بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبهِ أجمعين
أحييكم أحبتي في الله بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين يغلفنا الحزن وينتابنا الشعور بالبكاء ليل نهار، نشعر بأن هناك شعور يحاول أن يبعد عنا الحزن والبكاء
وقد تتفاوت قوة هذا الشعور من شخص لآخر فبعضهم يكون قوي والبعض الآخر متوسط وأحيانا يكون ضعيف لكنه موجود دائماً
إنهُ بلـــآ شك
الــــــأمـــــل
فلو سألت اي شخص حزين عن ما يتمنى، لقـــآل بلا تردد ( أتمنى أن يصبح كل شيء بخير )
ولو سألت آخر لقال ( أنــآ واثق بأن كل شيء سيصبح على ما يرام وأفضل بإذن الله )
الأول شعوره بالأمل ضعيف ولكنه يحاول أن يسقي ذلك الأمل ليحيى مطمئن
والثاني شعوره بالأمل قوي وجداً لأنه لم يقنط!
أحبتي في الله من الجميل أن نحارب أحزاننا ولا بأس أن تتغلب علينا
ولكن لا نستسلم لها أبداً بل نحاربها بشتى الوسائل وإلا فالعواقب وخيمة
سأروي لكم قصة بسيطة علها تريكم مواضع الأمل ..
بدأت القصة حين أفلست أختنا أم أسامة فلم يبقى لها أي مصروف والغذاء بدأ ينفذ
لم تيأس بل بقيت تدعوا الله أن يرزقها من حيث لا تحتسب
ذهبت وأستدانت من بعض الأخوات اللواتي لم يبخلن
ولكن النقود نفذت وليس هناك أي وسيلة لتقاضي المال أبداً!!
ومرت الشهور ونفذ كل شيء وهي لا تملك إلا الماء وبعض قطع الخبز
لا أهل لا أقارب فقط هي وفوقها ملك الملوك الذي لا ينام
لم تيأس أبداً وبقيت تستغفر الله كثيراً وتقول في نفسها ( ما يحصل لي هو من ذنوبي لذا سأستغفر عل الله يغفر لي ويرزقني )
ثمانية شهور وهي لا مال في جيبها بل أن الديون أصبحت كثيرة
وفي يوم ما أتت اليها إحدى الأخوات والتي تدعى أم حكيم قائلة لها: يا أم أسامة والله إنكِ تملكين قلباً أبيض وكأن الله قبل منكِ إستغفارك
وأختنا أم أسامة للآن لم تفهم شيء
ثم قالت لها: هونِ عليكِ قليلاً ما الأمر
فأجابتها أم حكيم: إتصل أحد الرجال الصالحين الذي نحسبه والله حسيبه فقال لدي مبلغ من المال أريد أن أتبرع به لمحتاج
فأخبرناه بأنكِ أكثر شخص يستحق لذا هو سيأتي اليكِ بعد ساعة إن شاء الله
ثم ضمت أم أسامة وقالت لها لا تيأسي أبداً فالله عند حسن ظن عبده به
فبكت أم أسامة وحمدت الله كثيراً وقالت هذا من فضل ربي
....
هذا نموذج بسيط جداً عن الأمل والبعد عن اليأس
قد يقول لي قائل: يا أختي المصائب تنهال علي من كل حدب وصوب
أقول له: يا أخي لو أنك إستغفرت لوجدت من الخير الكثير تأمل بالله خير ولا تدع اليأس يأكل قلبك
...
رسالتي الى تلك الأم التي إبتلاها الله بالإبن العاق
يا أمي ويا أختي لا تيأسي من رحمة الله بل تمسكِ بالأمل وليكن دعاءكِ له لا عليه
لربما يدهشكِ الله ببر ولدك لك، فقط تمسكِ بالأمل
...
رسالتي الى الجميع وخاصة أصحاب القلوب الحزينة
والله إن الحزن واليأس كادا يفتكا بقلبي وبحياتي
ولكن وبفضل الله غلبت الحزن وأستعنت بالله فأبدلني الله بدال الحزن فرحاً
لذا لا تيأسوا وأنظروا للحياة على أنها جبل شامخ
الحزن في الأسفل والأمل والنجاح في الأعلى فوق القمة
أنت من تحدد مكانك
فإما في الأسفل وإما في القمم
...
تسلق هذا الجبل بهمة وإياك أن تنسى ان تتسلح بالإستغفار، طاعة الرحمن والتوكل على الله وليكن الأمل مزروع في قلبك
أسأل الله لكم السعادة والهناء وأن يجعلني الله وإياكم ممن لا يستسلمون للحزن واليأس
بل الأمل والأمل ثم الأمل
أتمنى أن يكون الموضوع حاز على إعجابكم ورضاكم
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك.
بقلم: سكون الفجر
حصري على منتدى اللمة الجزائرية