بسم الله الرحمن الرحيملقد تطرقت في اشتراك سابق الى الفكر السلفي من منظور سياسي و اليوم في هذا الاشتراك سوف اسقط بعض الاوصاف التي لازمت الفكر الطرقي على الفكر السلفي لنرى الى مدى التقارب الكبير بين التفكيرين رغم ان الفكر السلفي يدعي مؤسسوه بانه جاء خصيصا للقضاء على الطرقية
و احقاقا للحق فان الفكر السلفي بقيادة مؤسسها الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله عملت العمل الكبير من اجل القضاء على الطرقية و منها خاصة هدم القباب و تفريق جماعات الذكر و غيرها و لكن ظهرت فيما بعد كثير من السلوكيات المشتركة بين الطرفين ساذكرها في نقاط :-
01- الموقف من الجهاد :- لقد عملت الطرق الصوفية على مدار الازمنة على تثبيط الناس على الدفاع على انفسهم و تبرر دعوتهم هذه بان المستعمر ماهو الا ابتلاء من الله وجب الصبر عليه و قد كانت للطريقة التجانية دور كبير في تخويف الناس من جهاد القوات الفرنسية في الجزائر و اعتبرت ان جهاد العدو هو عدم الرضا على قضاء الله و قدرته في الجهة الاخرى نجد ان الفكر السلفي دعا هو الاخر للقعود عن الجهاد و عدم مقارعة العدو تحت طائلة اسباب اخرى و هي عدم توافر شروط الجهاد و منها على الخصوص عدم وجود الوالي العادل و عدم التكافؤ في العدة و العدد مع العدو و هو شرط اعتقد انه لم يتوفر منذ بزوغ الرسالة و لن يتوفر الى ان يرث الله الارض و من عليها و قد بشرنا بها احد دعاة السلفية عندما قال و عندما تهاجم ياجوج المسلمين سيدعوهم اميرهم للتحصن بالجبل و عدم مقارعتهم .
02- الولاء المطلق الغير مشروط لولي الامر :- اذا عرفنا ان سبب ظهور الطرقية يعود بالاساس لحاجة في نفس الحكام الذين كانوا يريدون تخدير شعوبهم و كفهم عن المطالبة بتحسين وضعياتهم و من هذا المنطلق فقد نذرت الطرقية نفسها للدفاع عن السلطان كيفما كان عدو او كافر المهم انه يتسلط على رقاب الامة و نجد كذلك الفكر السلفي يحذو نفس الحذو فقد انفرد حصريا بالدفاع عن الانظمة مهما كانت و سعى الى تثبيط كل خروج و اعتبره ردة و عاد الداعين عليه و اعتبرهم دعاة فتنة وجب محاربتهم
03- المبالغة في تقديس شيوخهم :- فالفكر الطرقي يقدس شيوخه الى درجة الربوبية و قد لا يعطي اهمية الى ربه مقابل دعوة شيخه و تراه يصف لك شيخه حتى يخيل اليك انه يتحدث عن ملائكة فيقول لك مثلا 'هو الشريف الأصيل المربي العارف بالله والدال عليه الشيخ سيدي .........'و كذلك 'هو شيخ الطريقة، القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم الشريف العفيف أبو العباس سيدي أحمد بن الولي الشهير والعالم الكبير الأمام القدوة النبوي الأتباع، " في المقابل يقوم السلفية بشكل اقل و لكن فيه كثير من التبجيل و الثناء فمثلا :-'هو شيخنا الإمام وعلم الأعلام المحدث الكبير والفقيه النحرير شيخ المحدثين وعمدة المحققين حسنة بلاد الشام الذاب عن سنة سيد المرسلين تحريف الغالين وانتحال المبطلين القائم بالسنة والقامع للبدعة مجدد علم السنة أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله رحمة واسعة ' لا اله الا الله فوالله لم اسمع على ثناء في مثل هذا الاسلوب حتى على سيد المرسلين
04- التشبث بالتسمية :- ففي الوقت الذي نجد ان الطرقية منذ تاسيسها تعمل على ترسيخ تسمية مؤسسها لترفع من ذكره حتي وصل الى اناصبح يذكر اكثر من الله و رسوله في المقابل نجد ان الفكر السلفي نجده يتشبث بالبتسمية السلفية و يعتبرها احد اعمدة هذا الدين و لا يتاخر في كتابة المحاضرات لتبرير هذه التسمية و ربطها بالشرع
05- كل مخالف عدو : - بالنسبة للفكرين فان كل مخالف لرايهم فهو عدو وجب التحذير منه و من السماع له و العمل على جزره و ردعه و لان الفكر الطرقي في غالبيته اميون فان ردودهم في غالب الاحيان ضمن حلقات المساجد بينما الفكر السلفي و مع التكوين الجامعي و امام توفر الامكانيات فان ردودهم على المخالفين كانت قاسية جدا مست حتى اعراض العلماء و ذلك بتاليفهم الكتب و نشرها على نطاق واسع بين العوام من الناس و عن طريق القنوات التلفزية و المواقع الالكترونية و لعلى اشهرها ' الكلب العاوي يوسف القرضاوي – جهالات البوطي- كل الجزائريين حمير و غيرها بينما وصل بالفكر الطرقي في كرهه للمخالفين الى حد محاولة قتل الامام عبد الحميد بن باديس
06- التركيز على الثانويات من الامور تركيزهم على الكتابة والحديث والنشر عن المسائل الثانوية في حياة الأمة وتركهم للمسائل والقضايا المصيرية التي تهم الأمة وترفع قدرها وتعيد لها العزة والكرامة والسيادة والريادة و الدليل تجده في قسم الشريعة لدينا فموضوعاتهم رغم ان الامة حبلى بالمشاكل المصرية فتجدهم يجترون مواضيع عن ثلاثة عشرة طريقة في الجماع و هل يجوز جماع المراة من دبرها و هل السواك باليد اليمنى او اليسرى اما الطرقية فوقتها ضائع في عد حبات السبح و التهليل و التمجيد للشيخ و هما وجهان لعملة واحدة