البروباغـندا سلاح الفكر السياسي

كوني طيبة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
23 ديسمبر 2007
المشاركات
2,328
نقاط التفاعل
25
النقاط
77
البروباغندا، ويمكن ترجمتها بـ"سياسة نشر المعلومات" بهدف الإقناع العاطفي (persuasion)، ومهمتها أن تسيطر على مشاعر وسلوك وآراء وأفعال المشاهدين. وأهدافها فكرية أو سياسية أو تجارية. وتوظف عادةً في الأجندات السياسية الوطنية والعالمية. ويتم التعاقد مع أفراد على درجةٍ عالية جداً من المهارة في ابتكار البروباغندا. وسياسة البروباغندا أن تتوجه مباشرةً نحو المشاعر بهدف إلغاء سيطرة العقل.

وفي عالمٍ رأسمالي تحكمه المادة وتسيطر عليه مطامع انزلقت معها دول الهيمنة في أزماتٍ مالية عالمية أصبحت البروباغندا "المدفوعة الثمن" هي بالتحديد ما يجرّ بالعالم العربي إلى الانهيار المالي والأخلاقي وعهد من الاستعمار المقنن الجديد.

فالمادة الإعلامية "المدفوعة الثمن" تهدف إلى الإقناع العاطفي على حساب تقديم المعلومة الصحيحة، وتعتمد دائماً على تقنياتٍ إعلامية ماكرة غير متعارفٍ عليها في وسائل الإعلام التقليدية، فالقاعدة تقول: "إذا اعتقد المشاهد بأنّ المادة الإعلانية المدفوعة هي مادة "لتقديم معلومة لا أكثر" فإنّ الرسالة المخبئة في الإعلان ستكون أقوى تأثيراً على العقل الباطن".

وتوهم الرسالة المقدمة عبر التلفزيون المشاهد بأنّ ما يراه غايةً في الموضوعية والدقة، وتهدف الرسائل إلى تغيير الطريقة التي يفهم من خلالها المشاهد قضيةً ما أو موقفاً ما بهدف تغيير ردود فعله وسلوكياته بما فيه مصلحة الجهة المروّجة، وبدلاً من أن يملأ عقول الناس بأفكار علمية موثّقة حول ما يقدمه من معلومة فالأفضل أن يمنعهم من تصديق وجهات نظرٍ مخالفة لرأيه.

وما يجعل من "البروباغندا" فريدةً في تقنيتها أنّ الجهة المروجة تميل إلى تغيير فهم المشاهد للعالم من حوله من خلال "التمويه" و"بثّ الفوضى والحيرة" و"التقسيم" عوضاً عن الفهم والإقناع العقلي (conviction). لذا كان لا بد أن تكون إحدى أهم آليات البروباغندا الخطيرة هو خلق حالة من الفوضى والتشويش إزاء الدين ورموزه باعتبار أنّ الدين يحتفظ بقواعد مقدّسة إلهية وإنسانية ثابتة. وتبرز حالة الفوضى من خلال الترويج للتضاربات والصراعات والشطحات والمغالطات والمعارضات في العقيدة والفقه، مثل الصراعات السياسية بين المذاهب الإسلامية التي كانت تختلف فيما بينها إلا أنها لم تصل إلى التناحر بينها في مرحلة ما قبل الفضائيات، ومثل ذلك أيضاً المواقع الإلكترونية للصحف الصفراء التي تتناقل خبراً من هنا وهناك حول قضيةٍ اشترك بها أتباع مذاهب أو دياناتٍ أخرى فتثير القراء الذين ما أن تأخذهم الحمية (الدينية) فيشرعون بالسخرية من الآخرين ناسين الحكمة التي تقول "الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها"، ومثل ذلك أيضاً تلك القضايا الفقهية المستجدة التي أثارت ضجةً إعلامية عربيةً حول الأزهر الشريف من أمثال قضية "إرضاع الكبير"، ومثل قضايا تقسيم الزواج إلى (عرفي ومسيار وموانسة و.. و..) لتحليل علاقات حميمية كانت تعد محرّمةً في السابق، ومثل ذلك انتشار ظواهر جديدة مثل "عبادة الشيطان" و"الإيمو"، وهي ظواهر شبابية تدعو إلى الحرية في العلاقات الجنسية الطبيعية أو الشاذة، وكل ذلك في مشروع أطلسٍ عربي جديد من خرائط التقسيم الجغرافية والسياسية والدينية والعقائدية والإيديولوجية والفقهية وغيرها.

والبروباغندا سلاحٌ فتّاك يجعل من العدو شخصاً لا يتمتع بالعدالة الإنسانية وتصور وحشيته وعنصريته وقيمه المنحطة، كما تظهر في شخصية المتدين المتطرف، والأصل في الترويج ضد الدين هو تضخيم صورةٍ مقزمة لتصبح عملاقاً يهدد العالم، لذا أصبح الانضمام إلى (الدين) العالمي الجديد والهروب من رموز الدين (المحلي) وممارسته والارتباط به وسيلةً لدرء الشبهات، وهذه التقنية تسمى في علم دراسة البروباغندا بـ "Name Calling"، والتي تهدف إلى خلق الخوف وإصدار أحكام مسبقة ظالمة باستخدام كلمات سلبية مثل "إرهاب" أو "كبت جنسي" قد تدفع المتلقن إلى كراهية كل من يساهم في خلق هذا الإرهاب أو الكبت لديه. ويقترح العلماء طرح الأسئلة التالية لمجابهة هذه التقنية: ماذا تعنى هذه الكلمة بالتحديد؟ هل هناك حقاً علاقة بين الكلمة ومضمونها، بمعنى هل هو "كبت جنسي" أم "تنظيم للعلاقات الجنسية"؟ ماذا ستصبح قيمة الكلمة فيما لو لم ألقٍ لها بالاً؟

وتستغل الكثير من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ثقة الشعب العربي وشعوره بالدونية تجاه المجتمعات الغربية وهو ما يسميه علم دراسة البروباغندا بـ "Plain Folks" لإقناع المشاهد بأنّ مصدر المادة المعروضة موثوقٌ به، مثل ما يحدث في "الصحة حصرياً على إم بي سي" التي تحسن من صورة أمريكا في العالم، وقوة الإنتاجية الضخمة للسينما الأمريكية التي تنال ثقة الشباب العربي إلى أقصى حدوده فتلجأ إلى بثّ سمومها داخل الدسم.

وهي حصيلةٌ لجهودٍ غربية طويلة هدفت وما زالت تهدف إلى زعزعة ثقة العربي بثقافته ودينه ورموزه العظمى، بهدف تعديل النموذج الأول في قناعاته ليصبح ذلك المجتمع الغربي الأمريكي الأكثر تطوراً والأقدر على أن يكون العالم البديل لشعوب مزعزعة ومزلزلة فكرياً ونفسياً. ومن خلال هذه القناعة تأخذ الرسائل الإعلامية طريقاً لها عبر قنوات العقل الباطن لتشكل وعي جيلٍ عربي وإسلامي جديد، بدأنا نجني أول ثمره وما بقي على جنيه أعظم.

منقوووول للفائدة
 
شكرا لك على اختيارك الموفق لهذا الموضوع المهم في هذه المرحلة الجد حرجة التي تمر بها أمتنا العربية المسلمة.
بالفعل لقد كثرت التدخلات البروباغندية إن صح التعبير في هذا المنتدى في محاولة منهم لإكتسابنا إلى صفهم و قضيتهم و أقول هيهات هيهات أن يلدغ المؤمن من جحر مرتين و هل تكفي بعض الكلمات الرنانة الكاذبة أمام التسونامي السمعي البصري من اليوتيوب و شبكات التواصل الإجتماعية التي تنقل الحقيقة كما هي.

شكرا لك على الموضوع و تقبلي تحياتي الخالصة.
 
شكرا لك على اختيارك الموفق لهذا الموضوع المهم في هذه المرحلة الجد حرجة التي تمر بها أمتنا العربية المسلمة.
بالفعل لقد كثرت التدخلات البروباغندية إن صح التعبير في هذا المنتدى في محاولة منهم لإكتسابنا إلى صفهم و قضيتهم و أقول هيهات هيهات أن يلدغ المؤمن من جحر مرتين و هل تكفي بعض الكلمات الرنانة الكاذبة أمام التسونامي السمعي البصري من اليوتيوب و شبكات التواصل الإجتماعية التي تنقل الحقيقة كما هي.

شكرا لك على الموضوع و تقبلي تحياتي الخالصة.

العفو اخي الكريم
لطالما كنت اسمع هذه الكلمة مؤخرا فاحببت ان اعرف ماهيتها
تاكدت الان ان الاعلام العربي الموجه ( الجزيرة ) اول المستعملين لهذا العلم
بارك الله فيكـ
 
البروباغندا، ويمكن ترجمتها بـ"سياسة نشر المعلومات" بهدف الإقناع العاطفي ، وهي حصيلةٌ لجهودٍ غربية طويلة هدفت وما زالت تهدف إلى زعزعة ثقة العربي بثقافته ودينه ورموزه العظمى، بهدف تعديل النموذج الأول في قناعاته ليصبح ذلك المجتمع الغربي الأمريكي الأكثر تطوراً والأقدر على أن يكون العالم البديل لشعوب مزعزعة ومزلزلة فكرياً ونفسياً. ومن خلال هذه القناعة تأخذ الرسائل الإعلامية طريقاً لها عبر قنوات العقل الباطن لتشكل وعي جيلٍ عربي وإسلامي جديد، بدأنا نجني أول ثمره وما بقي على جنيه أعظم.
بوركت عزيزتي على هذا الإختيار الموفق للموضوع خاصة في هذا الظرف...
من عادتي أن أكون متفائلة، لكني أظن أن شعوبنا لم تعد بحاجة إلى كل هذه الجهود، فقد أصبحنا كغثاء السيل نصدق كل ما يقال لنا ولا نكلف أنفسنا عناء التفكير في مصدره، والغاية منه...:sadwalk:
+ تقييم
 
آخر تعديل:
بوركت عزيزتي على هذا الإختيار الموفق للموضوع خاصة في هذا الظرف...
من عادتي أن أكون متفائلة، لكني أظن أن شعوبنا لم تعد بحاجة إلى كل هذه الجهود، فقد أصبحنا كغثاء السيل نصدق كل ما يقال لنا ولا نكلف أنفسنا عناء التفكير في مصدره، والغاية منه...:sadwalk:
+ تقييم

وفيك بارك الرحمن عزيزتي شذى الايمان
اشكرك بحجم السماء على اهتمامك وردك
الكل هنا يهتم فقط لمواضيع الجدل
في حين موضوع مهم كهذا لاحياة لمن تنادي
خالص احترامي
 
بكل بساطة موضوع رائع وقيم يعكس روعة ووعي صاحبته

تحياتي لك أختي دلال

+ تقييم
 
آخر تعديل:
بكل بساطة موضوع رائع وقيم يعكس روعة ووعي صاحبته

تحياتي لك أختي دلال

+ تقييم

شكرا لك على الحضور الجميل
لك كل الاحترام
شكرا ايضا على الاعلان عن الموضوع بمكان اخر
اعلان ببلاش ههههه
سعيدة بحضورك
 
شكرا لك على الحضور الجميل

لك كل الاحترام
شكرا ايضا على الاعلان عن الموضوع بمكان اخر
اعلان ببلاش ههههه

سعيدة بحضورك
الشكر موصو لك عزيزتي دلال
هذه ليست مجاملة، لكن موضوعك فعلا هام وقيم
لنقل أنه " حملة ذات منفعة عامة " ههههه
وأنا أسعد بتفاعلك الطيب
 
الشكر موصو لك عزيزتي دلال
هذه ليست مجاملة، لكن موضوعك فعلا هام وقيم
لنقل أنه " حملة ذات منفعة عامة " ههههه
وأنا أسعد بتفاعلك الطيب

الله يسعدك دوم
فكرتيني في اليتمية اسمها التاني المحتمة ههههه
فعلا المقالة مهمة جداا
ربي يحفظك ويحميك
دومي بالقرب
 
تذكرت بيتا في قصيدة يقول ' قد سرقوا أبناءنا من وكرنا ... ليجعلوا منهم خصوم فكرنا '

هم يدرسون كيفيات تسميمنا و نحن فقط نتجرع بدون مقاومة ... لا أدري هل هو الضعف أم أننا تخدرنا و لم نعد نملك القوة لدرء السوء عنا ... لا أريد أن أرثي حالنا كثيرا ... فقط أردت أن أقول ان موضوعك في غاية الأهمية و علينا أن نكون يدا واحدة و أن تكون نظرتنا واسعة ... يجب أن ندقق بكل شيئ و نسأل عن كل كلمة و لا نهمل أي أمر مهما كان بسيطا ..
لك مني كل الإحترام و التقدير ... موضوووع جد قيم ... بورك فيك
 
تذكرت بيتا في قصيدة يقول ' قد سرقوا أبناءنا من وكرنا ... ليجعلوا منهم خصوم فكرنا '

هم يدرسون كيفيات تسميمنا و نحن فقط نتجرع بدون مقاومة ... لا أدري هل هو الضعف أم أننا تخدرنا و لم نعد نملك القوة لدرء السوء عنا ... لا أريد أن أرثي حالنا كثيرا ... فقط أردت أن أقول ان موضوعك في غاية الأهمية و علينا أن نكون يدا واحدة و أن تكون نظرتنا واسعة ... يجب أن ندقق بكل شيئ و نسأل عن كل كلمة و لا نهمل أي أمر مهما كان بسيطا ..
لك مني كل الإحترام و التقدير ... موضوووع جد قيم ... بورك فيك

اشكرك لاهتمامك اخي الكريم
وبارك الله فيك وكثر من امثالك
قد جئت ببيت القصيد في كلامك هذا

يجب أن ندقق بكل شيئ و نسأل عن كل كلمة و لا نهمل أي أمر مهما كان بسيطا ..
حماك الله ورعاك​
 
محجووووووز ولي عودة ان شاء الله لضيق الوقت
 
للأسف هذا هو حالنا وهذا ما نعيشه اليوم فمن المؤسف ان تجد قناة عربية تتبنى هذا المبدأ...
بل تكون من اهم مروجيه مثلما تفعله الجزيرة والعربية ....

لماذا لا تستمر الجزيرة والعربية في تغطية احداث فلسطين كل دقيقة وكل ثانية مثل ما تفعل مع سوريا حتى تسقط اسرائيل ...
لماذا لا تشحن الشارع العربي ضد اسرائيل وامريكا ....
لماذا لا يتحدث كبار العلماء الذين يتوافدون عليها بضرورة الجهاد وفتح الحدود لإنقاض ما يمكن انقاذه من المسجد الاقصى ...
لماذا لا يبيحون دم جورج بوش او شامير او نتانياهو مثلما اباحو دم القذافي وغيره ** منيش ندافع على القذافي **

صدقوني في بعض الاحيان الانسان يتمنى الموت جراء حالنا .....

عايشين وخلاص ...

ربي يستر وخلاص

موفقة في الانتقاء كيف لا وذوقك رااقي
 
للأسف هذا هو حالنا وهذا ما نعيشه اليوم فمن المؤسف ان تجد قناة عربية تتبنى هذا المبدأ...
بل تكون من اهم مروجيه مثلما تفعله الجزيرة والعربية ....

لماذا لا تستمر الجزيرة والعربية في تغطية احداث فلسطين كل دقيقة وكل ثانية مثل ما تفعل مع سوريا حتى تسقط اسرائيل ...
لماذا لا تشحن الشارع العربي ضد اسرائيل وامريكا ....
لماذا لا يتحدث كبار العلماء الذين يتوافدون عليها بضرورة الجهاد وفتح الحدود لإنقاض ما يمكن انقاذه من المسجد الاقصى ...
لماذا لا يبيحون دم جورج بوش او شامير او نتانياهو مثلما اباحو دم القذافي وغيره ** منيش ندافع على القذافي **

صدقوني في بعض الاحيان الانسان يتمنى الموت جراء حالنا .....

عايشين وخلاص ...

ربي يستر وخلاص

موفقة في الانتقاء كيف لا وذوقك رااقي

هو ذاك يا اخي الكريم
وتبقى لماذا معلقة
حتى تصحو العقول
وتفقه القلوب
لست ادري لما يرون الامور من جانب واحد ولما ينظرون فقط لظاهرها

بخصوص توقيعك احب ان اعرف رايك بهذا الموضوع الذي كتبته منذ فترة

https://www.4algeria.com/vb/showthread.php?t=329190

اشكرك على حضورك المميز وعلى حسن اهتمامك
بارك الله فيك وفي عمرك وصحتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top