سألت صخرة صماء ... سقطت عندها حين كنت صغيرا .. فتركت بي أثرا لا زال بي لم تزله الايام ..
تذكرتها وخلتها لي ناكرة .. تذكرتها لاني كل يوم اراها حين ارى وجهي في المرآة ...
كيف انت يا صخرة غير الصخور ... اتذكرتي ام ان السنون انستك ام ان لك من الهموم ..
حدثت نفسي .. ربما هي لي ناكرة .. رأت وجهي فخالتني جأت لأفتتها .. او لأجعلها لبيتي سقفا ..
ربما تعتقد اني لازلت املك عنزاتي التي كنت ارعاها
وجئت لأبني بها صورا .. فأسجنها بين غيرها من الصخور .. ليرتص الصور
تسائلت بيني وبين نفسي أأنا أحمق .. أم مجنون .. أحدث صخرا وانتظر منه جوابا ..
ثم لماذا أنا جالس ها هنا ... تكلم طفل صغير داخلي ... انه حنينك لتلك الايام ...
لم تجد من بشر اليوم غير تذكر تلك الندبة التي جعلت منك قبيحا ...
سألت الصخرة مرة أخرى أتصدقين أني لا زلت أعيش على ندبتك فهي تذكرني بأحلى أيامي ...
أم نحن في زمن صرنا كلنا وحوشا ..
ام صرنا خفافيشا ننتظر ليحل الظلام ... فننتظر كي يسقط خفاش .. فنتسابق من اول الملتهمين ..
اتدرين ان زمن البكور ... وتلك الجدة التي تسقينا حليب العنزات .. صار اليوم زمنا سحيقا ..
ام حين كنا نرعى ونلهو ونصطاد الارانب البرية لنغدو بها في المساء ... صار محالا...؟
اه تذكرت اين هي تلك الارانب .. لم اعد اراها .. ام هي ايضا انقرضت من هذا الزمن المشؤوم ..
اين الايام التي كنا نجمع فيها الحطب ليلتهب موقد الليل .. وابتسامة البسطاء ..
حتى تلك الابتسامة ... وتلك اللمة .. انقرضت او اتخذت قرارها مثل الارانب البرية ...
صار حديثنا المقاهي ... وتسامرنا يصبح سيفا ننهش بها بعضنا
ابتسامتنا صارت تحمل وراءها كل معاني الحقد والخفشانية **
لا أخ حنون ولا صديق صدوق ...
تفرقنا الانسانية وتجمعنا شاشات التلفاز لنهلل ...
اصبحت الميديا عنوانا صارخا .. فتناسينا الموقد البالي ..
فلم ننعم بحلاوة تلك الليالي ..
سرحت بعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا .. وعدت لأنظر لتلك الصخرة ..
لأقول لها شكرا لك .. فتلك الندبة أحلى هدية منك ..فحين أنظر لمرآتي أسترجع أحلى ذكرياتي ..
مضيت وأنا أتسائل كل شي تغير في هذا الزمن المفتون إلا هاته الصخرة ظلت كما هي .
لكن ربما أعود غدا فأراها ذهبت لحال الأرانب التي أبت أن تعيش هذا الزمن الذي حاله كحال الريحانة ..
ريحها طيب ... وطعمها مر ..
خربشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلمي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات