- إنضم
- 21 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 1,295
- نقاط التفاعل
- 0
- نقاط الجوائز
- 156
- آخر نشاط
بسم الله الرحمان الرحيم
اعضاء القسم السياسي . . . . احبائي في الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في هذا المقال نسلط الضوء على اكثر المواضيع جدلا على المستوى الاجتماعي والسياسي والفكري ونركز على خطر استغلال الدين من قبل السياسيين وخطر ابعاد الدين عن المجتمع بدعوى عدم الاستغلال.
لم يكن الدين ليبتعد عن السياسة بل هي السياسة التي تبتعد عن الدين او بمعنى ادق القائمون على الخطاب السياسي يحاولون اخراج ذواتهم من الدين او الالتزام الديني ولكنهم يستغلون الدين كشعار يمررون بضاعتهم الفاسدة وهذا مكمن الخطر في التعاطي مع الدين.
ولم تكن اشكالية الدين والسياسة حديثة العهد او تناقش بصورة سرية لان هذا الموضوع مطروح منذ الاف السنين لكنه يتفاوت بالحدة واللين من عصر الى اخر ومن طائفة الى طائفة اخرى، ومن حكومة الى حكومة غيرها وحتى البحث التاريخي يرشدنا الى نماذج اشكالية كثيرة في هذا الموضوع. المهم ان هناك جدالا مستمرا عن دور الدين ودور السياسة في الحياة الاجتماعية، لكن بين هذين الدورين اتهامات واتهامات مقابلة فبعض رجال الدين يرون ان الابتعاد عن السياسة هو الافضل لانها حرفة ارضية فاسدة وان يركن الناس الى التأمل، ومن هذا المنطلق ينطلق رجال السياسة للهجوم على هؤلاء المتدينين بنعتهم بالتخلف والجمود. في هذه الاثناء تنطلق مطالبة فكرية من بعض المفكرين بالابتعاد عن احتراف السياسة لان احتراف السياسة لا يعود على الرجل الصالح الا بالقضاء على ينبوع الخير في نفسه فينقلب الى انسان كاذب خداع يتملق الناس في اوقات احتياجهم ويتهرب منهم عندما يحتاجوه. وفي نفس الوقت هناك مطالبة فكرية معاكسة فحواها ان على الرجل الحكيم ان لا ينزوي في بيته بالانسحاب من الحياة الاجتماعية بل بالعكس عليه القيام على الاقل بواجبه المعنوي.
ومع هذه المطالبة يدخل رجال دين الى الحياة السياسية بقوة ولا يتركون مجالا الا واخضعوه للدين، وينطلق الهجوم مجددا من قبل السياسيين بان هؤلاء يديرون الحياة الانسانية بارائهم لا باراء الدين وهذه شمولية مقيته.
اول من استغل الدين هو الامبراطور قسطنطين فقد ادخل الامبراطورية الرومانية تحت الديانية المسيحية، ولعل السبب الذي جعل قسطنطين يعترف بالديانة المسيحية هو سبب سياسي ذلك انه كان يحتاج الى تأييد الكنيسة وبالتالي ايمان رجال الكنيسة ورجال الدين المسيحيين باجمعهم وتأييدهم للدولة.
ما قام به قسطنطين بالاتجاه المسيحي لم ينتهي لحد هذه اللحظة، فالحكومات الغربية صحيح انها علمانية لكنها تغازل الكنسية وما يجري الحديث عنه من استغلال للدين ليس فقط في الاسلام او ما يسمونه الاسلام السياسي بل هذا الامر موجود في كل الطوائف والاديان الى هذه اللحظة.
نتيجة هذا الجدل بين الدين والسياسة ليست جيدة للمجتمعات وتطورها، والمهم هو وجود سياسات اخلاقية خالية من التلفيق بينما يكمن دور الدين في تربية البشرية على الاخلاق في المحل الاول فبوجود اخلاق ستكون هناك سياسة ناجحة.
وبين السياسة والاخلاق كلام كثير ففي بعض الاحيان يتفقان الا انهما في كثير من الاحيان على خلاف مستمر وطويل.
الحديث عن السياسة والاخلاق حديث قديم قدم الانسان وصحيح ان فلاسفة اليونان الكبار وهم سقراط وافلاطون وارسطو هم من ارسى قواعد الفلسفة السياسية والتأثيرات الاخلاقية الا ان الامر ابعد من ذلك بكثير فحتى المجتمعات في العصور البدائية كانت تعبر عن هذا المحتوى لا شعوريا.
مزج كبير مفكري اليونان افلاطون نظريته السياسية بالاخلاق والفلسفة وقرر ان اساس الحكم اربع فضائل هي الحكمة وهي الجانب الفلسفي والشجاعة وهي الجانب الطبيعي والعفة وهي الجانب النفسي والعدالة وهي الجانب السياسي، ومن لا تتوفر فيه هذه الفضائل فليبتعد عن حكم الناس.
تقرير جميل هذا الذي قرره افلاطون فهل تتوفر هذه الفضائل في السياسيين العرب، وهل للمارسات التي قام بها الكثير من السياسيين من ارهاب وفساد اداري وسرقة للمال العام وتسطيح افكار الجماهير ارتباط بهذه الحقيقة الجلية؟؟
ارسطو ايضا سار على نهج افلاطون بربطه السياسة بالاخلاق بل السياسة عند ارسطو ان هي الا الجانب الاجتماعي للاخلاق فهو يقول: ان نجاح السياسي كفرد يبدأ من ممارساته الاخلاقية ونجاح المجتمع سياسيا بممارسته لاليات السياسة بصورة اخلاقية واعية.
ويرى الكثير من المفكرين السياسيين ان الحكومات تقسم الى حكومة صالحة توفر الخير للناس تتحلى دائما بالاخلاق، وحكومة فاسدة توفر الفقر للناس لانها لا تتحلى بالاخلاق لا داخليا ولا خارجيا.
اما الكلمة الان فموجهة الى حكومتنا الجزائرية الحالية وأقول لها: الاخلاق اساس الحكم فلا خير اجتماعيا او استقرارا سياسيا مع المؤامرات، والخير كل الخير مع سياسة اخلاقية قائمة على اساس الانسانية والمساواة.
تحياتي
اعضاء القسم السياسي . . . . احبائي في الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في هذا المقال نسلط الضوء على اكثر المواضيع جدلا على المستوى الاجتماعي والسياسي والفكري ونركز على خطر استغلال الدين من قبل السياسيين وخطر ابعاد الدين عن المجتمع بدعوى عدم الاستغلال.
لم يكن الدين ليبتعد عن السياسة بل هي السياسة التي تبتعد عن الدين او بمعنى ادق القائمون على الخطاب السياسي يحاولون اخراج ذواتهم من الدين او الالتزام الديني ولكنهم يستغلون الدين كشعار يمررون بضاعتهم الفاسدة وهذا مكمن الخطر في التعاطي مع الدين.
ولم تكن اشكالية الدين والسياسة حديثة العهد او تناقش بصورة سرية لان هذا الموضوع مطروح منذ الاف السنين لكنه يتفاوت بالحدة واللين من عصر الى اخر ومن طائفة الى طائفة اخرى، ومن حكومة الى حكومة غيرها وحتى البحث التاريخي يرشدنا الى نماذج اشكالية كثيرة في هذا الموضوع. المهم ان هناك جدالا مستمرا عن دور الدين ودور السياسة في الحياة الاجتماعية، لكن بين هذين الدورين اتهامات واتهامات مقابلة فبعض رجال الدين يرون ان الابتعاد عن السياسة هو الافضل لانها حرفة ارضية فاسدة وان يركن الناس الى التأمل، ومن هذا المنطلق ينطلق رجال السياسة للهجوم على هؤلاء المتدينين بنعتهم بالتخلف والجمود. في هذه الاثناء تنطلق مطالبة فكرية من بعض المفكرين بالابتعاد عن احتراف السياسة لان احتراف السياسة لا يعود على الرجل الصالح الا بالقضاء على ينبوع الخير في نفسه فينقلب الى انسان كاذب خداع يتملق الناس في اوقات احتياجهم ويتهرب منهم عندما يحتاجوه. وفي نفس الوقت هناك مطالبة فكرية معاكسة فحواها ان على الرجل الحكيم ان لا ينزوي في بيته بالانسحاب من الحياة الاجتماعية بل بالعكس عليه القيام على الاقل بواجبه المعنوي.
ومع هذه المطالبة يدخل رجال دين الى الحياة السياسية بقوة ولا يتركون مجالا الا واخضعوه للدين، وينطلق الهجوم مجددا من قبل السياسيين بان هؤلاء يديرون الحياة الانسانية بارائهم لا باراء الدين وهذه شمولية مقيته.
اول من استغل الدين هو الامبراطور قسطنطين فقد ادخل الامبراطورية الرومانية تحت الديانية المسيحية، ولعل السبب الذي جعل قسطنطين يعترف بالديانة المسيحية هو سبب سياسي ذلك انه كان يحتاج الى تأييد الكنيسة وبالتالي ايمان رجال الكنيسة ورجال الدين المسيحيين باجمعهم وتأييدهم للدولة.
ما قام به قسطنطين بالاتجاه المسيحي لم ينتهي لحد هذه اللحظة، فالحكومات الغربية صحيح انها علمانية لكنها تغازل الكنسية وما يجري الحديث عنه من استغلال للدين ليس فقط في الاسلام او ما يسمونه الاسلام السياسي بل هذا الامر موجود في كل الطوائف والاديان الى هذه اللحظة.
نتيجة هذا الجدل بين الدين والسياسة ليست جيدة للمجتمعات وتطورها، والمهم هو وجود سياسات اخلاقية خالية من التلفيق بينما يكمن دور الدين في تربية البشرية على الاخلاق في المحل الاول فبوجود اخلاق ستكون هناك سياسة ناجحة.
وبين السياسة والاخلاق كلام كثير ففي بعض الاحيان يتفقان الا انهما في كثير من الاحيان على خلاف مستمر وطويل.
الحديث عن السياسة والاخلاق حديث قديم قدم الانسان وصحيح ان فلاسفة اليونان الكبار وهم سقراط وافلاطون وارسطو هم من ارسى قواعد الفلسفة السياسية والتأثيرات الاخلاقية الا ان الامر ابعد من ذلك بكثير فحتى المجتمعات في العصور البدائية كانت تعبر عن هذا المحتوى لا شعوريا.
مزج كبير مفكري اليونان افلاطون نظريته السياسية بالاخلاق والفلسفة وقرر ان اساس الحكم اربع فضائل هي الحكمة وهي الجانب الفلسفي والشجاعة وهي الجانب الطبيعي والعفة وهي الجانب النفسي والعدالة وهي الجانب السياسي، ومن لا تتوفر فيه هذه الفضائل فليبتعد عن حكم الناس.
تقرير جميل هذا الذي قرره افلاطون فهل تتوفر هذه الفضائل في السياسيين العرب، وهل للمارسات التي قام بها الكثير من السياسيين من ارهاب وفساد اداري وسرقة للمال العام وتسطيح افكار الجماهير ارتباط بهذه الحقيقة الجلية؟؟
ارسطو ايضا سار على نهج افلاطون بربطه السياسة بالاخلاق بل السياسة عند ارسطو ان هي الا الجانب الاجتماعي للاخلاق فهو يقول: ان نجاح السياسي كفرد يبدأ من ممارساته الاخلاقية ونجاح المجتمع سياسيا بممارسته لاليات السياسة بصورة اخلاقية واعية.
ويرى الكثير من المفكرين السياسيين ان الحكومات تقسم الى حكومة صالحة توفر الخير للناس تتحلى دائما بالاخلاق، وحكومة فاسدة توفر الفقر للناس لانها لا تتحلى بالاخلاق لا داخليا ولا خارجيا.
اما الكلمة الان فموجهة الى حكومتنا الجزائرية الحالية وأقول لها: الاخلاق اساس الحكم فلا خير اجتماعيا او استقرارا سياسيا مع المؤامرات، والخير كل الخير مع سياسة اخلاقية قائمة على اساس الانسانية والمساواة.
تحياتي