في بيت ابيها المقعد والعاطل عن العمل ، فليس له ما يعيل به عائلته إلا راتبه الضئيل الذي يتقاضاه من صندوق الضمان الاجتماعي ، فلا يكفيه حتى لمدة أسبوعين و يعود يستدين من جديد .


وزادت هموم الرجل المسكين بمجيء ابتنه خديجة و اولادها الصغار و كبرت مسؤولياته رغم عجزه ، و أحست خديجة بما يتجرعه والدها من مرارة الألم من أجلها ، فقد حز في نفسها هذا الوضع المزري كثيرا... فلم تعد تتذوق طعاما بالنهار و لا يسكن لها جفن بالليل ، وازدادت صحتها سوءا فتراها شاحبة الوجه ، ضامرة الجسم ، في عينيها تقرأ آيات الحزن والاسى ، و في دموعها تتتهاطل آلام السنين كلها....


وقررت أن تخرج لتبحث عن عمل وهي لا تحمل شهادة جامعية تؤهلها لأي منصب يحفظ لها ما تبقى من كرامتها المهدورة ،وتعيل بها أولادها الصغار، و تزيل هما وكربا جاثمين على صدري والديها ، خاصة هذا المقعد المسكين الذي ينخر الندم مهجته كلما نظر ألى حال ابنته المسكينة.


هاهي خديجة تجد نفسها تعيش داخل دوامة من الشقاء فكيف لعائلتها الفقيرة ان تحمل اثقالها هي واولادها الأربعة ؟


اذا كانت العائلة نفسها لم تجد كيف تسد رمق جوعها ، فالوالد قد اقعد منذ سنتين ومعاشه القليل لم يعد يكفي تلك العائلة وولداه بحاجة الى رعاية وتوفير اموال للدراسة.
لم تجد خديجة حلا سوى الخروج للعمل لعلها تحصل على عمل دائم و تعين والدها و واولادها ، خاصة اللذان يدرسان بالابتدائي...


662922476.jpg




وهكذا بدأت خديجة في البحث عن عمل لكنها صدمت بواقع لم تكن تنتظره.....؟؟؟

دار في رأسها الف سؤال و لم تجد لأي سؤال جواب و ازدادت حيرتها و انتابها قلق شديد... وراحت تناجي نفسها وهي تجوب الازقة الضيقة رفقة ابنها فارس وقد تركت ابنتها الصغرى سمية عند أمها قبل ان تتخطى عتبة البيت وتخرج لفضاء الشارع...

أول مرة تخرج لوحدها رفقة ولدها ... وهي تعبر الشارع الرئيسي تذكرت هذا الطريق الذي كانت تغدو فيه صباحا و تعود مساء لبيتهم وهي طالبة في الثانوية ... و شدها الحنين لتلك الأيام الجميلة ... وتذكرت أحلامها الضائعة فبكت ما شاء لها الله تعالى أن تبكي.

بدأت اياما من معاناة أخرى حينما طرقت كل الابواب بحثا عن وظيفة جديدة ... كانت الابواب تسد امامها وتغلق في وجهها.

ولمحت في عيون بعض المسؤولين في الشركات و بعض مدراء المؤسسات نهما يتصيد الاجساد ... و اغراءا يوحي بما لا يكون في الحسبان.... وعلمت انها مستهدفة في شرفها من البعض.... وتفادت كل التلميحات و أشاحت عنها كل الشبهات وكانت قوية صبورة راضية مؤمنة بفرج الله وعونه..

و هناك من ردها خائبة بحجة أنها لا تحمل شهادة جامعية و ليس لها شهادة انهاء التكوين في الاعلام أو شهادة مماثلة.

ورجعت إلى البيت بعد أن أنهكها تعب السير الكثير هنا وهناك ، رجعت محطمة الخطوات تمشي الهوينى رفقة ابنها فارس وكانت تقرأ في عينيه البريئتين كثيرا من الأسئلة و لكن كيف لها ان تجيبه وتقنعه فترضيه إلا بالتبسم الرضي والضحكة العريضة وهي تحمل على كاهلها عبئا تزول منه الجبال... و تضمه إلى صدرها و تقبل و جنتيه وجبينه وتقول له : فارس يا ولدي العزيز يجب أن لا نيأس لأنه يوجد رب اسمه الكريم ولن يضيعنا.

الأم في الغرفة ترتب الأثاث و قدامها سمية تداعب لعبة خشبية أما بيان و بشرى تلعبان في الحوش و فارس خارج الدار يلعب مع اترابه من ابناء الحي.


الوالد على كرسيه يحتسي فنجانا من القهوة و يدخن سيجارته المفضلة و يمتع ناظريه بهاتين الزهرتين اللتينن تلعبان أمامه في الحوش.


خديجة منهكة في المطبخ تحضر الغداء وفجاة سمعت طرقا خفيفا على الباب ووالدها ينادي بيان لتفتحه وهي لاهية باللعب فأطلت برأسها من نافذة المطبخ و نهرت ابنتها و طلبت منها لتفتح الباب.

4271isuez.jpg



هرعت الطفلة و فتحت الباب فإذا بها تجد جارتهم الخالة مريم وحين فتحت لها الطفلة دلفت الباب وقبلت البنت وسلمت على الحاج سليمان و سألته عن صحته وأحواله فرد عليها ردا لطيفا.


خرجت إليها سعدية والدة خديجة ورحبت بها ترحيبا حاراو دخلت معها لغرفة الضيوف ... ونادت على خديجة لتسلم عليها ... ولما دخلت عليهما اسرعت إليها الجارة وراحت تقبلها وتحضنها و تقول لها : سمعت بكل ما جرى لك و ستفرج بإذن الله خليها علي وعلى الله.

استبشرت خديجة خيرا من كلام الجارة مريم ، و ارتسمت على شفتيها ابتسامة الرضى والشكر.

أما أمها سعدية فراحت تشكر مريم و تقول لها ان ساعدتها فلن انسى جميلك ما حييت يا مريم.


قالت الجارة: غدا نذهب باكرا إلى الشوافة فطومة و ستجد لك حلا فهي امرأة مرفوع عنها الحجاب و مباركة.


انقبض قلب خديجة وقالت لها أنا لا اؤمن بالشوافات يا خالة شكرا لك.

نظرت إليها أمها سعدية نظرة عتاب ولوم وقالت وهي تتصنع الابتسامة : لا لا يا ابنتي يجب ان لا نخيب سعي جارتنا وغدا نذهب معا للشوافة فطومة.

قالت مريم : يا خديجة يا ابنتي انت ما زلت لا تعرفين شيئا في الحياة اقسم بالله ما أصابك من هموم إلا بسبب السحر و الحل عند الشوافة فطومة صدقيني.


قبلت خديجة الامر على مضض و استأذنت الجارة مريم في الانصراف ، وهرعت إلى المطبخ و هي تناجي نفسها و قد زاد قلقها من هذا الامر.


في الصباح الباكر تركت خديجة بناتها الثلاثة بيان و بشرى والصبية سمية عند ولدها فارس وجدهم الحاج سليمان. وأوصت ولدها فارس بأن لا يغفل عن أخواته و خاصة سمية ، وأن لا يفارقهم لحظة و ان يهتم بجده حتى يعدن .


وصلت خديجو رفقة أمها والجارة مريم إلى البيت الذي تسكن فيه المشعوذة فطومة... بيتا يتكون من طابقين من الطراز القديم و حينما طرقن بابه فتحت لهن شابة الباب و اخذتهن إلى غرفة كبيرة مكتظة بالنساء.


جلست خديجة ونبضات قلبها تتسابق وأنفاسها تحبس ثم تطلق، وتصادمت في خاطرها كثيرا التساؤلات ؟؟؟؟ ماهذا؟ وأين أنا؟ من هؤلاء النسوة جميعا؟


زاغت خديجة ببصرها وأخدت تجول به في زوايا وأركان تلك الغرفة المليئة بالنسوة من كل الاعمار.



كل واحدة فيهن تندب حظها ونتنتظر دورها وتنتظر الفرج من عند هذه الشوافة وترى فيها المفتاح السحري لكل المشاكل.



هاهي امرأة شابة تنادي: خديجة خديجة تعالي أدخلي هنا نهضت خديجة وركبتاها ترتعشان ولم تقوى رجلاها على حملها و كأنها ذاهبة إلى السجن أو غرفة الاعدام ودخلت رفقة أمها سعدية وجارتهم مريم.


توجهت إلى حيث امرتها تلك المرأة وفي قلبها شيء من الخوف و قليل من الامل .


حينما دلفت المرأة الباب و دخلت خديجة رفقة أمها وجارتهما مريم وقد سدت أنوفهن روائح البخور القوية و شاهدن خيط دخان كثيف يرتفع عاليا نحو سقف الحجرة الواسعة، و جدرانها المطلية بألوان متداخلة عليها صور غريبة و طلاسم عديدة.


في ناحية الزاوية اليسرى من الغرفة الواسعة تجلس امرأة تجاوزت الستين من العمر مكتنزة الجسم ، مترهلة الارداف ، قمحية البشرة ، غليظة تقاسيم الوجه ، تضع على رأسها خمارا مزركشا و تتلحف برداء ابيض لا يظهر من جانبيه إلا ذراعيها المكتنزتين المزينتين بأسارور الذهب العديدة.... و يداها الخشنتان دارت تجاعيدهما بلون الحناء الجميل. حيث تجلس أمام موقد من النار و تغمض عيناها الجاحظتان و تتمتم و تتلفظ بكلام غير مفهوم.

thumbnail.php



دنت خديجة في تؤدة نحو هذه الشوافة وهي محطمة النفس ، مكسورة الخاطر ، رافضة هذه الزيارة ، نافرة من هذا المكان وما فيه .


و تقدمت بخطوات متثاقلة مرتعشة الى حيث تجلس المراة العجوز حيث نظرت إليها مليا و قالت لها بصوت مبحوح خافت:" اجلسي....اجلسي و لا تخافي ....و إياك أن تنطقي بكلمة حتى آذن لك ".

وراحت تسألها عن سنها و اسمها واسم أمها ثم ارتعدت فرائصها من جديد وجحظت عيناها و تمتمت ودمدمت و هرطقت و رمت في خفة غبارا فضيا هو نوعا من البخور على الجمر ليتصاعد منه دخان كثيف جعل خديجة تضع يدها على صدرها كأنها تحاول أن تمسك قلبها الرهيف الذي لا يؤمن بهذه التخاريف.

فقالت لها المشعوذة فطومة وهي تركز عينيها الجاحظتين فيها: لا تخافي واقتربي مني وشدت يدها و قالت : كل مصائبك ستنتهي على يدي ،ماعليك سوى اتباع نصائحي وسترين...

أعطتها مجموعة من العقاقير وانواعا من البخور وقرأت عليها عدة تعويذات بكلمات غريبة و مبهمة وطلبت منها ان تحملها معها اينما ذهبت وان تضع البعض منها في منزلها لعلها تبعد الحظ السيئ عنها و قالت لها : أنت مسحورة ..

وهكذا خرجت خديجة متثاقلة الخطى مضطربة الاحاسيس كيف لا وقد بدأ ضميرها يؤنبها تانيبا قاسيا لوقوعها في هذا الخطأ الجسيم .

وشعرت بامتعاظ شديد و تنهدت تنهيدة من أعماق ذاتها ...وقامت مفزوعة نادمة متحسرة على مجيئها لمثل هذه المشعوذة... و قامت معها امها سعدية وجارتهما مريم ، وأخرجت أمها ورقة نقدية معتبرة استلفتها من إحدى الجارات ورمت بها في حجر فطومة.

رافقت الجارة مريم سعدية وابنتها خديجة إلى الخارج هذا البيت الملعون ... ورفعت خديجة وجهها إلى السماء و عيناها مغرورقتان بالدمع الحار.... وقالت : يارب يا مفرج الكروب فرج كربتي و افتح لي أبوابك يالله.

و أخذت تلك العقاقير وتلك الحروز من أمها ورمتها على الارض وداستها برجلها حتى استحالت ترابا.
لم تنبس امها بكلمة واحدة ولا الجارة مريم و مشيتا في صمت رهيب كأن على رؤوسهن الطير.

وما كادت خديجة تصل إلى بيت أبيها مع أمها و الجارة مريم حتى سمعت صوتا نديا رخيما يناديها:
خديجة ، خديجة ، خديجة فالتفتت فرأت أمرأة أنيقة تقود سيارة فاخرة تنادي عليها.
اقتربت خديجة و امها والجارة مريم من المرأة وسيارتها و قالت لها خديجة :
أتنادي علي أنا يا أختي؟؟
قالت المرأة : مابك يا خديجة ألم تعرفينني؟؟
قالت خديجة : والله ما عرفتك !!! من أنت ؟؟
ترجلت المرأة من السيارة واقتربت من خديجة و نزعت نظارتها الأنيقة وقالت لها و الآن يا خدوجة ؟؟
طارت خديجة من الفرحة وقالت لها : من؟؟ سعاد!!! و تعانقتا عناقا طويلا.

وركبت خديجة سيارة سعاد مع امها و الجارة مريم و تيممن شطر دار أبيها، بعد ان دعتها خديجة و أصرت أن تشرب معها فنجان قهوة و تتجاذب معها أطراف الحديث.

لما سمعت سعاد بقصة صديقة طفولتها وزميلتها أيام الدراسة تأثرت بما عانته رفيقة دراستها و رثت لحالها ، و أنبتها لأنها لم تتصل بها كل هذه المدة ، ولامتها على ذهابها إلى المشعوذة فطومة.

ودعت سعاد خديجة و طمأنتها وبشرتها خيرا بعد أن ضربت معها موعدا بشركة زوجها .

قصت سعاد حكاية صديقتها خديجة لزوجها بالتفصيل ، و ألحت عليه أن يساعدها ، و يسند لها وظيقة تحفظ كرامتها بشركته، و يمنحها راتبا تستطيع به أن تحارب هذا المجتمع الذي لا يرحم مسكينا ولا ضعيفا.

و راحت خديجة مع سعاد إلى تلك الشركة واستلمت وظيفتها ، و أقرضتها سعاد مبلغا معتبرا من المال... ففرحت به فرحا عظيما شكرتها وقبلتها ... وحمدت الله وشكرته على فرجه وعلى نعمته وفضله.

في المساء رجعت إلى بيت أبيها والفرحة ترقص في عينيها و قد اشترت بعض اللوازم للبيت و هدايا لأمها و أبيها و هدايا لأخويها و اولادها.

فرح الوالدين لفرح ابنتهما خديجة فرحا لا يوصف ، وعمت البهجة والسرور أرجاء هذا البيت الذي عشعش فيه الحزن منذ زمن بعيد ... و حين رآها أبوها المقعد على هذه الحالة، فرحانة ، جذلانة ، اغرورقت عيناه بالدموع و انهمرت عبرات الفرح على خديه، متأثرا بسعادة ابنته الوحيدة المقهورة. ورفع يديه إلى السماء و شكر الله كثيرا ودعى لها ولأولادها بالخير العميم.




 
آخر تعديل:
السلام عليكم
ارى انكم اتممتم القصة ولاحظت انها رائعة
اتمنى لكم التوفيق
 
جمييييييييييل جدا يعطيكم الصحة و الله عمل مبدع و أنتم فعلا رائعون جدا كم كلمة كل سطر كل جملة كل فقرة أعجبتني في هدا الموضوع و تبارك الله على عقولكم الفذة حيث و كأنني أقرأ قصة واقعية ليست حصرية بأقلامكم فعلا اللمة تحتوي على العقول اليانعة
بارك الله فيكم
تحياااتي يا أساتذة القصص

 


حبيت نعرف وين راه اسم فطيم الزهراء 05 ؟؟؟؟

يخي هي اللي اسست الفريق و دعاتني ليه و لضروف معينة مقبلتش ..

انسحبت نحيتو اسمها و خليتو مقدمتها ؟؟


واحد فيكم يفهمني ؟؟



 

منيني حاضرة والحمد لله !!!!
 
آخر تعديل:

فاطمة الزهراء لضروف كانت بها انسحبت من المجموعة ////
 
حبيت نعرف وين راه اسم فطيم الزهراء 05 ؟؟؟؟

يخي هي اللي اسست الفريق و دعاتني ليه و لضروف معينة مقبلتش ..

انسحبت نحيتو اسمها و خليتو مقدمتها ؟؟


واحد فيكم يفهمني ؟؟

السلام عليكم
الأخت فاطمة الزهراء انسحبت
لقد تركت الفريق لظروف خاصة بها
 
ألف مبروك حصولنا على المركز الثاني
الشكر موصول لكل أعضاء فريق الأمل القادم المبدعين
الذين لم يدخروا جهدا
والحمد لله النتيجة كانت مرضية جدا
شكرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top