هي سلسلة تنطلق من اليوم بإذنه تعالى ,نعالج من خلالها أهم المسائل المتعلقة بالأسرة ’ و تكون بقلم حصري ومجهودات خاصة بطريقة منظمة , و تكون بها نقاشات و تدعيمات مفيدة.
اليوم ان شاء الله نعالج موضوع :*المفاضلة بين الأبناء..الأسباب و النتائج**
هو موضوع يغفل عنه الكثير ’ولا يولوه أهمية لكنه مفيد و مهم على كل الأصعدة.
فنجد بعض الآباء يفضل ولد على آخر عن علم أو عن جهل..طبعا ليس الكل فكثير من يقول :
*أولادي كأصابع يدي لا أستطيع التخلي عن اصبع منهم*
وهذه المفاضلة تكون في التفريق بين الأولاد و عدم العدل بينهم في المعاملة وفي المجازاة
و حتى في العقاب..
وقد تكون هذه المفاضلة بسبب أن هذا ولد وتلك بنت, أو هذا آخر العنقود وذاك ناجح في دراسته
والآخر مريض و *قليل صحة*
سئل أحد الحكماء قديما ’ عن أحب أولاده لقلبه فأجاب:
*صغيرهم حتى يكبر, ومريضهم حتى يشفى, وبعيدهم حتى يرجع*
فالأب محبب له الذكور و الأم آخر العنقود...كل هذه الأمور تولد الحسد و الضغينة
و الكراهية بين الأولاد, وأبرز الإفرازات في عدم العدل نتائج وانحرافات سلوكية و اجتماعية
و أخلاقية نحن في غنى عنها.
من ناحية علم النفس فالولد يكبر بنفسية تعبة وأسلوب خشن في المعاملة و شخصية
عدوانية و منزوية, و قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته تقف عندها كل الأدلة.
مثل هذه المفارقات و المفاضلات تترتب عنها أشياء كثيرة فيلجأ الولد إلى كل الطرق ,
المشروعة و غير المشروعة,’المقبولة و المنبوذة للفت انتباه الأولياء.قصة صادفتني مع تلميذة
ناجحة وممتازة تذبذبت في المدة الأخيرة, و بعد أخذ و رد معها’ تبين أنها تتعمد الفشل في
دراستها لتلقى نفس الاهتمام من والدتها لأخيها الصغير الفاشل في دراسته, فالأم تقضي
أوقات كثيرة معه و تهملها هي .
و لأن الأولاد تفكيرهم صغير و غير مقبول وجب على الآباء تفادي كل هذه الأموربتحكيم
عقلهم و فهم أولادهم أكثر.
ويكفينا أن ديننا و سيرة نبينا حثوا على العدل في المعاملة حتى في أصغر الأشياء مثل
القبلة, فإذا قبلت هذا وجب عليك تقبيل ذاك.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته