بسم الله الرحمن الرحيم
بحث عن التحليل المالي ووضعية المؤسسة :
********************************************************************************
مدخـل
بعد أن تعرضنا في الفصل الأول من هذا البحث إلى الشراكة الإستراتيجية التي تبنتها الكثير من المؤسسات في الآونة الأخيرة, نحاول من خلال هذا الفصل تحديد كيفية تقييم آثار هذا القرار الإستراتيجي على المؤسسة, ولعل من أهم تلك الآثار وأخطرها الأثر المالي, وما يساعد على معرفة الأثر المالي وأهم التغيرات التي أحدثتها الشراكة دراسة وتحديد المؤشرات المالية المستعملة في هذا الصدد.
قبل ذلك, سنستهل هذا الفصل بالتعريج على طبيعة الوظيفة المالية, والتحليل المالي, الذي يعتبر من أبرز مهام وأدوار هذه الوظيفة، وبما أن التحليل يتوقف على القوائم المالية فإن هذه الأخيرة ستعنى بشيء من التفصيل في هذا المبحث.
انطلاقا من التطور التاريخي الذي عرفته مقاربات التحليل, فإننا سنحاول التعرض لأهم تلك المقاربات بدءا بالتحليل المالي من منظور السيولة, وصولا للتحليل الديناميكي ومرور بالتحليل الوظيفي, وسنخصص مبحثا كاملا بعد ذلك للتحليل المالي من خلال النسب كونها أداة هامة ومستعملة بكثرة من جهة, ولأننا سنعتمد عليها لدراسة أهم التغيرات التي طرأت على الوضع المالي للمؤسسة محل الدراسة, من جهة أخرى.
المبحث الأول : الوظيفة المالية والتحليل المالي
المطلب الأول: الوظيفة المالية في المؤسسة
1- مفهوم الوظيفة المالية:
تحتوي المؤسسة الاقتصادية على عدة وظائف, منها وظيفة التصنيع, البيع، التسويق, الموارد البشرية, البحث والتطوير,...الخ. ولعل من أهم تلك الوظائف, الوظيفة المالية التي تعددت مفاهيمها, وفقا لاختلاف وجهات النظر حول جوهر ومهمة هذه الوظيفة في المؤسسة الإقتصادية(1) :
- فمن وجهة نظر الجماعة النقدية : ينسب للوظيفة المالية كل عملية تأخذ مظهرا نقديا.
- أما من وجهة النظر الإستراتيجية, فالوظيفة المالية يقع على عاتقها تهيئة وإعداد القرارات المؤمنة لفعالية تحقيق الأهداف المنشودة, ولكفاءة استخدام الوسائل المتاحة.
- وأما من جهة النظر التشغيلية: فينحصر دور الوظيفة المالية في مواجهة وتجاوز المصاعب والعقبات المالية, من خلال تحسين مؤشرات التوازن المالي, ضمان الحد الأدنى من الربحية, والحفاظ على المستوى المعقول من السيولة واليسر المالي.
من خلال هذه التعاريف يبدوا أن التعريف الأول اقتصر على صفة "المالية" وهذا مفهوم ضيق للوظيفة المالية, فهي بالإضافة إلى قيامها بالعمليات ذات الطابع المالي تؤدي دورها في التخطيط المالي,وإدارة الموجودات, ومواجهة المشاكل الاستثنائية, وهذا ما يعكس الأهمية المتزايدة للوظيفة المالية في المؤسسة .
كما أن الوظيفة المالية أصبحت ملزمة بتوفير المعلومات الضرورية للتشخيص الإستراتيجي, وكثيرا ما تتحكم القيود المالية في الخيار الإستراتيجي، مما يجعلنا نقول أن التشخيص المالي غالبا ما يسبق التشخيص الإستراتيجي, خاصة إذا كانت المؤسسة في وضعية مالية صعبة وهذا حسب الشكل التالي:
الشكل 01 –II التشخيص المالي والتشخيص الإستراتيجي (الشكل لا يظهر )
يمكن القول أن الوظيفة المالية مسؤولة عن كافة الأنشطة الرئيسية للتمويل والاستثمار والتصرف في العائد بطريقة مثلى, وهكذا تساهم مع بقية الوظائف, في بقاء ونمو المؤسسة، ويتضح مفهوم الوظيفة المالية أكثر من خلال معرفة الدور الذي تؤديه في المؤسسة .
2- دور الوظيفة المالية :
يتمثل الدور الأساسي للوظيفة المالية في ما يلي:
- خدمة السياسة العامة للمؤسسة, وذلك عن طريق مد الوظائف الأخرى بكل الإمكانات المالية التي تحتاجها لبلوغ أهدافها الخاصة, ومن تم الوصول لأهداف المؤسسة(1)؛
- توقع ودراسة الأثر المالي للقرارات المتخذة (2), وذلك من خلال وضع مخططات تمويل, وموازنات, ومخطط للخزينة؛
- ضمان التجانس في المؤسسة, والعمل تحت قيد المردودية, والحفاظ على فكرة التسديد؛
- تنظيم الرقابة, بمعنى آخر تقوم الوظيفة المالية بمراجعة وفحص الأهداف الأولية ومدى بلوغها, وذلك من خلال ( التشخيص ,قياس الانحرافات, وضع جدول قيادة)(1).
تبقى هذه الأدوار-رغم أهميتها- تقليدية, لكن ومع التطور الذي حدث ولا زال يحدث في محيط المؤسسة , أوكلت لهذه الوظيفة أدوارا جديدة منها :
- تسيير المخاطر؛
- المشاركة بقدرة واسع في سيرورة القرار الإستراتيجي, وذلك من خلال تقويم الخيارات الإستراتيجية الأكثر تعقيدا؛(2)
- التكيف مع العمل ضمن المجمعات, والتأقلم مع المعطيات الجديدة لعولمة المؤسسات وما تتطلبه من تقنيات جديدة للتقييم والرقابة.
3- الوظيفة المالية في الهيكل التنظيمي:
ليست هناك قاعدة عامة لتحديد الوظيفة المالية في الهيكل التنظيمي للمؤسسة بل يتوقف ذلك على بعض العوامل الخارجية, كالمحيط الذي تنشط فيه المؤسسة, وأخرى داخلية, كنوع هيكلة المؤسسة(*) وحجمها، ففي المؤسسة الصغيرة -أين تكون المخاطر قليلة نسبيا- غالبا ما تتخذ كل القرارات (بما فيها القرارات المالية), من طرف مدير المؤسسة، أما في المؤسسة المتوسطة التي تتميز بالتحول الابتدائي نحو اللامركزية، فإن القرارات المالية تتخذ من طرف المديرين والمساهمين الرئيسيين .
في المؤسسات الضخمة – أين احتمال المخاطر عال جدا- غالبا ما يكون التوجه للاستثمار في الأوراق المالية بدل الاستثمارات العينية, وتكون الوظيفة المالية مسؤولة عن التسوية بين قوى المساهمين من جهة, والمسيرين من جهة أخرى(3).
(1) - Stephane Griffiths, Gestion financiere, ( Alger: Chihab,1996),p1.
(2) - Léon Assaraf et .,La gestion financière ( paris ; Edition d’organisation, 1998),p30.
(1) - Stéphane Griffiths,Op-Cit, p1.
(2) - Léon Assaraf et al . ;Op-Cit,p30.
(3)- Stéphane griffiths, Op-Cit,p3.
بحث عن التحليل المالي ووضعية المؤسسة :
********************************************************************************
مدخـل
بعد أن تعرضنا في الفصل الأول من هذا البحث إلى الشراكة الإستراتيجية التي تبنتها الكثير من المؤسسات في الآونة الأخيرة, نحاول من خلال هذا الفصل تحديد كيفية تقييم آثار هذا القرار الإستراتيجي على المؤسسة, ولعل من أهم تلك الآثار وأخطرها الأثر المالي, وما يساعد على معرفة الأثر المالي وأهم التغيرات التي أحدثتها الشراكة دراسة وتحديد المؤشرات المالية المستعملة في هذا الصدد.
قبل ذلك, سنستهل هذا الفصل بالتعريج على طبيعة الوظيفة المالية, والتحليل المالي, الذي يعتبر من أبرز مهام وأدوار هذه الوظيفة، وبما أن التحليل يتوقف على القوائم المالية فإن هذه الأخيرة ستعنى بشيء من التفصيل في هذا المبحث.
انطلاقا من التطور التاريخي الذي عرفته مقاربات التحليل, فإننا سنحاول التعرض لأهم تلك المقاربات بدءا بالتحليل المالي من منظور السيولة, وصولا للتحليل الديناميكي ومرور بالتحليل الوظيفي, وسنخصص مبحثا كاملا بعد ذلك للتحليل المالي من خلال النسب كونها أداة هامة ومستعملة بكثرة من جهة, ولأننا سنعتمد عليها لدراسة أهم التغيرات التي طرأت على الوضع المالي للمؤسسة محل الدراسة, من جهة أخرى.
المبحث الأول : الوظيفة المالية والتحليل المالي
المطلب الأول: الوظيفة المالية في المؤسسة
1- مفهوم الوظيفة المالية:
تحتوي المؤسسة الاقتصادية على عدة وظائف, منها وظيفة التصنيع, البيع، التسويق, الموارد البشرية, البحث والتطوير,...الخ. ولعل من أهم تلك الوظائف, الوظيفة المالية التي تعددت مفاهيمها, وفقا لاختلاف وجهات النظر حول جوهر ومهمة هذه الوظيفة في المؤسسة الإقتصادية(1) :
- فمن وجهة نظر الجماعة النقدية : ينسب للوظيفة المالية كل عملية تأخذ مظهرا نقديا.
- أما من وجهة النظر الإستراتيجية, فالوظيفة المالية يقع على عاتقها تهيئة وإعداد القرارات المؤمنة لفعالية تحقيق الأهداف المنشودة, ولكفاءة استخدام الوسائل المتاحة.
- وأما من جهة النظر التشغيلية: فينحصر دور الوظيفة المالية في مواجهة وتجاوز المصاعب والعقبات المالية, من خلال تحسين مؤشرات التوازن المالي, ضمان الحد الأدنى من الربحية, والحفاظ على المستوى المعقول من السيولة واليسر المالي.
من خلال هذه التعاريف يبدوا أن التعريف الأول اقتصر على صفة "المالية" وهذا مفهوم ضيق للوظيفة المالية, فهي بالإضافة إلى قيامها بالعمليات ذات الطابع المالي تؤدي دورها في التخطيط المالي,وإدارة الموجودات, ومواجهة المشاكل الاستثنائية, وهذا ما يعكس الأهمية المتزايدة للوظيفة المالية في المؤسسة .
كما أن الوظيفة المالية أصبحت ملزمة بتوفير المعلومات الضرورية للتشخيص الإستراتيجي, وكثيرا ما تتحكم القيود المالية في الخيار الإستراتيجي، مما يجعلنا نقول أن التشخيص المالي غالبا ما يسبق التشخيص الإستراتيجي, خاصة إذا كانت المؤسسة في وضعية مالية صعبة وهذا حسب الشكل التالي:
الشكل 01 –II التشخيص المالي والتشخيص الإستراتيجي (الشكل لا يظهر )
يمكن القول أن الوظيفة المالية مسؤولة عن كافة الأنشطة الرئيسية للتمويل والاستثمار والتصرف في العائد بطريقة مثلى, وهكذا تساهم مع بقية الوظائف, في بقاء ونمو المؤسسة، ويتضح مفهوم الوظيفة المالية أكثر من خلال معرفة الدور الذي تؤديه في المؤسسة .
2- دور الوظيفة المالية :
يتمثل الدور الأساسي للوظيفة المالية في ما يلي:
- خدمة السياسة العامة للمؤسسة, وذلك عن طريق مد الوظائف الأخرى بكل الإمكانات المالية التي تحتاجها لبلوغ أهدافها الخاصة, ومن تم الوصول لأهداف المؤسسة(1)؛
- توقع ودراسة الأثر المالي للقرارات المتخذة (2), وذلك من خلال وضع مخططات تمويل, وموازنات, ومخطط للخزينة؛
- ضمان التجانس في المؤسسة, والعمل تحت قيد المردودية, والحفاظ على فكرة التسديد؛
- تنظيم الرقابة, بمعنى آخر تقوم الوظيفة المالية بمراجعة وفحص الأهداف الأولية ومدى بلوغها, وذلك من خلال ( التشخيص ,قياس الانحرافات, وضع جدول قيادة)(1).
تبقى هذه الأدوار-رغم أهميتها- تقليدية, لكن ومع التطور الذي حدث ولا زال يحدث في محيط المؤسسة , أوكلت لهذه الوظيفة أدوارا جديدة منها :
- تسيير المخاطر؛
- المشاركة بقدرة واسع في سيرورة القرار الإستراتيجي, وذلك من خلال تقويم الخيارات الإستراتيجية الأكثر تعقيدا؛(2)
- التكيف مع العمل ضمن المجمعات, والتأقلم مع المعطيات الجديدة لعولمة المؤسسات وما تتطلبه من تقنيات جديدة للتقييم والرقابة.
3- الوظيفة المالية في الهيكل التنظيمي:
ليست هناك قاعدة عامة لتحديد الوظيفة المالية في الهيكل التنظيمي للمؤسسة بل يتوقف ذلك على بعض العوامل الخارجية, كالمحيط الذي تنشط فيه المؤسسة, وأخرى داخلية, كنوع هيكلة المؤسسة(*) وحجمها، ففي المؤسسة الصغيرة -أين تكون المخاطر قليلة نسبيا- غالبا ما تتخذ كل القرارات (بما فيها القرارات المالية), من طرف مدير المؤسسة، أما في المؤسسة المتوسطة التي تتميز بالتحول الابتدائي نحو اللامركزية، فإن القرارات المالية تتخذ من طرف المديرين والمساهمين الرئيسيين .
في المؤسسات الضخمة – أين احتمال المخاطر عال جدا- غالبا ما يكون التوجه للاستثمار في الأوراق المالية بدل الاستثمارات العينية, وتكون الوظيفة المالية مسؤولة عن التسوية بين قوى المساهمين من جهة, والمسيرين من جهة أخرى(3).
(1) - Stephane Griffiths, Gestion financiere, ( Alger: Chihab,1996),p1.
(2) - Léon Assaraf et .,La gestion financière ( paris ; Edition d’organisation, 1998),p30.
(1) - Stéphane Griffiths,Op-Cit, p1.
(2) - Léon Assaraf et al . ;Op-Cit,p30.
(*) و هي الهيكل الوظيفي الذي يتنوع إلى : الهيكل حسب الأقسام, و يحتوى كل قسم على مختلف الوظائف, و الهيكل المصفوفي الذي يعتمد في التقسيم على المنتوجات و الوظائف, إضافة إلى الهيكل الممزوج بين الكل.
(3)- Stéphane griffiths, Op-Cit,p3.