الطفل محمود هاني فقد عينيه بقذيفة فوسفور ويحتاج الى العلاج في الخارج.. فهل من مجيب؟ عشرات

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

machmoum

:: عضو مُشارك ::
الطفل محمود هاني فقد عينيه بقذيفة فوسفور ويحتاج الى العلاج في الخارج.. فهل من مجيب؟
عشرات من جرحى غزة في مستشفى فلسطين في القاهرة . قصص مروعة و'شكاوى سرية' من سوء الرعاية الطبية


05/02/2009

empty.gif
القاهرة ـ 'القدس العربي' من خالد الشامي:
'عندما اكبر سأكون استشهاديا، سأرمي صواريخ قسام، اريد ان اخرج من مصر لأجد العلاج المناسب، ابوس ايديكم ساعدوني' هذا ما سيقوله لك الطفل الفلسطيني محمود هاني الذي فقد عينيه اثر اصابته بقذيفة فوسفور في خان يونس، اذا ذهبت لزيارته في مستشفى فلسطين بالقاهرة.
ورغم الالام المبرحة والجروح التي مازالت مفتوحة في وجه محمود وصدره وساقه اليمنى، والاهم في روحه ووجدانه، فانه هو من يبادر زواره بالحديث، وبلهجة مصرية فلسطينية مختلطة ' اليهود قصفونا في بيوتنا بالصواريخ والفوسفور الذي يسحب العينين، شعرت بنصف رأسي ينخلع ولم ار شيئا بعد ذلك'. يتوقف محمود فجأة عن الكلام، يبدو وكأنه يحاول ان يبكي لكن بلا عينين وبلا دموع. يبكي من روحه، فيبكي كل من يحيط به.
ويضيف 'نحن لا نملك اي شيء في خان يونس حتى مياه الشرب، انني اعارض التوصل الى هدنة مع اسرائيل الا اذا كانت ستفتح المعابر بشكل كامل'.
محمود يتحول الى قضية شخصية لكل من يزورونه، الا ان هؤلاء قليلون في عددهم وامكانياتهم ايضا.
ووفاء للوعد يا محمود ندعو ونناشد كل انسان وكل جهة انسانية ان تساعد هذا الطفل الصغير في عمره والكبير في روحه وعزمه وصموده على السفر لتلقي العلاج في الخارج.
ولك ان تصدق او لا تصدق ان محمودا ومعه نحو 55 فلسطينيا من جرحى العدوان الاسرائيلي في مستشفى فلسطين يعيشون على هبات اصحاب القلوب الرحيمة، الذين يقتطعونها من زادهم وزاد اولادهم، ومن هؤلاء الحاجة امنة والسيدة اعطاف التي تزور محمود وغيره يوميا محملة بقليل من الملابس والطعام 'على قد الحال'.
اما الرعاية الطبية فلن يحدثك احد عنها الا اذا تأكدوا من ان الباب مغلق باحكام. وسيكون بعضهم مهذبا ومقدرا ' استضافة مصر للجرحى رغم اكتظاظ المستشفيات بالمرضى وضعف الامكانيات' كما قال عم محمود المرافق له. الا ان اخرين لا يمكن ذكر اسمائهم تحدثوا عن تدهور كبير بمستوى الرعاية الطبية، ما جعل جروح كثيرين تأخد فترة طويلة في العلاج. وروى مريض فقد ساقيه ان احد اصحاب القلوب الرحيمة تبرع له بكرسي متحرك، وبالفعل استعمله مرات قليلة، الا انه سرعان ما اختفى ، وقيل له ان المستشفى اخذته نظرا لحاجة مرضى اخرين اليه (...).
وفي هذا المستشفى ايضا يمكن ان تقابل الطفل المعروف في فلسطين بـ'الشهيد الحي'، الذي ظن اهله انه استشهد وقبلوا فيه العزاء بالفعل، الا انهم وجدوه حيا يرزق في احد المستشفيات بعد اثني عشر يوما كاملة.
ويمكن ان تسمع من والده كيف استقبل وامه نباْ الاستشهاد ثم نبأ عودته للحياة. وكيف كان شعور العائلة التي كانت تظن انه ابنها حتى اتضحت الحقيقة المرة، وكيف كانوا ملهوفين لمعرفة مكان دفن ابنهم الحقيقي ليزوروه.
اما الطفل رعد من خان يونس الذي كان يصرخ من الألم عندما حاول والده كشف اصاباته في ظهره وساقيه ووجهه لنراها، فلا يكاد يستطيع ان يتكلم من البكاء: كنت اسير في الشارع قرب الجامع، وسمعنا الطائرة الزنانة، ثم فجأة قصفونا بثلاثة صواريخ (يبكي بشدة ويتحامل على نفسه ليكمل) كانت هناك جثث واشلاء. لم اعرف ماذا حدث بعد ذلك'. ويلتفت والده الينا متسائلا : هل تصدقون ان الاطباء يريدون ان يعيدونه الى غزة بحالته هذه. قالوا لي يكفي هذا ولكنني رفضت. وتقول طبيبة في المستشفى من الافضل عدم ذكر اسمها ان مستشفى فلسطين لا يملك اي مصدر للتمويل باستثناء الهلال لاحمر الفلسطيني، وهو يحتاج الى كل مساعدة ممكنة.
ويقع مستشفى فلسطين في ضاحية مصر الجديدة الراقية بالقاهرة الا انك اذا سألت عنه سيقولون لك انه احد اسوأ المستشفيات في مصر. وكان محمود عباس زار المستشفى قبل يومين والتقط صورا مع بعض الجرحى الا انه لم يدل بأي تصريحات حول مساعدتهم بتحسين ما يلقونه من رعاية او تسفير بعضهم للخارج للعلاج، كما انه لم ينف انباء مفادها ان مسؤولين كبارا في السلطة الفلسطينية يحاولون بيع المستشفى للاستفادة من المبلغ الكبير جدا الذي سيحصلون عليه ثمنا للارض في تلك المنطقة.
ولا شك ان مستشفى فلسطين عاش اياما افضل منذ بنته الحكومة المصرية واعطته للهلال الاحمر الفلسطيني قبل نحو اربعة عقود، حينما كانت منظمة التحرير والقضية الفلسطينية تعيش عصرا ذهبيا مقارنة بهذا الزمن.
ولا يحتاج المرء لأن يكون طبيبا او خبيرا ليشعر ان المستشفى يحتاج عملية اعادة بناء وتطوير شاملة.
اما المحبط حقا فهو ان تعرف ان مجرد توافر جهة راغبة في مساعدة الجرحى قد لا يكون النهاية السعيدة المرجوة، اذ ان البيروقراطية والتعقيدات الامنية قد تعوق تسفيرهم للخارج، وكأن السلطات المصرية تعتبر الجرحى 'اسرى' يجب اعادتهم الى غزة بأسرع وقت ممكن.
اما الدكتور محمد البيجرمي استاذ الانف والاذن والحنجرة في مستشفى عين شمس والذي قضى اسبوعين يعالج الجرحى في المستشفى الاوروبي في غزة فإنه ينفي الاعذار المتعلقة باكتظاظ المستشفيات في مصر، ويؤكد ' ان مصر قادرة على استيعاب كل الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها، وحتى اذا كان هناك ازدحام في بعض المستشفيات فان هذا لم يمنع ابدا الاطباء المصريين المعروفين بكفاءتهم العالية من تقديم رعاية جيدة جدا للمرضى'.
وبشأن ما تردد حول خضوع بعض الجرحى الفلسطينيين في مصر لاستجواب اجهزة الامن قال : للاسف فان هذا الامر صحيح، كما ان فحصا امنيا يجري على الجرحى قبل السماح لهم بدخول مصر. انه امر محزن'. ويطالب الدكتور البيجرمي السلطات المصرية بايفاد اساتذة من تخصصات مختلفة الى غزة لتدريب الاطباء الفلسطينيين على مواجهة الحالات الصعبة التي خلفها العدوان، وكذلك استقبال اطباء فلسطينيين للتدرب في المستشفيات المصرية ' حيث يمكن ان يعملوا ويعيشوا، واذا لم يكن لهم مكان فانني والافا غيري مستعدون لاستضافتهم في بيوتنا'.
لم نعرف ونحن نغادر مستشفى فلسطين ان كان يجب علينا ان نشعر بالفخر بالدكتور البيجرمي وعشرات الاطباء المصريين الذين خاطروا بحياتهم ودخلوا غزة على مسؤوليتهم الخاصة، حتى ان بعضهم دخل القطاع منذ اليوم الاول عبر الانفاق؟ ام نشعر بالخزي لاسباب اخرى عديدة؟
 
لهم الله سبحانه لن يضيعهم اللهم اشفهم جميعا وكما شفيت عليا رضي الله عنه في خيبر إشف محمود هاني وإخوانه الجرحى والمرضى جميعا اللهم آمين0
 
آمين
اللهم تقبل
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom