اخوتي مما لا شك فيه أن كل جزائري شهم يحب بلده هذا و هو مستعد لبذل النفس و النفيس في سبيله .
لكن دعونا نرجع الى الوراء قليلا و نقوم بتحليل سوسيو تاريخي و سوسيوسياسي للوضع الجزائري قبل الاستعمار . لا ننكر أن العثمانيين عند دخولهم للجزائر حرروا بعض مدنها من الاستعمار الاسباني و منها وهران و مستغانم و غيرها . لكنهم فرضوا نوعا من الحماية على الجزائر و قامو بتوزيع المهام السياسية بين الأتراك و الكراغلة وثلة قليلة من السكان المحليين فقط . أما السواد الأعظم فكان مبعدا عن السياسة و الحياة الادارية بالجزائر سواء كانوا عربا أو أمازيغ . لقد كانت البنية الاجتماعية في الجزائر في ذلك الوقت نوعا ما بدوية تعتمد على الحياة القبلية . لقد أحدث الاحتلال الفرنسي نوعا من الصدمة على مستوى جميع الأنساق الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية فلقد حاول نقل الحضارة الأروبية الى الجزائر عنوة فحاولوا تفكيك الملكية الجماعية لأراضي القبائل بعدة قوانين كما حاولوا نشر تعاليم الدين المسيحي و ضربوا وحدة القبائل و خرجوا بما سمي بمشروع الظهير الأمازيغي و كل شيء حاربه الجزائريون و نجحوا في ثورتهم ضد العنجهية الفرنسية .
لكن ما أركز عليه هو أنه حققنا استقلالنا لكن بحجم سلبيات فرنسا فقد ورثنا ايجابيات عنها
منها الحداثة في تسيير الدولة على شاكلة نمط السلطة اليعقوبي الناتج عن الثورة الفرنسية
رأينا مدنا عصرية كسبناها منها هيبة ناتجة عن ثورة أطاحت عملاقا استعماريا دولة قوية في المجال العسكري . كل هذا تحقق بفضل فرنسا أرى بأن القدر جمعنا و فرنسا لنصبح ما عليه
لكن الحالة التي هي نحن اليوم عليها صناعة جزائرية فمن هو المسؤول .
بسطت الفكرة الى أبعد حد