طيب أخي الكريم راح أعقب على كلماتك
بملاحضات أتمنى أن أوفق في شرحها لك
في قولك
ان الأية التي ذكرتهـا في مشاركتي لا يمكن أن تنسخ لأنه ان كان القرآن صالح في كل مكان و زمان فهذه الأية هي الأحق أن تتبع، و لا يعقل أن يطلب الاله منـا نحن المسلمين ان نتبع الأيات التي قد ذكرتموهـا أنتمـ في مشاركتكمـ مثل آية "و اقتلوهمـ حيث ثقفتموهمـ" و أخرى بمعنى حيث وجدتموهمـ فهذا لا يعقل أن نقتل شخصا لا لشيء الا أنه مختلف في عقيدته معنـا...
فقبل تعميـمـ تفاسير الآيات و العمل بهـا يجب الأخذ بعين الاعتبار الوقائع و الدوافع و السوابق التي أدت الى العمل بهذه الآية...
أقول أخي الكريم الواجب علينا فعلا
أتباع كتاب الله تبارك وتعالى كاملا وكل ماجاء فيه
لكن في كثير من المسائل عندما ننحصر في مجال لانفهمه فأننا
لانستطيع تأويل أي مسألة في القرآن الكريم إلا أهل العلم الراسخين فيه كما ذكرهم الله في محكم تنزيله(( هو الذى انزل عليك الكتاب ، منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات ، فاما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله . والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ))..
فذكر الله تبارك وتعالى أن الذين يتبعون المتشابه من القرآن
هم أهل الزيغ والضلال وأنه مايريدون إلا الفتنة .....
فأنت قلت أخي الكريم ان الله
لايعقل أن يأمرنا بهاته الآية
وأقتلوهم حيث ثقفتموهم ... بل يأمرنا الله بها
لكن ؟؟ لاتفهمها بأن أي شخض ينافي عقيدة التوحيد أو من الكفار عندما تثقفه او تجده تقتله ... كلا لكن الأية تقصد المحاربين وليس المستأمنين وأضرب لك مثلا هل جنود اليهود في فلسطين الآن أو جنود الأمريكان في العراق الآن محاربين أو مستأمنين .... هنا يأمرنا الله تبارك تعالى بأن نقتلهم حيث نثقفهم لأنهم يستحلون العرض والمال والنفوس المسلمة ............ أظن أن الكلام هنا واضح
لذا يجب عدمـ التسرع و استباحة دمــاء الآخرين و قراءة الأيات جيدا و ان آية " و لا تعتدوا " لا يمكن بأي حال من الأحول ن تكون منسوخة لأنها تحدد المساحة الشرعية للجهــاد و بغير هذه الآية فسيتحول الجهاد الى شيء وحشي غير مقدس على الاطلاق...
فالله قد أعطــانا حق الدفاع على النفس و حق "الجهاد" و لكن ذلك لن يتمـ الا بأطر معروفة و شرعية، و من غير التعدي على أكبر المقاصد الاسلامية (الحفاظ على النفس)...
من المعلوم أخي الكريم أنه بالأجماع عند المسلمين
أن للجهاد نوعين وأقصل الجهاد بمعنى القتال ....
النوع الأول جهاد دفع والنوع الثاني جهاد طلب
ولا أريد الأنغماس اكثر في التفسير
لكن سأوضح لك الموضوع ببساطة تامة ...
جهاد الدفع أخي الكريم أنه عندما يدخل الكفار
بلد من بلدان المسلمين فوجب على
المسلمين دفع هذا المعتدى حتى
إخراجه بقوة الحديد والسلاح كما
هو الآن حال بلدان المسلمين المحتلة
أما جهاد الطلب وهو الذي لا
أضنك تعرفه أنه عندما يكون المسلمين مستقرين
وفي عز شوكتهم ولا شبر من أراضيهم محتل هنا أن خرجوا
للجهاد يكون جهادهم جهاد طلب كما في الفتوحات الإسلامية أن قرأت عنها .... فهنا عند خروجهم لقتال الكفار بجيوش الإسلام
أما أن يسلم الكفار وإما أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون كما قال الله قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
بمعنى أن يعطو الجزية وهم ذليلون صاغرون مستسلمون
أما الذين أسلمو فالحمد لله لايعطو الجزية والذين لم يسلموا لايكرههم أحد على الإسلام أبدا بل يعيشون آمنين كما قال الله تعالى لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ...إلخ الآية
فأنت أخي الكريم ترى أن جهاد الطلب أذن وحشية وهمجية
والإعتداء وهذا خطأ وقعت فيه جسيم فالنبي صل الله عليه وسلم
قال وما أجمل ماقال بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت وجعل رزقي تحت ظل رمحي ......فهل تقول أن النبي صل الله عليه وسلم يعتدي على الناس حين جاهدهم بالسيف .... وأنه بعث ليعبد الله وحده في الٍأرض لاسواه ....
فان الله لمـ يشرع و لو في آية واحدة قتل الغير لمجرد اختلافه العقيدي ...
وأنت هنا أخي الكريم وقعت في أكبر خطأ وسأبين لك ذلك
كلامك هنا واضح وجي على انك لاتعلم جهاد الطلب نهائيا
وأنت تعذر ..... وسأوضح لك ....
قال الله تعالى
«قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب»
وهاته أية صريحة جليية لاغبار عليها في قتال من لايومنون
بالله ولاباليوم الآخر يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق
السؤال الآن يطرح نفسه بقوة الآن والذي أريد ان أبينه لك
إذن لماذا فرض الله على المسلمين جهاد الطلب و رفض منهم الإنكفاء على أنفسهم فقط .وأن يخرجوا ويقاتلوا المشركين ؟
هل لردع من تسول له نفسه بغزو بلاد المسلمين ؟
هذا أمر جائز و لكنه أكيد ليس كل شئ
هل لتعريف الشعوب الكافرة بدين الإسلام ؟
هذا أمر كان يكفيه إبعاث الدعاة إلى كل أرجاء الأرض و ليس تجهيز الجيوش و إرسالها
إذن الأمر شئ آخر .
أقول
فرض الجهاد على المسلمين لتكون دولة الإسلام هى الدولة ذات الهيمنة والسيادة العظمى فى العالم و لا سيادة تماثلها من أى ملة أخرى . لتكون هى الدولة ذات العلو الأول و ذات الكلمة العليا فى المقدرات السياسية و الإقتصادية و العسكرية لكافة شعوب الأرض . لماذا ؟؟
لأنها الدولة الوحيدة على وجهه الأرض التى تحكم بشريعة منزلة من الله . و هذا يعنى أن الله هو الحاكم الحقيقى لهذه الدولة و لا يصح أن يعلو فوق ملكوته ملك أخر على أى شاكلة كان فالكل يجب أن يقع تحت سلطان شريعة الله الحاكمة . هذا بغض النظر عن الشعوب الداخلة تحت هيمنة حكم الشريعة أدخلوا الإسلام أم لم يسلموا .
بل انه - عز و جل - شرع لنـا حق الدفاع عن أنفسنا و ابعاد المفسدين عن الأرض...
و هناك آيات لا يجب العمل بهــا الا اذا توافرت الشروط الكــاملة، فعندما تجد آية معينة فأول ما يجب فعله هو الرجوع الى سبب نزول الآية و الدافع الى العمل بهــا و ما هي الوقائع التي حدثت و التي كانت سببا في نزول الآية...
فلو كان تطبيق الآيات هكذا بالمعنى السطحي دون تدبر، فكان الأحق أن يعمل بها الرسول صلى الله عليه و سلمـ حين فتح مكة و هو الأحق أن يتبع أوامر الله....
فلو كانت الآية منسوخة و لنفترض أن فعلا قد نسخت، لنفذ الرسول الكريمـ مشيئة الرب اتباع لقوله " و اقتلوهمـ حيث ثقفتموهمـ" و لكن للانسان عقل يجب اتباعه و ميزان يجب أن نرجح به الأولى و الأفضل...
فقد فضل الرسول المكرمـ صلوات الله و سلامه عليه العفو عن أهل مكة و عدم العمل بنص قرآني صريح يدعوه - حسبك - الى قتل كل المشركين و ادخال ذلك ضمن صفحة الجهاد...
و لكنه صلى الله عليه و سلمـ يعلمـ أن القتل من شر الأعمال على الاطلاق و يجب التأكد على مشروعية الجهاد قبل الشروع به ...
لذلك يجب أن يتدخل العقل الانساني في توضيح اذ ماكان القتــل مباحا أو مكروها أو محرمــا في هذه الحالة....
فالآيات يتغير حكمها الشرعي من حالة الا أخرى، فأحيــانا يكون الافطار مباحا في حين أنه في حالات أخرى يكون فرضـا و في حالات يكون محرمـا يستوجب عقاب من قد أفطر...
الأمر نفسه يتعلق بالجهاد فأحيــانا يكون الجهاد و المرابطة في سبيل الله واجبـا و في أحيان أخرى يخرج الجهاد من اطاره المقدس و من الرعاية الدينية ليصبح قتلا لا مبرر له و ليس بوسع أي ديانة مهمـا كانت أن تفسره...
طيب أنت قلت أخي الكريم و لكن للانسان عقل يجب اتباعه و ميزان يجب أن نرجح به الأولى و الأفضل وقلت أيظا لذلك يجب أن يتدخل العقل الانساني وأنا أقول لك لا لأن امر الله يجب أن يطبق ولايفكر فيه ابدا أذا كان واضحا وجليا ومبينا من الله تبارك وتعالى و الرسول صل الله عليه وسلم و
السلف الصالح رضوان الله عليهم
كما قال الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم من ويعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)
سأعطيك مثالا آخر لتوضيح رأيي...
القرآن يأمرنـا بعدمـ اتخاذ اليهود و النصارى أولياء في آية صريحة غير منسوخة على الاطلاق...و لكننا في الحين نفسه نرى الرسول عليه السلامـ قد تقبل من المقوقس هدايا و هبات و من اليهود هدايا و هبات، فهل هذا يعني أنه قد خالف نصا قرآنيـا ؟؟.. لا حاشا للرسول أن يقومـ بذلك و لكنه قد قامـ بقراءة الأحداث و المعطيــات و الوقائع مما يجعل الآية السابقة الذكر غير قابلة للتطبيق لأنهـا قد نزلت في وقائع مغايرة ...
نعم القرآن يأمرنا بعدم أتخاذ اليهود والنصارى أولياء ومعنى أولياء يا أخي الكريم أن يصاحبهم ويتودد إليهم ويجالسهم مجالسة المسلم للمسلم ويواليهم في مشاكلهم ومحنهم
وفي شتى مجالات حياتهم ورسول الله صل الله عليه وسلم قبل منهم الهدايا
وهو جائز له ولي ولك ان أقبل هدياهم بشرط أن تكون غير محرمة كخمر أو ذبيحة ذبحت لغير الله ولكن بشرط ان يكونوا مسالمين لنا يعني النبي صل الله عليه وسلم قبل منهم الهدايا ....هل تظن بانه أذا قدموا له الهدايا انه يحبهم و ويتودد إليهم ويتولاهم .. لا ؟؟؟ بل هم الذين قدموا له .... فلوا كان يحبهم ويتودد لهم لقدم لهم هو الهدايا فلا أظنك تجد نصا قرآنيا أو حديثا قدم فيه النبي هدية للكفار
وهذا دليل لعظمة حب النبي عندهم وشاهد حتى الكفار كانوا يحترمونه لشدة شوكتهم انذاك بماذا ؟؟؟؟ بجهادهم ورهبتهم من المسلمين .... لأنهم كانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم
لذلك فالجهاد شيء مقدس صحيح و لكن يجب أن يستوفي شروطه و الا أصبح قتلا قذرا غير مقدس و لا تحتويه الديانة على الاطلاق...
أكيد جدا فالجهاد له فقهه فيجب
دراسته وقرائته لا الجهاد بجهل
..............................................
أقول أخي الكريم الجهاد في سبيل الله من أعظم القربات لله سواء
فرضيا أو تطوعا وأن الذي يتهرب منه أو لايدافع عنه منافق
كما قال النبي صل الله عليه وسلم
من لم يغزوا ولم
يحدث نفسه بالغزو مات عى شعبة من النفاق
فما الفرق أخي الكريم بين قول الله تبارك وتعالى كتب عليكم القتال وكتاب عليكم الصيام الإثنين واجبين كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ......
لأن القتال تكرهه النفس لكن قال الله تعالى
وعسى ان تكرهو شيئا هو خير لكم
تحياتى أخوك في الله