مجرد رأي رجال لا يزولون بزوال الدولة !؟
بعض الشعارات مثل الأكاذيب، حبلها قصير. ولعل أقصر حبل سار عليه النظام السياسي في الجزائر هو أكذوبة ''بناء دولة لا تزول بزوال الرجال''. ذلك أن ما يسمونها دولة زالت خلال الثلاثين سنة الماضية، ثلاث مرات على الأقل، لكن رجالها لم يزولوا ولا يزالون يزاولون شعاراتهم القديمة، ويملأون حياتنا غشا ونكدا وأكاذيب أشبه بالشعارات.
دولتهم تلك زالت سنة 1988 إلى حد أن الخبز والماء لم يعودا متوفرين كفاية، وانتهى الجوع بالناس للخروج إلى الشارع، فلم يجدوا فيه دولة قادرة على حماية مؤسساتها من غضب الناس.
وزالت دولتهم سنوات 95 و96 و1997 إلى حد أن بعض المناطق أعلنها الإرهابيون مناطق محررة، وكان الناس يغتالون في قلب العاصمة، والحرائق والتخريب تطال المؤسسات الرمزية في قلب الجزائر، ولم تكن هناك ما يسمونها دولة قادرة على حماية الناس والممتلكات، ولا حتى حماية رموزها.
ودولتهم اليوم في زوال. فالجزائر لم يعد لها ما تفخر به لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا ولا ثقافيا... كل ما بقي لها هم نفس الرجال الذين لا يزولون بزوال دولتهم.
بعض الحقائق لها مذاق مرير، ولكنها تبقى حقائق يبتلعها الناس يوميا مثلما يبتلعون حبات الأسبرين تفاديا لوجع الرأس. ومن حقائق ما يسمونها دولة أن عطالة التفكير هي الكفاءة الوحيدة التي يتميز بها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم رجال دولة، إلى حد أنهم لم يجدوا ما يجندون الجزائريين حوله في هذه الانتخابات المفبركة سوى العودة إلى قمامة الماضي لاستخراج شعارات لا يمكن حتى للأسماك أو الأرانب أن تصدقها، والدليل أن الرئيس الراحل هواري بومدين هو من اخترع هذا الشعار وصدع به رؤوس الجزائريين سنوات طويلة، وها هي النتيجة: بعد ثلاثين سنة من وفاته لا يزال الجزائريون يتطلعون إلى بناء دولة لا تزول بزوال الرجال فعلا، ورجال لهم أخلاق الفرسان يزولون إذا زالت دولت
بعض الشعارات مثل الأكاذيب، حبلها قصير. ولعل أقصر حبل سار عليه النظام السياسي في الجزائر هو أكذوبة ''بناء دولة لا تزول بزوال الرجال''. ذلك أن ما يسمونها دولة زالت خلال الثلاثين سنة الماضية، ثلاث مرات على الأقل، لكن رجالها لم يزولوا ولا يزالون يزاولون شعاراتهم القديمة، ويملأون حياتنا غشا ونكدا وأكاذيب أشبه بالشعارات.
دولتهم تلك زالت سنة 1988 إلى حد أن الخبز والماء لم يعودا متوفرين كفاية، وانتهى الجوع بالناس للخروج إلى الشارع، فلم يجدوا فيه دولة قادرة على حماية مؤسساتها من غضب الناس.
وزالت دولتهم سنوات 95 و96 و1997 إلى حد أن بعض المناطق أعلنها الإرهابيون مناطق محررة، وكان الناس يغتالون في قلب العاصمة، والحرائق والتخريب تطال المؤسسات الرمزية في قلب الجزائر، ولم تكن هناك ما يسمونها دولة قادرة على حماية الناس والممتلكات، ولا حتى حماية رموزها.
ودولتهم اليوم في زوال. فالجزائر لم يعد لها ما تفخر به لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا أمنيا ولا ثقافيا... كل ما بقي لها هم نفس الرجال الذين لا يزولون بزوال دولتهم.
بعض الحقائق لها مذاق مرير، ولكنها تبقى حقائق يبتلعها الناس يوميا مثلما يبتلعون حبات الأسبرين تفاديا لوجع الرأس. ومن حقائق ما يسمونها دولة أن عطالة التفكير هي الكفاءة الوحيدة التي يتميز بها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم رجال دولة، إلى حد أنهم لم يجدوا ما يجندون الجزائريين حوله في هذه الانتخابات المفبركة سوى العودة إلى قمامة الماضي لاستخراج شعارات لا يمكن حتى للأسماك أو الأرانب أن تصدقها، والدليل أن الرئيس الراحل هواري بومدين هو من اخترع هذا الشعار وصدع به رؤوس الجزائريين سنوات طويلة، وها هي النتيجة: بعد ثلاثين سنة من وفاته لا يزال الجزائريون يتطلعون إلى بناء دولة لا تزول بزوال الرجال فعلا، ورجال لهم أخلاق الفرسان يزولون إذا زالت دولت