هذا قلمي..!
يشتعل نارا، يلهب بريقا، يكتب سحرا، يعالج منطقا، لا يخشى من الأقلام لومتهم، وله من الصراحة منزلتهم
قال لهم هنا...
وفروا عناء البحث فهو موضوع حصري لم يكتبه سواه
أتذوق الكثير من معاني الحروف والكلمات التي تفرز هنا وهناك، وأعجب غالبا بالرسائل التي يكتبوها مجهولوا الهوية
أو أشخاص لا أعرفهم، أعرفهم فقط من خلال أفكارهم وكتاباتهم النموذجية التي تميزهم هم فقط.
يتحد فكري وقلمي ويلتقيان في نقطة اتفاق..
الأول يقرأ ويتمعن ويحلل
والثاني يسكب براعت الكلمات ويهمز لون الحروف والعبارات..
هنا يصبح قلمي بين الجنة والنار؟!
جنتي
لما يستغل الكلام الجميل ليحقق أسمى معاني الصداقة والترابط الإنساني ويصدق في الكتابة والنطق
فينير دربي ودرب الآخرين، ويوصي بالخير والهدى، فيصبح ذلك الخيط الأبيض الذي يلتمس منه نور السالكين طريق الظلام.
ناري؟!
لما يدخل في أبشع المجالات وصفا ويلحن الكلام شعرا ليعبر عن مشاعر ليست ملكا له أو ليجرح إنسانا بمعنى ليس له.
يستطيع ذكر غلاوة النفس والدرجة المرموقة ويطيح بقيمة التواضع المرسومة، فهذا من أبغض ما يكتبه قلمي..!
قلمي هنا له تاريخ مليء بالمحاسن ومليئ بالمساوئ.
قلمي كتب عن الحضارات القديمة، دخل في نفق نضج اللغات الأولى، ناقش علوم الإنسان بمختلف تفرعاتها وكتب عنها طيلة أيام وليالي..
قلمي هذا ساءه الوضع أحيانا حتى دخل نفق المشاعر الحساسة، وبالغ في وصف نبض القلب الأثير وعاش ينشد إسما حتى أنساه الزمن فيه من كثرة خطه له.
تعددت ألسنة قلمي بين لغاته التائهة
شارحا المعنى في البداية معلما ودارسا لها في الوسط خاتما بطلاقها في النهاية مخلصا العهد أن يستعملها للحاجة فقط.
قلمي عالج ألمي، رافقني وقت ذيقي عاش معي وقت فراقي سافر بجنبي إلى عوالم مختلفة وعلمني أن كل شيء له معنى
وكل شيء وجب أن يدونه ولكن بأمر مني
وبحاجة وإبداع منه.!
قلمي يدون كل يوم وكل لحظة تمر،، يكتب فيها
عن المبادئ
عن العادات
عن الأهداف
عن الحكم
عن الحياة
عن...ماذا أيضا؟
عله سيكتب عني أيضا
قلمي هو العضو من أعضاء جسمي الذي يتمتع بخاصية الوقوف والجلوس وهو الوحيد الذي يذهب ويوعود
وهو الشيء الوحيد الذي اعطيته قيمة أن يكون أحد أعضاء جسمي..
هل هذا أكثر مما يستحق؟!
لا
وألف لا
إن قلمي هو كل شيء في، وهو من صنعني ويصنع همتي وقوتي، يلغي ضعفي وفشلي ويثبت في كل الأحيان
أني بالقدرة أستطيع تنفيذ ما أطمح إليه
فقط بجرة من رأسه
قلمي يضحي من أجلي فهو يقتل كل يوم جزء من نفسه في سبيل كتابة أحسن..
ينقص من جسمه في سبيل التعبير عن مشاعري
يرقق من قمته ليبني لي سلم الصعود نحو قمته
أو قمم أخرى...
قلمي لما ارتبك فهو ساعدي، وهو الراد على كل شيء يعيقني..
إنا قلمي يقدم لي الكثير ولا أقدم له إلا القليل
لكننا اتفقنا أن
كلانا يقدم
التضحيات لكل الناس
باختلاف الطرق
أنا بفكري المتواضع وهو بخطه الجميل