تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن

issac570

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 أكتوبر 2007
المشاركات
3,646
نقاط التفاعل
1,809
النقاط
191

ترك القتال:
عند نشوب الفتن بين المسلمين وجب على الناصح لنفسه وللمسلمين ترك المشاركة فيها بقتال أونحوه
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]
185263797.jpg


[/FONT]
مِن النّاس مَن هو منفلت اللِّسان في حقّ غيره حتّى كأنّ لسانه ليس منه أو ليس وراءه عقل يعقله وتحكمه. حيث تتساقط من فمّه الكلمة الوقحة والألفاظ النّابية تساقط الدود مِن لحم نتن، فهو يُؤْذِي أخاه إنْ تحدّث معه، تسمَع مِن سبابه ولعنه ما لا حَدَّ له فتكون سبباً في إشعال أو ضياع أمّة أو فقدان صديق، أو فِراق حبيب.

لقد حَذّر الله تعالى ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم من عثرات اللِّسان وأخطاره وأخطار كلماته، قال الله تعالى: ''لا يُحبُّ الله الجهر بالسُّوء من القول إلاّ من ظُلِم''، وقال تعالى: ''فاجْتنِبُوا الرِّجْس من الأوثان واجْتنِبوا قول الزُّور'' وقال سبحانه: ''والّذين يُؤْذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكْتسبوا فقد احتملوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً''. وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''سِباب المسلم فُسوق وقِتاله كُفر''، وروى مسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يكون اللّعانون شُفعاء ولا شهداء يوم القيامة''، قال سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: كنّا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأيناه قد أتى باباً من الكبائر.

ومن الأدب أنّه لا يجوز سبُّ مَن يُعاقب لأنّ الحدود في الإسلام تأديب وتعذيب لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أُتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برجل قد شرب، قال: اضربوه، قال أبو هريرة: فمنّا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه، فلمّا انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هذا، لا تعينوا عليه الشّيطان. أي: إنّ في سبِّ العاصي المعاقَب تنفيذاً لمآرب الشيطان الّذي زيَّن له المعصية، فإذا دعا النّاس عليه بالخزي فكأنّهم يحقّقون مقصود الشّيطان.

إنّ شتم المسلم وتعييبه فِسْقٌ، أي خروج عن طاعة الله تعالى، لخروج هذا السلوك عن دائرة أخوة الإيمان، ثبت في صحيح البخاري عن أبي ذرّ رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسق أو الكفر إلاّ ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك''. أي: رجعت على القائل تهمة الكفر أو الفسق، وهذا دليل على تحريم تفسيق غير الفاسق. وإيذاء الآخرين سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً ظاهرة تخلّف وانتكاس وبدائية وهمجية لأنّ الإيذاء يؤدّي إلى ردود فعل كثيرة سيّئة، منها حبّ الثأر والانتقام وزرع الأحقاد وإثارة المنازعات.




يقول الله عزوجل: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكمخاصة }(الأنفال:25)، والفتن التي تقع بين المسلمين داخلة في هذا النص، يدل عليهعمومه كما رجحه ابن كثير في تفسيره، وله في ذلك سلف، فقد روى أحمد (1/165) بسند حسنعن مطرِّف أنه قال بعد مقتل عثمان – رضي الله عنه -: قلنا للزبير – رضي الله عنه -: ( يا أبا عبد الله! ما جاء بكم؟! ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟! قالالزبير – رضي الله عنه -: إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيبكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم -: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }(الأنفال:25)، لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت).

ويدخ فيالفتنة هنا اختلاف أهل الإسلام حتى ربما قتل بعضهم بعضا، ويزيده وضوحا قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاويذيق بعضكم بأس بعض اُنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}(الأنعام:65)،فقد أخبر أنهذه الأمة تختلف حتى يلبسها الله شيعا أي فرقا مختلفة، وهذه الفتنة، لإمكانيةالوقوع لم يقصِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير منها وبيان طرق الوقايةمن شرِّها، وينجِّي الله منها أهل الاتباع بحقٍّ، جعلنا الله منهم.

بل لأنيُقتلَ المرء فيها خير له من أن يَقتلَ، روى أحمد (5/292) والحاكم(3/281) عن خالدبن عرفطة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا خالد ! إنها ستكون بعديأحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل ) وصححهالألباني في "الإرواء"(2451).

وعند أبي داود (4257) بسند صححه الألباني أيضافي تعليقه عليه عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: ( يا رسول الله! أرأيت إن دخل عليبيتي وبسط إليَّ يده ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن كابنيآدم، وتلا يزيد (شيخ أبي داود) : { لئن بسطت إلي يدك }(المائدة:28)، الآية ).

ولذلك روى خليفة بن خياط في "تاريخه"(ص239) بسند صحيح عن الحسن قال: ( أصيب ابنا زينب يوم الحرَّة، فحملا إليها، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماأعظم المصيبة عليَّ فيهما! ولهي في هذا أعظم علي منهما في هذا، أما هذا فبسط يدهفقاتل حتى قتل فأخاف عليه، وأما هذا فكف يده حتى قتل فأنا أرجو له )، وزينب هذه هيبنت أم سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء منصوصا عليه في "دلائلالنبوة" للبهقي(6/475) و"تاريخ دمشق" لابن عساكر(57/107)، ومعنى هذه القصة العجيبةأن زينب – رضي الله عنها – لم تخف من عذاب الله على ولدها الذ كف يده عن المواجهةلما هاجت الفتنة بقدر ما خافت على ولدها الآخر الذي واجه الفتنة بسيفه مع أنه قُتل! فقدمت مصيبتها في دين ولدها على مصيبتها في دنياه على الرغم من أن مصيبة الدنيا تلككانت أعظم مصائب الدنيا، ألا وهي فقدها إياه بل فقدها ولديها جميعا، فتأمل هذاالاتباع، وتأمل هذا الصبر على الحق!

[FONT=&quot]من كتاب "تمييز ذوي الفطن بين شرف [/FONT][FONT=&quot]الجهاد وسرف[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]الفتن" للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني[/FONT]

 
آخر تعديل:
موضوع جميل وفي الصميم وفعلا فيه كثير من الامور تحدث في وقتنا بسبب تناوشات بالكلام وتطور احيانا حتى القتل لدلك يجب دائما ان ندقق في رد الاخر وادا لقينا منه بداية لرد مثير يريد به الشجار وخلق فتنة فالاولى او الافضل تجنب الرد عليه او الاستمرار في مجادلته
وياريت ينفذ هدا المبدأ في المنتديات ايضا لان من الملاحظ انه هناك مناوشات كثيرة وكلام خارج عن الادب من البعض يخجل المرء حتى من قراءته
فالاولى من الكل ان يطبق مبدأ السكوت عن الاحمق جوابه لان من لا يفهمك ادا ما تكلمت وبادر بردود مستفزة فهو بالضرورة لا يفقه شيء مما يقرأ او يقول فالاولى ترك عدم الرد وليفهم ما يفهم الاخر المهم ان نكون مقتنعين باراءنا و افكارنا ولا يجب ابدا العمل على ترسيخها عند من لا يققه شيء سوى لغة الجدال والسب
 
موضوع جميل
شكرا لانك ابدعت
 
موضوع جميل وفي الصميم وفعلا فيه كثير من الامور تحدث في وقتنا بسبب تناوشات بالكلام وتطور احيانا حتى القتل لدلك يجب دائما ان ندقق في رد الاخر وادا لقينا منه بداية لرد مثير يريد به الشجار وخلق فتنة فالاولى او الافضل تجنب الرد عليه او الاستمرار في مجادلته
وياريت ينفذ هدا المبدأ في المنتديات ايضا لان من الملاحظ انه هناك مناوشات كثيرة وكلام خارج عن الادب من البعض يخجل المرء حتى من قراءته
فالاولى من الكل ان يطبق مبدأ السكوت عن الاحمق جوابه لان من لا يفهمك ادا ما تكلمت وبادر بردود مستفزة فهو بالضرورة لا يفقه شيء مما يقرأ او يقول فالاولى ترك عدم الرد وليفهم ما يفهم الاخر المهم ان نكون مقتنعين باراءنا و افكارنا ولا يجب ابدا العمل على ترسيخها عند من لا يققه شيء سوى لغة الجدال والسب

صدقتي
 
بارك الله فيك

اللسان سلاح فتاك قد يساهم في احياء دولة ، وقد يسبب ضياعها وهلاكها
كلمات جد مفيدة ومعلومات تعطينا القوة الكافية لمواصلة الدرب القصير
احسنت
واصل
تحياتي
 
بارك الله فيك

اللسان سلاح فتاك قد يساهم في احياء دولة ، وقد يسبب ضياعها وهلاكها
كلمات جد مفيدة ومعلومات تعطينا القوة الكافية لمواصلة الدرب القصير
احسنت
واصل
تحياتي


شكرا جزيلا


 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top