انها آخر اللياليّ ... في غرفة بائسة خالية[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ريح [/FONT][FONT="]سارت فوق ذلك السطح المقفحل بردا وثلوجا[FONT="]...
[/FONT][FONT="]ها هنا راكدة أراقص عيناي وهناك أمسح التراب عن جبهة الأرض . السكون يرعب الليل فيزيد سواده[/FONT][FONT="]...
[/FONT][FONT="]و الرعد يعزف لحنا بايقاع من خرير الأمطار المشوش ..في سكون أنصت خفقان[/FONT][FONT="]فؤادي و نحيب الشجر ..و بكاء الورود و نشيج النهر ... أنا وجلة من سيأتي[/FONT][FONT="]ليرفع سدول الليل[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ويستقبل أسوارالصباح..ماعدت قادرة على فتح عيناي القرمزيتان بدأت أنظر[/FONT][FONT="]لآخر خيوط النور و ما من قوة إلا أن ألجئ لربي الغفور ثم أرسلت من صدري[/FONT][FONT="]هواءا دافئا يلمس يدي فأمسح به قدمي... بكيت و علمت أنها أغلقت بمفاتييح من[/FONT][FONT="]فولاذ هذه هي نهايتي وهذا هو قدري .... رفعت عيني لأرى آخر نظرة للدنيا[/FONT][FONT="]فما[/FONT][FONT="]سر مارأيت؟[/FONT][FONT="] ....
[/FONT][FONT="]فالليل أليل و البرد قاتل..... مراد دافئ و لو بألم فأنا أعلم ..ما صنعت خيرا بدنياي إلا لموتي[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]تنهدت إذ كادت الروح تصعد لبارئها فلمحت بخيالي أخر جولة لحياتي[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]بدأت قصتي من يوم ميلادي من أول صرخة لي و فرح أبي بقدومي للحياة الذي لم[/FONT][FONT="]يتم حين مرضت أمي و توفيت فاضطر إلى الزواج ثانية من أمريكية كي تساهم في[/FONT][FONT="]تربيتي و تحسنها ...واخيبتاه عليك حين ظننت بها خيرا يا أبي .....كنت صغيرة[/FONT][FONT="]أراقبه وتعامله مع الحياة ...... لم أعرف يوما مشقة تلك الحياة ...لم[/FONT][FONT="]أفقه[/FONT][FONT="]يومها معنى إنشاء أسرة وتحمل المسؤولية ....لم أعي معاركة السنين و[/FONT][FONT="]لا كل[/FONT][FONT="]هذه الأمور وإنما أنحصر حلمي كأية فتاة بأسرة صغيرة وأبناء أضمهم[/FONT][FONT="]الى صدري[/FONT][FONT="]الدافىء وألاعبهم وأمنحهم الحب والحنان[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]مضى سرب الأيام بسرعة و شاءت الأقدار أن تسود الدنيا في وجهي... فقدت قدوتي[/FONT][FONT="]و رمز فخري في تلك الحياة حين فارقني صوته وحنانه و ما عدت أرى إلا طيفه[/FONT][FONT="]في أرجاء البيت لقد كان سندي ورفيق دربي لم أعد قادرة على إحتمال فراقه[/FONT][FONT="]حين[/FONT][FONT="]وضع في ذاك التابوت لم أتقبل فكرة مغادرته عالم الأحياء[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]غاب عني وأسدل الستار على حياتي فأصبحت أعيش في ظلمة حالكة رغم النور[/FONT][FONT="]المنبعث من الشوارع التى إشتقت إلى عبير هواءها ....و من هنا وضعت أولى[/FONT][FONT="]خطايا في طريق مظلم مليء بالمطبّات ..... هنا إنعكست صورة مرآتي من فتاة[/FONT][FONT="]مفعمة بالأمل والحياة إلى وجه عابس يتخبّط في مجتمع لا يرحم ...لا يرحم[/FONT][FONT="]يتيما لم ترى عيناه نور الدنيا[/FONT][FONT="] .....
[/FONT][FONT="]بعد فترة وجيزة من وفاة والدي لم تغمرني زوجته ولو بذرة من الحنان بل كانت[/FONT][FONT="]كل نظراتها اليّ مليئة بالإحتقار .. أبدا لم تجعل لنفسها في قلبي مكانا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وذات مرة واذ أنا في مرآب أبي اذ وجدت بين كومة من القش صندوقا خشبيا ما أن[/FONT][FONT="]هممت بفتحه ... سمعت صوت خطوات مرء خلفي ....أخفيت الصندوق بين ملابسي و[/FONT][FONT="]قلت رافعة صوتي[/FONT][FONT="] :"[/FONT][FONT="]آه...كم اصبح ممل هذا المكان سأخرج قليلا[/FONT][FONT="]"...[/FONT][FONT="]وخرجت دون أن ألتفت خلفي .... أسرعت إلى غصن الشجرة التي كانت تتوسط حديقة البيت ...وضعت الصندوق في حجري و أزلت غطائه[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]اذ بي أرى ورقة بيضاء ملفوفة كتب عليها " إ[/FONT][FONT="]لى بنيتي[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]أدركت أنه خط أبي أسرعت و فتحتها بلهفة فلم أجد سوى سطرا واحدا تناقص أملي و لكن قرأتها بتمعن فقد كتب فيه[/FONT][FONT="] :"[/FONT][FONT="]بنيتي يا حمامتي أوصيك بدينك و حياءك ....و عفافك و حجابك...و أن لا تبخلي على وصيتي[/FONT][FONT="]"
[/FONT][FONT="]نزفت عيناي بالدموع و أدركت جيدا وصيته و دونتها بقلم ذهبي في فؤادي ... عهدا على نفسي و على روح والدي[/FONT][FONT="] .. " [/FONT][FONT="]سأجعلها نصب عينيّا و صورة دائمة الوجود في ذهني .. ديني عفتي و حجابي خير وصية و ارث لي[/FONT][FONT="]"
[/FONT][FONT="]و في تلك اللحظة قررت ان امشي على خطى وصية أبي[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أسرعت في غفلة إلى الغرفة الخلفية للمنزل حيث وضعت زوجة أبي كل أغراضه الشخصية بعد وفاته[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]فتّشت بحثا عن كتبه التي كانت تزين مكتبة غرفته يوما فلم أجد سوى ثلاثة كتب[/FONT][FONT="] .. * [/FONT][FONT="]مصحف[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]وكتابين الأول عن صحابة الرسول و الثاني يحكي عن نساء الإسلام،خبأتهم تحت قميصي و أسرعت إلى غرفتي[/FONT][FONT="] ..[/FONT][/FONT]
[FONT="] [FONT="]و منذ ذلك اليوم و أنا أنتظر حلول كل ليلة بفارغ الصبر حتى أخصص لنفسي ساعة قراءة و تجول عميق بين الكتب الثلاث[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]لم تتوقف معاناتي الدائمة مع زوجة أبي من إرادتي و عزيمتي لإحياء موروث والدي الغالي[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]كنت أقضي كل نهار في سماع الشتم و الصراخ و رؤية العجب و المحرمات في منزل[/FONT][FONT="]أصبح ككهف مظلم في عيني زوجة أبي التى لطالما عاملتني على أننى خادمة لها[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]كانت تطعمني طعاما مشبعا بالإحتقار والكراهية ..لا أستطيع وصف كل ما[/FONT][FONT="]عانيته معها ..حتى الكلمات تقف عاجزة وخجولة من أن تبوح بمعاناتي ..كم ذرفت[/FONT][FONT="]الدمع و كم كرهت العيش .. كم تمنيت الموت واللحاق بأبي ..كم كرهت إسمي[/FONT][FONT="]الذي أصبح يتلفظ به كل من هب ودب و لكن سرعان ما أنسى كل ذلك لما أفتح صفحة[/FONT][FONT="]من كتبي و أنام و أنا أردد محتواها[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]و مضت الأيام و الشهور .. و بعد مرور سنة من ذكرى وفاة أبي جاء اليوم الذي[/FONT][FONT="]غير لي مجرى حياتي .. حين تزوجت زوجة أبي برجل أمريكي مسيحي فأصبح كرهها[/FONT][FONT="]لي[/FONT][FONT="]كرهين و عذابها لي عذابين[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]صمدت أياما و أنا أحاول الصبر على ذلك الوضع حتى نفذ صبري نهائيا و أغلقت كل الأبواب في وجهي إلا باب واحد[/FONT][FONT="] .. *[/FONT][FONT="]باب الهروب[/FONT][FONT="]*[/FONT][/FONT]
[FONT="]و[FONT="]هكذا انتظرت حلول الليل فوظبت حقيبة صغيرة لم أضع فيها سوى لباس و تلك[/FONT][FONT="]الكتب و صورة والدي مع صندوق أمي الصغير المخبّأ الذي يحتوي على عقدها[/FONT][FONT="]الأبيض و صورتها و انتظرت بزوغ الفجر لأهرب من المنزل نهائيا و أرسم طريقا[/FONT][FONT="]جديدا لحياتي .. طريقا كله إيمان وثقافة إسلامية[/FONT][/FONT]
[FONT="]ها قد خرجت من ذاك الجحر المظلم بالعصيان و المكروهات في مجتمع أكبر مني و من طاقتي.. غادرته و قررت أن أزيل صورته من مخيلتي[FONT="]
[/FONT][FONT="]هيهات أنني فرحة مسرورة بحق .. فهذا نصر عظيم[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لكن من جهة أخرى أمسك بقلبي ولا أريد أن أنظر إلى ما يخبأه القدر من مصاعب ومواعظ[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]و الآن أصبحت حائرة .. وحيدة مرة أخرى إلى أين أذهب و إلى من ألتجأ[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]هناك آخر مكان أفكر بالعودة إليه و هنا تراني ذئاب الشوارع فريسة سهلة[/FONT][FONT="]للياليهم .. فرُحت أمشي .. و أتوه بين الأزقة و تلك الشوارع الظلماء لا[/FONT][FONT="]أعرف إلى أين ستأخذني .. مرت ساعات و ساعات حلّ الظلام و هنا وجدت نفسي[/FONT][FONT="]واقفة أمام باب لجمعية خيرية تساعد الأمثال مثلي[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]طرقت بابهم على أمل مساعدتهم .. ففتحت لي امرأة عجوز و حضنتني قائلة[/FONT][FONT="] .. * [/FONT][FONT="]مرحبا بك صغيرتي .. تبدين متعبة و وجهك شاحب .. تفضلي نامي و ارتاحي و بعدها حدثيني عنك .. أنت هنا في مأمن فلا تخافي[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]*
[/FONT][FONT="]لا أتذكر حتى كيف ذهبت و نمت بتلك السرعة من شدة التعب و التوتر اللذان تملّكاني[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]وبعد ليلة من النوم المريح الذي لم أذق طعمه منذ سنين والدي .. استيقظت[/FONT][FONT="]صباحا و اذ بي أجد نفس العجوز تبتسم في وجهي و تعطيني بعض الطعام .. أكلت و[/FONT][FONT="]شبعت دون أن أتكلم بحرف[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]ثم قمت متجهة نحو مكتبها في طرف الممر .. دخلت عليها لأشكرها و أذهب في دربي[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فبادرت بالكلام و كأنها تعرف ما سأقوله[/FONT][FONT="] .. * [/FONT][FONT="]أظن أنك إرتحت الآن و يمكننا أن نتحدث قليلا .. لا تخافي فضفضي .. إعتبريني كصديقة[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]..* [/FONT][FONT="]ترددت في البداية و لكن سرعان ما نال مني لساني و رحت أبوح لها بكل ما في قلبي و الدموع تروي شفتي .. سردت لها كل قصتي[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]ثم نهضت من مكانها و جلست أمامي و قالت[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]أحس بك[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]لابد أنك عانيت الكثير عزيزتي .. لكن لا تخافي هاهو القدر يقودك إلى[/FONT][FONT="]جمعيتنا .. أعرف أنك ستندهشين نظرا لما عشته في عالمك الصغير مع إمرأة[/FONT][FONT="]مسيحية تضطهدك . ها أنا إمرأة مسيحية و لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين[/FONT][FONT="]أحبهم و يحبونني و أساعد المحتاجين منهم .. أقدم لك مساعدي و هو أمريكي[/FONT][FONT="]مسلم[/FONT][FONT="] .. "[/FONT][FONT="]يحيى[/FONT][FONT="]" .. [/FONT][FONT="]ستبقين معنا فالشارع لن يرحمك و أنت وحيدة .. هنا ستلقين الرعاية و يمكنك أن تشتغلي بحرفة يدوية[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]*
[/FONT][FONT="]بعدها أخذني الأخ[/FONT][FONT="]يحي[/FONT][FONT="]بجولة في أرجاء الجمعية ليعرفني على الأشخاص المقيمين فيها[/FONT][FONT="] ..[/FONT][/FONT]
[FONT="]و[FONT="]هكذا .. مكتث بالجمعية و تعلمت ممن حولي عن ديني حيث كان أكثرهم من[/FONT][FONT="]المسلمين المضطهدين مثلي .. لكل واحد قصة مؤلمة و أسرار مخفية... كنت أشتغل[/FONT][FONT="]بالكروشيه الذي تعلمته من احدى المتواجدات هناك و نقوم ببعض المعارض[/FONT][FONT="]الصغيرة لمساعدة أنماء الجمعية ببعض المصاريف .. هكذا كي لا نشعر أننا نعيش[/FONT][FONT="]فقط تحت رحمة غيرنا .. و أقضي وقتي الأخر في دراسة كتب أبي رحمه الله[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]بقيت هناك سنين من عمري حتى جاء ذلك اليوم و تلك اللحظة التي لم تكن في[/FONT][FONT="]الحسبان و التي رسمت لي مسارا جديدا من بين جدران تلك الجمعية .. بينما أنا[/FONT][FONT="]تحت ظل شجرة على صدد مطالعة كتاب نساء الإسلام ... اذ لمحت من بعيد و على[/FONT][FONT="]عتبة باب الجمعية شابا....أراد الدخول و لكن بتردد فلم يبصر أحدا يكلمه و[/FONT][FONT="]يشرح له سبب زيارته ...فالكل كان يأخذ قيلولته ..أصبح يدير رأسه شمال[/FONT][FONT="]يمين[/FONT][FONT="]حتى رآني مستلقية على ذاك الكرسي المتحرك الخشبي .....فأطلق العنان[/FONT][FONT="]على[/FONT][FONT="]رجليه و سار متجها نحوي ... و سألني[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]مرحبا .. أيمكنني أن أسألك ؟ هل يمكننك أن تدليني على مكتب المدير هنا ؟؟[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]أجبته[/FONT][FONT="] ..
* [/FONT][FONT="]طبعا بكل سرور تفضل معي[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="]. * [/FONT][FONT="]و أخذته لمكتب المديرة و أردت الانصراف لكن السيدة[/FONT][FONT="]ايميلي[/FONT][FONT="]فاجأتني بطلبها بالإبقاء معهم قائلة[/FONT][FONT="] .. * [/FONT][FONT="]مريم !! .. بما أن يحيى ليس هنا .. أنت من سيساعدني اليوم .. لذى ستحضرين اجتماعاتي مع الزوار[/FONT][FONT="] ..[/FONT][FONT="]*
[/FONT][FONT="]و هكذا جلست بالكرسي المقابل للمكتب و بقيت أستمع للحوار الدائر بينها[/FONT][FONT="]لأكتشف أن ذلك الشاب هو صاحب و مدير شركة لطباعة الكتب .. يريد التبرع بجزء[/FONT][FONT="]من أرباح الشركة للجمعية[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]في تلك اللحظة .. لا أعرف .. غمرتني سعادة كبيرة و تذكرت والدي ثم أدمعت[/FONT][FONT="]عيناي بالدموع .. ولم أعرف ماذا أقول أمامهما .. فقام الشاب نحوي و قدم لي[/FONT][FONT="]منديلا و قال[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]امسحي دموعك أختي .. لا أعرف سبب[/FONT][FONT="]بكائك .. و لكن أتمناه خيرا إن شاء الله .. لعل الدنيا ظلمتك و لكن لا تنسي[/FONT][FONT="]أنه ما دامت الأرواح في نفوس البشر سيبقى الخير في قلوب البعض[/FONT][FONT="]..[/FONT][FONT="] *[/FONT][/FONT]
[FONT="]لم [FONT="]أستطع التعبير عن حالتي سوى بدموعي حينها لا أعلم كيف أصف شعوري[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]لا[/FONT][FONT="]أستطيع وصفه .. مددت يدي لإلتقاط المنديل....ولمحت في عيني الشاب نظرة[/FONT][FONT="]مبهمة ثم قالي ماسبب دموعك يا أختاه.. لم أجبه و بقيت صامتة أنظر إليه ثم[/FONT][FONT="]ابتسم لي إبتسامة حزينة و كأنه متأثر لحالتي و في نفس الوقت يريد أن يخفف[/FONT][FONT="]عني ..في هذه اللحظة قالت لي السيدة[/FONT][FONT="]اميلي[/FONT][FONT="].. * [/FONT][FONT="]عزيزتي مريم إن لم تستطيعي البقاء هنا أخرجي قليلا إلى الحديقة و استنشقي بعض الهواء لترتاحي .. و بعدها ألتحق بك[/FONT][FONT="]..*
[/FONT][FONT="]ففعلت كما طلبت منّي و انسحبت من الاجتماع .. لم تكن بإرادتي فقد اخذلتني[/FONT][FONT="]دموعي وأخرجت مني كل حزن أعماقي الذي حاولت اخفاءه لسنوات .. ما عدت أستطيع[/FONT][FONT="]كتم كل تلك المشاعر و الأحاسيس..خرجت مسرعة و جلست على كرسي في الحديقة[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]أخذت نفسا عميقا و استغفرت ربي ... ثم أخرجت صورة والدي من بين صفحات[/FONT][FONT="]كتابي و كلي شوق لحنانه و قبلاته و رحمته فقد كان نعم أب أجمل هدية من[/FONT][FONT="]المولى عزوجل كان أبي أمي التي لم أرى نور وجهها.. وبقيت أتأملها[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]مرت دقائق قليلة .. حتى رأيت نفس الشاب خارجا من المكتب و متجها نحوي .. جلس بالقرب مني و نظر الي سائلا[/FONT][FONT="] ..*[/FONT][FONT="]هل ارتحت قليلا ؟؟[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]أجبته بنعم .. ثم قال[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]هل تمانعين أن تكلّميني قليلا فأنا لا أعرف أحدا هنا .. سأحاول أن أكون صديق الجميع و أساعدهم .. أنا متأكد أنك ستساعدينني في الأمر[/FONT][FONT="]*.. [/FONT][FONT="]فأجبته و الخجل يقتلني[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]حسنا و لكن يمكن للأخ يحيى أن يساعدك سوف يأتي بعد قليل[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]قال لي[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]و لكنني أتذكر أن المديرة أشارت بأنك من ستساعدها[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]و ضحك .. لم أنتبه لنفسي فضحكت و نظرت إليه .. هنا قال لي[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]حسنا لنتعارف .. أنا وليد .. من الأردن جئت إلى هنا مع والداي قبل 10 سنوات .. و أنا الأن أدير مطبعة للكتب و أنت ؟[/FONT][FONT="] * ...* [/FONT][FONT="]أنا مريم .. من الجزائر .. ولدت و كبرت هنا بأمريكا[/FONT][FONT="] ...[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]و هكذا أخذ الحوار مجاله .. حكى لي بعضا عن ماضيه ورويت له قصتي .. بقينا[/FONT][FONT="]نحكي قرابة ساعة دون أن نشعر بالوقت يمر[/FONT][FONT="]..
[/FONT][FONT="]و بعدها قام و ودّعني و وعدني[/FONT][FONT="]أنه سيعود غدا ليتعرف أكثر على باقي[/FONT][FONT="]الماكثين هنا و أنه سيسعد ان واصلنا[/FONT][FONT="]الحديث حيث توقفنا .. و ذهب[/FONT][FONT="] .[/FONT][/FONT]
[FONT="]أحسست[FONT="]براحة كبيرة بعدما وجدت شخصا ارتحت للحديث إليه بعدما كان طيف والديا هو[/FONT][FONT="]مأنسي الوحيد .. بقيت الإبتسامة في وجهي طوال بقية النهار خصوصا بعدما[/FONT][FONT="]جاءت[/FONT][FONT="]الي المديرة و أخبرتني أنه سيكرر زياراته لمساعدة الجمعية ... هكذا[/FONT][FONT="]مرت[/FONT][FONT="]الأيام والأسابيع و الشهور.. كان يأتي مرة أو مرتين في الأسبوع[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]يحكي و[/FONT][FONT="]يساعد الكل هنا .. و كان كل مرة يخصص لي جانبا من وقته لنتبادل[/FONT][FONT="]أطراف[/FONT][FONT="]الكلام[/FONT][FONT="] ..[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]إلا أن جاء ذلك اليوم لم أكن أتصور أني سأخرج مرة ثانية إلى العالم و أرى[/FONT][FONT="]الناس و أحتك بهم ... حين طلبت مني المديرة أن أعمل في الجمعية كمساعدة لها[/FONT][FONT="]بعد مغادرة مساعدها[/FONT][FONT="]يحيى[/FONT][FONT="]إلى مدينة أخرى .. قالت لي أنها بحاجة لفتاة حيوية مثلي كي تساعدها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]ترددت في البداية فقد كنت خائفة من تحمل مسؤولية كهذه .. و ما إن جاء وليد[/FONT][FONT="]حتى قلت له عن عرض السيدة[/FONT][FONT="]ايميلي[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]سٌرّ كثيرا و رحب بالفكرة ثم نصحني[/FONT][FONT="]بالموافقة و قال لي أنه سيساعدني و[/FONT][FONT="]يدعمني إن إحتجت إليه .. و هكذا وافقت[/FONT][FONT="]على العرض و بدأت أتعلم شيئا فشيئا[/FONT][FONT="]أمور إدارة الجمعية و كان الكل يدعمني و[/FONT][FONT="]يساندني[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]حتى جاء يوم .. أتى فيه إلى هنا و لكنه لم يتحدث الي بل رأيته ذاهبا مباشرة[/FONT][FONT="]إلى مكتب المديرة و بعد حوالي ربع ساعه خرج و ذهب .. على غير العادة[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]و في تلك الليلة جاءت السيدة[/FONT][FONT="]ايميلي[/FONT][FONT="]إلى غرفتي و قالت لي[/FONT][FONT="] ..
* [/FONT][FONT="]مريم .. إذا لم تكونى منشغلة أود أن أحدثك بموضوع .. ؟[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]فقلت لها[/FONT][FONT="] *[/FONT][FONT="]نعم .. تفضلي[/FONT][FONT="] * . [/FONT][FONT="]أخبرتني أن[/FONT][FONT="]وليد[/FONT][FONT="]يريد أن يتقدم لطلب يدي .. لا أدري حينها ماذا حدث لي[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]تلعثم لساني و تلبكت من شدة الخجل .. اقتربت مني و قالت[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]فكري بالأمر .. و من جهتي أراه شابا صالحا .. سينسيك تعب سنينك[/FONT][FONT="] ..[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]و ذهبت[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أمضيت تلك الليلة و أنا أفكر .. استرجعت فيها كل ما أتذكره عنه و أول لقاء و[/FONT][FONT="]حوار بيننا .. وضعت نصب عينيّا رأي والدي فيه لو كان حيا[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]و بحلول الصباح اقتربت من مكتبها و الخجل يربكني و يرددني .. ثم دخلت و[/FONT][FONT="]أخبرتها بموافقتي .. لن أنسى كم كانت فرحتها كبيرة و عارمة .. فرحة جسّدت[/FONT][FONT="]لي روح والدتي في صورة مديرتي .. ثم قالت لي[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="].. [/FONT][FONT="]لطالما حلمت بيوم أفرح فيه بعرس ابنتي .. و لكن ارادة الله شاءت غير ذلك لأنني لم أرزق بالأولاد[/FONT][FONT="]..
[/FONT][FONT="]و ها أنا الأن أراك تستعيدين طعم الحياة الذي[/FONT][FONT="]سلب منك .. و أستطعم ذلك[/FONT][FONT="]الحلم الذي راودني طويلا .. أنت منحتني في هذه[/FONT][FONT="]اللحظة شعور الأم بابنتها[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]*
[/FONT][FONT="]فأجبتها و الدموع تروي وجنتيّ[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]من أول يوم عرفتك[/FONT][FONT="]فيه رأيت فيك حنان الأم الذي لم أعرفه .. و ها أنا في أيام عمري .. أسمع[/FONT][FONT="]هذه الكلمات منك التي تزيدني احتراما و محبة لك .. شكرا جزيلا لك[/FONT][FONT="] ..[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]و عانقتها ثم قلت[/FONT][FONT="] *[/FONT][FONT="]انني أعيش لشيئ لا طالما انتظرت من سيزيح الغبار عنه ليظهر ويبدو لهم[/FONT][FONT="] ..[/FONT][FONT="]*
[/FONT][FONT="]و في مساء نفس اليوم عاد وليد يتلهف الى الجمعية منتظرا إشارة المرور ...كنت أراقبه ... عندما تماشى بخطى زاد من رقتها ثقته وتفاؤله[/FONT][/FONT]
[FONT="]أخبرته[FONT="]المديرة بموافقتي تبسم بسمة لم أراها قط من مرير حياتي ...بعدها طلب أن[/FONT][FONT="]نلتقي ففعلت و بقينا جالسين نتحاور و نبدي أراءنا و أجمل شيئا زاد من فؤادي[/FONT][FONT="]أن حبه لي حب طاهر شريف وليس حب الشوارع و البيوت الخالية...إننا سنقيم[/FONT][FONT="]عرسا بأهازيج كبقية الشابات عندها أحسست أنني وجدت من يكملني ويحمل جزءا[/FONT][FONT="]مني[/FONT][FONT="]...[/FONT][/FONT]
[FONT="]بعد شهر[/FONT] [FONT="]... [FONT="]هاهي الأيام تمضي من صفحتي الجديدة التي تمنيت أنني طويتها من قبــل ولو حن القدر لطويتها مع كل من أحب[/FONT][/FONT][FONT="] {[FONT="]والدي ووالدتي[/FONT][FONT="]} [/FONT][FONT="]أكتب هنا وأنا مقبلة على مرحلة جديدة سطحيا تظهر أنها تحوي حياة إسلامية بذاتها....غدا موعد زواجي[/FONT][FONT="]...[/FONT] [FONT="]نبشت في صندوق أمي و إسترجعت بعض الذكريات ثم جهزت فستانها الأبيض اللؤلؤي[/FONT][/FONT][FONT="]... [FONT="]لملمت حاجياتي وغادرت برفقة[/FONT][/FONT][FONT="]وليد[FONT="]متجهة نحو المقبرة الجهوية للمسلمين هناك ترحمت على والداي وقرأنا الفاتحة[/FONT] [FONT="]ثم[/FONT][/FONT][FONT="]غادرنا ...عدت إلى البيت وفتحت مذكرتي من جديد وبدأت أخطو كلمات[FONT="] ....[/FONT][FONT="]كتبتها ويدي ترتعش فرحــــــــــا....إستعدادا ليوم يذكر طول الحياة[/FONT] [FONT="]طبعا[/FONT][/FONT][FONT="]أكذب على نفسي إن قلت نمت لأول مرة مرتاحة لكن المشكلة التي لا تعتبر[FONT="]مشكلة أنني إستغنيت عن طعم النوم هذه الليلة.....حين قضيتها سارحة في أحلام[/FONT][FONT="]يبدو أنها ستتحقق أخيرا بعد طول انتظار....أصبحت بحلة جديدة و أقبلت على[/FONT][FONT="]عالم جديد اذ بمعازيم تتقدم وقاعة الحفلات تمتلأ بنفوس طاهرة تشع نورا[/FONT][FONT="]... [/FONT][FONT="]تقدمت والكل منتبه إلى فستاني الذي اقتنيته من أغلى شخص لم تتمكن عيناي من[/FONT][FONT="]رأياه[/FONT]
[FONT="]....[/FONT][/FONT] [FONT="]فقد تخيلت ملامحه كي لا يبقى إسمه بلا صورة....انتهى الزفاف وبدأت السعادة[FONT="] {[/FONT][FONT="]بأذن الله تعالى[/FONT][FONT="]} [/FONT] [FONT="]و أخيرا فتحت لي البوابة لأباشر بتحقيق آمالي ...و تدوينها في[/FONT][/FONT] [FONT="]مذكرتي التي لم و لن أنساها .فلا تتأكدي يا حاملة أسراري أن السعادة لن تنسيني فيك......واعلمي أنني سأزورك دائما بأخبار جديدة[/FONT]
[FONT="]...[/FONT]
[FONT="]و[FONT="]هكذا مضت السنين و مضى سرب الأيام مع وليد .. كانت كسرعة البرق ...ما ان[/FONT][FONT="]يأتي يوم إلا و تلحقه لحظات جميلة بين عشنا الزوجي و عملنا الخيري المشترك[/FONT][FONT="]في الجمعية .. اذ خصصت للجمعية وقت أكبر في مجال حرفتي حتى أمد يد[/FONT][FONT="]المساعة[/FONT][FONT="]بقدر الامكان كما مٌدت لي يوما[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]و[/FONT][FONT="]بعد[/FONT][FONT="] 4 [/FONT][FONT="]سنوات من رحلة زواجنا اقتنينا فيها ثمار حبنا الطاهر .. طارق و[/FONT][FONT="]أمينة[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]كل هذه المدة حقا لم يدق الحزن بابنا يوما ... و لم نسمح للدنيا[/FONT][FONT="]بأن[/FONT][FONT="]تسيطر علينا .. كيف ذلك و نحن نبني أسرة صغيرة أساسها الإسلام و[/FONT][FONT="]المحبة[/FONT][FONT="] ...[/FONT][/FONT]
[FONT="] [FONT="]إلى أن تغيّر مسارنا و انقلبت سفينة رحلتنا وسط السعادة .. وصل من يوقف[/FONT][FONT="]بسماتي و بسمات أولادي و يا ليته لم يأتي ...ذالك اليوم الذي لم أتخيله و[/FONT][FONT="]لم يكن على البال ولا على الخاطر وفي الحسبان .. اليوم الذي وجدت فيه وليد[/FONT][FONT="]يموت وهو حي ... الرمز الذي جاءني بالتفاؤل وصافحنا معا دروب الحياة أجده[/FONT][FONT="]مستسلم للقدر .. يذوب أمامي و أنا عاجزة .. خائفة[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]هو اليوم الذي سقط فيه وليد مريضا على الفراش .. لم تكن نزلة برد أو حمى أو[/FONT][FONT="]أيّ مرض عادي .. لن أنسى كلمات الطبيبة بعد التشخيص و هي تطرق في أذني[/FONT][FONT="]كالصاعقة[/FONT][FONT="] ..* [/FONT][FONT="]سيدتي .. يجب أن أخبرك و بكل صراحة[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]زوجك مريض مرضا سيلزمنا ابقاءه في المستشفى و تحت العناية .. لأنه يعاني[/FONT][FONT="]من[/FONT][FONT="]أعراض سرطان الدم[/FONT][FONT="] ....[/FONT][FONT="] *
.......[/FONT][FONT="]حينها بدأت المعاناة من جديد وما أحسست أنه انقرض من حياتي وجدته[/FONT][FONT="]يطرق قاموسي ... عدت الى وحدتي .. و يأسي و ظلام حزني .. هذه المرة لست[/FONT][FONT="]وحدي .. بل لدي ولدان .. لا أريدهما أن يعيشا ما عشته و لا أن يعانيا كما[/FONT][FONT="]عانيت .. لا أريد كل هذا .. يجب أن أقاوم و أثابر هذه المرة ليس من أجل[/FONT][FONT="]نفسي فحسب بل من أجل أغلى الأشخاص لدي .. زوجي و أولادي[/FONT][FONT="]
.. [/FONT][FONT="]عدت الى البيت و تركته هناك بين جدران الوحدة الموحشة في المستشفى[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]حتى بيتنا الدافئ أصبح موحشا .. بكيت و صليت و دعوت ربي ليل نهار .. بقيت[/FONT][FONT="]هكذا أياما بين المستشفى و المنزل[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الا أن زادت صدمتي صدمتين و معاناتي معانتين ..وصلتني رسالة مفادها أن[/FONT][FONT="]المطبعة أغلقت بسبب تراجع العمل فيها و عدم دفع الضرائب .. تم تسريح العمال[/FONT][FONT="]من طرف السلطات[/FONT][FONT="]
*[/FONT][FONT="]ما هاذا يا الاهي .. اسودت الدنيا في وجهي مجددا[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]من أين لي بمصاريف العلاج و كيف سأطعم أولادي ماذا سأقول لوليد غدا عند[/FONT][FONT="]زيارتي كيف سأوجعه أكثر مما هو عليه ؟؟[/FONT][FONT="]* .. [/FONT][FONT="]أسئلة اختلطت في ذهني و أفقدتني صوابي .. تركتني حائرة يومها[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]و في صباح الغد ذهبت كعادتي الى المستشفى و أنا أحاول اخفاء توتري[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]و دموعي[/FONT][FONT="]عن وليد .. لا أريده أن يعلم يما يجري .. لا أريد أن أفجعه[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]تظاهرت بأن[/FONT][FONT="]كل شيء على ما يرام .. و عدت للمنزل و عند الباب وجدت السيدة[/FONT][FONT="]ايميلي[/FONT][FONT="]واقفة[/FONT][FONT="]في انتظاري .. اندهشت لقدومها فجأة رحبت بها و دخلنا المنزل .. سألتني عن[/FONT][FONT="]حالة وليد ثم دخلت في صلب الموضوع مباشرة[/FONT][FONT="] * [/FONT][FONT="]سمعت[/FONT][FONT="] بما[/FONT][FONT="]حدث للمطبعة .. قلبي عندك أعلم أنه صعب عليك .. كل من في الجمعية [/FONT][FONT="]يسألني [/FONT][FONT="]عنكما .. تصوري كلهم يريدون المساعدة .. لم ينسوا فضله و فضلك[/FONT][FONT="] عليهم[/FONT][FONT="] ..[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]منحتني مبلغا من المال قد جمعوه أصحاب الجمعية حتى أساعد نفسي به و همت[/FONT][FONT="]ذاهبت داعية أن يشفى[/FONT][FONT="]وليد[/FONT][FONT="]في أقرب وقت ممكن حتى يزيل عني تعب الأيام و[/FONT][FONT="]السنين[/FONT][/FONT]
[FONT="]مذكرتي[FONT="]ها أنا أعود لك كل عشية وضحاها...حين ما أتفرغ دقائق لرؤية صفحاتك[/FONT][FONT="] ...[/FONT][FONT="]تعاتبني نفسي دائما وتقول يجب عليك حماية أطفالك وزوجك بأي شكل من[/FONT][FONT="]الأشكال فأنا أملهم وبي حاضرهم يقاس ومستقبلهم يبنى[/FONT][FONT="]...[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]سامحوني جميعا لم أستطع ... بحثت كثيرا لأجد[/FONT][FONT="]مريم[/FONT][FONT="]القديمة,القوية[/FONT][FONT="].. [/FONT][FONT="]لكن دون جدوى تذكر.لم أفقد الأمل,فكل أمالي في الله...أشكرك يا وليد لأنك[/FONT][FONT="]جعلتني أستعير السعادة معك وتقمصنا طعم الحرية والإستقرار معا. ضميري[/FONT][FONT="]الطاهر الوفي دائما يؤنبني ويشعرني أنني لا أبذل أي جهد زائد فكل ما أقوم[/FONT][FONT="]به واجب أو أقل[/FONT][FONT="].[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]مذكرتي...لا يوجد أحد أبوح له قمة تعبي وأهاتي...الا لك يا رفيقة درب[/FONT][FONT="]حياتي..ويا حاملة لأسراري...يا صاحبة كياني ووجودي...حينما أكتب هنا,تكتب[/FONT][FONT="]لي الحياة فرصة لأجل التغيير.فأنا مناضلة بحق... ولا أقول هذا عني...وأفتخر[/FONT][FONT="]به[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لكن لأبين رزانة والدي و صفات أمي التي ورثتها عنها بعد مماتها[/FONT][FONT="]...[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]اليوم كعادتي خرجت بأمل جديد متجدد..فاعترضني وحش في الطريق ورأى في طهارة[/FONT][FONT="]قلبي وحجابي فريسة يثبت بها رجولة العجول....شريفة أنا لأنني منعته من[/FONT][FONT="]تسوية حاله مني..فكتبت دموعي المكتومة هاته الكلمات:شيوعي أنت بلا[/FONT][FONT="]ديــــــــن ...أما أنا مسلمة وأفتخر بوجودي[/FONT][/FONT] [FONT="] [FONT="]تبوح مشاعري أحيانا بكلمات تعاكس ما يجول في عقلي المتزن....أواجه أمورا ...يتبخر مصدر رزقي ويغلق بباب من فولاذ حال أولادي[/FONT][FONT="]...
[/FONT][FONT="]هاهي الشهور تمر ...رجل يظهر ورحمة الله تشع...اليوم قدمت رائحة بلدي[/FONT][FONT="]وأصلي تنعنع بأمل يفوق الخيال ولكن مقتنعة فببساطة هذه هي رحمة الله...انه[/FONT][FONT="]السيد[/FONT][FONT="]خالد[/FONT][FONT="]القادم من الجزائر...يقول أنه أخ[/FONT][FONT="]غير شقيق لوالدي لأبي انه صديقه الحميم...بحث عني طوال سنين منذ وفاة[/FONT][FONT="]والدي[/FONT][FONT="]و اخيرا وجدني جاءني بمال لم يسبق لي أن تلفظت بمبلغه...وقال[/FONT][FONT="] *[/FONT][FONT="]هذا رزقك بنيتي[/FONT][FONT="]* ...[/FONT][FONT="]في بادئ الأمر رفضت المال كليا لكنه اقنعني ، وما زادني قناعة وضع[/FONT][FONT="]زوجي[/FONT][FONT="]الذي تفانى بكل إخلاص في بناء بيت السعادة . وتأثرت لأولادي...ما[/FONT][FONT="]ذنبهم؟ ما[/FONT][FONT="]خطبهم؟ قبلت المال و أخبرت السيد[/FONT][FONT="]خالد[/FONT][FONT="]أنني[/FONT][FONT="]ما[/FONT][FONT="]قبلته إلا لأساعد زوجي ليقف على رجليه مرة أخرى وأضمن بطاقة لأبنائي[/FONT][FONT="]في[/FONT][FONT="]قطار الحياة الذي كنت متيقنة أنه وما أن ركبوه سيتوقف بهم في أولى[/FONT][FONT="]سككه...لذا[/FONT][FONT="]وليد[/FONT][FONT="]يعالج في عيادة خاصة...ويتلقى علاجات كيميائية...وحالته من[/FONT][FONT="]الجيد إلى الأجود[/FONT][FONT="]...[/FONT][/FONT]
[FONT="]هاقد مرت الأيام و[FONT="]وليد[/FONT][FONT="]يتماثل[/FONT][FONT="]للشفاء شيئا فشيئا و يستعيد طعم الحياة .. يوما بعد يوم أرى إبتسامته تشع[/FONT][FONT="]فيه نورا و أملا .. مرت ثلاث سنوات كأنها الدهر من دونه .. ثلاث سنواتأ[/FONT][FONT="]مضيناها بين المنزل و المستشفى .. و قد حان وقت عودته إلى بيته .. بين[/FONT][FONT="]ولديه اللذان كبرا و انظما لعالم الدراسة .. و زوجته التي انتظرت هذه[/FONT][FONT="]الفرصة بكل شوق .. عدنا إلى بناء أسرتنا من جديد و لم شملنا .. و كما كانت[/FONT][FONT="]صدمتي بمرضه صدمتين .. ها هي فرحتي بعودته فرحتين .. فرحة شفائه و مفاجأة[/FONT][FONT="]الجمعية التي رافقتها .. كلهم اجتمعو في اعمال و حرف .. شاركو بها في معرض[/FONT][FONT="] .. [/FONT][FONT="]ليس من أجلهم هذه المرة بل من أجل رد الجميل .. و بمقابل أرباحهم[/FONT][FONT="]دفعوا[/FONT][FONT="]ضرائب المطبعة المتراكمة .. لتعيد فتح أبوابها من جديد و معها تفتح[/FONT][FONT="]لنا[/FONT][FONT="]الحياة فرصة الأمل مجددا[/FONT][FONT="] ..
[/FONT][FONT="]سارت أيام و مضت السنوات إلى أن كبر[/FONT][FONT="]طارق[/FONT][FONT="]وصار طبيبا كما حلم دوما منذ مرض والده .. و تزوجت أمك[/FONT][FONT="]أمينة[/FONT][FONT="]و أنجبتك يا[/FONT][FONT="]ايمان[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]من[/FONT][FONT="]يوم عودة جدك يا حبيبتي عاهدت نفسي أن أستغل كل لحظة سعادة أعيشها و[/FONT][FONT="]علمتني كل تلك السنين ... أن الدنيا اذا أقفلت في وجي باب .. سيفتح لي الرب[/FONT][FONT="]ألف باب و هذا الكتاب[/FONT][FONT="] *[/FONT][FONT="]نساء الاسلام[/FONT][FONT="]* [/FONT][FONT="]لك منذ[/FONT][FONT="]اليوم .. قرأته مرارا و تكرارا و[/FONT][FONT="]في كل مرة كنت أتعلم منه .. عن جمال[/FONT][FONT="]ديننا وحياة نساء أنارو شعلة الإسلام [/FONT][FONT="]قبلنا .....وها أنا اليوم أستقر أمام[/FONT][FONT="]أولادي وأحفادي وزوجي[/FONT][FONT="] ...
[/FONT][FONT="]تفضلي عزيزتي هذه [/FONT][FONT="]المذكرة[/FONT][FONT="] خبئيها وافتخري[/FONT][FONT="]بها .... لأنها رمز ودليل على أصلك ....ها هي [/FONT][FONT="]ايمان[/FONT][FONT="] تتخذ من معاناة جدتها[/FONT][FONT="]دروسا و عبر و تعاهد نفسها على الإلتزام بدينها و تبتعد كل البعد عن شهوات[/FONT][FONT="]الحياة[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لتفتح صفحتها نحو الحياة و تخطو فيها خطوات تثبتها الأخلاق الإسلامية و[/FONT][FONT="]تنتبه إلى تصرفاتها نحو والديها و مع أهلها و كل المجتمع من حولها ... هي[/FONT][FONT="]الأن تبدأ في رسم مسار كله ثقافة و علم و ايمان
[/FONT][/FONT]
[FONT="]كل شيئ يتواصل كما كان ...و[FONT="]ايمان[/FONT][FONT="]تعيش حياة جديدة...أساسها نصائح جدّتها و[/FONT][FONT="]دليلها مذكّرة تروي قصة مثابرة و جهاد لإمرأة وضعت بصمتها بأخلاقها و إسلامها[/FONT]
[FONT="]الى أن تظهر السيدة[/FONT][FONT="]دلندة[/FONT][FONT="]زوجة والد[/FONT][FONT="]مريم[/FONT][FONT="]وهي[/FONT][FONT="]بحلة جديدة أنستهم في شيخوختها ، لقد اعتنقت الإسلام بعد أن ضاقت بها[/FONT][FONT="]ربوع[/FONT][FONT="]الحياة جاءت و الندم يبكي عينيها[/FONT][FONT="]ولحسن حظها أن تقبلتها السيدة[/FONT][FONT="]مريم[/FONT][FONT="]على رحب وسعة ما لشيئ إلا لأنها في يوم مضى ...اعتنقت الإسلام[/FONT][/FONT]
الف الف الف مبروووووك الفوز لذا الفريق العظيم و الله مجهود رائع جدا و القصة جميلة جدا عجبتني و الله و خاصة ان مبدعة اللمة حاضرة فيها أكيد يكون فيها الإبداع شكون عندو شك ؟ ههههههههههه
مواهب تبارك الله عليكم عندكم حس كتابي للقصص و الروايات ماشاء الله
ربي يخليكم و نشاله نشوفوا الجديد منكم ديما
تحيتي ليكم جميعاا خاوتي