جــــيل لن يتكـــــرر....؟
أقرأ الموضوع وأنت الحكم ...وأترككم مع الموضوع
فطلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوه بالجار أتي الجار إلي الرسول وقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيم
فقال الرجل صدق فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )
فذهل أصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنة معنى هذا أن من يشتري هذه النخلة هو من أهل الجنة قطعاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى...
إن هو إلا وحي يوحى لكن الرجل رفض مرة أخري طمعا في متاع الدنيا فتدخل احد أصحاب الرسول ويدعى أبا الدحداح فقال للرسول الكريم ..
إن أنا اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب إلي نخله في الجنة يا رسول الله ؟
فأجاب الرسول نعم فقال أبا الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟
فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينة يطمعون في تمر أبا الدحداح من شده جودته فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه ايعقل أن يقايض ستمائة نخله من نخيل أبا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس فوافق الرجل واشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابه علي البيع ..وتمت البيعه ..
فنظر أبا الدحداح إلي رسول الله سعيدا سائلا (ألي نخله في الجنة يا رسول الله ؟)
فقال الرسول (لا ) فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله فاستثنى الرسول قائلا ما معناه ( يا أبا الدحداح الله عرض نخلك مقابل نخله في الجنه وانت ضحيت ببستانك كله ، ورد الله علي كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل أعجز على عدها من كثرتها...
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كم من مداح الى ابا الدحداح )
(( والمداح هنا – هي النخيل المثقلة من كثرة التمرعليها )) وظل الرسول يكرر جملته أكثر من مرة لدرجه أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لآبا الدحداح
وتمني كل منهم لو كان ابا الدحداح ..
وعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها
(لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط ) فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن فقال لها (لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام ) فردت عليه متهلله (ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )
فمن منا يقايض دنياه بالآخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه أرجو أن تكون القصة عبرة لكل من يقرأها ..فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها فما عندك زائل وما عند الله باق ..
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.