عُمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه
ولادته و نشأته :
وُلد لعبد العزيز بن مروان والي مصر في مدينة حلوان إحدى ضواحي القاهرة سنة إحدى وستّين من الهجرة ولدٌ سمّاه (( عُمر )) ، ولمّا كبر أرسله والده إلى المدينة المنوّرة ليتربّى تربيةً عربيّةً إسلاميّةً على أيدي كبار العلماء ، فأخذ عنهم ، وتأدّب بأدبهم ، فاشتهر بالعلم والتّقوى ومكارم الأخلاق .
ولمّا مرض الخليفة الأمويّ سليمان بن عبد الملك أوصى أن يكون عمر خليفةً بعده ، فلمّا مات سنة 99 للهجرة صار خليفةً على المسلمين .
سيرته :
وسيرة عمر بن عبد العزيز مليئة بالأعمال العظيمة الّتي دلّتْ على زهده و إخلاصه وحبّه للإسلام والمسلمين ومراعاة الأمانة الّتي ائتمنه الله عليها .
حلمه و سعة صدره :
وكان حليماً متواضعاً ، وقد دخل المسجد في ليلةٍ مظلمةٍ ، فعثر بأحد النّاس ، فصاح به الرّجل : أمجنون أنت ظ فقال عُمر : لا . فلمّا همَّ حارسه بضربه قال له الخليفة : لماذا تضربه ؟ إنّ الرّجل قد سألني أمجنون أنت ؟ فقلت له : لا ، ولا شيء في ذلك يستحق الضّرب
!
تواضعه :
عقد اجتماعاً مع بعض ولاة الأقاليم ليلاً ، ليسألهم عن أحوال بلادهم ، فضعُف نور المصباح ، فقام بنفسه وعلاّه ، فقال له الولاة : لماذا تفعل ذلك ، وكلّ منّا يُمكنه أن يقوم عنكَ بهذا ؟
قال : قمت وأنا عُمر ورجعتُ وأنا عُمر .
عنايته بأحوال الرعية :
وكان يعتني بأحوال رعّيته ، ويتفقّد أحوالها ، ويعزل من يظلم من الولاة والأمراء ، فسادَ الأمن في زمنه ، وعاش النّاش في سعةٍ من العيش ، وكانت مدّته كلّها خيراً وبركةً على النّاس .
وتوفّيَ سنة 101 هجريّة .
العبرة من القصّة :
يتّصف الحاكم المثالّي بما يلي :
*محبّته للنّاس ، و السّؤال عن أحوالهم .
*إصلاح الرعّية بالرفقِ واللّينِ .
*تنفيذ الأحكام على الجميع ولا فرق بينهم .
* الحلم وسعة الصّدر وترك الاندفاع والغضب .