جرائم الرافضة ليست فردية ولا عشوائية
إنه لا بد من التنبيه على أن الجرائم السياسية في مجال الغدر والاغتيالات عند الرافضة ليست جرائم فرديةً ولا عشوائية, وإنما هي جرائم معدة من قبل علمائهم ورموزهم ورؤسائهم, وتقوم على أساس عقدي سياسي, وهي مرتبة ترتيباً عسكرياً منظماً, وأفراده يعتبرون من أهم فصائل وأجنحة الرافضة, كيف لا؟ ودولتهم وحكمهم ودعوتهم لا تقول إلا على عاتقهم.
ولذلك فإن أفراد هذه الفرق - فرق الاغتيالات - منتقون بعناية فائقة, وينفق على إعدادهم المبالغ الطائلة, وهم حريصون على أن تكون ثقافتهم عالية, وأن تكون لديهم معرفة بلغات متعددة, ولهم مخصصات ورواتب عالية, بالإضافة إلى التأثيرات الدينية والإيحاءات النفسية الدافعة لتثبيتهم على ما يقومون به من جرائم، حتى يعمد إلى تخديرهم من خلال إسقائهم الحشيش الأفيون - كما كانت قديماً جماعة الفدائيين عند القرامطة الإسماعيلية -
وحديثاً يمثل هذه الفرق فروع متعددة تنتمي جميعها من حيث استقاؤها وتلقيها للمهمات السرية الخطيرة لمركز واحد, ألا وهو مركز الإمام أو نوابه, كل في قطره مباشرة.
ومن ذلك أفراد "الحرس الثوري الإيراني", و "قوات التعبئة العامة بالباسيج", والحركات المسلحة؛ كـ "حركة أمل", وغيرها.
وحتى إن كانت هناك جرائم اغتيالات ونهب فردية, فذلك أيضاً يرجع إلى فتاوى علمائهم وتحريضهم على قتل أهل السنة واعتبارهم مستباحي الدم والمال.
فقد جاء في كتابي "وسائل الشيعة",و بحار الأنوار": عن داوود بن فرقد قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكن اتقي عليك, فإن قدرت أن تقلب عليه حائط أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد عليك فافعل).
وعلق "الإمام الخميني" على هذا بقوله: (فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس)!
يقول صاحب كتاب "لله ثم للتاريخ": (لما انتهى حكم "آل بهلوي" في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم "الإمام الخميني" زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء، وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بـ "الإمام الخميني"، فزرت إيران بعد شهر ونصف - وربما أكثر - من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردةً عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق، وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين، آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب نقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصةً لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلةً للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!) اهـ.
وإذا ربطنا هذه المقولة بواقع الرافضة اليوم في العراق؛ نجد أن "فيلق الغدر" و "جيش المهدي" المزعوم وغيرهما قد قام بهذه المهمة خير قيام.
فهو يداهم بيوت أهل السنة بحجة البحث عن المجاهدين, وحتى لولم يجدوهم، فإنهم يقومون بقتل الرجال، واقتياد النساء، وسجنهم، واستباحة أعراضهم، ونهب كل ما يمكن أن ينتهب من بيوت أهل السنة، فأصبحت هناك العديد من الجرائم، والانتهاكات، والمآسي التي قامت بها هذه العصابات والمليشيات الرافضية، بمفردها أو بمساعدة القوات الأمريكية المحتلة وبتحريض منها, والتي تدل على بشاعة ما حدث خلال هذه السنوات العجاف.
فقتل المئات من حملة الشهادات العليا والخبرات العلمية والأكاديمية في علوم الشريعة والطب والهندسة، ناهيك عن المئات من القتلى من أئمة المساجد والخطباء والعاملين في المساجد من منتسبي "ديوان الوقف السني", ومئات المعتقلين من أئمة المساجد والخطباء وأهل المساجد, ومئات من المساجد التي تم مداهمتها وإهانتها, وعشرات المساجد التي دمرت أو تضررت ضررًا كبيرًا، أو التي استولي عليها وحولت إلى حسينيات أو أماكن للتعذيب, وخاصةً في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ولم يقف بغيهم، وجورهم على الرجال؛ بل طال اعتقال النساء واغتصابهن، وقتل الحوامل منهن, وكذلك قتل الأطفال حتى الرضع منهم، ولا من نصير من المسلمين إلا من رحم الله, فإنا لله وإنا إليه راجعون.