عمر الفلسطيني
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 29 جوان 2010
- المشاركات
- 288
- نقاط التفاعل
- 123
- النقاط
- 9
حماس وايرن : انفراط عقد محور المقاومة بعد الربيع العربي
في ظل مناخ تبعية حكام الدول العربية لأمريكا والصهاينة ومشاركة الحكام في تمرير المشاريع الغربية لتصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على البلاد العربية والإسلامية والتورط في المشروع الأمريكي بغزو العراق ومشروع " الشرق الأوسط الجديد" وخاصة من محور السلام وبالذات ( مصر – الأردن – السعودية )، تشكل ما يعرف باسم "محور المقاومة" أو "محور الممانعة" والذي ضم كل من إيران وسوريا بالإضافة إلى حركتي حماس وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية وكان هدف هذا المحور هو الوقوف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
ولم يكن للشعوب العربية كلمة أمام ظلم واستبداد الحكام في مختلف المحورين سواء المقاومة أو المعتدلة، وكان الفرق بين المحورين هو فقط يتمثل بالسياسة الخارجية ؛ ففيما كان محور السلام يرتمي بأحضان الغرب واسرائيل، حافظ محور المقاومة على ممانعته وصموده وهو ما أثمر في احباط المشروع الأمريكي في المنطقة، ودعم صمود الشعوب المحتلة وبالذات في القضية الفلسطينية.
ولكن دول المقاومة – كما تحب أن يطلق عليها - أغفلت الجانب الداخلي وظنت أن سياستها الخارجية ستكون كفيلة بتبييض صورتها وتجميلها أمام شعبها، وتركت للفساد والاستبداد طريقه أمام شعوبها، وأغفلت النصائح التي كانت توجه لها على الدوام من وخاصة من حماس التي كانت تدعو هذه الدول للاهتمام بالجانب الداخلي ووقف الفساد والظلم والاستبداد، وزيادة اللحمة والتماسك الداخلي والقيام بإصلاحات حقيقية، إلا أن هذه الدول استمرت في حكم شعبها بالحديد والنار حتى جاءت عاصفة التغيير واكتسحت الجميع بلا استثناء .
جاء الربيع العربي وانتشر في المنطقة وعمت الثورات عدة دول وشملت بعض دول المقاومة، وهنا حصل التمايز في الموقف بين من يتخذ المقاومة كعقيدة وفكر وبين من يتخذها كورقة قوة لمصالح سياسية، وورقة لتمرير مشاريع أخرى، وتعرض محور المقاومة لهزة عنيفة جعلته يبدأ بالذوبان والانفراط.
ولعل التقارير الأكيدة أشارت إلى أن ايران تخلت عن حماس وأوقفت دعمها لها منذ عدة أشهر أي منذ بدأ الثورة السورية وذلك بسبب موقف حماس بعدم الوقوف إلى جانب النظام السوري، فبدأت العلاقة بالفتور والانقطاع والجمود وقد تصل إلى حد القطيعة والجمود.وإن استمرت الأمور بهذا المضمار فسيكون انسحاب حماس من هذا المحور حتمياً، وهو ما يعني أن المحور سيصبح محور مذهبي بشكل كامل، وسيكون من ملامح المحور الاجرام ضد أبناء شعبه وارتكاب المجازر فيهم، وستظهر عورة هذه الدول وتسقط ورقة التوت التي كانوا يرفعونها ويتغنوا بها ..
أما مستقبل المنطقة بعد الثورات العربية فهو يتطلب إفراز محور جديد يستمد نبضه وشرعيته من شعوب المنطقة التي أشعلت بالثورات، وسيكون لهذا المحور قوة كبرى ومؤثرة في المنطقة والعالم بأسره، ولن يكون قائماً على المصالح وتقاطعها بل سيكون محور حقيقي يمثل نبض الأمة. أما من كان في السابق يتهم حماس بأنها تتبع لإيران وسوريا فقد تجلت الحقيقة الان وتمايزت المواقف واختلفت، وظهر أن حماس تتمتع بقرار ذاتي ومستقل وهي مستعدة للتخلي عن دعم ايران مقابل سيادتها والحفاظ على رؤيتها واستراتيجيتها الثابتة.
بعد ابتعاد ايران عن حماس وانفراط محور المقاومة التي كانت تمثله ايران، ينبغي على الدول العربية الان وخاصة السعودية ومصر الثورة أن تحتضن المقاومة وتعيد حساباتها، وتسحب البساط من تحت إيران وحزب الله، وإلا فإن المقاومة الفلسطينية ستبقى لوحدها في المنطقة بدون من يسند ظهرها ويدعم صمودها.
منقول