بسم الله الرحمن الرحيم
عن عمل المرأة خارج البيت
إنشاء عبد الحميد رميته , ميلة , من الجزائر
1- لا خلاف في أنه لا بأس على المرأة أن تعمل خارج البيت إذا دعتها إلى ذلك ضرورة شخصية فردية (أب لا يعمل , زوج لا يعمل أو بن لا يعمل أو أنهم مرضى أو أن دخلهم بعيد عن الكفاية أو أنهم ماتوا ولم تجد من ينفق عليها ,أو ...الخ...) سواء قبل الزواج أو بعده,قبل بدأ إنجاب الأولاد أو بعد وصول المرأة إلى سن اليأس.
2- لا خلاف في أن للمرأة أن تعمل خارج البيت (بدون أي حرج) إذا دعتها إلـى ذلك ضرورة اجتماعية كأن احتاج إليها المجتمع في مهنة التعليم أو في المهن التي تتفق وتنسجم وتتواءم مع طبيعة وفطرة المرأة التي خلقها الله عليها "لا تبديل لخلق الله ".
3- إذا عملت المرأة خارج البيت لضرورة فردية (1) أو لضرورة اجتماعية (2) , فالواجب عليها شرعا أن تعمل بحجابها الشرعي وبعيدا عن الوقوع في أية خلوة شرعية أو مقدمات زنا,كما يجب عليها كذلك-وفي حدود الاستطاعة- أن تتجنب الاختلاط بالرجال إلا ما كان لضرورة أو كان فوق طاقتها.
4- المرأة المثقفة وهي زوجة ثم أم وربة بيت أهم بكثير وأعلى قدرا بكثير وأنفع بكثير وأسعد بكثير و...بكثير من المرأة الأمية أو الأقل ثقافة , وإن كان الأساس الأول في التفاضل هو التقوى.المرأة المثقفة أفضل سواء في تنظيمها لبيتها أو في تربيتها لأولادها أو في علاقتها بزوجها أو في صلتها بالأقارب وبالجيران وبالمجتمع الصغير أو الكبير , أو في مدى فهمها للسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والدين والأدب والأخلاق والقرآن والسنة والطبخ والخياطة والطرز و...إن المثقفة خير (حتى ولو استقرت في بيتها بعد الزواج مباشرة أو بعد انتهاء الدراسة مباشرة),والمثقفة تبقى تستفيد مما درست بإذن الله طيلة حياتها (وهي تتعامل مع الكون والحياة والإنسان) ثم بعد وفاتها بإذن الله تعالى(وإن كنا نعرف بأن عاقبة التقوى في الدنيا : الجنة في الآخرة , ولكننا لا نعرف مصير الثقافة الدنيوية في الآخرة) حتى وإن عاشت أغلبية عمرها مستقرة في البيت لا عاملة خارجه.إن ثقافة المرأة تبقى تنير لها الحياة أمامها طيلة حياتها ولو داخل بيتها,وليس صحيحا البتة ما تقوله بعض النسوة :"إذا استقرت إحدانا في البيت بعد الدراسة والزواج فإن دراستها السابقة كلها ضاعت سدى وذهبت هباء منثورا!!!".هذا كلام خطأ ولو صوبته امرأة , وهو كلام معوج ولو رأته أخرى مستقيما.
غريب جدا هذا التفكير الموجود عند أكثر من 50 % من النساء : أخذنه عندما كن يرضعن من أمهاتهن للأسف الشديد .
غريب هذا التفكير الذي يتمثل في أن المرأة إذا درست 15 سنة أو أكثر أو أقل , ثم استقرت في بيتها , تُعتبر كأنها ضيعت تلك ال 15 سنة بلا فائدة !!!!!!!!!. غريب هذا التفكير وعجيب !!!.
ما أبعد هذا التفكير عن المنطق والعقل والشرع و....إن المرأة تدرس وتتعلم لتفهم الحياة والكون والإنسان , ولتتعلم الدين والدنيا , و...وستبقى بإذن الله تستفيد مما درست طيلة حياتها وهي أم وزوجة وربة بيت و... ما أبعد الفرق بين أن تكون زوجتي مثقفة ومستقرة في البيت , ومستقرة في البيت ولكنها غير مثقفة . إن المثقفة أحسن وأفضل بإذن الله سواء استقرت في البيت أم لا . وأنا أحكي عن نفسي : زوجتي مثقفة , وعندما تزوجت بها اشترطتُ عليها أن لا تعمل فقبلتْ وقبلَ أهلها وتزوجتُ بها عام 1982 م , وعندي معها 6 أولاد : 3 ذكور 3 إناث .وهي والحمد لله مستقرة في البيت ومثقفة , وهي تستفيد في كل وقت مما درستْ , سواء في أمور الطبخ والخياطة والظفيرة و...أو في فهمها للدين الإسلامي أو في فهعمها للسياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم و... أو في فهمها للأساليب المناسبة في تربية الأولاد أو في فهمها لعلم النفس التربوي (وابنتي – بالمناسبة -جامعية تكمل في هذا العام دراستها في علم النفس التربوي في جامعة قسنطينة ) , أو في تعاملها مع الكمبيوتر والأنترنت و.... زوجتي لا تحس أبدا أنها ضيعتْ حياتها حين درست حتى السنة النهائية ولم تعمل ( وكان يمكنها أن تعمل بسهولة لأن فرص العمل عام 1979م عندما وصلتْ إلى السنة النهائية , أكبر بكثير من فرص العمل اليوم في جزائر2007 م ).
لا داعي لأن نكذب على أنفسنا.أنا قدمتُ مئات المحاضرات والندوات والدروس للنساء في المساجد الشعبية أو في مساجد الأحياء الجامعية أو في مساجد ومصليات للطالبات الجامعيات و... وقدمت مئات المحاضرات الدينية للتلميذات في أكثر من ثانوية , و...وطرحتُ السؤال الآتي مرات ومرات على نساء عاملات:"قولي لي بصراحة هل أنتِ مرتاحة بالفعل لعملك خارج البيت (طبعا إذا لم تكن مضطرة إليه ماديا) , هل أنت مرتاحة مع نفسك ومع زوجك وفي بيتك ؟! قولي بصراحة ؟! هل راحتك وأنت مستقرة في البيت أكبرُ أم أن راحتك وأنت تعملين خارج البيت –بدون ضرورة - أحسن وأفضل وأكبر ؟! ( خاصة مع قلة القناعة , ومع ظروف الإختلاط البشع في عمل المرأة مع الرجل خارج البيت في جزائر اليوم البعيدة عن الإسلام ).وأنا أؤكد لكم ولكن -أيها الإخوة والأخوات في المنتدى الكريم- أن حوالي 99 % ممن سألتهن أجبنني كالاتي:
[والله يا شيخ ويا أستاذ ما دمتَ تُلحُّ على الصراحة : لسن مرتاحات أبدا.
1-نحن نعيش على أعصابنا.
2-والدنيا أنستنا الآخرة : أنستنا الصلاة بخشوع , وصلاة التطوع , والنوافل في الصيام , والذكر , والدعاء , والصدقة , وزيارة المقابر , ومحاسبة النفس, وقراءة القرآن والمطالعة الدينية و...
3- فضلا عن أننا اشتقنا لوقت الفراغ والراحة والسكينة والطمأنينة و...التي لا تعيشها عادة إلا المستقرات في بيوتهن.
4- وفضلا عن إحساسنا بالذنب نتيجة التقصير في حقوق الزوج والأولاد والبيت , هذا الإحساس بالذنب يكاد يقتلنا ويُهلكنا .
ثم تضيف الواحدة منهن قائلة : "ولكن هذه الموضة أعمتنا وجعلتنا نسير مثل " الروبو Robot "., وأما المال الذي نأتي به فإن الله لا يبارك فيه في الغالب وعادة , لأن المال يزيد وتزداد معه المطالب الكثيرة , ويدخل من جهة ويخرج من جهات عدة , ووالله إذا لم توجد القناعة الكافية فلن تفيدنا أموال الدنيا كلها].
وأنا أقول للإخوة والأخوات- في المنتدى- بأنني أدرِّس في ثانوية منذ 29 سنة وأسكن في حي يسمى "حي 32 سكن" خاص بالأساتذة. وأغلبية الجيران يعملون وتعمل كذلك زوجاتهم , أما أنا وحوالي 4 أو 5 فقط من الجيران الأساتذة لا تعمل نسائنا , بل هن مستقرات في البيت .
وأنا أؤكد لكم بأنني-مع أنه ليس عندي أي مدخول مادي آخر- أحسُّ بأنني أسعدُ من جيراني ب1000 مرة , والمقتصد في الثانوية يؤكد لي باستمرار بأنني من القلائل الذين لا يسألون متى "يدخل الخلاص " في بداية كل شهر , نتيجة القناعة عندي –والحمد لله- وكذا نتيجة الراحة الزائدة التي أجدها مع زوجة مستقرة في بيتها.أنا سعيد بزوجتي وهي سعيدة بي والحمد لله رب العالمين .
وأنا مع زوجتى -بالمناسبة- أعطيها حرية لا بأس بها للدخول والخروج , حتى تستمتع بحياتها ولا تحس بأي ضيق أو حرج , ومع ذلك هي لا تجد راحة مثل راحتها عندما تكون في بيتها مع زوجها وأولادها. وأنا طيبٌ مع زوجتي إلى درجة أنها تقول لأمها"أنا يا أمي إذا أحسنُ لـ"عبد الحميد" زوجي مرة واحدة أحسنَ هـوَ إلي 10 مرات" والحمد لله رب العالمين على ما أعطى ومنَّ وتفضَّلَ .
أنا أعتبر غير المضطرة للعمل خارج البيت (لأن المضطرة ماديا أو اجتماعيا أو... معذورة بإذن الله) مسكينة ثم مسكينة ( من حيث تدري أو لا تدري) لأنها تحرم نفسها من الكثير من خيري الدنيا والآخرة. وهي تكذب على نفسها باستمرار ظانة بأنها بالعمل خارج البيت هي تثبت ذاتها وتجد راحتها وتحصل على السكينة والطمأنينة والمودة والرحمة و...وهي تكذب على نفسها (وهي غالبا لا تقصد الكذب ولا تدري أنها تكذب) حتى إذا مضى عليها زمان قالت: "واضيعة العمر الذي ولي في أوهام وأوهام", ثم تندم من حيث لا أدري إذا كان ينفعها الندم أم لا !!!.
5- إن نظرة بعض الناس إلى مهمة المرأة في تربية الأولاد ( بعد استقرارها في البيت ) على اعتبار أنها مهمة حقيرة أو من الدرجة الثانية أو أنها أقل أهمية من مهمة الرجل خارج البيت أو أنها مهمة تحط من قيمة المرأة أو...إن هذه النظرة مجانبة للصواب ولا تمت إلى بديهيات الحياة بصلة ولا تتفق مع أبسط القواعد في علم النفس والاجتماع والتربية و...فضلا عن أنها نظرة مصادمة تماما للشرع والدين.إن الرجل بعمله خارج البيت يتعامل مع الكائنات الميتة عموما وأما المرأة -داخل البيت- فتتعامل مع كائن حي بل مع أفضل الكائنات الحية,بل مع أحسن مخلوقات الله تعالى: الإنسان . وما أروع ما قال بن باديس رحمه الله : "الرجل يصنع الطائرة أما المرأة فتصنع الطيار الذي يقودها, وما أبعد الفرق بين هذه المهمة وتلك ؟!.
ولا تنسي أختي المسلمة بأن من ربى الأنبياء والعلماء والعباقرة والصالحين والعظماء و...نساء مستقرات في البيوت –بشكل عام -لا عاملات خارجه.أليس كذلك ؟!.
6- من الصعب جدا أن تجد (مع امرأة تعمل خارج البيت) أولادها كما يحب الله ورسوله ,وبالطريقة المرضية مهما حاولت ومهما كانت نيتها طيبة ومهما كانت قوتها وعظمتها وعلمها وتقواها و...يصعب جدا أن تجد (مع امرأة تعمل خارج البيت) حال أولادها كحال أولاد المستقرة في البيت.هذا مستحيل أو شبه مستحيل,ولا يجوز أن نكابر,بل يجب أن نعترف بالحق ولو كان مرا ويجب أن نكون صرحاء ولو كانت الصراحة ضد شهواتنا وأهوائنا وأنفسنا الأمارة بالسوء.
ملاحظة :حديثي هنا متعلق خصوصا بعمل المرأة خارج البيت بعد الزواج وبعد بدأ انجاب الأولاد لا قبل ذلك.
وعن العمل خارج البيت لا عن الدراسة والتفوق فيها إلى أبعد درجات التفوق.نحن نريد للرجل أن يتفوق في
الدراسة ونريد للمرأة كذلك أن تتفوق كل التفوق في دراستها,ونحن نفرح ونعتز ونفخر كلما صعدت التلميذة
والطالبة والمرأة درجة من درجات سلم العلم والبحث والتكنولوجيا سواء في مجال الدين أو الدنيا (مما له صلة
بطبيعتها ووظيفتها في الحياة).
7- ليس هناك أي شك في أن سعادة الرجل الحقيقية تكمن في عدة عوامل من أهمها أو على رأسها يأتي استقرار زوجته أو ابنته أو أمه في البيت,خاصة استقرار زوجته.إن المرأة مهما أوتيت من قوة (حتى ولو كانت superwomen) لا يمكن أن تؤدي واجباتها اتجاه زوجها (والتي يراد منها في النهاية إسعاده أولا) كما ينبغي وهي تعمل في نفس الوقت خارج البيت.وهذا الذي أقول يعترف به أغلبية من تعمل زوجاتهم خارج البيت , حتى وإن كابر بعضهم),بل تعترف به جل العاملات خارج البيت وهن يقلن لي غالبا بلسان الحال أو المقال:"كلامك صحيح لكن...".
عن عمل المرأة خارج البيت
إنشاء عبد الحميد رميته , ميلة , من الجزائر
1- لا خلاف في أنه لا بأس على المرأة أن تعمل خارج البيت إذا دعتها إلى ذلك ضرورة شخصية فردية (أب لا يعمل , زوج لا يعمل أو بن لا يعمل أو أنهم مرضى أو أن دخلهم بعيد عن الكفاية أو أنهم ماتوا ولم تجد من ينفق عليها ,أو ...الخ...) سواء قبل الزواج أو بعده,قبل بدأ إنجاب الأولاد أو بعد وصول المرأة إلى سن اليأس.
2- لا خلاف في أن للمرأة أن تعمل خارج البيت (بدون أي حرج) إذا دعتها إلـى ذلك ضرورة اجتماعية كأن احتاج إليها المجتمع في مهنة التعليم أو في المهن التي تتفق وتنسجم وتتواءم مع طبيعة وفطرة المرأة التي خلقها الله عليها "لا تبديل لخلق الله ".
3- إذا عملت المرأة خارج البيت لضرورة فردية (1) أو لضرورة اجتماعية (2) , فالواجب عليها شرعا أن تعمل بحجابها الشرعي وبعيدا عن الوقوع في أية خلوة شرعية أو مقدمات زنا,كما يجب عليها كذلك-وفي حدود الاستطاعة- أن تتجنب الاختلاط بالرجال إلا ما كان لضرورة أو كان فوق طاقتها.
4- المرأة المثقفة وهي زوجة ثم أم وربة بيت أهم بكثير وأعلى قدرا بكثير وأنفع بكثير وأسعد بكثير و...بكثير من المرأة الأمية أو الأقل ثقافة , وإن كان الأساس الأول في التفاضل هو التقوى.المرأة المثقفة أفضل سواء في تنظيمها لبيتها أو في تربيتها لأولادها أو في علاقتها بزوجها أو في صلتها بالأقارب وبالجيران وبالمجتمع الصغير أو الكبير , أو في مدى فهمها للسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والدين والأدب والأخلاق والقرآن والسنة والطبخ والخياطة والطرز و...إن المثقفة خير (حتى ولو استقرت في بيتها بعد الزواج مباشرة أو بعد انتهاء الدراسة مباشرة),والمثقفة تبقى تستفيد مما درست بإذن الله طيلة حياتها (وهي تتعامل مع الكون والحياة والإنسان) ثم بعد وفاتها بإذن الله تعالى(وإن كنا نعرف بأن عاقبة التقوى في الدنيا : الجنة في الآخرة , ولكننا لا نعرف مصير الثقافة الدنيوية في الآخرة) حتى وإن عاشت أغلبية عمرها مستقرة في البيت لا عاملة خارجه.إن ثقافة المرأة تبقى تنير لها الحياة أمامها طيلة حياتها ولو داخل بيتها,وليس صحيحا البتة ما تقوله بعض النسوة :"إذا استقرت إحدانا في البيت بعد الدراسة والزواج فإن دراستها السابقة كلها ضاعت سدى وذهبت هباء منثورا!!!".هذا كلام خطأ ولو صوبته امرأة , وهو كلام معوج ولو رأته أخرى مستقيما.
غريب جدا هذا التفكير الموجود عند أكثر من 50 % من النساء : أخذنه عندما كن يرضعن من أمهاتهن للأسف الشديد .
غريب هذا التفكير الذي يتمثل في أن المرأة إذا درست 15 سنة أو أكثر أو أقل , ثم استقرت في بيتها , تُعتبر كأنها ضيعت تلك ال 15 سنة بلا فائدة !!!!!!!!!. غريب هذا التفكير وعجيب !!!.
ما أبعد هذا التفكير عن المنطق والعقل والشرع و....إن المرأة تدرس وتتعلم لتفهم الحياة والكون والإنسان , ولتتعلم الدين والدنيا , و...وستبقى بإذن الله تستفيد مما درست طيلة حياتها وهي أم وزوجة وربة بيت و... ما أبعد الفرق بين أن تكون زوجتي مثقفة ومستقرة في البيت , ومستقرة في البيت ولكنها غير مثقفة . إن المثقفة أحسن وأفضل بإذن الله سواء استقرت في البيت أم لا . وأنا أحكي عن نفسي : زوجتي مثقفة , وعندما تزوجت بها اشترطتُ عليها أن لا تعمل فقبلتْ وقبلَ أهلها وتزوجتُ بها عام 1982 م , وعندي معها 6 أولاد : 3 ذكور 3 إناث .وهي والحمد لله مستقرة في البيت ومثقفة , وهي تستفيد في كل وقت مما درستْ , سواء في أمور الطبخ والخياطة والظفيرة و...أو في فهمها للدين الإسلامي أو في فهعمها للسياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم و... أو في فهمها للأساليب المناسبة في تربية الأولاد أو في فهمها لعلم النفس التربوي (وابنتي – بالمناسبة -جامعية تكمل في هذا العام دراستها في علم النفس التربوي في جامعة قسنطينة ) , أو في تعاملها مع الكمبيوتر والأنترنت و.... زوجتي لا تحس أبدا أنها ضيعتْ حياتها حين درست حتى السنة النهائية ولم تعمل ( وكان يمكنها أن تعمل بسهولة لأن فرص العمل عام 1979م عندما وصلتْ إلى السنة النهائية , أكبر بكثير من فرص العمل اليوم في جزائر2007 م ).
لا داعي لأن نكذب على أنفسنا.أنا قدمتُ مئات المحاضرات والندوات والدروس للنساء في المساجد الشعبية أو في مساجد الأحياء الجامعية أو في مساجد ومصليات للطالبات الجامعيات و... وقدمت مئات المحاضرات الدينية للتلميذات في أكثر من ثانوية , و...وطرحتُ السؤال الآتي مرات ومرات على نساء عاملات:"قولي لي بصراحة هل أنتِ مرتاحة بالفعل لعملك خارج البيت (طبعا إذا لم تكن مضطرة إليه ماديا) , هل أنت مرتاحة مع نفسك ومع زوجك وفي بيتك ؟! قولي بصراحة ؟! هل راحتك وأنت مستقرة في البيت أكبرُ أم أن راحتك وأنت تعملين خارج البيت –بدون ضرورة - أحسن وأفضل وأكبر ؟! ( خاصة مع قلة القناعة , ومع ظروف الإختلاط البشع في عمل المرأة مع الرجل خارج البيت في جزائر اليوم البعيدة عن الإسلام ).وأنا أؤكد لكم ولكن -أيها الإخوة والأخوات في المنتدى الكريم- أن حوالي 99 % ممن سألتهن أجبنني كالاتي:
[والله يا شيخ ويا أستاذ ما دمتَ تُلحُّ على الصراحة : لسن مرتاحات أبدا.
1-نحن نعيش على أعصابنا.
2-والدنيا أنستنا الآخرة : أنستنا الصلاة بخشوع , وصلاة التطوع , والنوافل في الصيام , والذكر , والدعاء , والصدقة , وزيارة المقابر , ومحاسبة النفس, وقراءة القرآن والمطالعة الدينية و...
3- فضلا عن أننا اشتقنا لوقت الفراغ والراحة والسكينة والطمأنينة و...التي لا تعيشها عادة إلا المستقرات في بيوتهن.
4- وفضلا عن إحساسنا بالذنب نتيجة التقصير في حقوق الزوج والأولاد والبيت , هذا الإحساس بالذنب يكاد يقتلنا ويُهلكنا .
ثم تضيف الواحدة منهن قائلة : "ولكن هذه الموضة أعمتنا وجعلتنا نسير مثل " الروبو Robot "., وأما المال الذي نأتي به فإن الله لا يبارك فيه في الغالب وعادة , لأن المال يزيد وتزداد معه المطالب الكثيرة , ويدخل من جهة ويخرج من جهات عدة , ووالله إذا لم توجد القناعة الكافية فلن تفيدنا أموال الدنيا كلها].
وأنا أقول للإخوة والأخوات- في المنتدى- بأنني أدرِّس في ثانوية منذ 29 سنة وأسكن في حي يسمى "حي 32 سكن" خاص بالأساتذة. وأغلبية الجيران يعملون وتعمل كذلك زوجاتهم , أما أنا وحوالي 4 أو 5 فقط من الجيران الأساتذة لا تعمل نسائنا , بل هن مستقرات في البيت .
وأنا أؤكد لكم بأنني-مع أنه ليس عندي أي مدخول مادي آخر- أحسُّ بأنني أسعدُ من جيراني ب1000 مرة , والمقتصد في الثانوية يؤكد لي باستمرار بأنني من القلائل الذين لا يسألون متى "يدخل الخلاص " في بداية كل شهر , نتيجة القناعة عندي –والحمد لله- وكذا نتيجة الراحة الزائدة التي أجدها مع زوجة مستقرة في بيتها.أنا سعيد بزوجتي وهي سعيدة بي والحمد لله رب العالمين .
وأنا مع زوجتى -بالمناسبة- أعطيها حرية لا بأس بها للدخول والخروج , حتى تستمتع بحياتها ولا تحس بأي ضيق أو حرج , ومع ذلك هي لا تجد راحة مثل راحتها عندما تكون في بيتها مع زوجها وأولادها. وأنا طيبٌ مع زوجتي إلى درجة أنها تقول لأمها"أنا يا أمي إذا أحسنُ لـ"عبد الحميد" زوجي مرة واحدة أحسنَ هـوَ إلي 10 مرات" والحمد لله رب العالمين على ما أعطى ومنَّ وتفضَّلَ .
أنا أعتبر غير المضطرة للعمل خارج البيت (لأن المضطرة ماديا أو اجتماعيا أو... معذورة بإذن الله) مسكينة ثم مسكينة ( من حيث تدري أو لا تدري) لأنها تحرم نفسها من الكثير من خيري الدنيا والآخرة. وهي تكذب على نفسها باستمرار ظانة بأنها بالعمل خارج البيت هي تثبت ذاتها وتجد راحتها وتحصل على السكينة والطمأنينة والمودة والرحمة و...وهي تكذب على نفسها (وهي غالبا لا تقصد الكذب ولا تدري أنها تكذب) حتى إذا مضى عليها زمان قالت: "واضيعة العمر الذي ولي في أوهام وأوهام", ثم تندم من حيث لا أدري إذا كان ينفعها الندم أم لا !!!.
5- إن نظرة بعض الناس إلى مهمة المرأة في تربية الأولاد ( بعد استقرارها في البيت ) على اعتبار أنها مهمة حقيرة أو من الدرجة الثانية أو أنها أقل أهمية من مهمة الرجل خارج البيت أو أنها مهمة تحط من قيمة المرأة أو...إن هذه النظرة مجانبة للصواب ولا تمت إلى بديهيات الحياة بصلة ولا تتفق مع أبسط القواعد في علم النفس والاجتماع والتربية و...فضلا عن أنها نظرة مصادمة تماما للشرع والدين.إن الرجل بعمله خارج البيت يتعامل مع الكائنات الميتة عموما وأما المرأة -داخل البيت- فتتعامل مع كائن حي بل مع أفضل الكائنات الحية,بل مع أحسن مخلوقات الله تعالى: الإنسان . وما أروع ما قال بن باديس رحمه الله : "الرجل يصنع الطائرة أما المرأة فتصنع الطيار الذي يقودها, وما أبعد الفرق بين هذه المهمة وتلك ؟!.
ولا تنسي أختي المسلمة بأن من ربى الأنبياء والعلماء والعباقرة والصالحين والعظماء و...نساء مستقرات في البيوت –بشكل عام -لا عاملات خارجه.أليس كذلك ؟!.
6- من الصعب جدا أن تجد (مع امرأة تعمل خارج البيت) أولادها كما يحب الله ورسوله ,وبالطريقة المرضية مهما حاولت ومهما كانت نيتها طيبة ومهما كانت قوتها وعظمتها وعلمها وتقواها و...يصعب جدا أن تجد (مع امرأة تعمل خارج البيت) حال أولادها كحال أولاد المستقرة في البيت.هذا مستحيل أو شبه مستحيل,ولا يجوز أن نكابر,بل يجب أن نعترف بالحق ولو كان مرا ويجب أن نكون صرحاء ولو كانت الصراحة ضد شهواتنا وأهوائنا وأنفسنا الأمارة بالسوء.
ملاحظة :حديثي هنا متعلق خصوصا بعمل المرأة خارج البيت بعد الزواج وبعد بدأ انجاب الأولاد لا قبل ذلك.
وعن العمل خارج البيت لا عن الدراسة والتفوق فيها إلى أبعد درجات التفوق.نحن نريد للرجل أن يتفوق في
الدراسة ونريد للمرأة كذلك أن تتفوق كل التفوق في دراستها,ونحن نفرح ونعتز ونفخر كلما صعدت التلميذة
والطالبة والمرأة درجة من درجات سلم العلم والبحث والتكنولوجيا سواء في مجال الدين أو الدنيا (مما له صلة
بطبيعتها ووظيفتها في الحياة).
7- ليس هناك أي شك في أن سعادة الرجل الحقيقية تكمن في عدة عوامل من أهمها أو على رأسها يأتي استقرار زوجته أو ابنته أو أمه في البيت,خاصة استقرار زوجته.إن المرأة مهما أوتيت من قوة (حتى ولو كانت superwomen) لا يمكن أن تؤدي واجباتها اتجاه زوجها (والتي يراد منها في النهاية إسعاده أولا) كما ينبغي وهي تعمل في نفس الوقت خارج البيت.وهذا الذي أقول يعترف به أغلبية من تعمل زوجاتهم خارج البيت , حتى وإن كابر بعضهم),بل تعترف به جل العاملات خارج البيت وهن يقلن لي غالبا بلسان الحال أو المقال:"كلامك صحيح لكن...".